تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 26

الموضوع: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    أحسن الله إليكم
    قال ابن منظور في اللسان في مادة "بأبأ" :
    "...وبأْبأْتُ به قلتُ له بَابَا وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا ...."
    ونحوه في مقاييس ابن فارس وسر صناعة الإعراب لابن جني
    ويترتب على ذلك مسألة :هل مناداة الابن أباه والأب ابنه بـ "بابا" من التشبه بالغرب فيكون حراما أم لا؟؟
    وهل هو من الرطانة بلغة المشركين فيمنع منه إلا للحاجة أم لا؟؟
    وقد انتشر بين أوساط الطلبة عندنا أنها لغة أعجمية فرتبوا عليها ما ذكرته
    ما قولكم بارك الله فيكم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    قال الجاحظ :والميم والباء أوّلُ مايتهيّأ في أفواه الأطفال ، كقولهم : ماما ، وبابا ؛لأنهما خارجان
    من عمل اللسان ،وإنما يظهران بالتقاء الشفتين.


    البيان والتبين 1/62
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    196

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    الذي يظهر - والله أعلم - أنها عربيَّة،ذكرت في المعاجم العربية، ذكرها غير واحد من الأئمة، منهم الإمام الراغب - رحمه الله - في كتابه مفردات ألفاظ القرآن، قال - رحمه الله - في مادة " أبا "،ص:58 : ( قولهم: بأبأ الصبي، هو حكاية صوت الصبي إذا قال: بابا ).
    ومامن كاتب إلا ويفـنى ... ويُبقي الدهر ماكتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    أحسن الله إليكم وبارك فيكم

    وفي فتاوى اللجنة :
    الفتوى رقم ( 8867 )
    س : تسأل عن حكم مناداة أمها بلفظ (ماما) ، وحكم طاعتها في خلع الحجاب ونحوه .
    ج : لا شيء في مناداة الأم بلفظة (ماما) ، إلا إذا كرهتها الأم فتنادى بأحب الأسماء إليها . ولا يجوز طاعة الأم في كشف الوجه
    (الجزء رقم : 25، الصفحة رقم: 175)
    والتبرج في الملابس ونحوها ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
    وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
    عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
    عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    ورأيت بعض المشايخ يحرمها بناءً على أنها أعجمية كالشيخ محمد جميل زينو وغيره
    وحيث ثبت أنها كلمة عربية لم يكن للتحريم وجه
    والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    ولكن الذين ينادون آباءهم وأمهاتهم بلفظة (بابا) و(ماما) اما قلدوا بذلك آباءهم فيما شاع بينهم وصار عرفا متبوعا في بلادهم وكأنه أصبح في نظرهم لفظا معربا أو عربيا لا يجدون فيه غرابة، واما كانوا من الذين علموا أن أصل ذلك في بلادنا كان نقلا عن الغزاة الانجليز والفرنجة ونحوهم لما دخلوا به الينا، وما كان الناس قبل ذلك يقولون الا أبي وأمي العربية * ولكنهم استمروا في مناداة آبائهم بها تحسبا من فتنة تغييرهم لذلك في بيوت آبائهم، حتى اذا ما من الله عليهم هم بالولد جعلوه يناديهم بأبي وأمي، وليس بابا وماما.. فالذين حرموها لأنها مشابهة للكفار نناقشهم فيما اذا كانت الكلمة اليوم مما يختص به الكفار حقا أو هي على هذا اللفظ في لغاتهم! بل انها ومع مشابهتها لما في لغاتهم الا أنها ليست هي هي ألفاظهم، والذين قلدوا فيها قلدوا فيها آباءهم وأهليهم المسلمين اذ وجدوها عرفا شائعا في بلادهم، ولم يتشبهوا فيها بالكفار! فهل يقال لهؤلاء دعوه فهو حرام لأنه من التشبه المحرم؟ فان قلنا أنه حتى والحال كذلك هو من التشبه المحرم ولا فرق، وجب علينا الحكم عليه بذلك دون الالتفات الى اكتشافنا لوجود أصل عربي قديم للكلمة، لأن الذين يستخدمونها أكثرهم لا علم لهم بهذا الأمر أصلا وانما اتبعوا سنة الآباء وقلدوا في هذه كما قلدوا في غيرها من الأمور.
    وبوجود هذا الأصل في كتب اللغة، يكون نهاية الأمر أن نسكت عن (بابا) و(ماما) هذه ولا ننكر على أصحابها ولا نناقشهم فيها، ويحسن أن ننشر هذا الكلام في الاخوة الذين يقعون أحيانا في مشاحنات مع آبائهم اذ يقررون بين عشية أو ضحاها ألا ينادوا آباءهم وأمهاتهم - وقد اعتادوا منهم طوال حياتهم على بابا وماما - الا بأبي وأمي، ويحاولون بلا جدوى - ولا بينة ولا دليل - اقناعهم بأنها حرام وبأنها تقليد للكفار! فنقول لهؤلاء رفقا بأهليكم ومهلا، فلكم أن تواصلوا مناداة أهليكم بهذه الكلمات إذ الأمر قد صار من عرف المسلمين في زماننا، مناداة الأب والأم بهذه الألفاظ في أكثر بلاد المسلمين فلا يستقل به الكفار ولا يقال أنه علامة عليهم يتميزون بها، زد على ذلك ما ترونه الآن من موافقة لهذا الأصل العربي!
    ومما يناسب الاشارة اليه في هذا المقام هو أن البلوى قد عمت في بعض بلاد المسلمين بألفاظ ليست من العرف اللغوي، بل هي مما يتعمد أصحابه مشابهة الكفار تعمدا وهو مما يميزهم في لغاتهم، ففيهم من يقول لأبيه (دادي) و PAPA بنطقها الانكليزي، ولأمه (مامي) وMamma بتشديد الميم الوسطى وهو اللفظ الافرنجي الذي لا يخفى أنه من لغات الافرنج، لا مما شاع في كلامنا! فهؤلاء من لا مرية في نزول حكم التشبه عليهم، ولو تأملت فيهم لوجدتهم يتشبهون بالكفار فيما هو أكثر وأخطر من ذلك، والله المستعان!
    ------------------

    * = وهذا أمر يفتقر فيه الى دليل في الحقيقة، فلا أدري بأي شيء كان المسلمون في مختلف بلاد المسلمين ينادون آباءهم قبل دخول الفرنجة اليهم وتعرضهم بذلك للافتتان بهم وبعاداتهم وأنماط حياتهم! فالعجمة واقعة على ألسنة عامة المسلمين في لهجاتهم منذ قرون بعيدة، وكلما تباعدت الأزمان زادت تلك العجمة وزاد البعد عن ألفاظ العربية وزاد دخول وتسرب ألفاظ الى لسان الناس لم تكن من قبل منه كما هو معلوم، فاذا ما كثر استعمالهم لها، أصبحت من لسان العامة، لا بالضرورة من تقليد الكفار في ألسنتهم! فالأمر يحتاج الى تأمل دقيق.. اذ لا يمكن لنا أن نميز متى بالتحديد دخلت تلك الألفاظ (بابا) و(ماما) الى بلادنا المسلمة أول دخلوها، بل ربما كان وجود هذا الأصل العربي في كتب أهل اللغة دالا على أنها لم تأتنا من الخارج أصلا وانما بقيت مبثوثة فينا منذ أن دخلت ألسنة العرب الى بلادنا وفتحتها بالاسلام.. (أعني بلاد المسلمين التي لم يكن أصل لسانها العربية، فهذه هي التي يلاحظ فيها فشو هاتين الكلمتين)، وأقول لا يمكن لنا أن نحدد بداية ذلك لأننا مهما عثرنا على نص قديم فيه دلالة على وجود تلك الكلمة على ألسنة العامة، أمكن أن يكتشف بعد نص أقدم منه! فالذين يتكلفون من أهل التواريخ ومباحث اللغة - وأعني المتأخرين خاصة والمنتسبين الى الثقافة والفكر ونحوه - ما يسمونه دليلا على أول دخول للفظة كذا الى اللغة الفلانية هؤلاء يتوهمون الدلالة فيما لا دليل فيه! هذا يكثر في كتباتاهم ومصنفاتهم جدا ولا ندري أنى لهم الاستدلال عليه! ان عدم العلم لا يعني العدم!
    فحاصل ذلك أننا لا يمكننا أن نحدد متى بالتحديد كان أول دخول لفظة ما الى لسان قوم بعينهم، الا ان جاءتنا أخبار ممن يوثق في خبره ويعتبر بكلامه بأن فلانا هو أول من نشرها في الناس وكانت اذ ذاك غريبة عليهم، ثم شاعت بعد ذلك، وهذا أمر من الندرة والتعذر بمكان، ولا أعلم له - في حدود علمي - مثالا! بل ومن المستحيل أن يتمكن المنقول عنه القول ببداية دخول لفظة ما الى كلام الناس، من أن يثبت أن كل الناس كانوا يستغربونها كما استغربها هو ومن وافقه في زمانه! فالذين يؤرخون لأصول الألفاظ ومنابعها أكثر كلامهم يقوم على النقولات التي لا سند يعتبر لها، ولهم استدلالات شديدة العجب، والله أعلم وأحكم.
    والخلاصة أنه ان استطعت يا من تدعي أن لفظة بابا وماما هذه ما صار الناس يتلفظون بها الا تقليدا للكفار، ان استطعت أن تثبت متى كان بداية دخولها الى ألسنتنا في بلادنا، وأنها لم تكن شائعة بيننا قبل ذلك، وأن ذلك كان بسبب رطانة الكفار بها فيما بيننا، أو من افتتنوا بهم في زمان من الأزمنة المتأخرة، فتعال وهات ما عندك وأفدنا! والا فالقول بأنها تقليد لهم لا أرض له يقف عليها! ولا يكفي أن يقال أن مشابهة مخارجها اللغوية للغات الكفار دليل على ذلك فمن السهل اخراج ما يشابهها من كتب أهل اللغة العربية! وحتى وان اتفقنا على أنها كانت في مبتدأ استعمال الناس لها مأخوذة من لسان أعجمي، فمن منهم اليوم اذا ما قالها استشعر فيها عجمة أو تصور أنه بذلك يكون مقلدا للكفار؟؟!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    ملاحظة أخرى عنت لي وأنا أتأمل النقل الذي تفضل بسوقه الينا الشيخ الفاضل، أن الظاهر منه أنه في مداعبة الصبية الصغار والأطفال الذين هم في مبتدأ التعرف على ألفاظ اللغة ودون سن اخراج الألفاظ على وجهها الصحيح.. فكأنما يشير المصنف في تعليقه على تلك البأبأة الى كونها من جنس ما يخرج من الصبية الصغار من أصوات ليست هي الكلام الصحيح ولكنها قريبة منه، كمثل قول الصبي غير المميز: "فاحا" يريد "تفاحة" وما أشبه ذلك! فهو في مرحلة تعلم النطق.. هذا ما استشعرته من قول صاحب النقل: " وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا "، فلا يظهر لي أن ذلك دليل على أن غير الصبية - الرجال البالغين - كانوا هم أيضا "يبأبئون" آباءهم ويقولون لهم "بابا".. والله أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    426

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    سلام عليكم،
    فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
    أما بعد،
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    ملاحظة أخرى عنت لي وأنا أتأمل النقل الذي تفضل بسوقه الينا الشيخ الفاضل، أن الظاهر منه أنه في مداعبة الصبية الصغار والأطفال الذين هم في مبتدأ التعرف على ألفاظ اللغة ودون سن اخراج الألفاظ على وجهها الصحيح.. كفأنما يشير المصنف في تعليقه على تلك البأبأة الى كونها من جن ما يخرج من الصبية الصغار من أصوات ليست هي الكلام الصحيح ولكنها قريبة منه، كمثل قول الصبي غير المميز: "فاحا" يريد "تفاحة" وما أشبه ذلك! فهو في مرحلة تعلم النطق.. هذا ما استشعرته من قول صاحب النقل: " وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا "، فلا يظهر لي أن ذلك دليل على أن غير الصبية - الرجال البالغين - كانوا هم أيضا "يبأبئون" آباءهم ويقولون لهم "بابا".. والله أعلم.
    الثابت عندنا والله تعالى أعلم أن اللغة الفصيحة أن يقول الرجل لأبيه يا أبت
    أمثلة:
    1- يوسف 4 - 99
    2- مريم 42 - 43 - 44 - 45
    3- الصافات 102
    فإذا كان البالغون يبأبئون آباءهم، بعد ما بينه الإخوة الأفاضل، فأقصى شأنه أن يكون نقصا من الفصاحة، ولا ينبغي أن يقال أنه تشبه بالإنجليز والفرنجة:
    فأما الانجليز فإن الصبي ينادي أباه Daddy أو على الاختصار Dad
    وأما الفرنجة فإن الصبي ينادي أباه Papa على قدر علمي بالفرنسة، وليتفضل إخواننا المغاربة بالتصحيح،

    وما أدري لعل الفرنجة أخذوا منا أثناء الحروب الصليبية، مع ما أخذوا من الكلمات
    والله تعالى أعلم
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  8. #8

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    أنا مع الأخ أبي الفداء
    فليس المقصود فيما ورد من نصوص أن هناك كلمة عربية هي كلمة (بابا) ومعناها (أبي)، ولا كلمة هي (ماما) ومعناها (أمي)، بل المقصود - والله أعلم - حكاية صوت الطفل بهما، ولو كان المقصود غير ذلك لأصل أصحاب المعاجم وكتب اللغة الكلمتين وبينوا أصلهما، وكيف صارتا هكذا (بابا) و (ماما)، فهما يشبهان صوت الضحك والبكاء وما شابههما من الأصوات التي تشترك فيها جميع الألسن، وليستا كلمتين عربيتين فصيحتين.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    فائدة جميلة أخي الكريم ( أمجد الفلسطيني ) ..

    جزاك الله خيرا ..

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    هذا من حكاية الصوت بيقين ..

    وعربية الكلمة لا تثبت بمجرد ننص صاحب معجم..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    الشيخ امجد الفلسطيني جزاك الله كل خير على هذه الفائدة
    ولك هل المشركين ينادون ابائهم (بابا)؟!! انا شخصياً لم يسبق لي وان سمعت احد غير العرب يقول (بابا)
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  12. #12

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    تلك الكلمة والله أعلم أعجمية وهي إذ تحكى على لسان الأطفال إما لصغرهم وإما لعدم اكتمال آلة النطق لديهم ، والكلمة في الفرنسية هي : (pَere) ، وفي الإنجليزية ( Father) ، وفي الألمانية ( Vater) ،و في الإسبانية ( Ayah) ، ووردت في كتابات الفلاسفة كأرسطو وغيره باليونانية ( Πατέρας) ، وفي لغة بني إسرائيل ( اليهود) :(אב)
    ومن الاستقراء يدرى أن الكلمة غير عربية ، وهي إذ تحكى تحكى على لسان الأطفال وبالجملة هي من اللطائف ، والحق مع من سار إلى أنها أعجمية لعدم ورودها على لسان ثقة من أهل الاحتجاج والله أعلم .
    أحبابنا كلّ عضوٍ في محبَّتكِم *** كليمُ وجدٍ فهل للوصلِ ميقات
    يا حبَّذا في الصَّبا عن حيّكم خبرٌ ***وفي بروقِ الغضَا منكم إشارات

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد مشاهدة المشاركة
    تلك الكلمة والله أعلم أعجمية وهي إذ تحكى على لسان الأطفال إما لصغرهم وإما لعدم اكتمال آلة النطق لديهم ، والكلمة في الفرنسية هي : (pَere) ، وفي الإنجليزية ( Father) ، وفي الألمانية ( Vater) ،و في الإسبانية ( Ayah) ، ووردت في كتابات الفلاسفة كأرسطو وغيره باليونانية ( Πατέρας) ، وفي لغة بني إسرائيل ( اليهود) :(אב)
    ومن الاستقراء يدرى أن الكلمة غير عربية ، وهي إذ تحكى تحكى على لسان الأطفال وبالجملة هي من اللطائف ، والحق مع من سار إلى أنها أعجمية لعدم ورودها على لسان ثقة من أهل الاحتجاج والله أعلم .
    السلام عليكم ورحمة الله ..

    هذه من التوافقات اللغوية العتيقة في اللغات القديمة، قبل ظهور الفرنسية والإنجليزية وغيرهما من اللغات المتأخرة. ففي اللغات السامية تظهر الصيغة الفصيحة هكذا:

    الأكادية: أَبو
    الكنعانية: أَب
    الآرامية: أبا

    قال في اللسان: ((والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء. فالذاهب منه واوٌ، لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ .. والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب)).

    قلتُ: وعندنا في الريف المصري ينادي الواحد أباه بـ ((آبا)). ومِن تصرّفات اللهجات العربية إسقاط الهمزة الأولى، كقولهم: ((بُوك)) و ((بَيَّك)) أي ((أبوك)). فمدار الكلمة على صوت الباء المتحرّك، وبه يُفهم تصرّفات لغة الطفولة في كلمة ((بابا))، وهي الظاهرة التي أثبتها عدد من علماء اللغة.

    أما القول بأن هذه الصيغة دخلت العربية من اللغات الأخرى فبعيد:
    (1) لأن التأثيل يُظهِر أنها أصيلة في اللغة وليست دخيلة.
    (2) من الناحية التاريخية، الصيغة العربية أقدم من اللغات الأوربية الحديثة.

    ففي معجم التأثيل اللغوي الإنجليزي، كلمة papa:
    father, 1681, from Fr. papa, from L. papa, originally a child's word, cf. Gk. pappa (voc.) o father, pappas father

    فالكلمة لم تظهر في الإنجليزية إلا في أواخر القرن السابع عشر، وأخذوها عن الفرنسية. ثم هي ليست أصيلة في الفرنسية بل أخذوها عن اللاتينية. ثم هي ليست في اللاتينية صيغة فصيحة بل صيغةٌ طفوليةٌ، لأن الكلمة الفصيحة التي تعني أباً هي pater. والكلمة مطابقة للصيغة الطفولية اليونانية παππα أما الكلمة الفصيحة التي تعني أباً فهي πατερας.

    فظَهَر أن هذه الصيغة من التوافقات اللغوية، لا سيما وأن الطفل حينما يبدأ في نطق الأصوات يبدأ بأسهل الأصوات مخرجاً، وهي ظاهرة عامة بين اللغات الإنسانية، ولا تزال ملامحها قائمة في لهجاتنا المعاصرة.

    هذا والله أعلى وأعلم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    من الجميل جدا مناقشة الأمر لغويا ومحاولة تأصيل الكلمة ، لكن من العجيب إدخال الحرام والحلال هنا ، ومع افتراض أن الكلمة أعجمية فما علاقة ذلك بالتشبه بالكفار ؟؟ إنني أتعجب ممن يحرم أو حتى يكره ذلك ، وأتعجب أكثر من الإخوة الذين يصممون على الإصرار على تعليم أبنائهم مناداتهم بأبي ولا أدري سببا لذلك التصميم فإن كان لتعويدهم على العربية فلماذا تلك الكلمة بالذات دون غيرها من الكلمات الأعجمية الكثيرة التي دخلت العربية وغزت ألستنا ، ومن منا يقول هاتف وحاسوب وطبيب ؟ قليل جدا وأكثر الناس يقولون تليفون وكمبيوتر ودكتور وهي كلمات دخيلة على العربية ولا حرج مطلقا من ناحية الشرع في استخدامها ومن يقول إن هذا تشبه فقد تشدد وتنطع ، ونسي الفرق الرهيب بين حياة السلف البسيطة جدا وحياتنا المعقدة جدا ، وهل انتشار اللغات أيام السلف الصالح كعصرنا الآن ؟ وهل كانوا قديما يدرسون في مدارسهم الإنجليزية والفرنسية كما نفعل نحن الآن ؟
    يجب ملاحظة شيء أخير أنه عندنا في مصر عندما يكبر أبناء الإخوة الذين يقولون يا أبي أو يا أبت يصابون بالحرج وسط أقرانهم ويشعرون أنهم غرباء ثم لا يلبثوا أن يتركوا ذلك دفعا للإحراج ! وكل هذا لأجل ماذا ؟؟ لا أدري
    وأخيرا أنصح كل الإخوة الذين يقرءون كلامي أن يعلموا أبناءهم الكلمة المنتشرة في ثقافتهم سواء أكانت بابا أو بابي أو دادي أو أبويا أو أبوي أو آبا كما في صعيد مصر ولا حرج شرعا أبدا ولا تلتفتوا لمن يحرم ، ومن دقق النظر لتلك الفتوى التي تحرم قول بابا سيدرك تماما أن كثيرا من كلام المسلمين سيكون محرما ويلزم منها تأثيم كل من يقول كمبيوتر وتليفون ودكتور وبترول وفازه وفيلا وأوكي وبليز ويس ونو إلخ
    وآسف على الإطالة
    قَلِيلٌ مِنْكَ يَكْفِيني وَلَكِنْ قَلِيلُكَ لا يُقالُ لَهُ قَلِيلُ

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    أرض الكنانة السلفية
    المشاركات
    59

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟


  17. #17

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    الأمر واسع ويوجد كلمات لو قمنا بإحصاءات لها لربما بلغة الآلف أو المئات على أقل تقدير
    الأمر يحتاج إلى معالجة من المجتمع بشكل أساس
    وهو بالتدريج وهذا رأي الشخصي والله أعلم

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    154

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    موضوع طيب ومفيد
    اثناء بحثي عن هذه الكلمة ظهرت لي هذه المفردة - ماما - في اتجاه آخر فقلت من باب الفائدة او المشاكلة...

    في تهذيب اللغة
    مه
    قال الليث: المَهْمَهُ الخَرْقُ الأملس الواسع. وقال ابن شميل المَهْمَهُ الفلاة بعينها لاماءُ بها ولاأنيس. وأرض مَهَامهُ: بعيدة. وقيل: المَهْمَهُ البلد المُقْفِرُ ويقال مَهْمَهةٌ وأنشد:
    في شبه مَهْمهةٍ كأنَّ صُوَيَّها ... أيْدى مخالعة تكفُّ وتنهدُ
    وقال الليث: مَهْ زجْرٌ ونهى. وتقول: مَهْمَهت أي قلت له: مَهْ مَه. وأما مَهْما فإن النحويين زعموا أن أصل مهما: ماما، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ، فما الأولى هب ماء الجزاء، وما الثانية هي التي تزاد تأكيداً لحروف الجزاء مثل أينما ومتى وكيفما، والدليل على أنه ليس شئ من حروف الجزاء إلاّ و " ما؟تزاد فيه. قال الله )وإما تثقفنَّهم في الحرب( الأصل إن تثقفهم: وقال بعض النحويين في مهما: جائز أن يكون مَهْ بمعنى الكَفّ، كما تقول مَهْ أي كُفّ، وتكون ماللشرط والجزاء، كأنهم قالوا: اكْفُفْ، ماتأتنا به من آية، والقول الأول أفْيس، قال أبو بكر ابن الأنباري في مهما: قال بعضهم معنى مه كُفّ ثم ابتدأ مجازياً وشارطاً، فقبال: مايكن من الأمر فإنى فاعل، فَمَهْ في قوله منقطع من " ما " .

    وفي كتاب العين
    ه: زجر ونهي.
    ومهمهت قلت له: مه مه.
    والمهمه: الخرق الواسع الاملس.
    [ وأما " مهما " فإن أصلها: ماما، ولكن أبدلوا من الالف الاولى هاء ليختلف اللفظ.

    وفي الجنى الداني في حروف المعاني
    الرابع: ألا يتقدم غير ظرف، أو جار ومجرور، من معمول خبرها. فإن تقدم غيرهما بطل العمل، نحو ما طعامك زيد آكل. وأجاز ابن كيسان نصب آكل ونحوه، مع تقديم المعمول.
    وزاد بعضهم شرطين آخرين: أحدهما ألا تؤكد بمثلها. فإن أكدت، نحو: ماما زيد قائم، وجب الرفع. قال ابن أصبغ: عند عامة النحويين، وأجازه جماعة من الكوفيين. قلت: وصرح ابن مالك بعملها، في هذه الصورة. ولم يحك في ذلك خلافاً. وأنشد، على العمل، قول الراجز:
    لا ينسك الأسى تأسياً، فما ... ما من حمام أحد معتصما

    وفي لسان العرب
    ( مأمأ ) المَأْمَأَةُ حِكايةُ صَوْتِ الشاةِ أَو الظَّبْي إِذا وصَلَتْ صَوْتَها

    وفيه
    مهم ) النهاية لابن الأثير وفي حديث سَطيح أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأذُنُ قال أي حديد الناب قال الأزهري هكذا روي قال وأَظنه مَهْوُ الناب بالواو يقال سَيْفٌ مَهْوٌ أي حديدٌ ماضٍ قال وأََورده الزمخشري أزْرَقُ مُمْهى النابِ وقال المُمْهى المُحَدَّدُ من أَمْهَيْتُ الحَديدةَ إذا حَدَّدْتَها شبَّه بَعيرَه بالنَّمِر لزُرْقة عينيه وسرعة سيره وفي حديث زيد بن عَمْرو مَهْما تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ قال ابن الأثير مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها تقول مهما تَفَعَلْ أَفْعَلْ قيل إن أَصلها مَامَا فقلبت الألف الأُولى هاء وقد تكرر في الحديث

    وفي تاج العروس
    وقال أبو النجم من بعدها ما وبعد ما بعدمت * صارت نفوس القوم عند الغلصمت * وكادت ان تدعى امت اراد بعد ما ابدل الالف هاء فلما صارت في التقدير وبعدمه اشبهت الهاء التأنيث في نحو مسلمة وطلحة واصل تلك انما هو التاء فشبه الهاء في بعدمه بها التأنيث فوقف عليها بالتاء كما وقف على ما اصله التاء بالتاء في الغلصمت هذا قياسه وحكى ثلعب مويت ماء حسنه كتبتها والماء الميم ممالة ولا الف ممدودة واصوات الشاة نقله الجوهري هنا ووقد تقدم في حرف الهاء وابن ماما مدينة قال
    ياقوت هكذا في كتاب العمر اني ولم يزد * مهمة * وفيها فوائد الاولى قوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفى لهم قال ابن فارس يمكن ان تكون بمعنى الذي وتكون نصبا بتعلم نفس ومن جعلها استفهاما وقراما اخفى بسكون الباء كان ما نصابا باخفى قال الفراء إذا قري ما اخفي ..

    وفي مفتاح العلوم
    وما نحو ما تصنع أصنع وتدخل عليها عند قوم ما الإبهامية فتصير ماما فتستشبع فيجعل مهما وعند آخرين تدخل على مذ وإذا في الشعر وإذما، وبسط الكلام في معاني هذه الأسماء موضعه علم المعاني، ولمعنى الشرط في إذا دون إذ حمل الرفع في نحو " إذا السماء انشقت " على نحو ما حمل في إن ذو لوثة لأنا ونظائره، ولنقتصر من النوع الاسمي على هذا القدر وإلا فإن خيط الكلام فيه مما لا يكاد ينقطع.
    ****************



    اما بابا


    لسان العرب
    ( بأبأ ) الليث البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنْتَ ومعناهُ أَفْدِيكَ بِأَبي فيُشتقُّ من ذلك فعل فيقال بَأْبَأَ بِهِ قال ومن العربِ من يقول وابِأَبَا أَنتَ جعلوها كلمةً مبنِيَّةً على هذا التأْسيس قال أَبو منصور وهذا كقوله يَا وَيْلَتَا معْناهُ يا وَيْلَتي فقلبَ الياءَ أَلفاً وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ يا أَبَتَ إِني أَراد يا أَبتا وهو يريد يا أَبَتي ثم حذفَ الأَلفَ ومن قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الهمزة ياءً والأَصل يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ به قلتُ له بأَبي أَنتَ وأُمي قال الراجز وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه بَأْبَأْتُهُ وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه حَتَّى أَتى الحيَّ وما آذَيْتُه وبأْبَأْته أَيضاً وبأْبأْتُ به قلتُ له بَابَا وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا وقال الفَرَّاءُ بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذا قلتُ له بِأَبي قال ابنُ جِنِّي سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ بَأْبأَةً إِذا قلتُ له بابا فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن ؟ أَتزنها على لفظها في الأَصل فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَّلْصَلةِ والقَلْقَلةِ ؟ فقال بل أَزِنُها على ما صارَت إليه وأَترك ما كانت قبلُ عليه فأَقولُ الفَعْلَلة قال وهو كما ذكر وبه انعقادُ هذا الباب وقال أَيضاً إِذا قلت بأَبي أَنتَ فالباء في أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ في قولكَ للّه انتَ فإِذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتِياًّ اسْتَحَالَ ذلك التقدير فقلت بَأْبَأْتُ به بِئباءً وقد أَكثرت من البَأْبأَة فالباء الآن في لفظِ الأصل وإِن كان قد عُلم أَنها فيما اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ وعلى هذا منها البِأَبُ فصارَ فِعْلاً من باب سَلِسَ وقَلِقَ قال يا بِأَبِي أَنْتَ ويا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ وَبَأْبَؤُوه أَظْهَروا لَطافَةً قال
    إِذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا ... فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها ؟
    وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ والبَأْباءُ ممدودٌ تَرْقِيصُ المرأَة ولدَها والبَأْباءُ زَجْرُ السِّنَّوْر وهو الغِسُّ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ [ ص 26 ] في الخَيْل
    وهُنَّ أَهلُ ما يَتمازَيْن ... وهُنَّ أَهلُ ما يُبَأْبَيْن .........

    وفيه
    ( يأيأ ) يَأْيَأْتُ الرَّجلَ يَأْيَأَةً ويَأْياءً أَظْهَرْتُ إِلطافَه وقيل إِنما هو بَأْبَأَ قال وهو الصحيح وقد تقدَّم ويَأْيَأَ بالإِبلِ إِذا قال لها أَيْ ليُسَكِّنَها مقلوب منه ويَأْيَأَ بالقَوْمِ دعَاهُم واليؤْيُؤُ طائرٌ يُشبِهُ الباشَقَ مِن الجَوارِحِ والجمع اليَآيِئُ
    وجاءَ في الشعر اليَآئِي قال الحسن بن هانئ في طَرْدِيَّاتِه
    قَدْ أَغْتَدي والليلُ في دُجاهُ ... كَطُرَّة البُرْدِ عَلى مَثْناهُ
    بِيُؤْيُؤٍ يُعجِبُ مَنْ رَآهُ ... ما في اليَآئِي يُؤْيُؤٌ شَرْواهُ


    وفيه
    ( موم ) المَوْماةُ المَفازةُ الواسعة المَلْساء وقيل هي الفلاة التي لا ماءَ ولا أَنِيسَ بها قال وهي جماع أَسماء الفَلَوات يقال عَلَوْنا مَوْماةً وأرضٌ مَوْماةٌ قال سيويه هي
    ( * كذا بياض بالأصل ) ولا يجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير يعني نحو الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ والجمع مَوامٍ وحكاها ابن جني مَيامٍ قال ابن سيده والذي عندي في ذلك أنها مُعاقَبة لغير علّة إلا طلبَ الخفَّة التهذيب والمَوامِي الجماعةُ والمَوامِي مثلُ السَّباسِب وقال أبو خَيْرة هي المَوْماءُ والمَوْماةُ وبعضهم يقول الهَوْمةُ والهَوْماةُ وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ وقال المبرد يقال لها المَوْماةُ والبَوْباةُ بالباء والميم والمُومُ الحُمَّى مع البِرْسامِ وقيل المُومُ البِرْسامُ يقال منه مِيمَ الرجلُ فهو مَمُومٌ ورجل مَمُومٌ وقد مِيمَ يُمامُ مُوماً ومَوْماً من المُومِ ولا يكون يَمُومُ لأنه مفعولٌ به مثل يُرْسِمَ قال ذو الرمة يصف صائداً إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ أَو به المُومُ فالأَرض الزُّكامُ والمُومُ البِرْسامُ والمُومُ الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ وقال الليث قيل المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ ومعناه أن الصيّاد يُذْهِبُ نَفَسَه إلى السماء ويَفْغَر إليها أبداً لئلا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ وشُبِّهِ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأن البِرْسامَ مُفْغِر والزكام مُفْغِر والمُومُ بالفارسية الجُدَرِيّ الذي يكون كله قُرْحة واحدة وقيل هو بالعربية ابن بري المُومُ الحُمَّى قال مُلَيح الهذلي بهِ مِن هَواكِ اليومَ قد تَعْلَمِينَه جَوًى مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وفي حديث العُرَنِيِّين وقد وقع بالمدينة المُومُ هو البِرْسامُ مع الحُمَّى وقيل هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِيّ والمُومُ الشَّمَعُ معرَّب واحدته مُومة عن ثعلب قال الأَزهري وأَصله فارسي وفي صفة الجنة وأَنهار من عَسَلٍ مُصَفَّى من مُومِ العسَلِ المُومُ الشَّمَعُ معرّب والمِيمُ حرفُ هجاءٍ وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائداً وقول ذي الرمة كأَنَّها عَيْنَها منها وقد ضَمَرَتْ وضَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضا مِيمُ قيل له من أَين عرفت المِيمَ ؟ قال والله ما أَعرفها إلاّ أَني خرجت إلى البادية فكتب رجلٌ حرفاً فسأَلتُه عنه فقال هذا المِيمُ فشبَّهتُ به عينَ الناقة وقد مَوَّمَها عَمِلَها قال الخليل الميمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت في اضطرار الشعر جاز قال الراجز تخال منه الأَرْسُمَ الرَّواسِما كافاً ومِيمَيْنِ وسِيناً طاسِما وزعم الخليل أَنه رأَى يمانيّاً سئل عن هجائه فقال بابا مِمْ مِمْ قال وأَصاب الحكاية على اللفظ ولكن الذين مدُّوا أَحسنوا الحكاية بالمَدَّة قال والمِيمانِ هما بمنزلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْنِ قال وكان الخليل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت قال والميم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هي التي في حَيِّزَيْنِ حَيِّز الفاء والآخر حيِّز اللام وجعلها في التأْليف الحرفَ الثالث للفاء والباء وهي آخر الحروف من الحيِّز الأَول قال وهذا الحيِّز شفويٌّ النهاية لابن الأَثير وفي كتابه لوائل بن حُجْر مَنْ زنى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب فقلب النون مِيماً أَما مع بِكْر ملأَنَّ النون إِذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب ميماً في النطق نحو عَنْبر وشَنْباء وأَما مع غير الباء فإِنها لغة يمانية كما يبدلون الميم من لام التعريف ومَامةُ اسم ومنه كعب بن مامة الإِيادِيّ قال أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها كعبُ بنُ مامةَ وابنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سيده قضينا على أَلف مامةَ أَنها واو لكونها عَيْناً وحكى أَبو علي في التذكرة عن أَبي العباس مامة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ كذا حكاه بالتخفيف قال وهو عنده فُعَال قال فإِذا صحّت هذه الحكاية لم يُحْتَجْ إِلى الاستدلال على مادة الكلمة ومامةُ اسم أُمّ عمرو بن مامةَ ...

    وفي تاج العروس
    قالَ : ومن العَرَبِ من يقول : وا بِأَبَا أَنتَ جعلوها كلمةً مبنيَّةً على هذا التأسيس . قالَ أَبو منصورٍ : هذا كقوله : يا وَيْلَتا معناه : يا وَيْلَتي فقُلِبت الياءُ أَلفاً وكذلك يا أَبَتا معناه يا أَبَتي ومن قالَ : يا بِيَبَا حوَّلَ الهمزةَ ياءً والأَصل يا بِأَبَا معناه يا بِأَبي . وبَأْبَأْتُهُ أيضاً وبَأْبَأْتُ به : قلت له : بَابَا . وقالوا : بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوه إذا قالَ له : بَابَا . وبَأْبَأَه الصَّبِيُّ إذا قالَ له : بَابَا . وقال الفَرَّاء : بَأْبأْتُ الصبيَّ بِئْباءً إذا قلْت له : بأَبي . وقال ابن جِنِّي : سأَلتُ أَبا عليٍّ فقلتُ له : بَأْبأْتُ الصبيَّ بَأْبَأَةً إذا قلت له : بَابَا فما مِثال البَأْبَأَةِ عندكَ الآن ؟ أَتَزِنُها على لَفْظِها في الأَصل فتقول : مِثالُها البَقْبَقَة فقال : بل أَزِنُها على ما صارتْ إليه وأَترك ما كانت قبلُ عليه فأَقول : الفَعْلَلَة . قالَ : وهو كما ذَكَر وعليه انعقادُ هذا الباب . والبُؤْبُؤُ كهُدْهُدِ وفي نسخة كالهُدهد قالوا : لا نَظير له في كلام العرب إِلاَّ جُؤْجُؤ ودُؤْدُؤ ولُؤلُؤ لا خامس لها وزاد المصنِّف : ضُؤْضُؤ وحكى ابن دِحْيَة في التنوير سُؤْسُؤ : الأَصلُ كما في الصحاح وقيل : الأَصلُ الكَريمُ أَو الخَسيسُ وقال شَمِر : بُؤْبُؤُ الرجلِ : أَصلُه . وأَنشد ابنُ خالَوَيه لجرير :
    " في بُؤْبُؤِ المَجْدِ وبُحبوحِ الكَرَمْ وأمَّا أَبو عليٍّ القالي فأَنشده :
    " في ضِئْضِئِ المجد وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وعلى هذه الرواية يَصحُّ ما ذكره من أنَّه على مثال سُرْسُور بمعناه قال : وكأَنهما لُغتان . والبُؤْبُؤُ : السَّيِّدُ الظَّريفُ الخفيفُ . والأُنْثى بهاءٍ نقله ابنُ خالَوَيه . وأَنشد قول الراجز في صِفة امرأةٍ :
    " قدْ فاقَتِ البُؤْبُؤَ والبُؤَيْبِيَهْ والجِلْدُ منها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ والبُؤْبُؤُ : رأسُ المُكْحُلَةِ وسيأتي في يُؤْيُؤ أنه مصحَّف منه . والبُؤْبُؤُ : بَدَنُ الجَرادَةِ بلا رأْسٍ ولا قوائمَ . وإِنسانُ العَيْنِ وفي التهذيب : عَيْنُ العَيْنِ . وهو أَعَزُّ عليَّ من بُؤْبُؤِ عيني . والبُؤْبُؤُ : وَسَطُ الشيء كالبُحْبوحِ . وكَسُرْسورٍ ودَحْداح الأَخير من المُحكم : العالِمُ المُعَلِّمُ . وتَبَأْبَأَ تَبَأْبُؤاً : عَدا نقله أَبو عُبيد عن الأُمويِّ . وممَّا يستدرك عليه : بَأْبَأَ الرجلُ : أَسرَع نقله الصَّغانيُّ عن الأَحمر . والبَأْبَاءُ : زَجْرُ السِّنَّوْرِ . قاله الصَّغانيُّ


    وفيه
    وبَابَا : مَوْلًى لِلْعبَّاسِ بن عبْدِ المُطَّلبِ الهاشِمِيِّ
    وبابا أَيْضاً موْلًى لعائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللهُ عنْهُمَا . وعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَابَا أَو بأْبَاهُ بزِيادةِ الهَاءِ وعبْدُ اللهِ بْنُ بَابَا أَو بابَى بإِمالَةِ الباءِ إلى الياءِ أَو هو بَابَيْه بالهاءِ تَابِعِيُّون
    وبابُويةُ جَدُّ أَبِي الحسَن عليِّ ابْنِ مُحَمَّدِ بْن الأَسْوَارِيِّ بالفَتْحِ ويُضَمُّ إلى أَسْوارِيَّةَ : قَرْيةٍ من أَصْبهَانَ أَحدُ الأَغْنِيَاءِ ذُو وَرعٍ ودينٍ روَى عنِ ابنِ عِمْرانَ مُوسَى بن بَيان وعنه أَحْمَدُ الكَرَجِيُّ قَالَهُ يَحْيَى كَذَا فِي المُعْجَم لياقوت


    وفيه
    فحملت برة واحتملت فجاز كان أصله اننا فكثرت النونات فحذفت احداها وأنى كحتى قرية بواسط منها أبو الحسن على بن موسى بن بابا ذكره المالينى رحمه الله..



    وسامحوني على الاطالة ولكني نقلتها لعل اهل النظر يجدون فيه كبير فوائد لا فائدة يغدقون عليها من حياضها...


    اخوكم
    محب الهدى

  19. #19

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    للأستاذ الدكتور محمد حسان الطيان عضو مجمع اللغة العربية بدمشق
    ورئيس قسم اللغة العربية بالجامعة المفتوحة بالكويت

    مقالة بعنوان: (الشاعر الأميري... وكلمة "بابا")

    ناقش فيها لفظة (بابا) وهل هي عربية أو أعجمية!
    وقد نشرت مقالته في موقعنا الألوكة وهي على هذا الرابط:

    [http://www.alukah.net/articles/1/502.aspx]

    وسأقتطع منها هذه الفقرات:

    ومع ذلك فقد أنكر قوم على شاعرنا استعماله كلمة "بابا" في هذه القصيدة, وذهبوا في ذلك كل مذهب.

    إذ كيف يجوز لفصيح مثله أن يستعمل كلمة عامية؟؟

    بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطَنَ بكلمة أعجمية؟؟

    بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟

    كان من سوالف الأقضية أني حضرت حفلا بهيجاً.. ضمَّ ثلَّةً من العلماء والأعيان والأفاضل، وتقاطَرَ فيه الخطباء يتحفوننا بأفانينَ من القول والوعظ والإرشاد، وكان منهم خطيب فاضل أديب* استهلَّ كلمته وما أحسن ما استهلها بقصيدة الأميري هذه, وما إن وصل الخطيب إلى كلمة بابا في القصيدة حتى همس لي صاحبي بالجَنْبِ في أذني يسأل مستنكراً: أليست كلمة بابا أعجمية؟ فأشرت إليه أن لا، وتابعت الاستماع مستمتعاً بالقصيدة والخطبة، ثم بدا لي أن أنبِّه على أصالة هذه الكلمة في العربية فقمت شِبْهَ خطيب, وعلّقت على الأستاذ الأديب, مبيناً أن كلمة بابا عربية الأصل كريمة النِّجار والمَحْتِد مستدلاً بما جاء في المعاجم العربية من أنه: (بأبأ الصبيُّ إذا قال بابا). وكثر الهمس والتعليق، وتعدّى صاحبي بالجَنب إلى أصيحابٍ جُنُبٍ, بل إلى أساتذة أجلاء, ما كانوا ليوافقوني على ما ذهبت إليه بعد أن أتى عليهم حين من الدهر يسمعون هذه الكلمة تتردد على ألسنة أعجمية أو ترطَن بها ألسنة عامية لا عهد لها بالفصحى وأهلها.

    وأدركت لتوّي أن ما سقته من حديث المعاجم في تلك العجالة لم يُجْدِ عندهم نفعاً, ولم يجِدْ لديهم مقنعاً، في أصل كلمة غَبَر على الناس زمان يعتقدون فيه أنها أعجمية تسرّبت إلينا من اللغة الفرنسية (papa) أو من غيرها, بل لقد نادى بعض الخواصّ بإلغاء تعليمها لأطفالنا في مراحل تعليمهم الأولى لما تحمله من أوضار العجمة!

    وإن تعجَبْ فعجَبٌ أمرُ مَن يُنكرُ وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يُعجزه استخراجُها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أوتحت أيِّ أصلٍ تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم اللسان لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلامَ التالي:
    (... وبأبأتُهُ أيضاً، وبأبأتُ بِهِ قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبيُّ إذا قال له بابا. وقال الفرّاء: بأبأتُ بالصبيِّ بِئْباءً إذا قلت له: بِأَبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلتُ له: بأبأتُ الصبيَّ بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثالُ البأبأةِ عندك الآن؟...) [لسان العرب (بأبأ)].

    وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في قاموسه والزبيدي في تاجه، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط].

    ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري (119 - 215هـ وهو المعنيُّ بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة):
    (قال العنبريّون بأبأ الصبيُّ أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبيُّ أمه فهو يُمأمئُها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبيَّ دأدأةً إذا سكتُّه تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254].

    وجاء في رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ):
    (ومنه أن تجيءَ اللفظة يُرادُ بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاقِ وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص31].

    وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة):
    (بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبيُّ أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133].
    ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول, وطالبوني بنصٍّ عربي قديم وردت فيه لفظة بابا على نحو صريح لا لبسَ فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّبُ وأنقِّرُ في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة.

    ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعِمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله.
    وربَّ رميةٍ من غير رام، فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
    وكانتْ جارةً للحُو رِ في الفردوس أحقابا
    فأمسَتْ وهْيَ في الدنيا وما تألفُ أترابا
    لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ تُلقبُهُنَّ ألقابا
    تنادي كلّما رِيعت مِن الغِرّةِ يا بابا

    [جاءت في الأصل: (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص16، 18].

    وما كان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه, لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله, ولما التأم المجلس سألته عن كلمة بابا وأصالتها في العربية, فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي - وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله - إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجا بذكر الجاحظ لها في البيان والتبيين, غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة****، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه, ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف, فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم!

    ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خِصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق و التوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين في علم اللسانيات الحديث والقديم أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/46 - 47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18).

    دع ذا وتدبَّر معي بنية لفظة بابا تجدها تعتمد على حرف الباء، وهو حرف شفوي سهل النطق طيّع المخرج، ولذا سارع الطفل إلى ترديده والمَذْلِ به، فكان أول الحروف تردداً بين شفتيه وكذا حرف الميم، وقد علَّل علماء الصوت ذلك بأن الطفل يرى حركة الشفتين حين يسمع هذه الأصوات من أمه أو أبيه، في حين ذهب الدكتور إبراهيم أنيس إلى أن عضلات النطق بهذه الأصوات هي نفس العضلات التي يستخدمها في الرضاعة [الأصوات اللغوية 216 - 217 وانظر كتاب الألسنية ولغة الطفل العربي لجورج كلاس ص80. وفقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد ص131] يستوي في ذلك الطفل العربي مع الأعجمي، والتركي مع البربري، فلا غرو بعد ذلك إن وجدت هذه اللفظة في كثير من اللغات العالمية، ولا ضير على العربية إن اشتركت في استعمال لفظ ما مع غيرها من اللغات.

    جاء في تكملة المعاجم العربية لدوزي: (وبابا بالبربرية والتركية: الأب (ابن بطوطة 2/416) وكذلك هي في لغة الفولة أو الفولان أو فلان (هجسون) وكذلك في العربية (شيرب لغة العرب 32، ومحيط المحيط)). [معجم دوزي 1/225 - 226].

    على أن ما يدور في فلك بحثنا هذا هو التأكيد على أن أسلافنا العرب الفصحاء الذين عنهم أخذت اللغة حاكَوا أطفالهم فيما تردد بين شفاههم كما تؤكد معظم النقول السابقة، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يحاكوا ما هو أقلُّ من الطفل منزلةً وفصاحةً، وهي الأنعام والسوائم على اختلاف أنواعها؟ بلى فقد حاكَوا صوتَ الغراب فقالوا: غاقِ، ودعَوا الحمارَ للشرب فقالوا: سَأْ. ومن أمثلتهم: (قفِ الحمار على الردهة ولا تقل له سَأْ) [جمهرة اللغة 3/293. والرواية في مجمع الأمثال 2/94 (قرِّبِ الحمار من الردهة...) يضرب للرجل يعلم ما يصنع]، وزجروا البغل فقالوا: عَدَسْ، وعليه شاهد النحاة المشهور:
    عَدَسْ، ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ أمنتِ وهذا تحملينَ طليقُ

    [انظر في أسماء الأصوات: شرح المفصل 4/15 وشرح الكافية 2/79 وجامع الدروس العربية 1/192 والنحو الوافي].
    بل لقد تعدَّوا ذلك إلى تسميةِ صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه، فسمَّوا الغرابَ غاقِ، والبغلَ عَدَسْ، وعلى ذلك قول الشاعر:

    إذا حملتُ بدني على عَدَسْ
    على الذي بين الحمارِ والفَرَسْ
    فلا أبالي مَنْ غزا ومَنْ جَلَسْ


    [جامع الدروس العربية 1/163، وشرح المفصل 4/79]. وزادوا فألحقوا أسماء الأصوات بأشرف الكلمات أي بالأسماء ليكون أدل على دخولها في ظاهر أقسام الكلمات فصرفوها تصريفَ الأسماء [انظر شرح الكافية 2/81].

    ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين, كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب....

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة ؟؟

    الله ينور دربك يا أبا أحمد ، ليت من يصر على تخطئتها يعي هذا الكلام
    وشكرا مرة أخرى يا بابا
    قَلِيلٌ مِنْكَ يَكْفِيني وَلَكِنْ قَلِيلُكَ لا يُقالُ لَهُ قَلِيلُ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •