قال الامام ابن الجوزي رحمه الله
فصل حكمة تعدد الملل
تفكرت في إبقاء اليهود والنصارى بيننا وأخذ الجزية منهم فرأيت في ذلك حكماً عجيبة.
منها ما قد ذكر أن الإسلام كان ضعيفاً فتقوى بما يؤخذ من جزيتهم.
ومنها ظهور عزه بذلهم إلى غير ذلك مما قد قيل.
ووقع لي فيه معنى عجيب.
وهو أن وجودهم وتعبدهم وحفظهم شرع نبيهم صلى الله عليه وسلم دليل على أنه قد كان أنبياء وشرائع وأن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل فقد اجتمعت الجن وهم على إثبات صانع وإقرار برسل فبان أننا ما ابتدعنا ما لم يكن.
ثم هم يصبرون على باطلهم ويؤدون الجزية فكيف لا نصبر على حق
والدولة لنا.
وفي بقائهم احترام لما كان صحيحاً من الدين وليرجع متبصر وليستعمل مفكر