قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله عن أهل الالحاد:
فأهل هذا المذهب أعظم الخلق مكابرة وإنكار لأظهر الأشياء وأوضحها, فمن أنكر الله فبأي شيء يعترف (فبأي حديثٍ بعد الله وآياته يؤمنون) وهؤلاء أبعد الناس عن عبودية الله والإنابة إليه, وعن التخلق بالأخلاق الفاضلة التي تدعو إليها الشرائع, وتخضع لها العقول الصحيحة, ومع خلو قلوبهم من توحيد الله والإيمان به وتوابع ذلك, فهم أجهل الناس وأقلهم بصيرة, ومعرفة بشريعة الإسلام من العلم والمعرفة والثقافة واليقين ما لا يصل إليه أكابر العلماء, ولو طلب من أحدهم ان يتكلم عن أصل من أصول الدين العظيمة الت لا يسع أحد جهله, أو على حكم من في العبادات والمعاملات والأنكحة لظهر عجزه, ولم يصل إلى ما وصل إيه كثير من صغرا طلبة العلم الشرعي, فكيف يثق العاقل فضلاً عن المؤمن بأقوالهم عن الدين,
فأقوالهم في مسائل الدين لا قيمة لها أصلاً, ولو سبرت حاصل مع عليه رؤساؤهم لرأيتهم قد اشتغلوا بشيء يسير من علوم العربية, وترددوا في قراءة الصحف التي على مشاربهم, وتمرنّوا على الكلام الذي من جنس أساليب كثير من هذه الصحف الرديئة الساقطة, فظنوا بأنفسهم وظن بهم أتباعهم الاضطلاع بالمعارف والعلوم, فهذا أسمى ما يصلون إليه في العلم.
المصدر كتاب (انتصار الحق) للشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله