الحمد لله وحده...
الفاضل ضيدان
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فأكثر الذين يتعاملون مع (صدوق له أوهام) كما تعاملتَ معه لا يتعاملون بنفس المعيار مع (صدوق سيئ الحفظ) و(صدوق يخطئ) ولا أدري ما السبب.
ولذلك كان سؤالي.
فإن كان معنى كلامك الأخير -وهو الظاهر- أن الحديث الذي يتفرد به (صدوق سيئ الحفظ) و (صدوق يخطئ) و (صدوق له أوهام) لا يكون مقبولا عندك حتى تأتي البينة أنه أصاب
أي على حد تعبيرك (ينبغي النظر والتتبع)= فهذا جيد.
وهذا ما فعله الإخوة والمشايخ، فقد نظروا في طرف الحديث من جهة المصنِّفين (كما ينبغي) فوجدوا أن الحديث مداره على قتادة.
ووجدوا أن الرواة عن قتادة قد اختلفوا عليه فيه.
1- بعضهم يسنده ويرفعه من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
2- والآخر يوقفه على قتادة أنه قال: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل..
والقضية الآن كيف حدَّث قتادة؟
1- هل أسنده عن النبي؟
2- أم أعضله عن نبي بني إسرائيل؟
لقد اتحد المخرج، وقد أوضح الحافظ ابن حجر وغيره أن المخرج إذا اتحد ينبغي المصير إلى الترجيح، وأن المخرج إذا اتحد يمتنع الحمل على التعدد.
فقد قال قتادة قولا واحدًا لا ثاني له.
وحين نظرنا في الرواة عنه وجدنا:
1- مَن وصفه أنه (ثقة ثبت، من أثبت الناس في قتادة).
2- ووجدنا الآخر (صدوق له أوهام).
ووجدنا مَن قبلنا من العلماء يستنكر هذا الحديث بخصوصه على صاحب الأوهام، ويعدونه من أوهامه.
وأوهامه أخطاء.
وأخطاء ذوي الأوهام في مقابل صواب ذوي الإصابة= تسمى منكرات أو شذوذات.
فسميناه منكرا
كما سماه الإمام أحمد منكرا، ورجّحنا صحة رواية الأول.
هكذا الأمر ببساطة.
ولو تلاحظ تجد أننا فعلنا مثلما أردتَ، تتبعنا الحديث قبل رفض رواية الصدوق الذي له أوهام.