تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    Post من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    أمراء للبيع (مسرحية)

    محمد عبده العصفوري
    مقالات للكاتب
    تاريخ الإضافة: 12/05/2009 ميلادي - 17/5/1430 هجري

    الرابط : http://www.alukah.net/articles/1/6064.aspx?showNote=true

    -------------------------------



    الشخصيات: الملك الصالح، العز بن عبدالسلام، مجموعة من العلماء، الوزير أيوب، ابن الشيخ.

    المشهد الأول

    قصر الملك، وقد مُدَّ البساط، العرش يبدو خاليًا، وعلى جانبيه العلماء والأمراء، وقادة الجيش، والمماليك.

    عالم1: أتدْرون ما آخِرُ طرائف العِزِّ بن عبدالسلام؟
    عالم2: هل بَدَر منه شيء جديد؟
    عالم1: لقد أفتى بعدم صَلاحية المماليك لشؤون الحُكم والسياسة والقيادة قبل أن يُعتقوا!

    (يُخيِّم صَمْتٌ على الجميع).
    عالم3: ماذا؟! هل قال ذلك؟!
    عالم1: نعم، وهو يريد أن (خافضًا صوتَه متلفتًا حولَه) يُباعَ الأمراء والقادة في مزاد علنيٍّ، ثم يُعتقوا.
    عالم2: لقد جُنَّ الرَّجل.
    عالم1: ولقد جهر بذلك في آخِرِ خُطبة له.

    عالم3: تُرى ما وَقْعُ هذا الخبر على مولانا الملك الصالح؟
    يدخل الملك الصالح، فيَهُبُّ مَن في القاعة قيامًا له.
    الوزير: حيَّا الله مولانا الملك.
    الملك الصالح: ماذا وراءَك يا أيُّوب؟
    الوزير: العزُّ يا مولاي!
    الملك الصالح (مهتمًّا): ماذا به؟
    لقد قاد أولادَه العشرة، وهدَم قُبَّة كنتُ بنيتُها على المسجد الكبير.
    الملك الصالح (منزعجًا): هدم القُبَّة؟!!
    الوزير: نعم يا مولاي، وعَزَل نفسَه من القضاء، وقال: إنَّه لا يتولَّى القضاء لسُلطان لا يحكم بالسَّوِية، ولا يعدل في القضية.

    الملك الصالح (منزعجًا ): ماذا؟!
    الوزير: وفي الخُطبة الأخيرة (يصمت الوزير).
    الملك الصالح: أكملْ يا أيُّوبُ، ماذا قال؟
    الوزير(متلعثمًا) : لقد اكتفى بدعاء قصير لك يا مولاي، وقطع عادتَه من الدُّعاء الطويل.
    الملك: ولماذا هدم القُبَّة يا أيُّوب؟
    الوزير (متردِّدًا): يقول: إنَّه يَنهى عن المنكر باليد، فهو يرى أنِّي بنيتُها لأَقيل فيها، وهذا ليس من حقِّي - كما يزعم.
    الملك: وهل كنتَ تفعل يا أيُّوب؟
    الوزير: أحيانًا يا مولاي بعد عودتي من السفر.

    عالم1: بعدَ إِذْنِ مولاي، هناك شيءٌ خطير.
    الملك: وما هو؟
    عالم1: لقد أفتى بأنَّه لا سمعَ ولا طاعةَ للأمراء والقادة من المماليك قبلَ أن يُعتقوا! ومنهم الوزير أيُّوب!
    عالم2: لقد تجرَّأ يا مولاي بما يكفي.
    عالم3: لقد نصحْناه يا مولاي، لكنَّه استمرَّ في غيِّه.
    يُطبق صمْتٌ عميق قبلَ أن يقول الملك: بل كلُّ ما قاله صواب.

    (العلماء والأمراء ينظر بعضُهم إلي بعض).
    يُردِف الملك: للهِ دَرُّه! ما أشجعَه في الحق! وأنا في حاجة إلى دُعائِه القصير من دُعائكم وثنائكم الطويل، وما عزلتُه من القضاء، وإنَّما عزل نفسَه، ولو شاء أن يعودَ ما رفضتُ.

    (ينظر الأمراءُ بعضهم إلى بعضٍ، والدهشةُ في عيونهم).
    الملك: ولكن لا يُمكن أن أبيعَ الأمراء بيعَ الرَّقيق في السُّوق، سأشتريهم أنا وأعتقهم.

    ستار
    المشهد الثاني


    (الأمراءُ والقادة والوزير - وقد خَلاَ بعضُهم إلى بعض).
    الوزير: أرأيتم ماذا يُريد العِزُّ أن يفعل بنا؟
    أمير1: وهل سنسكتُ حتى نباعَ بيعَ الرقيق؟
    أمير2: لقد أرسل إليه مولانا الملك الصالح؛ ليسألَه في أمر قد نواه، وهو أن يشتريَنا هو، ثم يُعتقَنا.

    (يدخل أحدُ الأمراء مسرعًا).
    أمير3: لقد رفض العِزُّ هذا العرضَ، وأبى إلاَّ أن يُباعَ الأمراءُ جِهارًا نَهارًا أمامَ الناس في مزاد، حتى يبلغوا أقصى سِعْر؛ لِيُودعَ في بيت مال المسلمين.
    الوزير: لقد تجاوز الحدَّ، سوف أذهب إليه بنفسي، فإمَّا أن يتراجع عمَّا يقول، وإمَّا (يخرج سيفه).
    أمير1: نعم أيُّها الوزير، فإنَّ الناس يتحدَّثون بما قال، وإن لم يكن لنا موقفٌ حازم معه سَتُراق كرامتُنا وهَيبتُنا أمامَ الناس.
    أمير2: لا أدري، لماذا يَلين الملك الصالح دائمًا أمامَ هذا الشيخ الخَرِف؟!
    الوزير: لأنَّه يثق به ويحترمه، وما يملأ عينَه من العلماء غيرُه.
    أمير3: لماذا؟
    الوزير: لأنَّه يعتقد أنَّ العزَّ لا يخشى في الله لَوْمةَ لائم.
    أمير1: وهل ما يفعله العِزُّ بنا حقٌّ أم باطل؟

    (يصمت الجميع).
    الوزير: حقٌّ أو باطل، المُهمُّ ألاَّ يَحْدُث، وإلاَّ ضاعت هيبتُنا، كيف يُباع الأمراء في سوق الرقيق؟! هل سمعتم بهذا مِن قبل؟!
    أمير2: لا والله، لا يكون وفي أغمادِنا سيوف.
    الوزير: لقد هدم استراحةً لي كنت بنيتُها فوق سطح المسجد، لن يفلتَ العزُّ منِّي أبدًا.
    أمير2: لو كان الأمرُ بيدي لكان لي معه شأنٌ آخرُ.
    الوزير: سأعْرِف كيف يجعله يتراجع عن آرائه (يصمت لحظة، ثم يُعلي صوتَه مغيِّرًا نبرته): سوف أَبيعُه في سوق الرقيق.

    ستار
    المشهد الثالث


    العِزُّ وابنه في المنزل، والأمراء والقادة في الخارج.
    الابن: أبي، انجُ بنفسك، الوزير أيُّوب والأمراء، ومعهم الشُّرَط والعساكر.
    العزُّ: اهدأ يا بُنيَّ.
    الابن: أخاف يا أبي أن يقتلوك.
    العزُّ: اثبُت يا بُني، إنَّ أباك أقلُّ من أن يموت شهيدًا.
    صوت الوزير: اخرج أيُّها الشيخ.

    يخرج العزُّ في رَباطة جأْشٍ، فيصمت الجميع.
    العز: مرحبًا يا أيُّوب، تفضَّل.
    الوزير (متلعثمًا): ماذا دهاك يا مولانا؟
    العزُّ: خيرٌ - إن شاء الله - يا أيُّوب.
    الوزير: هل حقًّا ما سمعت؛ مِن أنَّك تُنادي ببيعِنَا في سوق الرقيق؟

    العز: نعم؛ لأنَّكم مماليك عبيد، يجب أوَّلاً فكُّ رقابكم في مزاد علني، ثم يُوجَّه المالُ لبيت مال المسلمين.
    الوزير: (وقد بدا عليه الانكسار): أليس هناك حلٌّ آخر؟
    العز: نعم.
    الوزير (في لهفة): وما هو؟
    العز: أن أرحلَ عن هذه الدِّيار الظالمِ أهلُها، فالذي جاء بي هنا من الشام هو كلمةُ الحق، وما تركتُ الشام؛ لأسكتَ عنها في مصر.
    أمير1: ولكن يا مولانا...
    العز: ليس في كتاب الله "لكن".
    الوزير: لقد اشترانا الملك الصالح، وسيُعتِقُنا.

    العز: تحايُلٌ على الشَّرع، بل يجب أن يتمَّ ذلك وسْطَ الناس، وأن توهبوا لأعلى سِعْر.
    الوزير: والرجل الذي سيَشترينا ماذا سيفعل بنا؟
    العز: ليفعل ما يشاء.
    الوزير: إذًا؛ نخسر كلَّ شيء: الجاه والسلطان والإمارة.
    العز: ولكنَّكم ستكسبون رِضا الله.
    أمير2: ومتى يُعقد المزاد؟
    العز: الآن - إن شئتم.

    (يَصمُت الجميع، فتدق الطبول، ويجتمع الناس، ويُنادَى فيهم أنْ: أُمراءُ للبيع).
    ويتقدَّم الأمراء، ويُضرب عليهم المزاد.
    ثم يَرسو المزاد على العز، ويشتريهم، ثم يُعتِقُهم، ويَهَبُ المال لبيت مال المسلمين!
    ابن الشيخ: يا أبي! كيف بالله كنتَ تُنادي الوزير بلفظ أيُّوب دون أيَّة ألقاب؟!
    العز: نظرتُ إليه، واستحضرتُ عظمةَ الله، فصار عندي كالقِط.
    الابن: لقد حدث اليوم أن تغلَّب الحقُّ على القوَّة، ولأوَّل مرَّة يُنادى في التاريخ: أنْ:" أُمراءُ للبيع"، وأظنُّها آخرَ مرَّة.
    العز: لن تكونَ الأخيرةَ طالما بقي في الأُمَّة مَن لا يخشى في الله لومةَ لائم....

    ستار وختام.



    ------------
    المصدر : http://www.alukah.net/articles/1/6064.aspx?showNote=true

  2. #2

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    هل ثبت هذا عن العز رحمه الله ؟؟(أقصد أنه أمر الأمراء أن يذهبوا للسوق ويشتروا أنفسهم ) لأن هذا الفعل خلاف الحديث وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (ولو ولي عليكم عبد) فأرجوا التثبت قبل النقل
    وأضيف رجاء وهو تنزيه هذا المنتدى الطيب والصرح العلمي عن مثل هذه المسرحيات فهي من وحي الغرب الكافر وقد تكلم في توظيف المسرحيات والتمثيل بعمومه في الدعوة عدد من أهل العلم.. فأرجو التنبه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    تناول ممتع..بارك الله فيك أنس على النقل الطيب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    وفيك بارك الله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    143

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    جزاك الله تعالى خيرا يا أخي العزيز

    المسرحية رائعة جدا

    سلمت يمينك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    106

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حمزة مأمون السوري مشاهدة المشاركة
    هل ثبت هذا عن العز رحمه الله ؟؟(أقصد أنه أمر الأمراء أن يذهبوا للسوق ويشتروا أنفسهم ) لأن هذا الفعل خلاف الحديث وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (ولو ولي عليكم عبد) فأرجوا التثبت قبل النقل
    وأضيف رجاء وهو تنزيه هذا المنتدى الطيب والصرح العلمي عن مثل هذه المسرحيات فهي من وحي الغرب الكافر وقد تكلم في توظيف المسرحيات والتمثيل بعمومه في الدعوة عدد من أهل العلم.. فأرجو التنبه
    هداك الله أول الأمر تأدب مع العلماء واعلم قدر الناس هداك الله فهذا العز ابن عبد السلام سلطان العلماء وعالم مصر الفذ فلا تتعدى على من هم فوق ولا دونك.
    ثم هذه الحادثة قد صح نقلها بارك الله فيك في بعض كتب السير فراجع كتب التاريخ وتنبه لما تقول وفي الختام نرجو عفوا الله لنا فحكم المملوك إن أُمر في مسألة عامة فلا حرج ولكن أن تكون له إمارة عامة فهذا لبد لك أن تراجعه فليس فيه مخالفة لحديث النبي صلوات الله وسلامه عليه.

  7. #7

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سالم مشاهدة المشاركة
    هداك الله أول الأمر تأدب مع العلماء واعلم قدر الناس هداك الله فهذا العز ابن عبد السلام سلطان العلماء وعالم مصر الفذ فلا تتعدى على من هم فوق ولا دونك.!!!!لا تعليق عندي على هذا الكلام!!!!
    ثم هذه الحادثة قد صح نقلها بارك الله فيك في بعض كتب السير فراجع كتب التاريخ نتمنى من الأخ إحالة على المراجع وتحقيق الكلام في إسناد الروايات !!! وتنبه لما تقول وفي الختام نرجو عفوا الله لنا فحكم المملوك إن أُمر في مسألة عامة فلا حرج ولكن أن تكون له إمارة عامة فهذا لبد لك أن تراجعه فليس فيه مخالفة لحديث النبي صلوات الله وسلامه عليه.
    أرجو من الأخ أن يرشدنا إلى ما استند إليه في تخصيص حكم المملوك في مسألة عامة ومنعه من الإمارة العامة ..من كلام أهل العلم ..!!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    جزاكم الله خيراً

    وهذه دعوة لبحث صحة أصل هذه الرواية عن إمام الأمة العز بن عبدالسلام ، وكذلك بحث المسألة الفقهية المتضمنة في المسألة ...

    والواضح من مغزى هذه المشاركة :
    عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ ». أَوْ « أَمِيرٍ جَائِرٍ ». رواه أبو داوود , وصححه الألباني رحمهما الله .

  9. #9

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ
    قال الحافظ في الفتح

    قَوْله : ( كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ )
    قِيلَ شَبَّهَهُ بِذَلِكَ لِصِغَرِ رَأْسه ، وَذَلِكَ مَعْرُوف فِي الْحَبَشَة ، وَقِيلَ لِسَوَادِهِ ، وَقِيلَ لِقِصَرِ شَعْر رَأْسه وَتَفَلْفُلِهِ . وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ عَلَى صِحَّة إِمَامَة الْعَبْد أَنَّهُ إِذَا أَمَرَ بِطَاعَتِهِ فَقَدْ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ خَلْفَهُ قَالَهُ اِبْن بَطَّال . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَأْخُوذًا مِنْ جِهَة مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ أَنَّ الْأَمِير هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى الْإِمَامَة بِنَفْسِهِ أَوْ نَائِبِهِ ،وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى الْمَنْع مِنْ الْقِيَام عَلَى السَّلَاطِينِ وَإِنْ جَارُوا لِأَنَّ الْقِيَام عَلَيْهِمْ يُفْضَى غَالِبًا إِلَى أَشَدَّ مِمَّا يُنْكَر عَلَيْهِمْ ، وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ أَنَّهُ أَمَرَ بِطَاعَةِ الْعَبْد الْحَبَشِيّوَالْإِمَامَة الْعُظْمَى إِنَّمَا تَكُون بِالِاسْتِحْقَا قِ فِي قُرَيْشٍ فَيَكُون غَيْرهمْ مُتَغَلِّبًا ، فَإِذَا أَمَرَ بِطَاعَتِهِ اِسْتَلْزَمَ النَّهْي عَنْ مُخَالَفَتِهِ وَالْقِيَام عَلَيْهِ . وَرَدَّهُ اِبْن الْجَوْزِيّ بِأَنَّ الْمُرَادبِالْعَامِلِ هُنَامَنْ يَسْتَعْمِلهُ الْإِمَام لَا مَنْ يَلِي الْإِمَامَة الْعُظْمَى ، وَبِأَنَّ الْمُرَاد بِالطَّاعَةِ الطَّاعَة فِيمَا وَافَقَ الْحَقّ . اِنْتَهَى . وَلَا مَانِع مِنْ حَمْلِهِ عَلَى أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَدْ وُجِدَ مَنْ وَلِيَ الْإِمَامَة الْعُظْمَى مِنْ غَيْر قُرَيْش مِنْ ذَوَى الشَّوْكَة مُتَغَلِّبًا ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي كِتَاب الْأَحْكَام . وَقَدْ عَكَسَهُ بَعْضهمْ فَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز الْإِمَامَة فِي غَيْر قُرَيْش ، وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ ، إِذْ لَا تَلَازُم بَيْنَ الْإِجْزَاء وَالْجَوَاز ، وَاللَّهُ أَعْلَم .


    وقال في موضع آخر من الفتح :وَقِيلَ الْمُرَاد أَنَّ الْإِمَام الْأَعْظَم إِذَا اِسْتَعْمَلَ الْعَبْد الْحَبَشِيّ عَلَى إِمَارَة بَلَد مَثَلًا وَجَبَتْ طَاعَته


  10. #10

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حمزة مأمون السوري مشاهدة المشاركة
    روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ
    قال الحافظ في الفتح

    قَوْله : ( كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ )
    قِيلَ شَبَّهَهُ بِذَلِكَ لِصِغَرِ رَأْسه ، وَذَلِكَ مَعْرُوف فِي الْحَبَشَة ، وَقِيلَ لِسَوَادِهِ ، وَقِيلَ لِقِصَرِ شَعْر رَأْسه وَتَفَلْفُلِهِ . وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ عَلَى صِحَّة إِمَامَة الْعَبْد أَنَّهُ إِذَا أَمَرَ بِطَاعَتِهِ فَقَدْ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ خَلْفَهُ قَالَهُ اِبْن بَطَّال . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَأْخُوذًا مِنْ جِهَة مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهُمْ أَنَّ الْأَمِير هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى الْإِمَامَة بِنَفْسِهِ أَوْ نَائِبِهِ ،وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى الْمَنْع مِنْ الْقِيَام عَلَى السَّلَاطِينِ وَإِنْ جَارُوا لِأَنَّ الْقِيَام عَلَيْهِمْ يُفْضَى غَالِبًا إِلَى أَشَدَّ مِمَّا يُنْكَر عَلَيْهِمْ ، وَوَجْه الدَّلَالَة مِنْهُ أَنَّهُ أَمَرَ بِطَاعَةِ الْعَبْد الْحَبَشِيّوَالْإِمَامَة الْعُظْمَى إِنَّمَا تَكُون بِالِاسْتِحْقَا قِ فِي قُرَيْشٍ فَيَكُون غَيْرهمْ مُتَغَلِّبًا ، فَإِذَا أَمَرَ بِطَاعَتِهِ اِسْتَلْزَمَ النَّهْي عَنْ مُخَالَفَتِهِ وَالْقِيَام عَلَيْهِ . وَرَدَّهُ اِبْن الْجَوْزِيّ بِأَنَّ الْمُرَادبِالْعَامِلِ هُنَامَنْ يَسْتَعْمِلهُ الْإِمَام لَا مَنْ يَلِي الْإِمَامَة الْعُظْمَى ، وَبِأَنَّ الْمُرَاد بِالطَّاعَةِ الطَّاعَة فِيمَا وَافَقَ الْحَقّ . اِنْتَهَى . وَلَا مَانِع مِنْ حَمْلِهِ عَلَى أَعَمَّ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَدْ وُجِدَ مَنْ وَلِيَ الْإِمَامَة الْعُظْمَى مِنْ غَيْر قُرَيْش مِنْ ذَوَى الشَّوْكَة مُتَغَلِّبًا ، وَسَيَأْتِي بَسْطُ ذَلِكَ فِي كِتَاب الْأَحْكَام . وَقَدْ عَكَسَهُ بَعْضهمْ فَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز الْإِمَامَة فِي غَيْر قُرَيْش ، وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ ، إِذْ لَا تَلَازُم بَيْنَ الْإِجْزَاء وَالْجَوَاز ، وَاللَّهُ أَعْلَم .


    وقال في موضع آخر من الفتح :وَقِيلَ الْمُرَاد أَنَّ الْإِمَام الْأَعْظَم إِذَا اِسْتَعْمَلَ الْعَبْد الْحَبَشِيّ عَلَى إِمَارَة بَلَد مَثَلًا وَجَبَتْ طَاعَته
    لذلك استشكلت ثبوت هذا الأمر عن العز رحمه الله منزهاً له عن معارضة الأحاديث الصريحة القاضية بعدم القيام على الولاة والسلاطين لا طاعناً فيه كما فهم البعض ....

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    أخي المبارك أبو حمزة حفظك ربي :

    أولاً / هذا ليس دليلاً على صحة الرواية من ضعفها , فالروايات تثبت بالأسانيد كما تعلم , وأنا الآن أكرر وأقول هذه دعوة للتثبت من صحة الرواية .

    ثانياً / لا يوجد تعارض أكرمك ربي بين حديث تَمِيمٍ الدَّارِىِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ». رواه مسلم , وبين ماذكرت .

  12. #12

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس ع ح مشاهدة المشاركة
    أخي المبارك أبو حمزة حفظك ربي :

    أولاً / هذا ليس دليلاً على صحة الرواية من ضعفها , فالروايات تثبت بالأسانيد كما تعلم , وأنا الآن أكرر وأقول هذه دعوة للتثبت من صحة الرواية .

    ثانياً / لا يوجد تعارض أكرمك ربي بين حديث تَمِيمٍ الدَّارِىِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » قُلْنَا لِمَنْ قَالَ « لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ». رواه مسلم , وبين ماذكرت .
    أحسنت وقد جاء في السنة -كما تعلم يقيناً- كيف تكون النصيحة لأئمة المسلمين فتنبه بارك الله فيك...

    بانتظار الأخ صلاح وبقية الإخوة النظر في الأسانيد وتمحيصها وتزويدنا بالحكم النهائي عليها

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    http://www.naqatube.com/view_video.p...ic&category=mr

    هذا المقطع بعنوان :
    أين هم المشايخ من ضرب غزة ؟؟ رد الشيخ ابو اسحاق الحويني

    فيه أن الشيخ حفظه الله ذكر قصة العز بن عبدالسلام التي في المشاركة الأولى

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    Lightbulb رد: من سيرة العز بن عبدالسلام : أُمَرَاء لِلبَيْعِ . (مسرحية)

    القصة من طبقات الشافعية الكبرى ( 8 / 216 ) :

    ( ذكر كائنة الشيخ مع أمراء الدولة من الأتراك )


    وهم جماعة ذُكِر أن الشيخ لم يثبُت عنده أنهم أحرارٌ وأن حكمَ الرِّق مستصحَبٌ عليهم لبيت مال المسلمين
    فبلغهم ذلك فعظُم الخطبُ عندهم فيه وأضرِم الأمر والشيخ مصممٌ لا يصحح لهم بيعاً ولا شراءً ولا نِكاحاً,
    وتعطّلت مصالحهم بذلك وكان من جملتهم نائب السلطنة , فاستشاط غضباً فاجتمعوا وأرسلوا إليه
    فقال نعقد لكم مجلساً وينادى عليكم لبيت مال المسلمين ويحصل عِتقُكم بطريق شرعي
    فرفعوا الأمر إلى السلطان فبعث إليه فلم يرجع فجرت من السلطان كلمة فيها غِلظة حاصلها الإنكارُ على الشيخ في دخوله في هذا الأمر وأنه لا يتعلق به
    فغضب الشيخ وحمل حوائجه على حمارٍ وأركب عائلته على حمارٍ آخر ومشى خلفهم خارجا من القاهرة قاصداً نحو الشام
    فلم يصل إلى نحو نصف بريد إلا وقد لحقه غالبُ المسلمين لم تكد امرأة ولا صبي ولا رجل لا يُؤْبَه إليه يتخلَّف , لا سيما العلماء والصُّلحاء والتجار وأنحاؤُهم
    فبلغ السلطان الخبر وقيل له متى راح ؛ ذهب ملكُك ,
    فركب السلطان بنفسه ولحقه واسترضاه وطيَّب قلبه فرجع واتفقوا معهم على أنه ينادى على الأمراء
    فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يُفِد فيه فانزعج النائب وقال كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض والله لأضربنَّه بسيفي هذا
    فركب بنفسه في جماعته وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده
    فطرق الباب فخرج ولدُ الشيخ أظنه عبد اللطيف فرأى من نائب السلطنة ما رأى
    فعاد إلى أبيه وشرح له الحال فما اكترث لذلك ولا تغير وقال يا ولدي أبوك أقلُّ من أن يُقتل في سبيل الله
    ثم خرج كأنه قضاءُ الله قد نزل على نائب السلطنة فحين وقع بصره على النائب يَبِست يدُ النائب وسقط السيف منها وأرعِدَت مفاصِلُه
    فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له وقال يا سيدي خبِّر أيْش تعمل
    قال أنادي عليكم وأبيعكم
    قال ففيم تصرِف ثمننا
    قال في مصالح المسلمين
    قال مَن يَقبِضُه
    قال أنا
    فتمَّ له ما أراد ونادى على الأمراء واحداً واحداً وغالى في ثمنهم وقبضه وصرفه في وجوه الخير
    وهذا ما لم يُسمَع بمثله عن أحدٍ رحمه الله تعالى ورضى عنه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •