وكان هذا ردي على أبياته - رحمه الله:
(ع) علمٌ وفِقهٌ ودينٌ كلُّ مطَّلبي * * * لا غرْوَ - إنِّي فتى قد جدَّ في الطَّلَبِ
(ب) بَحْثي عن النُّور أضْناني وأنْهكنِي * * * وما بلغْتُ بِرغْم الجَهْدِ واللَّغَبِ
(د) دَيْنٌ على مَن رأى نورًا فَقرَّ بِهِ * * * لا يترُكنِّيَ إذ أمضي مع السَّرَبِ
(ا) اللهُ أرْشدَ أُستاذي ووفَّقَهُ * * * لكلِّ ناءٍ من الآدابِ بل وأبِي
(ل) لِيَهْنِهِ أنَّه قد جابَ أزمِنةً * * * من العُلومِ وأدَّى زُبدةَ الحِقَب
(و) وأنَّه وحْده في عالم صخِبٍ * * * يمضي يُبَدِّدُ فردًا ظُلمةَ الحجُبِ
(ا) العلم والأدبُ الرَّاقي سما بِهِما * * * والنَّاس قد ساءَ ظنُّ النَّاس بالأدَبِ
(ل) لا شكَّ أنَّ اكتساب العلم موهبةٌ * * * إن يصْطَفِ اللهُ عبدًا صالحًا يَهَبِ
(ي) يا مَن يردِّدُ أقوالاً على عمَهٍ: * * * (السَّيف أصدقُ أنباءً من الكتُبِ)
(غ) غِبْتمْ عن الحقِّ بل غابتْ حلومكُمُ * * * ما قيمةُ السَّيف إن يُشْهَرْ بكفِّ غبي
(ن) نحنُ الَّذين عرفْنا قولَ صاحبِكم * * * صِرْنا نردِّد قولَ الشَّاعر الأَرِبِ
(ي) يقول سيِّد أهلِ الشِّعْرِ قاطبةً * * * لوْلا الحلومُ لفاز اللَّيث بالقَصَبِ
(م) ما حِكمةٌ من بناتِ العقل نذكُرها * * * إلاَّ ونادتْك يا أستاذَنا بأبي
فبين ما حُزْتَ من علمٍ ومن أدَبٍ * * * وبين ما صغتُ منه أوثقُ النَّسَبِ
وأنت علَّمْتَنا شعرًا وفلسفةً * * * وأنت روَّيْتَنا من حكمةِ العَرَبِ
وأنت أحْدثْتَ فينا نخوةً أُثِرَتْ * * * وإنَّ حِلْمَكَ معروفٌ لدى الغضَبِ
15 /6 /1996