( وهذا العصر مليء بالأمثلة التي تدل على أن أمراض القلوب من الرياء والعجب والكبر والحسد ... لها أضرار كثيرة وآثار سيئة على إيمان المرء ، وهي من أسباب الانتكاسة ، ولعل من أبرزها وأشهرها ما يُروى من قصة ( عبد الله القصيمي ) الذي نهل من العلم كثيرا وبرع فيه وخاصة العقيدة ، وأثنى عليه معاصروه ، وقد جرد قلمه للرد على مخالفي أهل السنة والجماعة ، وعلى القادحين في أهل العلم ، وله كتاب عن الوثنية يقال : ( إنه من أروع ما كتب في هذا المجال ) .
ولكن هذا الرجل كانت به آفات قلبية ، لعل من أبرزها العجب والغرور واحتقار الآخرين ، وكانت تنخر به ، فلم يوقف جماحها ، أو يبادر بمعالجتها ، كما لم يحرص على استئصالها ؛ حتى قضت عليه قضاءً مبرمًا ، وأردته خارج دائرة الإيمان ، مرتدًا عن الإسلام – كما قيل – وقد شهدت لهذه الآفات أشعاره التي كان يبدأ بها في كتبه ، ومن ذلك قوله :
فما أنا إلا الشمس في غير برجها *** وما أنا إلا الدر في لجج البحر
بلغت بقولي ما يرام من العلا *** فما ضرني نقد الصوارم والسمر
أسفت على علمي المضاع ومنطقي *** وقد أدركا لو أدركا غاية الفخر
ومن أدلة انتكاسته صحبته لأهل الكفر والغانية والكأس ، بل لقد ألف كتابًا يستهزئ فيه بالتوحيد وأهله ( 1 ) ) .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
( 1 ) انظر : من أخبار المنتكسين ، ( ص 230-231 ) .
نقلته من كتاب : ( التدابير الواقية من انتكاسة المسلم ) / تأليف : ( سارة بنت عبد الرحمن الفارس ) / ( 36 – 37 ) .
السلفية النجدية ..