مباحثةٌ نافعةٌ ماتعةٌ فجزاكم الله خيرا ، و أخص بالشكر السكران التميمي وفقه الله
و أنبه إلى أن الحكم بالشذوذ ولو سُلم لنا في حديثِ (أفلح وأبيه) فنحن بحاجة إلى بعض الإجابات الأخرى مما نقله الإخوة عن العلماء لورود القسم في غير ذلك الحديث ومنها ما يلي :
1. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لاَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. رواه البخاري
2. و في صحيحِ مسلمٍ من حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ قَالَ « أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ».وَزَادَ في روايةِ « نَعَمْ وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ ».
3. وعنده من حديثه أيضاً قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا فَقَالَ « أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّه ُ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا وَلِفُلاَنٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ ».
والحديثان السابقان ساقهما ابن ماجة وغيره في حديث واحد
4. أخرج مالك عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَقْطَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ قَدِمَ فَنَزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَشَكَا إِلَيْهِ أَنَّ عَامِلَ الْيَمَنِ قَدْ ظَلَمَهُ ، فَكَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ أَبُو بَكْرٍ : وَأَبِيكَ مَا لَيْلُكَ بِلَيْلِ سَارِقٍ . وساق البيهقي وغيره القصة بسياق أتم من هذا السياق .
وهذه الأحاديث قد ذكرها الإخوة في ضمن كلامهم السابق ولكن رأيت أكثرَ الكلامِ منصباً على حديثٍ واحدٍ فلذا جرى التنبيه وهناك من الأحاديث غير ما ذُكر فيها القسم بغير الله ولكن في أسانيدها ضعف فلم أذكرها .
وفقني الله وإياكم لكل خير ووقانا الشرك صغيره وكبيره .