الحمد لله وبعد؛ ففي شرح مقدمة أصول التفسير للإمام ابن تيميّة للشيخ محمد بن عمر بازمول -حفظه الله- قوله:
"حج إلى مكة المكرمة سنة 680 هـ.
جاء في مجموع الفتاوى قول ابن تيميّة -رحمه الله-: "أخبرنا الأصيل المسند نجم الدين أبو العز يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي المجاور الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع في الحرم سنة 680 هـ" اهـ. [مجموع الفتاوى (99/18، 109). وهذا هو تاريخ حجته -رحمه الله- وعمره تقريبا 15 سنة. وقد ذكر في اقتضاء الصراط المستقيم (339/3) أنه ألف منسكا في الحج قبل أن يحج في أول عمره! ولعل هذا السماع من ابن المجاور كان في هذا الوقت.]
وحج مرة ثانية في سنة 692 هـ يعني وعمره 31 سنة كما نص على ذلك ابن كثير -رحمه الله- في (البداية والنهاية) في أحداث هذه السنة".
انتهى المقصود منه، وما بين المعقوفين من الهامش.
ثم إني أقول: لو فرضنا أن ابن تيميّة لم يحج لعدم استطاعته، فأين المشكلة ؟ وقد قال تعالى: ((لمن استطاع إليه سبيلا)).
ولم يتزوج لعدم استطاعته، فأين المشكلة ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم الباءة فليتزوج)).
لا أظنهم يذكرون هذا إلا لإنقاص قدره -رحمه الله-، كما قال الشاعر:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ** فالقوم أعداء له وخصوم