بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله مقلب القلوب الذي بيده قلوب العباد لا اله الا هو الحي القيوم
أساله وأتوسل إليه وحده لا شريك له فأقول : يا مولى الحق يا اله العالمين
ثبتنا على دينك حتى نلقاك عليه ثبتنا عليه أمام زيف الأفكارالمبعثرة من الخارج
وأصلي وأسلم على النبي مخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
شخصية عبدالله القصيمي من الشخصيات التي بحثت عنها كثيراً فقصته عجيبة جداً
ومما أثار أعجابي الشديد هو إلحاده الشديد فبعد ان قدم قبل إلحاده كتاب من 2500 صفحة
يفند فيه الشبهات ويرد عليها وأشتهر بعده شهرة عظمى انتكس ! ولو أستمر على عطاءه
لكن كما قال أحد العلماء المصريين ( أن يطال رأس ابن تيمية رحمه الله تعالى )
ولكن من العجيب أن الشيخ عبدالرحمن البراك قال : ( أننا لسنا بحاجة كتبه قبل إلحاده ولا بعد إلحاده )
ومع الأسباب المفسرة لإنتكاس القصيمي سيتضح سبب قول الشيخ البراك مثل هذا الكلام .
التفسير الأول :
يتمحور حول مسألة الشكوك والشبهات ومفاده : أنه يستحيل أن ينقلب متدين متمسك بدينه
إلى ملحد مرة واحده فلابد من التدرج ومن خطوات تمهيدية
فبدأ القصيمي موقناً بالعقيدة ومخلصاً لكن بدأ يتساقط أمام سلطان الشك وبريق الريب
بعد القراءت الفلسفية المختلفة التي كانت في الساحة الفكرية وضلت بذرة الشك
فيه حتى استحكمت عليه أشد الإستحكام وعاش صراع طويل معها بين الحق والباطل
حيث يقول الاستاذ عبدالله بن يابس ( أنه كانت تعتريه الشكوك إذا جن الليل فيسخن جسمه ويطير النوم
من جفونه ) ويقول ( كان يجادلني في الله وفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكنت أجيء
لزيارتكم فأجده يقرأ صحيح مسلم مع بعض الأخوان فأقول : لعلها وساوس وليست عقائد )
التفسير الثاني :
هو إتهام القصيمي بالغطرسة والتكبر بعد أن ذاع صيته وأشتهر فأغتر بنفسه رغم أن الفضل بيد
الله عز وجل لكن سبحان الله كيف طغت النفس فياربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وهذا التفسير له شواهد قوية ومدعومة حيث يبدأ في مقدمة كتبه قصيدة يمدح نفسه
ممجداً لها حيث يقول :
كفى احمداً أني نظرت كتابه ........لأن يدعي أن الإله مخاطبه
ولو شامني أني قرأت كتابه .........لقال إليه الكون أني وخالقه
فنبه الشيخ عبدالعزيز ابن بشر أن صاحب هذا الكلام منحرف كما عاتبه الشيخ فوزان السابق وأخبروه
أن هذا كفر وضلال فتراجع القصيمي وحذف البيت الأخير وبعد أن دخل الإلحاد
بقي فيه حب الذات ومدحها وتمجيدها حيث كتب على كتابه هذه هي الأغلال
(سيقول مؤرخو الفكر أنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل )
قال الشيخ سليمان الخراشي :( من يقرأ كتب القصيمي خصوصاً القديمة يلحظ بوضوح وجلاء
نبرة الإعجاب بالنفس ) والعياذ بالله من الإعجاب بالنفس المهلك
التفسير الثالث :
أن عبدالله القصيمي كان له اندفاع قوي وشديد مفعم بالتولد الثوري الدائم لا يمكن أن يركن أو يسكن
بالأمس كان صراعه مع الوثنية واليوم صراعه مع الدين
التفسير الرابع والأخير :
أنه عميل للصهيونه العالمية
ومن يرى ويتأمل سيرة القصيمي يستبعد هذا التفسير لأسباب منها :
1-لم يكن هو من الحريصين على جمع المال وإكتناز الأموال ولم تكن ذمته تشترى بالمال
حتى قال أحد الرموز القريبين منه ( أن القصيمي لا يمكن أن يُشترى )
2- ان القصيمي كان لا يأخذ مالاً على كتبه ومقالاته بل كان يتبرع بها على من يحتاج من أصدقائه
وأصحابه
3- ان القصيمي كان يناصر دولة فتية وغنية بالبترول وتحوله عن الدفاع عنها يفقده الكثير من الدعم
وأخيراً يقال ( ماذا جنى القصيمي من الأموال ألم يشرد ويطرد إلم يمت منفياً وحيداً ؟ )
والراجح من التفاسير هذه هو التفسير الثاني وهو الإعجاب بالنفس
وفقد الإخلاص فكان سببه الإنقاص إلى نهاية الإنقاص فأنقلب إلى الإلحاد .
منقول بتصرف من المرجع :
عبدالله القصيمي وجهة نظر أخرى : للشيخ سليمان الخراشي
كتاب قيم أنصحكم بإقتنائه .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين