الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وآله وصحبه أجمعين :
وُجّه سؤال لفضيلة الشيخ عدنان العرعور -حفظه الله ورعاه -
يقول السائل :
اشتهر الشيخ عدنان بالمناظرات ذات الطابع الخاص ، فما هي أشهر وأهم ثلاث مناظرات عقدتها ؟
أجاب الشيخُ قائلاً :
حُببت إلي المناظرة ، وكشف لي غطاؤها ، ووضح أمامي طريقها ، والحمد لله ، وله المنة ، وهي كثيرة لا أكاد أحصيها ، أو أضبطها ، وإنني عازم بمشيئة الله على نسخها ، فمنها الطويلة جداً ، ومنها القصيرة جداً
فمنها :
أن أحدهم جاء عقب إحدى المحاضرات للمناظرة في كفر ابن تيمية ، وأحضر معه أكثر من سبعة كتب .. وحذرني الشباب من مناظرته ، لقدرته العلمية ، وتحضيره المسبق ، ولغلظته في الكلام
وقالوا : أنت متعب وغير محضر وو…
فأبيت إلا الجلوس ..
فقال : عندي أدلة على أن ابن تيمية كافر .
قلت : ابن تيمية معروف عند كثيرين بالكفر ، فقد كنت أسمع تكفيره منذ صغري - وقصدت أنه معروف بالكفر عند الروافض ، وغلاة الصوفية ، وكثير من المقلدين ، وفهم هو أني موافق على ذلك -
أحمد ( السائل وليس المناظر ) : ـ مقاطعاً ـ : هل يجوز مثل هذا ؟
الشيخ : يجوز مثل هذا في المناظرات على أن يبين المقصود بعد ذلك ، حتى لا يكون ثمة تلبيس فقد قال إبراهيم أكبر من هذا !! قال : عن النجم والقمر والشمس ] هذا ربي [ ،
المهم أني أدركت للوهلة الأولى ، أنه يكفره لإثباته العلو لله ،
فقلت له : دعك من ابن تيمية وتكفيره ، وأجبني عن رجل قال في سجوده : سبحان ربي الأسفل ، فهل يجوز هذا ..؟!
فدهش ثم قال لا يجوز ..!!
قلت : لم لا يجوز؟؟ ألستم أنتم تنفون عن الله صفة العلو ؟! فهو سبحانه عندكم في العلو وفي الاسفل -!!! وعلى هذا يجوز أن يقال: سبحان ربي الأعلى, وسبحان ربي الأسفل, مادام الله عندكم اتصف بالصفتين .
قال : لكن الله قال : سبح اسم ربك الأعلى!
قلت : هل هو الأعلى في صفاته وذاته ؟! أم في صفاته دون ذاته ؟؟
فحار وتردد ، وسكت سكوت المتفكر!...
قلت : هذا جائز على منهجكم ، لأن الله عندكم في العلو وفي السفل ، والآن :
إما أن تثبت هذه الصفة "الأعلى" بشمولها : فهو الأعلى ذاتاً وصفاتاً ، وتنفي ما يضادها من قولكم : ((موجود في كل مكان )) وإما أن الأعلى لا تشمل الذات ، فهو "الأعلى"في صفاته ، " والأسفل "و الأعلى بذاته ، وعلى هذا يجوز أن يقول القائل : سبحان ربي الأسفل .
قال : أنظرني إلى غد .
قلت : فإنك من المنظرين .
وفي اليوم التالي : أظهر بعض الإشكالات ، على سبيل الاسترشاد لا على سبيل العناد ،
وتم إزالتها واهتدى .. ثم بينت له الموقف الصحيح من ابن تيمية, وأزلنا عنه الإشكالات ،
فاقتنع و الحمد لله .
------------------------------
المصدر :
ملف بعنوان : أسئلة عامة وأجوبتها للشيخ .
على الرابط التالي , من الموقع الرسمي للشيخ "الإسلام الوسط" :