المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد
مما يحتاج لتأمل قول الأمام ابن أبي حاتم في علل الحديث (5/ 383، رقم: 2064):(وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا بحديثٍ اختلَفَ شُعبةُ وهشامٌ الدَّسْتَوَائِي :
فَرَوَى شُعبة، عَنْ أَبِي جَعْفَر الخَطْمِي، عَنْ عُمَارة بْنِ خُزَيمَة، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف: أنَّ رَجُلا ضريرَ البَصَرِ أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ...
هَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعبة، حدَّثنا بِهِ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، عَنْ عثمان بن عمر.
وَرَوَاهُ معاذُ بنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ حديثُ شُعبة.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد: حَكَمَ أَبُو زُرْعَةَ لشُعْبة؛ وذلك: لم يكن عنده أنَّ أحدا تابَعَ هِشَام الدَّسْتَوَائِي َّ.
ووجدت عندي: عن يونس بن عبد الأعلى، عَنْ يَزِيد بْن وَهْب، عَنْ أَبِي سَعِيد التَّمِيمِيِّ- يَعْنِي: شَبِيبَ بنَ سَعِيد- عَنْ رَوْح بْن الْقَاسِم، عَنْ أَبِي جَعْفَر، عَنْ أَبِي أُمَامَة بنِ سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ عمَّه عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثلَ حديثِ هشامٍ الدَّسْتَوَائِي ، وأشبعَ متنا.
ورَوْحُ بنُ الْقَاسِم ثقةٌ يُجمَعُ حديثُهُ؛ فاتفاقُ الدَّسْتَوَائِي ِّ ورَوْحِ بنِ الْقَاسِم يدلُّ عَلَى أنَّ روايتهما أصحُّ).
فلم يطعن ابنُ أبي حاتم في هذه الزيادة مع علمه أنها ليست عن يونس، واستشهد بها على قوة حديث الدستوائي.
وهذا يدل على توثيق الرجل مطلقا لا في يونس فقط!.
وهذا الذي تدل عليه عبارة ابن المديني وابن أبي حاتم وأبو زرعة، وكذا فعل الداقطني؛ فإنه قال في تعليقات الدارقطني على المجروحين لابن حبان (ص: 213): (قَدْ تَابَعَ عَوْنَ بْنَ عُمَارَةَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ هَاهُنَا، شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَصْرِيَّ، وَهُوَ ثِقَةٌ)، فلم يقيد الدارقطني بيونس.
ثم تأمل قول ابن أبي حاتم: (أشبع متنا) فإلى أيِّ شيءٍ يريد، مع قوله بعدُ: (أصح)؟