بارك الله فيك اخي و انا لنحب من يهتم بالحديثبالنسبة للشق الثالث: إذا كان ما رواه الليث عن أبي الزبير ممّا صرَّح فيه أبو الزبير بالسماع عن جابر، لماذا روي معنعنًا في صحيح مسلم؟
اما روايات الليث محمولة على السماع للقصة المذكورة عنه انه رجع لابي الزبير فطلب منه ان يضع له علامة على الاحاديث التي سمعها من جابر لذلك هو يروي هذه الاحاديث ( و ان كانت معنعنة ) التي صرح له جابر سماعها في تلك الحادثة.
الشيخ الالباني رحمه الله يتبع الذهبي غالبا في احكامه لذلك نهج في ابي الزبير نهج الذهبي و هو عدم الرضاوسؤالي: لو استقرأ الشيخ الألباني، رحمه الله، عدد الأحاديث المروية عن أبي الزبير عن جابر في "صحيح مسلم"، أكان أصدر حكمه عليها بهذا الإطلاق؟
لا نسمي هذا حديثا ضعيفا، الحديث صحيح و ان كان في سنده ابو الزبير فهو صحيح لغيره فلا يكون ضعيفا ، و اصحاب الصحيحين يخرجان مثل هذه الاحاديث اذا صح عندهم من طرق اخرى و ذلك لعلو السند لكن لا نسمي هذا حديثا ضعيفاولْنفرض أنَّ أحدنا تتبع كل هذا الأحاديث فوجد لها –أو لمعظمها- شواهد تعضدها، هل سيعفي ذلك كون صحيح مسلم متضمِّنا لأكثر من مائة حديث ضعيف، استنادًا إلى حكم الألباني؟
كلام النووي مبني على الاجماع على صحة الصحيحين عامة و على منهج الشيخين فكلامه قاعدة عامة فقطوإذا تأمَّلنا كلام الإمام النووي، صحّ لنا أن نتساءل: إذا كان "ما جاء من روايات المدلِّسين في الصحيحين بـ "عن" محمولا على ثبوت سماعهم من جهة أخرى"، لماذا يُثبِتاها من "الجهة الأخرى"؟
و في كل الاحوال قلنا ان ابا الزبير و ان دلس, دلس عن ثقات فلا يضره ذلك ففي الصحيح روايات للمدلسين من هذا النوع الذي لا يدلسون إلا عن ثقات فرواياتهم صحيحة لا غبار عليها و لا تلتفت لاحكام المتأخرين في هذا الامر ، بل العبرة بحكم المتقدمين فهذا شعبة رغم حرصه على اجتناب المدلسين يروي عن ابي الزبير.
اما قصة ابي الزبير مع الليث فلا تثبت التدليس ، غاية ما فيها انه دفع اليه صحيفة و لم يروي موهما السماع
راجع كتابي روايات المدلسين في صحيح مسلم و روايات المدلسين في صحيح البخاري لعواد الخلف ربما تجد فيهما ما يشفي
و الله اعلم