وقد أخفى قدرته وراء الأسباب امتحاناً وابتلاءً للعباد.
فالله عزَّ وجلَّ بحكمته وعلمه يفعل ما يشاء، ويظهر ما يشاء، ويخفي ما يشاء، وقد أظهر سبحانه أربعاً، وأخفى أربعاً:أظهر المخلوقات وأخفى نفسه.. وأظهر الدنيا وأخفى الآخرة.. وأظهر قيمة الأشياء.. وأخفى قيمة الأعمال.. وأظهر الأبدان والأجساد وأخفى الأرواح والعقول.والأمة إذا تركت الدعوة إلى الله أصيبت بآفتين: ذهاب الدين من حياتها تدريجياً حتى لا يبقى منه إلا بعض الشعائر والآداب.. وصار اليهود والنصارى أئمتها في أمور حياتها كلها.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما عرفوا حقيقة الإيمان، وقاموا بالدعوة، صار إمامَهم إمُام الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالهم، فسعدوا وأسعدوا، فرضي الله عنهم ورضوا عنه.