تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: سلع التجارة الرابحة - فلازمها تربح حياتك...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    Lightbulb سلع التجارة الرابحة - فلازمها تربح حياتك...

    الحمدلله المحمود بالعوائد، المأمول منه الزوائد، المرتجى منه الثواب، المستعان عل النوائب، أحمد وأستعينه في الأمور التي تحير دونها الألباب، وأشهد أن لاإله إلا الله كل شيء هالك إلا وجهه له الملك وإليه ترجعون، وأشهد أن محمدا خيرالبرية، ومعلم الإنسانية، وهادي البشرية، عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وعلى زوجاته مهات المؤمنين وعلى الآل والصحب أجمعين أما بعد:
    إن الله تعالى بوده وحبه لعباده المؤمنين المخبتين كرر من نداءه لهم في كتابه المجيد – ياأيها الذين آمنوا- أكثر من ثمانين مرة، ومن هذه النداءات الربانية المتكررة، قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل لله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.....)في هذه الآية الكريم يرشدنا رب العزة إلى نوع من التجارات الرابحة، إذ التجارة تجارتان، تجارة مع الخلق وتجارة مع الخالق، فالتجارة مع الخلق، تجارة محتملة الربح والخسارة لكن التجارة مع الخالق مضمونة الربح والطهارة، التجارة مع الخلق تجارة في الحسيات والماديات لكن التجارة مع الخالق تجارة في المعنويات والروحيات فهي تجارة لن تبور، تجارة تزكي النفوس، تجارة تورث ولاية الله، تجارة، البائع فيها هو العبد المؤمن الضعيف المحتاج والمشتري هو الله رب العزة، إله الأولين والآخرين، والبضاعة هي النفس البشرية وما كلفت من أوامر وزواجر، (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا....)
    ولذلك بين النبي عليه الصلاة والسلام بأن العبد المؤمن في هذه البسيطة محبوس في سجن (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فلا يأكل ويشرب لهوه ولا يتكلم لهواه بل لا يحرك ولا يسكن لهواه لأنه مكلف (بفتح اللام) فحركاته وسكناته حسب ما يرضي المكلف (بكسر اللام) كما بين عليه الصلاة والصلاة، أنه ما من عبد في هذه الحياة إلا وهو بائع نفسه –إيجابا أو سلبا- (كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)..
    إن سلع التجارة الرابحة التي دلنا عليها ربنا في الآية هي أولا:
    الإيمان بالله ورسوله (تؤمنون بالله ورسوله) فالإيمان أساس كل التكاليف الإلهية، وهو يورث الإطمئنان والسكينة والوقار، ولذلك عرفه بعض العلماء بالراحة، إذ المؤمن في راحة مستمرة، أموره مفوضة إلى رب العالمين، لا يذهب عند الكهنة والمشعوذين ولا عند السحرة والعرافين، أمره دائما عجيب كما نطق به الحديث (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير....) يؤمن إيمانا جازما بجميع أركان الإيمان، يؤمن أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، يؤمن بأن الأقلام قد رفعت وأن الصحف قد جفت، يؤمن بألوهية الله وهي أنه الإله الأحد الصمد المستحق للعبادة وحده، ويؤمن بربوبية الله تعالى وهي أن الخالق الرازق والمدبر لشؤون الكون، ويؤمن بأسماءه وصفاته (الحسنى ولله الأسماء فادعوه بها)
    إن السعادة الحقيقية في الدنيا التي هي اطمئنان القلب والفؤاد وراحة الوجدان، لا تتحقق للمكلف إلا بتحقيق العبودية الحق لله، ولا تتحقق ذلك إلا بالإيمان الراسخ الذي لا يزعزعه شك ولا تخدشه شبهة ولا تذهب به عاصفة الشهوات (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
    ولذلك حصر العلماء النجاة في أربعة كلمات:
    أولا: معرفة الرب الذي تعبده.
    ثانيا: ومعرفة ماذا صنع الله بك.
    ثالثا: ومعرفة ماذا أراد الله منك.
    رابعا: ومعرفة كيف تخرج من ذنبك وخطيئتك إن أنت وقعت فيها.وهذه الكلمات الأربعة، مجتمعة في كلمة واحدة..
    في كلمة التوحيد،كلمة الشهادة، كلمة الإيمان وهي: (لاإله إلا الله محمد رسول الله) هذه الكلمة كلمة عظيمة، هي صبغة الله، لا يلقى الله بها عبد يوم القيامة مؤمنا بها إلا ودخل الجنة، هي مفتاح دار السلام، بها تصح السنن والفرض، بها جردت سيوف الجهاد من غمدها (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله)
    قال موسى عليه السلام يارب أسألك شيئا أذكرك به، فقال الله تعالى: يا موسى! قل لاإله إلا الله فقال موسى: يارب كل عبادك يقولون لاإله إلا الله إنما أريد شيئا تخصني به، فقال تعالى: ياموسى لوكانت السموات السبع والأرضين السبع في كفة ولاإله إلا الله في كفة، لمالت بهن لاإله إلا الله.
    فهي كلمة عظيمة وتعني باختصار، توحيد المعبود وتوحيد الطريق إلى المعبود.
    ثم قال سبحان وتعالى (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)
    وهذه هي السلعة الثانية لهذه التجارة الربانية الرابحة، وهي الجهاد في سبيل الله، والجهاد من الجهد أي المشقة. ولا يعنى فقط حمل السلاح ضد الكفار، فالمحافظة على الصلوات في أوقاتها وخشوعها ومع الجماعة، جهاد في سبيل الله، كذا إلجام النفس عن شهواتها وملذاتها، جهاد في سبيل الله، بل هو من أأكد الجهاد وخاصة في هذه البلاد المجتهد معظم أهلها في الفحشاء والمنكر.
    ولما كانت العبادات، إما بدنية محضة أو مالية محضة أو بدنية ومالية معا، أمر سبحانه بالجهاد في سبيله بالمال والنفس وهما جامعان لكل الأعمال الصالحة (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات.....) وهي لقوله تعالى (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم).
    والآن عرفنا سلعة التجارة، وهي :
    الإيمان بالله ورسوله و الجهاد في سبيل الله بأموالنا وأنفسنا.وأما الربح فهو قوله تعالى : (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم...)
    فمن منا لا يريد غفران الذنوب؟
    من منا لا يريد الجنة ونعيمها وأنهارها؟
    فها هو الطريق أمامنا بينه سبحانه وتعالى، لعباده المؤمنين، فياباغي الخير أقبل.. أقبل... أقبل... فإن سلعة الله غالية... ألا إن سلعة الله الجنة!! ألا إن سلعة الله الجنة...
    جعلني الله وإياكم من أهل الجنة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: سلع التجارة الرابحة...فلازمه تربح حياتك...

    (وَذَكَّر فَإنَّ الذّكرَى تَنفَعُ المُؤمِنِين)
    يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: سلع التجارة الرابحة...فلازمه تربح حياتك...

    جزاك الله خيرا
    مقال رائع
    نفع الله بك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: سلع التجارة الرابحة...فلازمه تربح حياتك...

    جعله الله لوجهه خالصا ولخلقه نافعا..
    وجزاك الله خيرا أخي عبدالله
    يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: سلع التجارة الرابحة...فلازمه تربح حياتك...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض النضرة مشاهدة المشاركة
    جعله الله لوجهه خالصا ولخلقه نافعا..
    وجزاك الله خيرا أخي عبدالله
    وإياكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •