أحسن الله إليك (أبا الأمين) وأجزل لك المثوبة آمين
وأستأذنك أخي العزيز بوضع زيادة فائدة على ما تفضلت به رحمك الله تعالى، لعلها تعضد ما تفضلتم بذكره.
ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي هريرة رضي الله عنه:
• أخرجه الحاكم في (المستدرك) حديث [307]. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه [ووافقه الذهبي]، وقد كان ابن عيينة ربما يجعله رواية (أي: عن أبي هريرة رضي الله عنه) انظر حديث [308] وقال بعده: وليس هذا مما يوهن الحديث؛ فإن الحميدي هو الحكم في حديثه؛ لمعرفته به وكثرة ملازمته له، وقد كان ابن عيينة يقول: نرى هذا العالم مالك بن أنس.
• وأخرجه ابن حبان في (الصحيح) حديث [3736].
• وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) حديث [7967].
• وأخرجه النسائي في (السنن) حديث [4291].
• وأخرجه البيهقي في (الكبرى) حديث [1681].
• وأخرجه الترمذي في (السنن) رواية، حديث [2680] وقال: هذا حديث حسن، وهو حديث ابن عيينة، وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا: سئل من عالم المدينة؟ فقال: أنه مالك بن أنس. وقال إسحاق بن موسى: سمعت ابن عيينة يقول: هو العمري عبد العزيز بن عبد الله الزاهد، وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس.
• وأخرجه الحميدي في (المسند) حديث [1147].
• وأخرجه أبو الشيخ في (أحاديث أبي الزبير) حديث [80] [81] [82].
• وأخرجه محمد بن مخلد في (ما رواه الأكابر) حديث [44] [45] [46] وقال: قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله عز وجل، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله عز وجل من العمري. يعني: عبد الله بن عبد العزيز العمري.
• وأخرجه ابن عبد البر في (التمهيد) [ج1/ص84].
• وأخرجه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) [ج1/ص12].
• وأخرجه الذهبي في (السير) [ج8/ص55] وقال: هذا حديث نظيف الإسناد غريب المتن رواه عدة عن سفيان بن عيينة.
• وأخرجه الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) [ج5/ص306] [ج6/ص376] [ج13/ص16] وقال: قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من العمري. يعنى: عبد الله بن عبد العزيز العمري.
• وأخرجه ابن حزم في (الإحكام) [ج6/ص284] وقال: قال البزار: لم يرو ابن جريج عن أبي صالح غير هذا الحديث. [وقد رد الحديث رحمه الله وأطال في ذلك].
• وأخرجه الفسوي في (المعرفة والحديث) [ج1/ص166].
• وأخرجه ابن عبد الغني في (التقييد) [ج1/ص436].
• وأخرجه ابن المبارك في (الزهد) حديث [412] وقال: قيل لسفيان: فمن تراه؟ قال نعيم: فسمعته مرارا أكثر من ثلاثين مرة يقول: إن كان أحد فهو العمري. وهو العابد بالمدينة يكنى أبا عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز.
• وأخرجه القزويني في (تاريخ قزوين) [ج3/ص176].
• وأخرجه الخليلي في (الإرشاد) [ج1/ص210].
• وأخرجه الطبراني في (الكبير) كما قاله الهيثمي في (المجمع) ولم أجده في المعجم المطبوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج20/ص322):
فهذه الكتب التي كانوا يعدونها في ذلك الزمان هي التي أشار إليها الشافعي رحمه الله فقال: ليس بعد القرآن كتاب أكثر صوابا من موطأ مالك؛ فإن حديثه أصح من حديث نظرائه. وكذلك الإمام أحمد لما سئل عن حديث مالك ورأيه وحديث غيره ورأيهم رجح حديث مالك ورأيه على حديث أولئك ورأيهم.
وهذا يصدق الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن النبي أنه قال: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة"، فقد روى عن غير واحد كابن جريج وابن عيينة وغيرهما أنهم قالوا: هو مالك.
والذين نازعوا في هذا لهم مأخذان: أحدهما: الطعن في الحديث؛ فزعم بعضهم أن فيه انقطاعا. والثاني: أنه أراد غير مالك كالعمري الزاهد ونحوه.
فيقال: ما دل عليه الحديث وأنه مالك أمر متقرر لمن كان موجودا، وبالتواتر لمن كان غائبا، فإنه لا ريب أنه لم يكن في عصر مالك أحد ضرب إليه الناس أكباد الإبل أكثر من مالك، وهذا يقرر بوجهين:
أحدهما: بطلب تقديمه على مثل الثوري والأوزاعي والليث وأبى حنيفة، وهذا فيه نزاع ولا حاجة إليه في هذا المقام.
والثاني: أن يقال أن مالكا تأخر موته عن هؤلاء كلهم فانه توفى سنة تسع وسبعين ومائة وهؤلاء كلهم ماتوا قبل ذلك، فمعلوم أنه بعد موت هؤلاء لم يكن في الأمة أعلم من مالك في ذلك العصر.
وهذا لا ينازع فيه أحد من المسلمين ولا رحل إلى أحد من علماء المدينة ما رحل إلى مالك لا قبله ولا بعده رحل إليه من المشرق والمغرب، ورحل إليه الناس على اختلاف طبقاتهم من العلماء والزهاد والملوك والعامة وانتشر موطئه في الأرض حتى لا يعرف في ذلك العصر كتاب بعد القرآن كان أكثر انتشارا من الموطأ، وأخذ الموطأ عنه أهل الحجاز والشام والعراق.
وأجل من أخذ عنه الشافعي العلم اثنان: مالك وابن عيينة، ومعلوم عند كل أحد أن مالكا أجل من ابن عيينة، حتى إنه كان يقول إني ومالكا كما قال القائل:
(وابن اللبون إذا ما لز في قرن..........لم يستطع صولة البزل القناعيس)
ومن زعم أن الذي ضربت إليه أكباد الإبل في طلب العلم هو العمري الزاهد مع كونه كان رجلا صالحا زاهدا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر؛ لم يعرف أن الناس احتاجوا إلى شيء من علمه، ولا رحلوا إليه فيه، وكان إذا أراد أمرا يستشير مالكا ويستفتيه، كما نقل أنه استشاره لما كتب إليه من العراق أن يتولى الخلافة فقال: حتى أشاور مالكا. فلما استشارة أشار عليه أن لا يدخل في ذلك واخبره أن هذا لا يتركه ولد العباس حتى تراق فيه دماء كثيرة وذكر له ما ذكره عمر بن عبد العزيز.
وهذه علوم التفسير والحديث والفتيا وغيرها من العلوم لم يعلم أن الناس اخذوا عن العمري الزاهد منها ما يذكر فكيف يقرن هذا بمالك في العلم ورحلة الناس إليه. انتهى [والكلام طويل تركت أكثره]
وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:
• أخرجه السلفي في (معجم السفر) [ص365].
• وأخرجه ابن حزم في (الإحكام ج6/ص284).
• وأخرجه الفسوي في (المعرفة والتاريخ ج1/ص166).
• وأخرجه ابن عبد الغني في (التقييد ج1/ص437).
ملاحظة: لم يرد التصريح بالسماع في كل الروايات التي ذكرتها لك،فكأنها مما تفرد بروايته الإمام الطحاوي رحمه الله.