تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    عياذاً بالله من الضلالة....

    الأخوان الفاضلان...

    مسألة الجمع الأول والجمع الثاني والعرضة الأخيرة وعلاقة كل هذا بما يُعد من القراآت قرآناً ومالايُعد = كل ذلك لا علاقة له بالقرآن المحفوظ ولا بالتشكيك المتوهم...فأربعا على نفسيكما ؛ فهذه مسائل علمية معروفة ويتخوفها كثير من الباحثين ومصدر تخوفهم ليس أنهم يشككون أو سيشككون فهذا لا يتوهمه إلا من لا معرفة له بهذا الباب..وإنما هم يخشون الكلام بغير علم وأدوات تلك المسائل قليلة وهي تحتاج إلى نظر عميق حتى إن الشيخ مساعد الطيار اشتكى مرة من أنه لا يوجد حتى الآن رد متخصص على كتاب تاريخ القرآن على ما فيه من الضلال والتشكيك والطعن..

    فرجاء الهدوء والترفق وحسن الظن بالمسلمين ووضع الأمور مواضعها...

    قد جعلناها لك أيها العالم؛ فاهرف بما لا تعرف، هيا فالباب مفتوح أمامك
    لكن عتبي على إدارة المنتدى إن سكتت على هذيانك هذا

    الآن عرفت لم اختارك الأخ أنت بالذات
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ووفقنا الله وإياك لما فيه سعادة الدارين وعلمنا الله وإياك مالم نكن نعلم...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,592

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    عياذاً بالله من الضلالة....

    الأخوان الفاضلان...

    مسألة الجمع الأول والجمع الثاني والعرضة الأخيرة وعلاقة كل هذا بما يُعد من القراآت قرآناً ومالايُعد = كل ذلك لا علاقة له بالقرآن المحفوظ ولا بالتشكيك المتوهم...فأربعا على نفسيكما ؛ فهذه مسائل علمية معروفة ويتخوفها كثير من الباحثين ومصدر تخوفهم ليس أنهم يشككون أو سيشككون فهذا لا يتوهمه إلا من لا معرفة له بهذا الباب..وإنما هم يخشون الكلام بغير علم وأدوات تلك المسائل قليلة وهي تحتاج إلى نظر عميق حتى إن الشيخ مساعد الطيار اشتكى مرة من أنه لا يوجد حتى الآن رد متخصص على كتاب تاريخ القرآن على ما فيه من الضلال والتشكيك والطعن..

    فرجاء الهدوء والترفق وحسن الظن بالمسلمين ووضع الأمور مواضعها...

    أما كلام الأخ عن علاقة القرآن المنزل في بيت العزة بالقرآن الذي بين أيدينا فهو من جنس الشبه والإشكالات لا من جنس مسائل النظر والخلاف ..ولذا أشرتُ عليه أن يستودعها قلبه إلى أن يهديه الله لجوابها ..فأين التشكيك(؟؟)

    الم انصح اخي ابا فهر قبل اليوم ان تترك الكلام بالرأي ؟ دعك من هذا فمسألة جمع القرآن لا يشك فيها مؤمن اما بيت العزة فقد اجبت الاخ بما يكفي بل لا شبهة فيها اصلا لمن قرأ قوله تعالى الذين يومنون بالغيب.

    قدم النقل على العقل اخي

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    وفقك الله للخير كله...وهدانا الله وإياك إلى الحق الفصيح ولم يجعله سبحانه علينا ملتبساً فنضل...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    سألت بالله الذي ستقف أمامه وحيدا

    أعطني صحابيا واحدا فقط، أو تابعيا واحدا فقط، أو تابعا لهم بإحسان واحد فقط قال مثلك مقولتك هذه أو طرح مثل طرحك التشكيكي هذا.
    أعيد حلفي عليك: سألتك بالله أعطني كلام واحد منهم فقط وأنه تكلم بمثل ما تقول.

    أخي هذه الأمور لا تخفانا ويعلم الله تعالى بإذنه أننا نعلم فيها أكثر مما تعلم، وليس المقام مقام تمدح حاشانا. وما همني من ذكرت من أشخاص ولا كتب، فالمخطئ مخطئ والمتكلف متكلف.

    أرجو إجابة على سؤالي.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    Lightbulb رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    يا أخي هدى الله قلبي وقلبك..

    ما هو قولي أصلاً الذي قرأتَه لي هاهنا وتطلب مني أن أدلل عليه؟؟

    وهل زدتُ هل أن طلبتُ من الأخ أن يؤمن بالمحكم وأن ينحي هذا المتشابه جانباً إلى أن يهدي الله قلبه ..

    وهل زدتُ على أن ذكرت له أن في كلامه ما هو من جنس الشبه لا من جنس العلمالذي يبحث فيه..كمسألة النزول الجملي..

    وأن في كلامه ما هو من جنس مسائل العلم والنظر ويجوز أن تشكل على العبد ولا عيب في ذلك بعد إيمانه بالمحكم..ثم طلبت منه ألا يطرح هذه المسائل للبحث والنظر في المنتديات..

    بأي عين يقرأ الناس في أيام الناس هذا ؟؟

    والله يعلم أني أعامل كثير من الإخوة بالمدارة والتأدب الشرعي المطلوب وأحسن الدعاء لهم غلقاً لباب الجدل المذموم ..وكي لا أكون عوناً للبعض على الدخول فيما لا يحسن..
    يا أخي : هل تستطيع أن تصوغ أنت بعبارتك القول الذي قلتُه أنا وتنكره أنت علي مع التدليل عليه من كلامي (؟؟)

    شوف يا مولانا..لا حاجة لي بمن يكدر نفسي ويغبش روحي بعجلته وقلة تأمله ...هدانا الله وإياك ..احرص على ما ينفعك ولا تنشغل بأمثالي ممن ترى فيهم ما ترى...

    والسلام عليك متى حللتَ وأينما ارتحلتَ..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    الآن تقول هذا الكلام؟!

    لن أناقشك حوله، لكن هل الكلمات التي اقتبسناها من ((كلامك)) تعني لك شيئا، أم أنك تقول ما لا تعلم؟! أم أننا تبلينا عليك؟!

    آآآآه على أمة الإسلام حين تفعل بقرآنها هذا
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,592

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    هذه المسألة من المشكلات التي لم أجد لها بياناً شافياً من جميع أطرافها...ولا بأس على المسلم إن اشتبه عليه شيء منها مادام قد آمن بالمحكمات في هذا الباب..
    اجمع لي قولك هذا مع ايمانك بقوله تعالى إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    الحمد لله وحده
    أما بعد..
    أخي رياض النضرة، قد طالعت موضوعك، وسأحاول ما وسعني بفضل ربي أن أجيبك على استشكالاتك فيه، واضعا في ثنايا الرد شيئا من النصيحة التي أرى أنه يدعو المقام إليها، إضافة إلى ما تفضل به الفضلاء أبو فهر والتقرتي والتميمي، جزاهم الله الجنة. وهو رد تفصيلي شمل مادة البحث وجوانب أخرى عامة تتعلق بالعنونة والتصنيف وتحرير الاستدلالات ونحو ذلك.. فأسأل الله ألا يثقل عليك،
    وتذكر هذا أخي الكريم (وهو أول ما أنصحك به): ما أنا ولا أنت إلا طلبة صغار نتطفل على موائد أعلام الأمة وأئمتها رحمة الله عليهم.. فمن أُغلق عليه فهم مسألة ما، فلا يسارع إلى القول فيها بما لم يقله أي من هؤلاء الأكابر عبر قرون الأمة، وإنما ليَتَّهِم فهمه هو، وليخلص في الدعاء والتبتل إلى الله أن يفتح عليه فيها فهما كما فتح عليهم، وكما كان صنيعهم هم أنفسهم، فما من الله عليهم بحسن الفهم إلا لما علم فيهم الإخلاص والصدق، نسأل الله أن نكون على سبيلهم.
    بداية أخي الكريم، دعني أعقب على عنوان المقال.. فأنت تقول "القرآن الذي بأيدينا ليس طبق أصل ما نزل ببيت العزة"
    فأقول في نقاط:
    هذا العنوان فيه جرأة لا تليق بطالب علم، بل لا يجسر عليها إمام من أئمة علوم القرءان، وفيه رجم بالغيب وقول على الله بغير علم، كما يأتيك تفصيل ذلك بحول الله تعالى وقوته..
    فيه تلبيس على الجهال وذريعة لأهل الإلحاد والضلال، يتخذون منه مطية يركبونها لإيراد الشبهات على الموحدين، وهذا أمر أربأ بمثلك عن أن يقع فيه! ولا تقل أن عذرك أنك وضعته هنا ليوجهك ويصوبك فيه طلبة العلم، فطلبة العلم هؤلاء قد لا يكون أعلمهم على ما يلزم من التأصيل العلمي للنظر في هذه المسألة وتتبع الحق فيها! وما دمت قد وضعته في منتدً عام من منتديات الانترنت فأنت ناشر، والناشر يضع كلامه في مكان يطالعه فيه أخلاط من الناس كثير، هو لا يضبط لهم حالا، منهم العالم ومنهم الجاهل، ومنهم المفتون، ومنهم الزائغ الضال، نسأل الله العافية! فالصواب لمن يكتب بحثا كهذا في مسألة دقيقة كهذه، وهو يعلم أنه متذبذب في أمره غير مستقرة نفسه، بل يقف في ريبة فيه إزاء أمر يتعلق بصحة وسلامة أصل أصول هذا الدين وركنه الركين: كتاب رب العالمين، أن يحمله – أولا – إلى أهل العلم الموثوقين عنده، فيما بينه وبينهم، يعرضه عليهم ويسمع منهم رأيهم ويفيد من تعليقاتهم، دون أن يفتن به أحدا من الناس، فإن لم يرتو من أحدهم، أخذه إلى الآخر، وهكذا، ولن يعدم الفائدة من ذلك إن شاء الله! أما أن يأتي به إلى منتدً عام وهو مكتوب على هذه الهيئة، وينشره طالبا من عضو فاضل من الأعضاء – أو من بعضهم – أن يعقب عليه، من بعد ما نشره في العامة هكذا، فهذا خطأ يا أحي الكريم، حتى وإن كنت تحسن الظن بعلم ذلك العضو الذي تخصه بالسؤال! ولو كنت مكانك لراسلت العضو الذي أريده بعينه على الخاص ولسألته، هذا بعد ما أقضي ما علي مما هو أولى في مثل حالي من سؤال علماء بلدي ممن أثق بعلمهم كما تقدم!!
    ولو كنت مكانك وعزمت نشر ما انتهى إليه بحثي بعد النظر والسؤال والتدقيق، لعنونت له بمثل هذا: "العلاقة بين المصحف المنزل في بيت العزة والمصحف الذي بين أيدينا" حرصا – على الأقل – على ألا يقذف العنوان بادي الرأي ظن سوء أو شبهة في نفس القارئ من قبل أن يقرأ.. فحتى وإن كان هذا المعنى الذي عنونت به هو ما انتهى إليه نظرك وبحثك (بغض النظر أحق هو أم باطل) فلا يطلق على هذا النحو!

    تقول وفقك الله:
    عند البحث والتنقيب، وتتبع الأحداث والنصوص، يظهر لي –لعل لقلة معرفتي- أن القرآن المنزل إلى السماء الدنيا، ليس هو بالتمام والكمال، المصحف الذي أمر عمر أبابكر رضي الله عنهما بجمعة، ففعل بعد أن اطمئن قلبه لاقتراحه، وكذا المصحف الذي بأيدينا ليس هو طبق أصل ما جمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه......
    قلت:
    لا يليق بطالب العلم أن يقدم لكلام هو مرتاب فيه وما وضعه إلا ليستفهم عن صحته، بأنه توصل إليه بعد البحث والتنقيب وتتبع النصوص وكذا .. سيما وهو كلام لم ير له سلفا فيه ولم يقل به أحد ممن قرأ لهم في تلك البابة الدقيقة في علوم القرءان! هذا ينافي مقام المسترشد يا أخي الكريم، ولا يشفع لك فيه قولك (لعله لقلة معرفتي)! بارك الله فيك وهداك وإياي والمسلمين إلى الصواب..
    قولك (ليس هو بالتمام والكمال) يفهم منه – وهو لازم الكلام والظن بك أنك لا تلتزمه – وقوع النقص في المصحف الذي بين أيدينا، عما جمعه أبو بكر عما عليه الذي نزل في بيت العزة!! ومعنى النقص أو التحريف مردود مدفوع عن القرءان لا يخالف فيه مسلم، ولا يحتاج في هذا المقام إلى بيان! فلا يوجد الآن في المصحف الذي بين أيدينا إلا ما أجمع الصحابة رضي الله عنهم على أنه كلام الله المنزل على نبيه عليه السلام الموافق للعرضة الأخيرة! ولإن قال قائل أثبتوا لنا أنه موافق للعرضة الأخيرة لألحقناه بالمشككين في إجماع الأمة وتواتر النقل بهذا الذي بين دفتي المصحف الذي بين أيدينا! فما هي العرضة الأخيرة وما قيمتها أصلا إن لم تكن توثيقا لنص القرءان على هيئته النهائية التي يجب أن يقرأ بها المسلمون إلى قيام الساعة؟؟ (وهو ما يلزم منه تبعا، تمام النسخ لما قضى الله نسخه تلاوة وحكما أو تلاوة فقط، فلا يبقى النص المنسوخ تلاوة في مسمى وحكم القرءان المتعبد بتلاوته، وإن كان فيما قبل النسخ قرءانا).. فيقينا لم يقع إجماع الصحابة إلا على تلك العرضة ولا تواترت القراءات في الأمة إلا بما يوافقها، فتأمل بارك الله فيك!

    وتقول:
    عند قراءتي –المتواضعة- للقرآن الكريم والنصوص النبوية الصحيحة، أجد أن القرآن الكريم، نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة، وهذا الذي لا يختلف فيه أهل الحق قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين.) وقال تعالى: ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) ...

    قلت، بارك الله فيك، قولك أن النزول جملة واحدة لا يختلف فيه أهل الحق فيه سوء تحرير لهذه المسألة، بل فيها أقوال! أعني مسألة طبيعة هذا النزول وما الذي نزل فيه، على أربعة أقوال:
    فأما أولها فقول جماهير أهل العلم – وقد حُكي فيه إجماع كما ذكر ذلك القرطبي في تفسيره، حكاه عن مقاتل. – وهو ما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر تشريفا وتكريما، ثم نُزل من عند الله منجما بعد ذلك، وهو الصحيح.
    وأما ثانيها فقول منسوب إلى الشعبي ومحمد بن اسحاق رحمهما الله، حاصله أن القرءان نزل نزولا واحدا لا نزولين، فأما ما أنزل في الليلة المباركة ليلة القدر في شهر رمضان، فلم يكن القرءان كاملا وإنما كان مبدأ الوحي به، في قوله تعالى ((اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ)) فهذه الآيات على هذا القول، هي القرءان المراد من النصوص التي تفيد نزوله في ليلة القدر وفي ليلة مباركة وفي شهر رمضان، وهو قول وجيه لولا مخالفته لكلام ابن عباس الذي له حكم الرفع.
    وأما ثالث الأقوال فقول ضعيف يقول به بعض العلماء مفاده أن للقرءان نزولين، كلاهما منجمان على ثلاث وعشرين سنة، أحدهما ينزل إلى السماء الدنيا إلى بيت العزة والآخر إلى النبي عليه السلام، وهذا كلام لا دليل عليه
    وأما الرابع فكسابقه لا دليل عليه كذلك، بل هو أضعف منه، وهو قول بعضهم بأنه نزل القرآنُ في رمضان وفي ليلة القدر في ليلة مباركة جملةً واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل في عشرين سنة، ونجمه جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- في عشرين سنة .
    هذا وقد رأيت أن أبين هذا البيان تحريرا لهذه المسألة – مع أنها ليست محل بحثك هنا – لأن دقة العبارة ودقة تحرير المسائل عند عرضها من ضروريات العلم التي يجب ألا يتساهل فيها طلبة العلم طرفة عين، بارك الله فيك ووفقك!

    أما قولك:
    بهذا تبين لي أن كل ما نزل على الرسول من القرآن، ناسخه ومنسوخه محكمه ومتشابهه كان في المنزل في بيت العزة، وهذا يعني أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه ومصحف عثمان جلّ ما أنزل في بيت العزة وليس كله،
    والدليل هو:
    أولا: وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
    وقد تقرر عندنا في الأصول أن النسخ ثلاثة أنواع:
    1-نسخ الحكم مع بقاء التلاوة (ولا إشكال في ذلك عندي)
    2-نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، كقوله تعالى: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله....)
    3-نسخ التلاوة والحكم معا، ففي البخاري: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحرمن، فنسخن بخمس معلومات) عن عائشة رضي الله عنها.وهما محل الإشكال عندي.
    قلت قولك هذا " وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما " غير محرر، من جهة الدلالة التي تريدها أنت منه..
    والصواب أن تقول – حتى يستقيم لك المعنى الذي تريده – " وجود آيات منسوخة لم تُثبت في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما" لأن قولك " وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما" لا يتجه إلا على ما هو باق مثبت في المصحف من آيات منسوخة، فلا يفهم منه إلا ما نسخ حكمه دون تلاوته، وهذا أنبهك إليه أيضا من باب دقة تحرير وجه الاستدلال، بارك الله فيك..
    وأما الدلالة فيأتي الجواب عليها فيما بعد إن شاء الله.

    أما قولك:
    فإذا كان القرآن نزل جملة واحدة في بيت العزة، ثم نزل منجما حسب الحوادث على الرسول، ثم نسخت بعض آياته قراءة وحكما أو قراءة فقط، فهذا يعني عندي، أن تلك الآيات المنسوخة، ثابتة فيما أنزل في بيت العزة، إلا إذا قلنا، إن النسخ كلما وقع في القرآن بعد نزوله على الرسول، وقع أيضا فيما أنزل في بيت العزة، وهذا باعتقادي غير صحيح لأن حكمة النسخ في القرآن كما أهل العلم-فيما أعلم-
    أولا: مراعاة مصالح العباد.
    ثانيا:تطور التشريع إلى مرتبة الكمال....
    ثالثا:ابتلاء المكلف واختباره بالإمتثال وعدمه.
    رابعا:إرادة الخير والتيسير للأمة......إلخ
    كلها تعود إلى مصالح المكلفين عملا أو تركا والمكلفون هم الثقلان (الإنس والجن)
    وهذا ما يسفر لي، أن القرآن المنزل في بيت العزة،ثابت على حاله من دون نسخ، إذ هو ليس بيد مكلفين، فالملائكة جبلوا على طاعة الله، فأية فائدة إذن في نسخ ما أنزل ببيت العزة!!!؟
    ومن خلال هذا تبين أن ما نسخت تلاوته وحكمه، أو تلاوته فقط، إنما هو منسوخ من القرآن الذي بأيدينا،لا في الذي ببيت العزة.
    والخلاصة: كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ماستقر عندي....
    فهل أنا على الصواب؟
    أقول: بارك الله فيك، دعني أقدم هنا أولا بالموعظة:
    اعلم أخي الكريم أن الخوض في أمر الغيبيات لا يكون بالعقل، وإنما بالنقل وفقط، فما ثبت بالنص أوقفنا عنده علمنا، وما عدا ذلك لم يجز لنا تكلف النظر فيه، وإلا دخلنا في قوله تعالى: ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) [الإسراء : 36]
    فأنا أعظك أن تكون من الذين يقفون ما ليس لهم به علم ولا جعل الله لبشر به من سلطان، عفا الله عنك.. كما لا يفوتني أن أنبهك إلى أن هذه المسألة مما لا ينبني عليه عمل أصلا، أعني أن نعرف ما هيئة القرءان المكتوب في اللوح المحفوظ، وفي بيت العزة، وكيف يكون ثبوت الآيات المنسوخة فيه مع كونها لا تثبت في المصحف الذي بين أيدينا وما إلى ذلك! ولو كان في معرفتها فائدة للمسلمين لجاءنا بها نص معصوم، ولاعتنى أهل العلم بالكلام فيها على أثر ذلك النص، ولكن ليس عندنا مثل ذلك النص، فلا نخوض فيما لا علم لنا به ولا سلف!
    قولك وفقك الله: "تطور التشريع إلى مرتبة الكمال" غير محرر
    فلا يجوز أن نقول أن التشريع "تطور إلى منزلة الكمال" لأنه يفهم من ذلك بمفهوم المخالفة أنه كان قبل النسخ على منزلة دون مرتبة الكمال، وهذا باطل ولا شك! بل هو في كل أحواله على مرتبة الكمال التام، وآية ذلك النظر في ملاءمة النصوص لأحوال المكلفين بها في زمان التكليف ومكانه، وكونها هي الخير لهم والأحسن والأنفع والأصلح! وهذا حال نصوص الإسلام ناسخها ومنسوخها سواء ولا فرق! فالمنسوخ كان هو الأكمل والأحسن لمن كلفوا به في زمانهم ومكانهم، وأما الناسخ فهو الأكمل والأحسن للذين كلفوا به كذلك في زمانهم ومكانهم.. فلو خوطب أهل التكليف الأول بالتكليف الناسخ بدلا من المنسوخ لما ناسبهم ولربما عنتوا به، والعكس كذلك صحيح.. وهذا لا يمنع من وجود التفاضل بين نصوص القرءان من حيث النفع والفائدة للمسلمين، فهذا مطرد بصرف النظر عما كان منها ناسخا وما كان منسوخا! فأنت الآن عندما تقرأ نصوصا في التوحيد أو الوعد والوعيد، لا يستوي تأثيرها فيك ونفعها الذي تصيبه منها بالنفع الذي تحصله من سماع بعض نصوص القصص مثلا، وفي كل خير عميم ونفع عظيم، ولكن المراد وجود التفاضل، والله تعالى يقول في نصوص كانت كلها منزلة من عنده سبحانه: ((وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ)) [الأعراف : 145] فبين أنها تتفاضل.. وعلى أي حال هذه مسألة أخرى يرجع إلى بسطها في مظانه في كتب أهل العلم ولا أريد الإطالة.. ولكن القصد أن هذا التفاضل ليس على صورة أن الناسخ يلزم أن يكون أفضل من المنسوخ مطلقا، فلا يصح أن نقول أنه من "تطور الشريعة".. ولكنه قطعا أحسن من المنسوخ بالنسبة للمكلفين به تحديدا (وفي حالتنا، هم جميع الثقلين إلى يوم القيامة من بعد النسخ)، وقد قال تعالى: ((مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [البقرة : 106] فلا يلزم أن يكون الناسخ أحسن من المنسوخ بإطلاق، والله أعلم.
    ومع أنه لا ثمرة من النظر في هذه المسألة كما أسلفت، إلا أني أقول بعون الله تعالى أن ما توصلتَ إليه ليس بلازم ولا تؤدي إليه المقدمات التي أسسته عليها.
    فأولا، أقول – حتى تزول الشبهة عن نفسك – أن ما بين دفتي المصحف الذي بين يديك الآن – والذي هو ما كتبه عثمان رضي الله عنه موافقا لما جُمع على زمان أبي بكر وبقي في بيت حفصة، موافقا للعرضة الأخيرة، مجمعا عليه متواترا – هو ما وجب على سائر البشر من بعد العرضة الأخيرة التعبد بتلاوته من القرءان، وهو – على اختلاف قراءاته المتواترة الصحيحة – ما لا يحل التعبد بغيره مما شذ أو ما نسخ من القراءات أو من النصوص التي كانت فيما قبل العرضة الأخيرة قرءانا متلوا ثم نسخت تلاوته، وليس في ذلك إشكال من جهة كون النص المنسوخة تلاوته قرءانا ولا من جهة كونه له أصلا في اللوح المحفوظ وفي بيت العزة كما هو الحال مع ما لم ينسخ واستقرت عليه العرضة الأخيرة وتواتر الإجماع عليه.. فهذا قرءان وذاك قرءان، وكلاهما كلام الله تعالى، وكلاهما تلاه الناس وتعبدوا به، إلا أن الأول نسخت تلاوته فرفعت عنه أحكام النص القرءاني بعدما تحققت الحكمة والغاية من تنزيله واقتضت الحكمة الإلهية نسخ تلاوته، بينما بقي الثاني واستقر! فلا ترتفع عنه صفة أنه من كلام الله ولا يلزم من نسخه أن يرتفع عنه التشريف والتكريم! وهذا أقوله إعمالا للعموم والأصل الذي لا دليل على تخصيصه أو التفريق فيه بين قرءان ناسخ وقرءان منسوخ من هذه الحيثية! وأنت – رعاك الله - إنما جاءك الإشكال من تصورك أن ما في اللوح المحفوظ يجب أن يكون مصحفا على هيئة مصاحفنا، مرتبا على ما عليه ترتيب المصحف عندنا، وهذا تصور عقلي عندك لا يقوم على دليل من نص أو أثر! فنحن لا نعلم أصلا ما هيئة اللوح المحفوظ ولا ما كيفية كتابة القرءان فيه!
    ومن هنا فقد يكون النص المنسوخ موجودا فيما نزل إلى بيت العزة..
    بل أزيدك أن العلماء قرروا أن من حِكم هذا التنزيل المجمل إلى بيت العزة، تعظيم أمر القرءان عند أهل الملأ الأعلى والملائكة في السماء الدنيا، حيث يرون النصوص التي نزلها الله فيه تمضي بأمره منجمة في وقتها، كل منها في سبب نزولها في حينه المعلوم، فمما يزيد هذه الحكمة تحققا أن يقال أن ما كان مقضيا من نصوص القرءان أن تنسخ تلاوته، كانت الملائكة تعرف كذلك مما يرونه في اللوح المحفوظ ومما يرونه في بيت العزة أنه سينسخ، فلا يزيدهم ذلك إلا تعظيما لأمر الله تعالى ولأمر القرءان، ناسخه ومنسوخه سواء، والله تعالى يقول ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)) فالتفاضل في الخيرية فضلا عن التساوي في المنزلة ((أو مثلها)) لا يجعل المنسوخ في منزلة دون الناسخ بحال من الأحوال كما تقدم بيانه في الجزئية السابقة، فالكل كلام الله جل وعلا والكل في المنزلة العليا والمكان الأسمى والأرفع، والكل تحققت الغاية من تنزيله على العباد في وقته وحينه، ولكن بعضه كان من تمام حكمة المولى جل وعلا أن ينسخ فلا يتعبد الناس به بعد.
    ومن هنا فلا إشكال نقلا ولا عقلا في إمكان أن يكون النص المنوسخ من جملة ما أنزل على بيت العزة لجملة الحكم التي أرادها الله من ذلك، والتي هو سبحانه أعلم بها..
    غير أنه قد يقال من جهة أخرى بالتفريق بين ما في بيت العزة وما في اللوح المحفوظ، فما في اللوح المحفوظ فيه الناسخ والمنسوخ وكل ما أوحى به جبريل إلى النبي عليهما السلام على أنه قرءان، لقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)) أما ما في بيت العزة فلم ينزل إلا بما في العرضة الأخيرة التي بين أيدينا الآن.. وهذا القول وإن كان لا دليل عليه – كما أنه لا دليل على سابقه سواءا بسواء ولا سلف به - إلا أن العقل لا يمنعه تماما كما لا يمنع سابقه! فقد علمت أن العلماء اختلفوا في مقدار ما نزل من القرءان في بيت العزة، وقول الجماهير من العلماء على قول ابن عباس بأنه نزل بجملته يحتمل أن يكون المنسوخ مشتملا عليه في تلك الجملة المعنية ويحتمل ألا يكون داخلا فيها، ولا نعلم دليلا على هذا!
    فخلاصة الكلام أن قولك: " كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ما استقر عندي" هذا رجم بالغيب وقول لا نملك دليلا عليه ولا على غيره، ولا ثمرة من الخوض فيه إلا التعرض لقفو ما ليس لنا به علم، فدع عنك هذا، بارك الله فيك، واشتغل بما ينفعك،
    أقول ما قرأتَ وأستغفر الله لي ولك، فما أصبت فيما كتبت فمن فضل ربي وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، أسأل الله العفو والمغفرة ..
    والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    456

    افتراضي رد: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر أو المصحف الذي بأيدينا الآن؟

    اتفق المشرفون على إغلاق الموضوع.. ويرجى من الإخوة الأفاضل الكرام إحسان الظن ببعضهم البعض، وحمل الكلام على أحسن المحامل، وفقنا الله وإياكم إلى كل خير.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •