سئل فضيلة الشيخ : هناك أدعية يتناقلها بعض الطلاب فيما بينهم على سبيل الطرفة والضحك ، بحيث يخصصوا لمدرس كل مادة دعاءً خاصا ، فما حكم هذا العمل ؟
ومن الأمثلة : دعاء مدرس اللغة العربية : ( اللهم اجعلني فاعلا للخير ، ومرفوعًا عن الشر ) ، دعاء مدرس الرياضيات : ( اللهم اجعلني مستقيمًا في حياتي ولا تجعل الدنيا حادة عليّ ) ، دعاء مدرس الجيولوجيا : ( اللهم أبعدني عن العوامل المؤثرة في النفوس ، واجعلني في حبك بركانًا ، ولكلمتك زلزالا ، واجعلني من معدن صلب ، وصخر قوي واجعل لي صلابة عالية ) .
فأجاب بقوله : دعاء الله – تعالى – عبادة يتقرب بها العبد إلى الله – عز وجل – لقوله – تعالى – { وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين } ولا يحل للمسلم أن يتخذ دعاء الله – تعالى – هزءًا يتندر به ويتنطع به ، فإن هذا خطير عظيم وخطأ جسيم .
والواجب على العبد إن كان صادقا في دعاء ربه أن يدعو الله – عز وجل – بأدب وصدق وافتقار إليه ، وأن يدعو الله بما يحتاجه من أمور دينه ودنياه على الوجه الذي جاءت به السنة .
أما هذه الصيغ التي ذكرها السائل ففيها عدة محاذير :
الأول : أنها تقال على سبيل التندر والتنطع ، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : (( هلك المتنطّعون )) قالها ثلاثا .
الثاني : أنها لا تنم عن داع يعتبر نفسه مفتقر إلى الله – تعالى – يدعوه دعاء خائف راجي .
الثالث : أن بعضها يحمل معاني فاسدة أو معاني أشبه ما تكون باللغو كما في دعاء مدرس الجيولوجيا .
ونصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله ويخافوا مقامه ، وأن لا يتخذوا آيات الله هزؤا ، وأن يعلموا أن مقام الرب عظيم ، لا يخاطب – جل وعلا – بمثل هذه الكلمات السخيفة المتكلفة ، نسأل الله لنا ولهم الهداية ) انتهى كلامه ، يرحمه الله .
راجع : مجموع فتاوى ورسائل ، فضيلة الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين ) – رحمه الله – المجلد الأول – فتاوى العقيدة - ، صفحة ( 96 – 97 ) .
السلفية النجدية ..