قالوا فى الرازى أنه يسرد الشبهة بكل قوته وبكل تفاصيلها حتى اذا جاء وقت الرد عليها وبيان بطلانها يكون قد أُنهك فيأتى جوابه ضعيفا جدا وسؤالى أن لماذا لم يرتاح عقليا وجسديا قبل الرد ؟
قالوا فى الرازى أنه يسرد الشبهة بكل قوته وبكل تفاصيلها حتى اذا جاء وقت الرد عليها وبيان بطلانها يكون قد أُنهك فيأتى جوابه ضعيفا جدا وسؤالى أن لماذا لم يرتاح عقليا وجسديا قبل الرد ؟
أقصد يعنى لماذا العلماء يقولون عنه ذلك أهو مثلا كان فى مسابقة للجرى ؟
يعنى ما معنى حتى اذا أُنهك أما كان يستطيع النوم ويكمل الرد اذا صحى من النوم ؟ _ ابتسامة _
أخي الفاضل الكريم
ليس ما ذكرته ونقلته من قول مسلم على اطلاقه أبدا.
فكتب الشيخ رحمه الله موجودة متوفرة في متناول الجميع، والناظر فيها يجد تمكنا علميا دقيقا في المسألة المجادل عنها في أكثر وأغلب الأحيان، بل تجد الرد يأخذ صفحات عديدة إن لم يكن كراسا كاملا.
لكن أن نعمم ضعفه في كل ردوده فلا، ولا هو مسلم ولا مقبول.
رحم الله الشيخ وغفر له وقبل توبته آمين
وفقك الله وسدد خطاك
المقصود بذلك أنه يستوفي إيراد الشبهة ولا يستوفي الجواب عنها، يعني يأتي بالشبهة قوية ويأتي بالجواب ضعيفا، وأما (أنهك) ونحو ذلك فهو تشبيه بلاغي لتصوير المسألة فقط.
وهذا الأمر واضح جدا لكل من يقرأ كتب الرازي، فلا أظن يجادل فيه من له معرفة بكتبه.
وسبب ذلك -والله أعلم- أن الرازي كان يريد أن يبلغ غاية الإنصاف مع الخصوم حتى يشجعهم على استحسان كتبه والوقوف عليها، ورجوعهم إلى قوله.
ولكن طريقته جاءت بنتيجة عكسية، إذ صار الخصوم يحتجون بما في كلامه من قوة في عرض الشبهة ، ولعلهم هم أنفسهم لم يعرضوا شبهاتهم في كتبهم بمثل هذه القوة.
بل إن هذه الطريقة أحيانا تجعله يناقض نفسه في كتبه، فيقرر في بعضها ما ينقضه في كتاب آخر، وذلك لأنه تجرد للرد على عدة فرق، فكل فرقة يقتضي الرد عليها طريقة مختلفة، فتراه مثلا في مجادلة الفلاسفة يقرر شيئا، ثم يقرر نقيضه تماما في مجادلة الفرق الإسلامية.