اقرأ كتابك، كفى بك داء أن ترى الجهل يقبل عليك ثم لا تقرأ،
و قفا نبك من ذكرى أمة أوتيت كتابا هجرته ، و لكل امرئ من دهره ما تعودا ، و عادة أهل الفضل مطالعة دواوين المعرفة في كل آن،
إن العيون التي سهرت لطلب المعرفة مأجورة، و على قدر أهل العزم تتدلى لها النجوم، و تحتفل بهم الكواكب،
ولا عيب في العباقرة غير أن كتبهم من كثرة التفتيش و القراءة تكاد تتمزق،
ليس الغبي بسيد في قومه؛ لكن الذكي بعلمه الألمعي بفطنته هو سيد الأقوام،
و إذا أراد الله نشر فضيلة الأبرار أتاح لهم رغبة عارمة في العلم، و مطالعة راشدة في أسفار الخلود و لوحة الوجود،
أَوَلم يكفهم أنا نترحم عليهم جزاء بما صنفوا، و ألفوا؟
إن من نكد الدنيا على الحر أن لا يقرأ، و من لم يذد عن وقته بحرصه هدم عمره،
و قل لأهل الجهل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين: إما خلود لأسمائنا في الدفاتر، أو صعود لأشخاصنا على المنابر، مع خدمة محابر و إعلان منائر.
انتظر فتح الباري، و عش في ظلال القرآن، و انزل رياض الصالحين؛ لتنال بلوغ المرام، فإن حادي الأرواح هو الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان، و من مبادئ اقتضاء صراط المستقيم سلوك منهاج السنة، ؛
لأنه مدارج السالكين ،
إذا حملوا زاد المعاد و كانوا على ميزان الاعتدال، و ساروا على سير أعلام النبلاء، و ما أجمل طالب العلم المحلى بالأخلاق؛
لأن سيرته إحياء لعلوم الدين، و من صعد مراقي الصعود هبط الروض المربع إذا لم يخطئ منار السبيل، و الكافي له ربه من كل حاسد، و المغني له مولاه من كل جاحد؛ لأن الشفاء هو البرهان ،
و هو الحجة البالغة،
فبداية المجتهد و نهاية المقتصد هو دليل الطالب من الوحي، و أضواء البيان في ذلك معالم الطريق، فإذا عرف العبد ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين وصل إلى ربيع الأبرار و قرة عيون الأخيار، فوجد حدائق ذات بهجة
و هتف به لسان الحال:
لا تحزن !