وقفت منذ أيام الجامعة على هذا النص من كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ ، فوجدت توضيحا وإسهابا لبعضها وإجمالا لبعضها.
وهنا أضع الموضوع لنسهب فيما لم يتم الإسهاب فيه ولو لم يندرج تحت البلاغة.
يقول الجاحظ: "وجميع أصناف الدلالات على المعاني من لفظ وغير لفظ خمسة أشياء لا تنقص ولا تزيد : أولها اللفظ ، ثم الإشارة، ثم العقد، ثم الخط، ثم الحال وتسمى نصبة والنصبة هي الحال الدالة التي تقوم مقام تلك الأصناف ولا تقصر عن تلك الدلالات.
ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها وحلية مخالفة لحلية أختها ، وهي التي تكشف لك عن أعيان المعاني في الجملة ، ثم عن حقائقها في التفسير ، وعن أجناسها وأقدارها ، وعن خاصها وعامها ، وعن طبقاتها في السار والضار ، وعما يكون منها لغوا بهرجا وساقطا مطرحا ... قد قلنا في الدلالة باللفظ فأما الإشارة فباليد وبالرأس وبالعين والحاجب والمنكب إذا تباعد الشخصان وبالثوب وبالسيف وقد يتهدد رافع السوط والسيف فيكون ذلك زاخرا رادعا ويكون وعيدا وتحذيرا .
والإشارة واللفظ شريكان، ونعم العون هي له ونعم الترجمان هي عنه وما اكثر ما تنوب عن اللفظ وما تغني عن الخط".
وأقول: اللفظ والإشارة والخط معلومة، ويبقى الأخريان، وفيهما أود التفاعل!