تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مسائل تخالف العلم الضروري

  1. #1

    افتراضي مسائل تخالف العلم الضروري

    مسائل تخالف العلم الضروري

    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

    قال شيخ الإسلام : ما من طائفة من طوائف الكلام والفلسفة إلا وجمهور الناس يقولون : إنهم جحدوا العلوم الضرورية .
    فالقائلون بأن الممكن قد يترجح أحد طرفيه بلا مرجح من القادر أو غيره يقول جمهور العقلاء : إنهم جحدوا العلوم الضرورية
    والقائلون بأن الأجسام لا تبقى والأعراض لا تبقى يقول جمهور الناس : إنهم جحدوا العلوم الضرورية .
    والقائلون بأن الأصوات المتعاقبة تكون قديمة أزلية الأعيان باقية وأن الأصوات المسموعة من الآدميين هي قديمة يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري .
    والقائلون بأن الكلام هو معنى واحد : هو الأمر بكل ما أمر به والخبر عن كل ما أخبر به وأنه وإن عبر عنه بالعربية كان هو القرآن وإن عبر عنه بالعبرية كان هو التوراة يقول جمهور العقلاء إنهم جحدوا العلم الضروري .
    والقائلون بأن العالم هو العلم والمعلوم والعاقل هو العقل والمعقول والعاشق هو العشق والمعشوق واللذة هي الملتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الإرادة يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلوم الضرورية .
    والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الإطلاق أو لا بشرط يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلوم الضرورية .
    والقائلون بأن النفس لا تدرك إلا الكليات دون الجزئيات يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري .
    والقائلون بأن كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمسة وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري
    والقائلون بأنه يحدث إرادة لا في محل أو يحدث فناء لا في محل يقول جمهور العقلاء : أن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    والقائلون بأن الإرادة تحدث في الإنسان من غير سبب يوجب حدوثها مما يقول جمهور العقلاء : إن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    والقائلون بأنه حي عليم قدير من غير حياة ولا علم ولا قدرة مما يقول جمهور العقلاء : إن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    والقائلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالخلافة نصا جليا أشاعه بين المسلمين فكتموه ولم يظهروه يقول جمهور العقلاء : إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة .
    والقائلون بان للأمة إماما معصوما عمره سنتان - أو ثلاث أو أربع - دخل السرداب من أكثر من أربعمائة سنة أو أن عليا لم يمت وأمثال ذلك يقول جمهور الناس : إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة .
    وكذلك قول القائلين بأن الأعراض لا تبقى زمانين مما يقول جمهور العقلاء : إن فساده معلوم بالضرورة .
    وكذلك من يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي المنافقين مؤمنين ويجعل إيمانهم كإيمان المؤمنين غير المنافقين وهم مع ذلك مخلدون في النار مما يعلم جمهور العقلاء المسلمين فساده بالاضطرار من دين الإسلام .
    وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه زيادات ونقص منه أشياء مما يعلم بالضرورة امتناعه في العادة .
    وقول النصارى : إن الكلمة اتحدت بالمسيح وإنها ليس هي الأب الجامع للأقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يخلق ويرزق وهي جوهر والجوهر عندهم واحد ليس إلا الأب مما يقول الناس : إنه معلوم الفساد بالضرورة .
    ومثل هذا إذا تتبعناه كثير .
    درء التعارض (3|240)
    وهذا بيان للمسائل التي ذكرها شيخ الإسلام
    1- فالقائلون بأن الممكن قد يترجح أحد طرفيه بلا مرجح من القادر أو غيره يقول جمهور العقلاء : إنهم جحدوا العلوم الضرورية .
    طرفا الممكن هما الوجود أو العدم ؛ وترجيح وجوده على عدمه لا بد أن يستند إلى مرجح أي واجب الوجود ؛ فلا يمكن للممكن أن يوجد بدون موجد أو محدث أو مرجح فلا بد من واجب يخرجه من العدم إلى الوجود .
    وهذه القاعدة أيضا يستخدمها شيخ الإسلام في مسألة أفعال الله في الرد على من منع تجدد الصفات الاختيارية بالله وأن الله كان معطلا عن الفعل ثم فعل .
    قال شيخ الإسلام : وهذا قول أكثر المعتزلة والأشعرية وغيرهم ؛ يقرون بالصانع المحدث من غير تجدد سبب حادث ولهذا قامت عليهم الشناعات في هذا الموضع ، وقال لهم الناس : هذا ينقض الأصل الذي أثبتم به الصانع ؛ وهو أن الممكن لا يترجح أحد طرفيه على الآخر إلا بمرجح ؛ فإذا كانت الأوقات متماثلة ، والفاعل على حال واحدة لم يتجدد فيه شيء أزلاً وأبداً ثم اختص أحد الأوقات بالحدوث فيه ، كان ذلك ترجيحاً بلا مرجح .
    درء التعارض (4|153)
    2- والقائلون بأن الأجسام لا تبقى – زمانين - والأعراض لا تبقى يقول جمهور الناس : إنهم جحدوا العلوم الضرورية .
    وهذا ذهب إليه النظام من المعتزلة فقال ببقاء الأجسام .
    قال شيخ الإسلام : وفي الجملة فهذه المقدمة هو أن في المحدثات أمورا باقية هي حق لا ينازعه فيها أحد وما يحكي عن النظام أنه قال إن الأجسام لا تبقى إما أن يقال هو مخالفة للضرورة وإما أن يقال النزاع فيها لفظي وإما أن يقال النزاع فيها في مسألة أخرى وهو افتقار المحدث في حال بقائه إلى ما يبقيه فإنه قد قيل إن النظام إنما أراد بذلك مخالفة أصحابه المعتزلة الذين يقولون إن المحدث إنما يفتقر إلى المؤثر حين حدوثه لا حين بقائه فقال هو إن الباقي حال بقائه مفتقر إلى المؤثر وهذا الذي قاله النظام هو الذي قصده ابن سينا أيضا وهو الصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة وجماهير العقلاء .
    الصفدية (2|183)
    وهذه المسألة شبيهة بمسألة أن العرض لا يبقى زمانين .
    3- والقائلون بأن الأصوات المتعاقبة تكون قديمة أزلية الأعيان باقية وأن الأصوات المسموعة من الآدميين هي قديمة يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري .
    قال شيخ الإسلام : ومنهم من قال: هو حروف أو حروف وأصوات قديمة أزلية لازمة لذاته لم يزل ولا يزال موصوفاً بها، وكلا الحزبين يقول: إن الله تعالى لا يتكلم بمشيئته وقدرته، وإنه لم يزل ولا يزال يقول: يا نوح، يا إبراهيم، يا أيها المزمل، أيها المدثر، كما قد بسطت أقوالهم في غير هذا الموضع .
    جامع الرسائل (1|163)
    وقال : والطائفة الأخرى التي وافقت ابن كلاب على أن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته قالت بل الكلام القديم هو حروف أو حروف وأصوات لازمة لذات الرب أزلاً وأبداً لا يتكلم بها بمشيئته وقدرته ولا يتكلم بها شيئاً بعد شيء، ولا يفرق هؤلاء بين جنس الحروف وجنس الكلام وبين عين الحروف قديمة أزلية، وهذا أيضاً مما يقول جمهور العقلاء أنه معلوم الفساد بالضرورة، فإن الحروف المتعاقبة شيئاً بعد شيء يمتنع أن يكون كل منها قديماً أزلياً وإن كان جنسها قديماً، لإمكان وجود كلمات لا نهاية لها وحروف متعاقبة لا نهاية لها، وامتناع كون كل منها قديماً أزلياً، فإن المسبوق بغيره لا يكون أزلياً .
    جامع الرسائل (1|174)
    وقال : وأما من قال : ( إن الصوت المسموع من القارىء قديم ) أو : ( يسمع منه صوت قديم ومحدث ) فهذا أظهر فسادا من أن يحتاج إلى الكلام عليه .
    درء التعارض (1|355)
    4- والقائلون بأن الكلام هو معنى واحد : هو الأمر بكل ما أمر به والخبر عن كل ما أخبر به وأنه وإن عبر عنه بالعربية كان هو القرآن وإن عبر عنه بالعبرية كان هو التوراة يقول جمهور العقلاء إنهم جحدوا العلم الضروري .
    قال شيخ الإسلام : وهذا الكلام فاسد بالعقل الصريح و النقل الصحيح فإن المعنى الواحد لا يكون هو الأمر بكل مأمور و الخبر عن كل مخبر و لا يكون معنى التوارة و الإنجيل و القرآن و احدا و هم يقولون إذا عبر عن ذلك الكلام بالعربية صار قرآنا و إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة و هذه غلط فإن التوارة يعبر عنها بالعربية و معانيها ليست هي معاني القرآن و القرآن يعبر عنه بالعبرية و ليست معانيه هي معاني التوراة وهذا القول أول من أحدثه ابن كلاب و لكنه هو و من اتبعه عليه كالأشعري .
    مجموع الفتاوى (8|424)
    5-والقائلون بأن العالم هو العلم والمعلوم والعاقل هو العقل والمعقول والعاشق هو العشق والمعشوق واللذة هي الملتذ والعلم هو القدرة والقدرة هي الإرادة يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلوم الضرورية .
    قال شيخ الإسلام : الوجه الثاني : أنه من المعلوم أن القائم بنفسه ليس هو القائم بغيره والجسم ليس هو العرض والموصوف ليس هو الصفة والذات ليست هي النعوت فمن قال : إن العالم هو العلم والعلم هو العالم فضلاله بين وكذلك معلوم أن العلم ليس هو المعلوم فمن قال : إن العلم هو المعلوم والمعلوم هو العلم فضلاله بين أيضا ؛ولفظ العقل إذا أريد به المصدر فليس المصدر هو العاقل الذي هو اسم الفاعل ولا المعقول الذي هو اسم مفعول وإذا أريد بالعقل جوهر قائم بنفسه فهو العاقل فإذا كان يعقل نفسه أو غيره فليس عين عقله لنفسه أو غيره هو عين ذاته وكذلك إذا سمى عاشقا ومعشوقا بلغتهم أو قيل : محبوب ومحب بلغة المسلمين فليس الحب والعشق هو نفس العاشق ولا المحب ولا العشق ولا الحب هو المعشوق ولا المحبوب بل التمييز بين مسمى المصدر ومسمى اسم الفاعل واسم المفعول والتفريق بين الصفة والموصوف مستقر في فطر العقول ولغات الأمم فمن جعل أحدهما هو الآخر كان قد أتى من السفسطة بما لا يخفى على من يتصور ما يقول : ولهذا كان منتهى هؤلاء السفسطة في العقليات والقرمطة في السمعيات .
    درء التعارض (1|195)
    وقال : و الجمهور المثبتون للصفات هم في الفعل على قولين
    منهم من يقول لا يقوم به فعل و إنما الفعل هو المفعول و هذا قول طائفة منهم الأشعرى و من وافقه من أصحابه .
    مجموع الفتاوى (16|374)


    6- والقائلون بأن الوجود الواجب وجود مطلق بشرط الإطلاق أو لا بشرط يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلوم الضرورية .
    قال شيخ الإسلام : والمسمى المطلق بشرط الإطلاق لا يتصور إذ لكل موجود حقيقة يتميز بها، وما لا حقيقة له يتميز بها ليس بشيء، وإذا كان له حقيقة يتميز بها فتمييزه يمنع أن يكون مطلقاً من كل وجه، فإن المطلق من كل وجه لا تمييز له، فليس لنا موجود هو مطلق بشرط الإطلاق ولكن العدم المحض قد يقال هو مطلق بشرط الإطلاق .
    جامع الرسائل (1|240)
    7- والقائلون بأن النفس لا تدرك إلا الكليات دون الجزئيات يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري .
    قال شيخ الإسلام : قولهم مع ذلك: إنه لا يعلم الأعيان المعينة جهل وتناقض فإن نفسه المقدسة معينة والأفلاك معينة وكل موجود معين، فإن لم يعلم المعينات لم يعلم شيئاً من الموجودات، إذ الكليات إنما تكون في الأذهان لا في الأعيان، فمن لم يعلم إلا الكليات لم يعلم شيئاً من الموجودات تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
    جامع الرسائل (1|229)
    وقال : فمن لم يعلم إلا الكليات لم يمكنه أن يفعل شيئا قط ولا يكون عالما بشيء من الموجودات فإن الموجودات في الخارج ليس فيها كلي فعلى قول هؤلاء لم يعلم الله شيئا من الموجودات بل ولا فعل شيئا من الموجودات وهذا أمر قطعي لا حيلة فيه كلما تدبره العاقل تبين له فساد هذا القول .
    درء (6|153)
    8- والقائلون بأن كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمسة وأن الصوت يرى والطعم يسمع واللون يشم يقول جمهور العقلاء : إنهم خالفوا العلم الضروري
    نقل شيخ الإسلام عن ابن رشد قوله :وقد اضطر المتكلمون لمكان هذه المسألة – مسألة الرؤية - وما أشبهها إلى أن يسلموا أن الألوان ممكنة أن تسمع والأصوات ممكنة أن ترى وهذا كله خروج عن الطبع وعن ما يمكن أن يعقله الإنسان فإنه في الظاهر أن حاسة البصر غير حاسة السمع وأن محوس هذه غير محوس تلك وأن آلة هذه غير آلة تلك وأنه ليس ممكن أن ينقلب البصر سمعا كما ليس يمكن أن يعود اللون صوتا .
    وقال شيخ الإسلام : وأما الأشعري فادعى أن كل موجود يجوز أن يرى ووافقه على ذلك طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة كالقاضي أبي يعلى وغيره ثم طرد قياسه فقال كل موجود يجوز أن تتعلق به الإدراكات الخمس السمع والبصر والشم والذوق واللمس ووافقه على ذلك طائفة من أصحابه كالقاضي أبي بكر وأبي المعالي والرازي .
    منهاج السنة (2|153)
    9- والقائلون بأنه يحدث إرادة لا في محل أو يحدث فناء لا في محل يقول جمهور العقلاء : أن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    وأرادوا بذلك منع قيام الصفات المتجددة بالله
    قال شيخ الإسلام : ثم الجهم بن صفوان و نفاة الصفات من المعتزلة و نحوهم لا يثبتون إرادة قائمة بذاته بل إما أن ينفوها وإما أن يجعلوها بمعنى الخلق و الأمر و إما أن يقولوا أحدث إرادة لا فى محل .
    مجموع الفتاوى (8|342)
    وقال :و قول البصريين إنه إرادة لا في محل و هذا فرار منهم عن قيام الحوادث يه مع أن منهم من يلتزم ذلك كما التزمه أبو الحسين و غيره .
    مجموع الفتاوى (16|374)

    10- والقائلون بأن الإرادة تحدث في الإنسان من غير سبب يوجب حدوثها مما يقول جمهور العقلاء : إن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    قال شيخ الإسلام : وإذا قالوا الإرادة لا تعلل كان هذا كلاما لا حقيقة له فإن الإرادة أمر حادث فلا بد له من محدث وهذا كما قالوا إن البارىء يحدث إرادة لا في محل بلا سبب اقتضى حدوثها ولا إرادة فارتكبوا ثلاث محالات حدوث حادث بلا إرادة من الله وحدوث حادث بلا سبب حادث وقيام الصفة بنفسها لا في محل .
    منهاج السنة (3|118)
    وقال : والناس ردوا على القدرية وقالوا إرادة العبد حادثة بعد أن لم تكن فلا بد لها من محدث وإذا قيل إن العبد أحدثها بلا إرادة لزم وقوع الحوادث من المختار بلا إرادة وإن قيل بإرادة فالقول فيها كالقول في الأولى وهؤلاء القدرية قالوا إرادة الرب يحدثها لا في محل بلا إرادة منه كما قال ذلك البصريون من المعتزلة وقالوا إرادة العبد يحدثها في نفسه بلا إرادة منه وكلاهما ممتنع .
    الرد على البكري (2|512)
    11- والقائلون بأنه حي عليم قدير من غير حياة ولا علم ولا قدرة مما يقول جمهور العقلاء : إن فساد قولهم معلوم بالضرورة .
    وهذا لا يستقيم في اللسان العربي فالمشتق دال على المعنى المشتق منه و لا يمكن أن يقال عليم لمن لا علم له ولا قدير لمن لا قدرة له ولا سميع لمن لا سمع له وهذا واضح بين .
    12- والقائلون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي بالخلافة نصا جليا أشاعه بين المسلمين فكتموه ولم يظهروه يقول جمهور العقلاء : إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة .
    وهذا قول الرافضة قبحهم الله .
    13- والقائلون بان للأمة إماما معصوما عمره سنتان - أو ثلاث أو أربع - دخل السرداب من أكثر من أربعمائة سنة أو أن عليا لم يمت وأمثال ذلك يقول جمهور الناس : إن قولهم معلوم الفساد بالضرورة .
    ولقد أحسن من قال
    ما آن للسرداب أن يلد الذي ... كلمتموه بجهلكم ما آنا
    فعلى عقولكم العفاء فإنكم ... ثلثتم العنقاء والغيلانا
    المنار المنيف (152)
    14- وكذلك قول القائلين بأن الأعراض لا تبقى زمانين مما يقول جمهور العقلاء : إن فساده معلوم بالضرورة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال الجمهور وأما تفريق الكلابية بين المعانى التى لا تتعلق بمشيئته وقدرته والمعاني التي تتعلق بمشيئته وقدرته التي تسمى الحوادث ومنهم من يسمى الصفات أعراضا لأن العرض لا يبقي زمانين فيقال قول القائل أن العرض الذى هو السواد والبياض والطول والقصر ونحو ذلك لا يبقى زمانين قول محدث فى الإسلام لم يقله أحد من السلف والأئمة وهو قول مخالف لما عليه جماهير العقلاء من جميع الطوائف بل من الناس من يقول أنه معلوم الفساد بالاضطرار كما قد بسط فى موضع آخر .
    وأما تسمية المسمي للصفات أعراضا فهذا أمر اصطلاحي لمن قاله من أهل الكلام ليس هو عرف أهل اللغة ولا عرف سائر أهل العلم والحقائق المعلومة بالسمع والعقل لا يؤثر فيها اختلاف الاصطلاحات بل يعد هذا من النزاعات اللفظية والنزاعات اللفظية أصوبها ما وافق لغة القرآن والرسول والسلف فما نطق به الرسول والصحابة جاز النطق به باتفاق المسلمين وما لم ينطقوا به ففيه نزاع وتفصيل ليس هذا موضعه .
    مجموع الفتاوى (12|319)
    وقال : و كذلك الذين قالوا بأن العرض لا يبقى زمانين خالفوا الحس و ما يعلمه العقلاء بضرورة عقولهم فإن كل أحد يعلم أن لون جسده الذي كان لحظة هو هذا اللون و كذلك لون السماء و الجبال و الخشب و الورق و غير ذلك.
    و مما ألجأهم إلى هذا ظنهم أنهما لو كانا باقيين لم يمكن إعدامهما ...
    مجموع الفتاوى (16|275)

    15- وكذلك من يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي المنافقين مؤمنين ويجعل إيمانهم كإيمان المؤمنين غير المنافقين وهم مع ذلك مخلدون في النار مما يعلم جمهور العقلاء المسلمين فساده بالاضطرار من دين الإسلام .
    وهذا قول ابن كرام لأنه جعل الإيمان مجرد النطق باللسان .
    قال شيخ الإسلام : والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان ,وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد فى النار فخالفوا الجماعة فى الاسم دون الحكم.
    مجموع الفتاوى (3|103)

    16- وكذلك القائلون بأن القرآن العزيز زيد فيه زيادات ونقص منه أشياء مما يعلم بالضرورة امتناعه في العادة .
    لأن الله تكفل بحفظه { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
    قال شيخ الإسلام : والقرآن ما زال محفوظا في الصدور نقلا متواترا حتى لو أراد مريد أن يغير شيئا من المصاحف وعرض ذلك على صبيان المسلمين لعرفوا أنه قد غير المصحف لحفظهم للقرآن من غير أن يقابلوه بمصحف وأنكروا ذلك .
    الجواب الصحيح (3|14)
    17- وقول النصارى : إن الكلمة اتحدت بالمسيح وإنها ليس هي الأب الجامع للأقانيم وهي مع ذلك الرب الذي يخلق ويرزق وهي جوهر والجوهر عندهم واحد ليس إلا الأب مما يقول الناس : إنه معلوم الفساد بالضرورة .
    فال شيخ الإسلام : ومن مذهبهم أن الكلمة اتحدت بالمسيح وتدرعت بالناسوت ثم اختلفوا في معنى الاتحاد فمنهم من فسره بالاختلاط والامتزاج وهذا مذهب طوائف من اليعقوبية والنسطورية والملكانية قالوا إن الكلمة خالطت جسد المسيح ومازجته كما مازج الخمر الماء أو اللبن قالوا وهذا مذهب الروم ومعظمهم الملكانية قالوا فمازجت الكلمة جسد المسيح فصارت شيئا واحدا وصارت الكثرة قلة
    وذهبت طائفة من اليعاقبة إلى أن الكلمة انقلبت لحما ودما وقالوا وصارت شرذمة من كل صنف إلى أن المراد بالاتحاد ظهور اللاهوت على الناسوت كظهور الصورة في المرآة والنقش في الخاتم .
    الجواب الصحيح (4|79)

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    133

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    شيخنا الجليل عبدالباسط


    الله وحده يعلم مدى استفادتنا مما تكتب اسأل الله أن يجزيك خير الجزاء ..

  3. #3

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    و أنت جزاك الله خيرا وبارك فيك على حسن خلقك وتواضعك الكريم شيخنا الفاضل .

  4. #4

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    أحسن الله إليك أخانا عبد الباسط بن يوسف الغريب على هذا العرض الطيب، فوالله إنه لمفيد.

  5. #5

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    جزاك الله خيرا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    أحسن الله إليك

  7. #7

    افتراضي رد: مسائل تخالف العلم الضروري

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •