تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الروح مخلوق من مخلوقات الله تعالى. قال تعالى : ( الله خالق كل شيء) ولا نعلم عنها إلا ما علمنا الله إياه قال تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )[الإسراء:85] فما ورد في الكتاب والسنة عنها نعلمه وما لم يرد نجهله ومن خلال الكتاب والسنة نستطيع الوصول إلى النتائج التالية:
    الروح ليست صفة من صفات البدن كالطول والعرض والبياض والسواد لأن الصفة لا تقوم بنفسها والروح تقوم بنفسها فقد دلت النصوص من القرآن والسنة على أنها تدخل وتخرج وتصعد وتنزل وتُبصَر وتكفن وتُشم وتُمسك وتُرسل وتسيل وتنعم وتعذب وتسمع وتبصِر وتعلم وتساكن البدن وتفارقه وتُنفخ فتحل في البدن وهذا يدل على أنها جسم إذا قصدنا بالجسم المعنى الاصطلاحي عند المتكلمين أنه ما يمكن الإشارة الحسية إليه أما إن قصدنا بالجسم المعنى اللغوي وهو الجسد أو البدن أو الجسم الكثيف الغليظ فليست بجسم على هذا المعنى .
    لكونها شيئا لطيفا خفيفا وليست شيئا كثيفا غليظا لأن الجسم الغليظ الكثيف من المستحيل أن يحل في جسم مثله لا يحل الشيء في جسم كثيف إلا إذا كان خفيفا يسري في الأعضاء كما يسري الزيت في الزيتون والنار في الفحم والكهرباء في الأسلاك والماء في العود والنار في الحديد والجن في المصروع بل هي ألطف من ذلك كله .

    وما دام أن الروح إذا دخلت في جسم حصل عنده الحس والحركة الإرادية وإذا خرجت منه فقد الحس والحركة الإرادية فالروح إذا إذا اشتبكت في الجسد أفادته الحس والحركة الإرادية .

    فإن قيل ما الدليل على أن الروح تسكن البدن وتسري فيه وتشتبك بأعضائه قلنا من الأدلة على ذلك ما جاء في سنن ابن ماجه وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه :
    عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال من هذا فيقولون فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل وإذا كان الرجل السوء قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فلا يفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فيرسل بها من السماء ثم تصير إلى القبر ".

    من خلال البحث السابق يتبين لنا صحة تعريف ابن القيم للروح بقوله في كتابه الروح : " جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس وهو جسم نورانى علوي خفيف حي متحرك ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد وسريان الدهن في الزيتون والنار في الفحم فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكا لهذه الأعضاء وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية وإذا فسدت هذه الأعضاء بسب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح"
    وقد قال الآلوسي- رحمه الله- في "روح المعاني" (ج 21 / ص 124):
    "وإليه ذهب القائلون بأن الروح جسم لطيف كالهواء سار في البدن سريان ماء الورد والنار في الجمر وهو الذي تشهد له ظواهر الأخبار وأقام العلامة ابن القيم عليه نحو مائة دليل".
    وقال النووي- رحمه الله- في شرح مسلم - (ج 6 / ص 364):
    "وَالْأَصَحّ عِنْد أَصْحَابنَا : أَنَّ الرُّوح أَجْسَام لَطِيفَة مُتَخَلَّلَة فِي الْبَدَن ، فَإِذَا فَارَقَتْهُ مَاتَ".
    فرحم الله الإمام ابن القيم الجوزية وأدخله فسيخ جناته والله تعالى أعلم .
    كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com

  2. #2

    افتراضي رد: هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

    {وَيَسْأَلُونَك عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} أرى أن نفوض الأمر إلى الباري عزَّوجل وهو أفضل من البحث فما أوتينا من العلم إلا قليلا ....
    أحبابنا كلّ عضوٍ في محبَّتكِم *** كليمُ وجدٍ فهل للوصلِ ميقات
    يا حبَّذا في الصَّبا عن حيّكم خبرٌ ***وفي بروقِ الغضَا منكم إشارات

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد مشاهدة المشاركة
    {وَيَسْأَلُونَك عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} أرى أن نفوض الأمر إلى الباري عزَّوجل وهو أفضل من البحث فما أوتينا من العلم إلا قليلا ....
    أحسنت ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد مشاهدة المشاركة
    {وَيَسْأَلُونَك عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} أرى أن نفوض الأمر إلى الباري عزَّوجل وهو أفضل من البحث فما أوتينا من العلم إلا قليلا ....


    نعم هذا هو الواجب لو كان المقصود بالروح في الاية روح الانسان . لكن ابن القيم رحمه الله لا يذهب الى هذا لذا تكلم عن ماهية روح الانسان كما نقلتم عنه . وجعل معنى الروح في الاية ملك عظيم

    قال رحمه الله

    ( - الروح في الآية روح الإنسان - في ذلك خلاف بين السلف والخلف وأكثر السلف بل كلهم على أن الروح المسئول عنها في الآية ليست أرواح بنى آدم بل هو الروح الذي أخبر الله عنه في كتابه أنه يقوم يوم القيامة مع الملائكة وهو ملك عظيم وقد ثبت في الصحيح من حديث الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينا أنا أمشى مع رسول الله في حرة المدينة وهو متكىء على عسيب فمررنا على نفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه عسى أن يخبر فيه بشيء تكرهونه وقال بعضهم نسأله فقام رجل فقال يا أبا القاسم ما الروح فسكت عنه رسول الله فعلمت أنه يوحي إليه فقمت فلما تجلى عنه قال {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}

    ومعلوم أنهم إنما سألوه عن أمر لا يعرف إلا بالوحي وذلك هو الروح الذي عند الله لا يعلمها الناس

    وأما أرواح بنى آدم فليست من الغيب وقد تكلم فيها طوائف من الناس من أهل الملل وغيرهم فلم يكن الجواب عنها من أعلام النبوة . انتهى

    كتاب الروح

    قوله - يقوم يوم القيامة مع الملائكة وهو ملك عظيم يقصد قوله تعالى ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون )




  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل أصاب ابن القيم في تعريفه الروح؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء أحمد بن طراد مشاهدة المشاركة
    {وَيَسْأَلُونَك عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} أرى أن نفوض الأمر إلى الباري عزَّوجل وهو أفضل من البحث فما أوتينا من العلم إلا قليلا ....
    البحث فى الروح الذي يكون نتيجة للتفقه في الكتاب والسنة هذا مطلوب
    اما اذا كان عن ظن وعقل وتجارب وأشباه ذلك بلا برهان شرعي، فهذا هو المذموم
    الروح على هيئة البدن، الروح منتشرة مثل البدن، بمعنى: لو فصلت الروح عن البدن لصارت نفس الصورة، لكنها صورة غير جثمانية؛ لأن الميت يُرى في المنام، يَرى الرائي النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال عليه الصلاة والسلام: ((من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي)) ومعلوم أن رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام على صورته التي كان عليها رؤية لروحه؛ لأن بدنه مدفون عليه الصلاة والسلام.
    رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- للأنبياء في السماء، رأى موسى، ورأى آدم، رأى أيش؟ رأى أرواحهم، لهذا: صورة الإنسان الجثمانية في البدن، وغير الجثمانية في الروح، فالروح منتشرة، لها أيضاً موقعٌ أصل مثل ما يكون القلب هو الأصل بالنسبة للبدن، من حيث ضخ الدم وحركة البدن، كذلك من جهة الإدراكات، ومن جهة تعلقات الأشياء بالروح فموقعها في هذا الأصل.
    هذا ظاهر ما دلت عليه النصوص، ويُجمع على هذا النحو، وليس هذا من الخوض في الروح المنهي عنه بقوله تعالى: {ويسألونك عن الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}[صالح ال الشيخ]

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما في "مجموع الفتاوى" (4/279): الأرواح مخلوقة بلا شك، وهي لا تعدم ولا تفنى، ولكن موتها بمفارقة الأبدان، وعند النفخة الثانية تُعاد الأرواح إلى الأبدان"؛ اهـ.
    وقد دلَّ على ذلك الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها، وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ﴾ [الدخان: 56]، وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد"؛ (شرح الطحاوية: 446).

    تعرَّض شارح الطحاوية لهذه المسألة ورجح عدم موتها في عالم البرزخ فقال:واختلف الناس: هل تموت الروح أم لا ؟ فقالت طائفة: تموت؛ لأنها نفس، وكل نفس ذائقة الموت، وقد قال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}. وقال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}. قالوا: وإذا كانت الملائكة تموت، فالنفوس البشرية أولى بالموت. وقال آخرون: لا تموت الأرواح، فإنها خلقت للبقاء، وإنما تموت الأبدان. قالوا: وقد دل على ذلك الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها. والصواب أن يقال: موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر، فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية، فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب، كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى}، وتلك الموتة هي مفارقة الأرواح للأجساد. وأما قول أهل النار: {ربنا أمتنا اثنتين}، وقوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم}- فالمراد: أنهم كانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب آبائهم وفي أرحام أمهاتهم، ثم أحياهم بعد ذلك، ثم أماتهم، ثم يحييهم يوم النشور، وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة، وإلا كانت ثلاث موتات. وصعق الأرواح عند النفخ في الصور لا يلزم منه موتها، فإن الناس يصعقون يوم القيامة إذا جاء الله لفصل القضاء، وأشرقت الأرض بنوره، وليس ذلك بموت. وسيأتي ذكر ذلك، إن شاء الله تعالى. وكذلك صعق موسى عليه السلام لم يكن موتا، والذي يدل عليه أن نفخة الصعق - والله أعلم - موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق، وأما من ذاق الموت، أو لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم، فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية. اهـ.

    ويقول ابن القيم في "هداية الحيارى..
    وَأَمَّا الرُّوحُ الَّتِي بِهَا الْحَيَاةُ فَهِيَ النَّفْسُ عَلَى قَاعِدَةِ أَهْلِ السُّنَّةُ،
    وَهِيَ جِسْمٌ لَطِيفٌ وَيُشَاكِلُ الْأَجْسَامَ الْمَحْسُوسَةَ تُحْدَثُ، وَيُخْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ بِفَرَحٍ، لَا تَمُوتُ وَلَا تَفْنَى،
    وَهِيَ مِمَّا لَهُ أَوَّلٌ وَلَيْسَ لَهُ آخِرٌ كَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ا.هـ [ص510]



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •