الرسول الكريم والمرأة الأجنبية.. أكثر من الاختلاط والخلوة (!!!)
ليلى أحمد الأحدب
يوافق نشر هذه المقالة يوم الاثنين 12 ربيع الأول الموافق للذكرى العطرة لمولد الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الذي أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور, وليس من ظلمة كالظلم, وليس ثمة مخلوق وقع عليه الظلم قبل الإسلام كالمرأة, فما بال المرأة بعد الإسلام بأربعة عشر قرناً لا تفضل أختها التاريخية بشيء؟!
تتزامن مناسبة المولد النبوي مع مناسبتين عالميتين, فمنذ يومين احتفل العالم بعيد المرأة العالمي الذي وافق 8 مارس, وفي الحادي والعشرين من الشهر يحتفى بالأم عالمياً أيضا, وهذا اليوم يوافق عيد الربيع عند أمنا الطبيعة, والأم هي ربيع الحياة لأنها تمنح الحياة لغيرها, لكن كيف يمكن لامرأة أن تمنح الحياة الحقيقية لغيرها إذا كانت لم تشعر بها يوماً ولم تعشها إلا حلماً؟!
إلى متى يظل المتشدقون باسم الإسلام يسيئون لهذا الدين العظيم متجاوزين المثال البشري الذي قدمه محمد عليه الصلاة والسلام في تعامله مع المرأة أماً وزوجة وابنة وقريبة وجارة وجارية؟ حتى الأمَة – الجارية – كانت تضع يدها في يد الرسول عليه الصلاة والسلام فتأخذه حيث شاءت لتخبره بشكواها في نجوة من الناس.. حتى العجوز كان يمر على خيمتها فيحلب لها شاتها ويخدمها, واستمر على ذلك صحابته من بعده وعلى رأسهم الشيخان أبو بكر وعمر, دون أن يشك أحد في عجوز عمرها تجاوز الستين فما بالك بمن تجاوزت السبعين؟
مناسبة السبعين أتركها لخاتمة المقالة, لكن دعوني أكمل قليلا بما بدأته حتى قبل أن أبدأ في كتابتي بصحيفة الوطن السعودية منذ خمس سنوات ونصف, وهو إظهار مكانة المرأة في الإسلام, فلا يهمني وضع المرأة في المملكة العربية السعودية إلا بقدر ما يهمني كونها البلد الحاضن للدين مما ينبغي معه لكل مدافع عن الدين أن يدافع عنها, وتاريخياً كان للمرأة نصيب في تأسيس الدولة السعودية, فإلى متى تهمّش المرأة وتعتبر عيباً وعورة وكلاماً فارغاً؟ (!!!!)
اسمحوا لي ببعض الغضب أيها السادة فالإحباط الذي يتغوّل في داخلي قد لا يشعر به كثيرون, إلا المنصفين, فإلى متى يعتبر اسم المرأة عورة؟! حتى أسماء مدارس البنات تسمى بالأرقام, بينما أقرأ لائحة صغيرة كتب عليها زينب بنت رسول الله, على سبيل المثال, وكأنه كتب على استحياء من اسم المرأة, فإلى متى تستمر ثقافة تغييب المرأة؟؟ متى نرى شارعاً رئيسياً باسم امرأة كان لها دور في التاريخ الإسلامي القديم أو المعاصر؟
يحتجّ أولئك النفر - أو تلك الثلة - بأحاديث أثبت علماء الدين بطلانها أو ضعفها أو زورها, فإلى متى يسيء أولئكم استخدام الدين لغاياتهم الشخصية على حساب تردي مجتمعاتهم؟ لا أدري كم نسبتهم ولكنهم موجودون في كل زمان ومكان, ففي بعض القنوات الدينية رأينا آخر موديل لمذيعة متغطية من قمة رأسها لأخمص قدمها, فهل هذا معقول؟! التلفاز يقوم على الصورة أكثر مما يقوم على الصوت, ولكنها التجارة الدينية الحديثة, فعندما تظهر امرأة بهذا الشكل فذلك دليل إشراك المرأة في الإعلام, لكن يا سيدي لماذا تشركها في الإعلام وتغيّب شخصيتها وراء حجابها؟؟ إذا كانت هذه السيدة موهوبة إعلامياً فالأفضل لها العمل بالإذاعة, لكن ما أدراكم ما سيقول المعترضون على خروج المرأة؟ اعترض بعض الدعاة المتشددين واعتبروا هذا الشكل التلفزيوني مرفوضاً, فهي فتنة حتى لو تلحّفت بغطاء السرير, بل حتى لو لفّت نفسها بالكفن ستبقى عورة وأحرى بها أن تعرف مكانها فهي من الموت إلى الموت, من بيت أبيها إلى بيت زوجها إلى القبر... ثلاث خروجات لا رابع لك بعدهن أيتها المسماة أنثى... كنت عاراً وما زلت.... كنت ظعينة بحاجة إلى حماية وما زلت تتعثرين في خيباتك, فلا تقولي إنك كاتبة ومثقفة, وإياك أن توقّعي كتابك علانية في معرض الكتاب, بل ابحثي لك عن ملجأ أو حفرة أو سجن ووقعي فيها أوراقك لمثيلاتك؛ وأنت كيف تلوّح لها بيدك يا أيها الرجل الثابت؟ آه لو عرفوك على حقيقتك لعرفوا أنك تزوجت الشعر وترهبنت في ديره, وما تلويحك للكاتبة إلا لشكرها على هذه الجرأة!
جرأة أن توقع كاتبة كتاباً في معرض الكتب! جرأة أن تكشف المرأة وجهها رغم أنها غطت شعرها حسب ما فهمته من بيئتها الحضرية أو حسب ما اكتشفته بعد قراءاتها! كلنا أنت يا حليمة.... وأحسنت إذ نقلت وجهة نظرك في عمودك, فما جرى يثقل ضمير كل امرأة تسعى لخير مجتمعها, وتريد أن تكون قدوة في الشجاعة المتماسكة مع الحياء, فأين الخطأ في الأمر أيها السادة؟
الرسول عليه الصلاة والسلام كان يمر على النساء فيسلّم عليهن, أو يلوح لهن بيده, وكان يختلي بالمرأة فيرى الناس شخوصهما دون أن يسمعا صوتيهما, وكان يدخل على "أم السائب" المريضة فيخفف عنها, وكان يجلس بجانب العروس الربيع بنت معوذ" فيهنئها, وكان يدخل على "أم سليم" في غياب زوجها وينام في فراشها, بدون ريبة, وكان يضع رأسه في حجر أختها "أم حرام" فتفلي رأسه حتى ينام, ثم يستيقظ وهو يضحك فتسأله عن منامه فيبشرها بغزو أرض الروم فتطلب منه أن يدعو لها لتكون منهم فيدعو لها وتتحقق أمنيتها في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه, وهذه الأحاديث موجودة في الصحيح أيها السادة, وبيني وبينكم البخاري ومسلم.
سوف تقولون إنه الرسول عليه الصلاة والسلام, ويحق له ما لا يحق لغيره, وأنا سأوافقكم نسبياً لكن ما تقولون في أحاديث مختلفة تدل على أن هذه الخلوة ليس فيها شيء إذا حدثت مع أشخاص لا ريبة فيهم, فهذه فاطمة بنت قيس طلقها زوجها ثلاث طلقات فجاءت الرسول عليه الصلاة والسلام فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك, ثم قال لها: إنها امرأة يغشاها الرجال فاعتدّي عند ابن أم مكتوم فإنه أعمى لا يراك.
هذا الحديث وحده يرد على كلام الإخوة الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً, فأم شريك امرأة فتحت بيتها للضيفان وخصوصاً المهاجرين من مكة, وكان بعض الصحابة يذهب إليها يوم الجمعة – أو ربما امرأة أخرى - فيشربون عندها المرق, ولازوج لها, وأما ابن أم مكتوم فهو أعمى غضب الرسول عليه الصلاة والسلام من بعض زوجاته عندما دخل عليهن فوجده عند اثنتين منهن, فقالتا: إنه أعمى يا رسول الله, فقال: أو أعمياوان أنتما؟ أفلا تبصرانه؟ وهذا الحديث يخص زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام المفروض عليهن الحجاب الكامل والاحتجاب الكلي عن العيون لخصوصيته عليه الصلاة والسلام, قال تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) ولذلك قال تعالى في نفس الآية وقبل العبارة السابقة:(وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب, ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن) ولذلك أيضا أوصى فاطمة بنت قيس أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم وقال لها ما معناه إنك قد تتكشفين أو يسقط خمارك هو أعمى لا يراك, والأحاديث كلها موجودة في كتب الصحيح, فأرجوكم يا سادتي إن أردتم أن تعلموا سماحة الإسلام فافهموا دينكم جيداً.
عذراً حليمة إن تحدثت باسمك, ولكني والله حزينة, ولست حزينة عليك بقدر ما أنا حزينة على المرأة الأخرى, تلك العجوز التي حكم عليها بالجلد أربعين جلدة وبالسجن أربعة أشهر, وبالتسفير إلى بلدها دون إمكانية العودة, وكيف يبنى الحكم على الشبهة والرسول عليه الصلاة والسلام قال:(ادرؤوا الحدود بالشبهات)؟ وكيف يبنى حكم على خلوة غير شرعية, وليس في الإسلام نص يقول بذلك؟ أربعون جلدة لامرأة فوق السبعين... امرأة يسري عليها حكم القواعد من أكثر من عشرين سنة بالنسبة لعمرها, فيحق لها أن تخفّف من ثيابها, والمقصود بذلك التخفيف لمن يرى أن لباس المرأة المسلمة هو غطاء الرأس الساتر والجلباب العريض, أن هذه السيدة قد قعدت بها السن عن الزواج فلم تعد تلفت الأنظار سواء كانت متغطية أو بدون غطاء, ومعنى ذلك أعرفه أنا كما لم يعرفه أحد فأنا طبيبة نساء وولادة, وأقول لكم وعلى مسؤوليتي: لا يمكن لشخص عاقل - وخصوصاً في سن الشباب - أن تفتنه عجوز في السبعين, فليس فيها من الأنوثة شيء وما فيها من هرمون التستوسترون أكثر مما لديها من الأستروجين, ولذلك فهي تعاني الضمور والكرمشة والتجعيدات في كل مكان, فما لكم كيف تحكمون؟
===========================
تعليق : هذه الدعية المتصوفة ما زالت تنال من الدين وثوابته بشُبَه وبأحاديث لا تعرف حتى سندها وتجادل وكأنها من العلماء الربانيين ، وتناقش على صفحات " جريدة الوثن " قضايا لا يتحدث فيها إلا العلماء الراسخين وليس الصعاليك المتعصرنين ..! سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله عن حديث مس يد الجارية فقال حفظه الله ..
الســـــؤال : يسأل عن الجمع بين قوله - في الحديث-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تمس يده يد امرأة قط وقوله وفي الحديث الصحيح: أن جارية أخذت بيد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حتى قضى لها حاجتها ؟
الإجـــــابة : يعني كيف الجمع بين الحديثين، كونه -عليه الصلاة والسلام- ما مست يده يد امرأة قط، قالت عائشة: والله ما مست يده يد امرأة قط، إنما كان يبايعهن بالكلام أما هذه الجارية، يحتمل أنها من وراء حجاب، ويحتمل أن الجارية ليس لها حكم المرأة، الجارية تباع وتشترى؛ ولهذا ما تتحجب الجارية، ويحتمل أن تكون جارية صغيرة، وهذا هو الأقرب ودون البلوغ، جارية صغيرة، دون البلوغ، فإما أنها دون البلوغ، أو أنها يعني جارية مملوكة، وليس لها حكم الحرائر، نعم. هذا هو الأقرب، يحتاج إلى مراجعة، نعم .
الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله
أما في قضية الإختلاط التي ما فتئ دعاة الرذيلة والشهوات يدندون بها في بلاد الحرمين وحتى النساء اللاتي يتبعن شهواتهن يحاربون لأجل ذلك .. فيكفيهم من أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام .. في الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت } . قال الترمذي : معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان } .
وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم } . وفي الطبراني عنه مرفوعا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم } .
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن الجوزي في كتابه آداب النساء عن سعيد بن المسيب { أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لفاطمة عليها السلام [ ص: 401 ] ما خير النساء ؟ قالت أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فقال علي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني } .
لا يأمنن على النساء أخ أخا **** ما في الرجال على النساء أمين
إن الأمين وإن تحفـظ جهده **** لا بد أن بنظــرة سيخـون