تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية

  1. #1

    Post الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية

    الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية


    قال الله تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون}.

    صدق الله تعالى.. والذي خبث لا يخرج إلا نكدا..

    فكما عرفنا خبث فرقة الأحباش و ضلال أصولهم، سنبين بإذن الله ضلالهم في فروعهم، فنرد على رسالة على موقعهم بعنوان:
    " تُحفةُ اللَّبيب في الرَّدِ عَلَى مَن أنكَرَ الاحْتِفالَ بِذِكْرى مَوْلِدِ الحبيب"

    1- قولهم:
    البِدعَةُ: لُغَةً هيَ مَا أُحْدِثَ على غَيْرِ مِثالٍ سابِقٍ وشَرْعًا الْمُحْدَثُ الَّذي لَمْ يَنُصَّ عليهِ القُرءانُ ولا الْحَديثُ.
    تعريف ناقص لمعنى البدعة شرعا.

    فالبدعة الشرعية هي ما أحدث في الدين ولم يكن له على عهد النبي – صلى الله عليه و سلم – مقتضى، ولم يكن له مانع.

    وإلا فإن جمع القرآن – كمثال – في مصحف واحد لم يكن على عهد النبي –صلى الله عليه و سلم – و إنما كان في عهد أبي يكر – رضي الله عنه – و ليس ببدعة اتفاقا، لأن المانع كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهو استمرار نزول الآيات و حدوث النسخ فيها.

    قال شيخ الإسلام في الاقتضاء عن الضابط الذي تتميز به المصلحة المرسلة عن البدع المحدثة:
    " والضابط في هذا ـ والله أعلم ـ أن يقال : إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحةً ، إذ لو اعتقدوه مفسدةً لم يحدثوه ؛ فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين ، فما رآه الناس مصلحةً ؛ نظر في السبب المحوج إليه : فإن كان السبب المحوج إليه أمراً حدث بعد النبي ص لكن من غير تفريط منه ؛ فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه .
    وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله ص ، لكن تركه النبي ص لعارضٍ زال بموته وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه ، أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث .
    فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم موجوداً، لو كان مصلحة ولم يُفعل: يُعلم أنه ليس بمصلحة. و أما ما حدث المقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق؛ فقد يكون مصلحة."

    2 - قولهم:
    الدَّليلُ مِنَ القُرءانِ الكَريمِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ تعالى في مَدْحِ الْمُؤمنينَ مِنْ أمَّةِ سَيِّدِنا عيسى : ﴿ قَالَ تعالى وَجَعَلْنَا في قُلُوب الَّذينَ اتَّبَعُوهُ رَأفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّة ً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاها عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ الله ﴾ [سورة الحديد، u27]، فاللهُ امتَدَحَ الْمُسْلِمِينَ الَّذينَ كانُوا على شَريعَةِ عيسى لأنَّهُمْ كانُوا أَهْلَ رَحْمَةٍ ورأفَةٍ ولأنَّهُمْ ابْتَدَعُوا الرَّهْبانيةَ وَهِيَ الانْقِطاعُ عنِ الشَّهواتِ الْمُباحَةِ زيادَةً على تَجَنُّبِ الْمُحرَّماتِ، حَتَّى إنَّهُمْ انَقطَعُوا عنِ الزِّواجِ وتَرَكُوا الَّلذائِذَ مِنَ الْمَطْعُومَاتِ والثِّيابِ الفاخِرَةِ وأقْبَلُوا على الآخِرَةِ اقْبالاً تامًّا، فاللهُ امْتَدَحَهُمْ عَلَى لَمْ يَنُصَّ لَهُم عَلَيْهَا.uهَذِهِ الرَّهْبانِيَّة ِ مَعَ أنَّ عيسى أمَّا قوْلُهُ تعالى في بَقِيَّةِ الآيةِ: ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [سورة الحديد، 27] فَلَيْسَ فيها ذَمٌّ لَهُمْ وَلا لِلرَّهبانِيَّة ِ الَّتي ابتَدَعَهَا أولَئِكَ الصَّادِقُونَ الْمُؤمِنُونَ بَلْ ذَمٌ لِمَنْ جاءَ بَعْدَهُم مِمَّنْ قَلَّدَهُم في ُuالانْقِطاعِ عَنِ الشَّهواتِ مَعَ الشِّرْكِ أي مَعَ عِبادَةِ عيسى وأُمِّهِ.
    تفسير مخالف لتفسير أئمة التفسير و أهله.

    تفسير الآية: قال الحافظ ابن كثير:
    " يخبر تعالى أنه منذ بعث نوحا – عليه السلام - لم يرسل بعده رسولا ولا نبيا إلا من ذريته وكذلك إبراهيم عليه السلام ـ خليل الرحمن ـ لم ينزل من السماء كتابا ولا أرسل رسولا ولا أوحى إلى بشر من بعده إلا وهو من سلالته ، حتى كان آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم الذي بَشَّرَ مَنْ بعده بمحمد صلوات الله وسلامه عليهما ولهذا قال تعالى : {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ} وهو الكتاب الذي أوحاه الله إليه {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} وهم الحواريون {رَأْفَةً} أي رقة وهي الخشية {وَرَحْمَةً} بالخلق ، وقوله : {وَرَهْبَانِيَّ ً ابْتَدَعُوهَا} أي ابتدعتها أمة النصارى {مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} أي ما شرعناها لهم وإنما هم التزموها من تلقاء أنفسهم ، وقوله تعالى : {إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ} فيه قولان :
    أحدهما : أنهم قصدوا بذلك رضوان الله ، قاله سعيد بن جبير وقتادة .
    والآخر : ما كتبنا عليهم ذلك إنما كتبنا عليهم رضوان الله .
    وقوله تعالى : {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} أي فما قاموا بما التزموه حق القيام وهذا ذم لهم من وجهين :
    أحدهما : الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله .
    والثاني : في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله عز و جل." [تفسير القرآن العظيم، جزء 8، ص 29].

    قال الشيخ شحاتة صقر:
    "ليس في الآية دليل على جواز الابتداع في الدين أو أن في الإسلام بدعة حسنة فقد تبين من كلام الحافظ ابن كثير أن الله قد ذم ابتداعهم في دين الله ما لم يأمر به الله، و لو فرض أن هذا جائز في شرع من قبلنا (النصارى) فقد جاء شرعنا بنسخه لقوله – صلى الله عليه و سلم -: "كل بدعة ضلالة"." [كشف البدع و الرد على اللمع، ص99].

    3 - قولهم:
    الدَّليلُ مِنَ السُّنةِ الْمُطَهَّرَةِ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قَوْلُهُ : "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنقُصَ مِنْ أُجورِهِم شىْءٌ، وَمَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئةً كانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِن بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شىْءٌ"، رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ مِنْ حَديثِ جَريرِ بنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ رَضيَ اللهُ عَنْهُ. فأفْهَمَ هَذا الْحَديثُ أنَّ الرَّسُولَ  هُوَ الَّذي عَلَّمَ أُمَّتَهُ أنَّ البِدْعَةَ على ضَرْبَيْنِ: بدعَةُ ضَلالةٍ: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُخَالِفَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. وَبِدْعَةُ هُدًى: وَهِيَ الْمُحْدَثَةُ الْمُوافِقَةُ لِلْقُرءانِ والسُّنَّةِ. فإنْ قيلَ: هَذا مَعْناهُ مَنْ سَنَّ في حياةِ رَسُولِ اللهِ أمَّا بَعْدَ وَفاتِهِ فلا، فالْجوابُ أنْ يُقالَ: "لا تَثْبُتُ الْخُصُوصِيَّةُ إلا بِدَلِيلٍ" وَهُنا الدَّليلُ يُعْطِي خِلافَ ما يَدَّعونَ حَيْثُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ  قال: "مَنْ سَنَّ في الإسلام" وَلَمْ يَقُلْ مَنْ سَنَّ في حياتِي ولا قالَ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أنا عَمِلْتُهُ فأحْياهُ، وَلَمْ يَكُنِْ الإسلامُ مَقْصورًا على الزَّمَنِ الَّذي كانَ فيهِ رسولُ الله، فَبَطَلَ زَعْمُهُم. فإِنْ قالُوا: الْحَديثُ سَبَبُهُ أنَّ أُناسًا فُقَراءَ شديدي الفَقْرِ يَلْبَسُونَ النِّمارَ جاؤوا فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رسولِ اللهِ لِما رأى مِنْ بُؤسِهِم فَتَصَدَّق النَّاسُ حَتَّى جَمَعُوا لَهُم شيئًا كثيرًا فَتَهَلَّلَ وَجْهُ رسولِ اللهِ فقالَ: "مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها"، فالْجَوَابُ أَنْ يُقالَ: العِبْرَةُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لا بِخُصُوصِ السَّبَبِ كَمَا ذَكَرَ عُلَمَاءُ الأُصُولِ
    هذا جَمْعُ حاطبُ ليلٍ يتشدق بألفاظ القواعد الشرعية ليُوهِم بها الناس أنه على شيء، و ما هو على شيء.

    قال الإمام الشاطبي – رحمه الله -:
    "ليس المراد بالحديث الاستنان بمعنى الاختراع وإنما المراد العمل بما ثبت من السنة النبوية ، وذلك من وجهين :
    أحدهما: أن السبب الذي جاء لأجله الحديث هو الصدقة المشروعة بدليل ما ثبت في الصحيح..." ثم ساق حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، إلى أن قال:
    "فتأملوا أين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة ..." تجدوا ذلك فيمن عمل بمقتضى المذكور على أبلغ ما يقدر عليه حتى بتلك الصرة فانفتح بسببه باب الصدقة على الوجه الأبلغ ، فسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قال : "من سن في الإسلام سنة حسنة ..." الحديث، فدل على أن السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي، وهو العمل بما ثبت كونه سنة .
    الوجه الثاني من وجهي الجواب: أن قوله صلى الله عليه و سلم: "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة ..." لا يمكن حمله على الاختراع من أصل ، لأن كونها حسنة أو سيئة لا يعرف إلا من جهة الشرع ؛ لأن التحسين والتقبيح مختص بالشرع ، لا مدخل للعقل فيه وهو مذهب جماعة أهل السنة ، وإنما يقول به المبتدعة ، أعنى : التحسين والتقبيح بالعقل ، فلزم أن تكون السنة في الحديث إما حسنة في الشرع وإما قبيحة بالشرع فلا يصدق إلا على مثل الصدقة المذكورة ، وما أشبهها من السنن المشروعة وتبقى السنة السيئة مُنَزّلة على المعاصي التي ثبت بالشرع كونها معاصي ، كالقتل في حديث ابن آدم حيث قال صلى الله عليه و سلم: "لأنه أول من سَنَّ القتل" وعلى البدع لأنه قد ثبت ذمها والنهي عنها بالشرع كما تقدم". [الاعتصام، جزء 1، ص 179-181 بتصرف].

    وقولهم أن هذا دليل على البدعة الحسنة، نقول: من أين لهم هذا؟ و قد قال النبي – صلى الله عليه و سلم - : "من سن في الإسلام سنة حسنة" و لم يقل: "بدعة حسنة"؟

    ثم لماذا رد النبي صلى الله عليه و سلم الثلاثة الذين قال أحدهم: "أما أنا فأصلي الليل أبدا"، و قال آخر: "أصوم الدهر و لا أفطر"، و قال آخر: "لا أتزوج أبدا"، و قال لهم: "من رغب عن سنتي فليس مني" مع أن لفعلهم هذا أصلا في الشرع من الصلاة و الصيام؟

    ثم قولهم أن العبرة بعموم اللفظ، فنقول نعم، فاجمعوا كل النصوص الواردة في الباب و لا تأخذوا بعضها و تتركوا البعض الآخر ثم ألفوا بينها و اتبعوا الشرع كله، و من ذلك قول النبي - صلى الله عليه و سلم -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".. إذا هذا يخصص عموم اللفظ في الحديث الآخر، أي أنه: من سن سنة هي من عمل النبي...

    4 - قولهم:
    الدَّليلُ مِنْ أَقوالِ وأفعالِ الْخُلَفاءِ الرَّاشدينَ على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: فَقَدْ أَحْدَثَ الخُلَفاءُ الرَّاشدُونَ الْمَرْضِيُّونَ أَشْياءَ لَمْ يَفْعَلْها الرَّسولُ  ولا أمَرَ بِها مِمَّا يُوافِقُ الْكِتابَ والسُّنَّةَ فكانوا قُدْوَةً لنا فيها، فَهَذا أبو بَكْرٍ الصِّديقُ يَجْمَعُ القُرءانَ ويُسَمِّيهِ بِالْمُصْحَفِ، وهَذا عُمَرُ بنُ الْخطَّابِ يَجْمَعُ النَّاسَ في صلاةِ التَّراويحِ على إمامٍ واحِدٍ وَيَقولُ عَنْها: "نِعْمَتِ البِدْعَةُ هَذِهِ"، وهَذا عُثمانُ بنُ عَفَّانَ يأمُرُ بِالأَذانِ الأوَّلِ لِصَلاةِ الْجُمَعَةِ، وهَذا الإمامُ عليٌّ يُنْقَطُ الْمُصْحَفُ وَيُشَكَّلُ في زمانِهِ على يَدِ يَحْيى بنِ يَعْمَرَ، وهَذا عُمَرُ بنُ عَبِدِ العزيزِ يعْمَلُ الْمَحارِيبَ والْمآذِنَ لِلْمَساجِدِ. كُلُّ هَذِهِ لَمْ تَكُنْ في زَمانِ رَسُولِ اللهِ
    جميع هذه الأفعال تدخل تحت القاعدة التي ذكرتها من قبل في تعريف البدعة، وهي ما كان له مقتضى في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لم يكن له مانع و مع ذلك تُرِك.

    - أما جمع القرآن، فهو أصلا داخل تحت قول الله عز و جل: {إن علينا جمعه و قرآنه}، ثم كان له مانع وهو استمرار النزول و حدوث النسخ في الآيات في عهد النبي صلى الله عليه و سلم.

    - أما صلاة التراويح، فقد كانت من فعل النبي صلى الله عليه و سلم، و لكنه تركها لوجود مانع و هو خوف أن تفرض عليهم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمت البدعة هذه" فأكثر ما فيه تسمية عمر تلك بدعة، مع حسنها، وهذه تسمية لغوية، لا تسمية شرعية. وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق، وأما البدعة الشرعية: فما لم يدل عليه دليل شرعي، فإذا كان نص رسول الله صلى الله عليه و سلم قد دل على استحباب فعل، أو إيجابه بعد موته، أو دل عليه مطلقا، ولم يعمل به إلا بعد موته ككتاب الصدقة، الذي أخرجه أبو بكر رضي الله عنه، فإذا عمل ذلك العمل بعد موته، صح أن يسمي بدعة في اللغة، لأنه عمل مبتَدَأ، كما أن نفس الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم يسمى بدعة، ويسمى محدثا في اللغة.
    ثم ذلك العمل الذي دل عليه الكتاب والسنة: ليس بدعة في الشريعة، وإن سمي بدعة في اللغة. فلفظ البدعة في اللغة أعم من لفظ البدعة في الشريعة. وقد علم أن قول النبي صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" لم يُرَدْ به كل عمل مُبتَدَأ، فإن دين الإسلام ـ بل كل دين جاءت به الرسل ـ فهو عمل مبتدأ، وإنما أراد ما ابتُدِئ من الأعمال التي لم يشرعها هو صلى الله عليه و سلم.
    وإذا كان كذلك فالنبي صلى الله عليه و سلم قد كانوا يصلون قيام رمضان على عهده جماعة وفرادي، وقد قال لهم في الليلة الثالثة، أو الرابعة، لما اجتمعوا: "إنه لم يمنعني أن أخرج إليكم، إلا كراهة أن تفرض عليكم، فصلوا في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فعلل صلى الله عليه و سلم عدم الخروج بخشية الافتراض، فعُلم بذلك أن المقتضي للخروج قائم، وأنه لولا خوف الافتراض لخرج إليهم، فلما كان في عهد عمر رضي الله عنه جمعهم على قارئ واحد، وأسرج المسجد. فصارت هذه الهيئة، وهي اجتماعهم في المسجد وعلى إمام واحد مع الإسراج عملًا لم يكونوا يعملونه من قبل، فسُمِّي بدعة؛ لأنه في اللغة يسمى بذلك. ولم يكن بدعة شرعية، لأن السنة اقتضت أنه عمل صالح، لولا خوف الافتراض، وخوف الافتراض زال بموته صلى الله عليه و سلم فانتفى المعارض". [اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، ص 250].

    أما الأذان الثاني، فوجد له مقتضى لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وهو اتساع المدينة و تباعد الناس (الشرح الممتع لابن عثيمين بتصرف)، وقد أقره علي بن أبي طالب و استمر عمل المسلمين عليه (جامع العلوم و الحكم)، فهو من سنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا باتباعها.

    أما تشكيل المصحف، فهو ليس من العبادات ولا يتعبد بها، إنما هو داخل تحت الأمر بإتقان التلاوة تعلما و تعليما، فهو من المصالح المرسلة.

    أما المآذن فوجد لها مقتضى وهو اتساع المدن و لها أصل في السنة و هو ارتقاء بلال على سطح المسجد ليؤذن.

    أما المحاريب ففيها خلاف بين أهل العلم، راجع: (إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب) للسيوطي.

    و فعل الخلفية العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ليس من مصادر التشريع؛ فهو ليس صحابيا.

    5 - قولهم:
    الدَّليلُ مِنَ أقْوالِ عُلَمَاءِ السَّلَف على البِدْعَةِ الْحَسَنَةِ: قالَ الإمامُ الشَّافِعيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "الْمُحْدَثَا ُ مِنَ الأُمورِ ضَرْبَانِ أَحَدُهُما ما أُحْدِثَ مِمَّا يُخالِفُ كِتابًا أو سُنَّةً أو إِجْماعًا أوْ أَثَرًا فَهَذِهِ البِدْعَةُ الضَّلالةُ والثَّانِيَةُ ما أُحْدِثَ مِنَ الْخَيْرِ ولا يُخالِفُ كِتابًا أوْ سُنَّةً أَو إِجْماعًا وهَذِهِ مُحْدَثَةٌ غَيْرُ مَذْمُومَةٍ"
    قال الشيخ سليم الهلالي راداً على من يستدل بهذا القول للإمام الشافعي:
    "أولاً: بالنسبة لما أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/113) ففي سنده عبدالله بن محمد العطشي، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه والسمعاني في (الأنساب) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما بالنسبة لما أخرجه البيهقي ففيه محمد بن موسى الفضل، لم أجد له ترجمة .
    ثانياً: قول الإمام الشافعي ـ إن صح ـ لا يصح أن يكون معارضاً أو مخصصاً لعموم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، والإمام الشافعي نفسه رحمه الله نقل عنه أصحابه أن قول الصحابي إذا انفرد ليس حجة، ولا يجب على من بعده تقليده، فكيف يكون قول الإمام الشافعي حجة، وقول الصحابي ليس بحجة؟!
    ثالثاً: كيف يقول الإمام الشافعي رحمه الله بالبدعة الحسنة وهو القائل: "من استحسن فقد شرع" ، والقائل في (الرسالة : ‎ص507): "إنما الاستحسان تلذذ"، وعقد فصلاً في كتابه (الأم : 7/293-304) بعنوان : "إبطال الاستحسان"، لذلك من أراد أن يفسر كلام الإمام الشافعي رحمه الله فلْيفعل ضمن قواعد وأصول الإمام الشافعي، وهذا يقتضي أن يفهم أصوله، وهذا الأمر مشهود في كل العلوم، فمن جهل اصطلاحات أربابها جهل معنى أقاويلهم، وإن المتأمل في كلام الإمام الشافعي رحمه الله لا يشك أنه قصد بالبدعة المحمودة البدعة في اللغة، وهذا واضح في احتجاج الشافعي رحمه الله بقول عمر رضي الله عنه وعلى هذا الأصل يفسر كلام الإمام الشافعي، وأنه أراد ما أراده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي: البدعة اللغوية لا الشرعية؛ فإنها كلها ضلالة؛ لأنها تخالف الكتاب والسنة والإجماع والأثر" ا.هـ بتصرف [البدعة و أثرها السيء في الأمة، ص 63-66].

    قال الحافظ ابن رجب: "فقوله صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم، لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين برئ منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية، لا الشرعية". [جامع العلوم و الحكم، ص 466].

    6 - قولهم:
    الْموْلدُ هُوَ شُكْرٌ للهِ تعالى عَلَى أنَّهُ أَظْهَرَ مُحَمَّدًا في مِثْلِ هَذا الشَّهر
    من قال أن الشكر لله يكون سنويا؟ مع العلم أن الشكر لله عبادة توقيفية مثل سائر العبادات {بل الله فاعبد و كن من الشاكرين} الزمر.
    فنقول لهم و لمن سلك سبيلهم: {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلا الظن و إن أنتم إلا تخرصون} الأنعام.

    قولهم:
    واللهُ تعالى امْتَدَحَ الَّذينَ ءامنُوا بِهِ  وَعَزَّرُوهُ أي عظَّمُوهُ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ﴾ [سورة الأعراف، 157]. الْمَوْلِدُ فيهِ اجْتِمَاعٌ على طاعَةِ اللهِ، اجْتِمَاعٌ على حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسُولِ اللهِ ، اجْتِمَاعٌ على ذِكْرِ اللهِ وَذِكْرِ شَىْءٍ مِنْ سيرَةِ رَسولِ اللهِ  ونَسَبِهِ الشَّريفِ، وشَىْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ الْخَلْقِيَّةِ والْخُلُقِيَّةِ ، وَفيهِ إِطْعامُ الطَّعامِ لِوجْهِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى واللهُ تعالى يَقول: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾ [سورة الإنسان، 8]، بَعْدَ هذا كَيْفَ يُحَرِّمُ شَخْصٌ يَدَّعي العِلْمَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ فَرَحًا بِوِلادَةِ رَسُولِ اللهِ ؟!
    فنقول: هل هذا التعظيم إن قصد به الاحتفال بالمولد، إن تركه الصحابة و التابعون ألا يعد هذا تقصيرا منهم؟؟ أم أننا أفضل منهم و أكثر حبا و تعظيما للنبي صلى الله عليه و سلم منهم؟؟

    والأعمال الصالحة في حد ذاتها كتذكر سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و إطعام الطعام، ما الذي يمنع من فعلها طوال العام؟؟

    إن تخصيص هذه الأعمال بهذا الوقت أو المناسبة مع ترك الصحابة لذلك مع وجود المقتضي عندهم وهو تعظيم النبي صلى الله عليه و سلم في صدورهم و انتفاء المانع لهو دليل على بدعية هذا العمل و أنه محرم.

    7 - قولهم:
    الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحافِظُ ابنُ حَجَرٍ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في كِتَابِهِ الْحَاوِي لِلْفَتَاوَي (1/189-197): مَا رَوَاهُ ابنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ  الْمَدينةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عاشُوراءَ، فَسُئلوا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالوا: "هُوَ الْيَومُ الَّذي أَظْهَرَ اللهُ مُوسى وَبَني إسْرائيلَ على فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نصُومُهُ تَعْظيمًا لَهُ"، فقالَ رسولُ اللهِ : "نَحْنُ أوْلى بِموسى" وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ أَمْرَ اسْتِحْبابٍ. فَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَديثِ فِعْلُ الشُّكْرِ للهِ تعالى على ما تفَضَّلَ بِهِ في يَوْمٍ مُعَيَّنٍ مِن حُصُولِ نِعْمَةٍ أَو رَفْعِ نِقْمَةٍ، ويُعادُ ذَلِكَ في نَظيرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ
    تخريج الحافظ ابن حجر عمل المولد على صيام عاشوراء لا يمكن الجمع بينه وبين جزمه بأن ذلك بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف من القرون الثلاثة، فإنّ عدم عمل السلف الصالح بالنص على الوجه الذي يفهمه مَنْ بعدهم، يمنع اعتبار ذلك الفهم صحيحاً، إذ لو كان صحيحاً لم يعزب عن فهم السلف الصالح ويفهمه من بعدهم، كما يمنع اعتبار ذلك النص دليلاً عليه إذ لو كان دليلاً لعمل به السلف الصالح، فاستنباط الحافظ ابن حجر الاحتفال بالمولد النبوي ـ ما دام الأمر كذلك ـ من حديث صوم يوم عاشوراء أو من أي نص آخر، مخالف لما أجمع عليه السلف الصالح من ناحية فهمه ومن ناحية العمل به، وما خالف إجماعهم فهو خطأ، لأنهم لا يجتمعون إلا على هدى، وقد بسط الإمام الشاطبي الكلام على تقرير هذه القاعدة في كتابه (الموافقات) وأتى في كلامه بما لا شك في أن الحافظ ابن حجر العسقلانى لو تنبه له لما خرّج عمل المولد على حديث صوم يوم عاشوراء ما دام السلف لم يفهموا تخريجه عليه منه ولم يعملوا به على ذلك الوجه الذي فهمه منه. [القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل لإسماعيل الأنصاري ، ص 78-79]

    8 - قولهم:
    الأصْلُ الذي اسْتَخْرَجَهُ الْحَافِظُ السِّيوطِيُّ مِنَ السُّنةِ على جَوازِ عَمَلِ الْمَوْلِدِ في رِسَالَتِهِ"حُس نُ الْمَقْصِدِ في عَمَلِ الْمَوْلِدِ": قَولُهُ : "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فيهِ وفيهِ أُنْزِلَ عَلَيّ"، لَمَّا سُئِلَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عَنْ سَبَبِ صِيامِهِ لِيوْمِ الاثنينِ. وفي هَذَا الْحديثِ إِشارَةٌ إِلى اسْتِحْبابِ صِيامِ الأيَّامِ الَّتي تَتَجَدَّدُ فِيها نِعَمُ اللهِ تعالى على عِبادِهِ، وإنَّ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْنا إِظْهَارَهُ  وَبِعْثَتَهُ وإرسالَهُ إِلَيْنَا، وَدَليلُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِم ﴾ [سورة ءال عمران، 164]. قالَ الْحافِظُ السِّيوطيُّ في رِسَالَتِهِ "وقَدِ اسْتَخْرَجَ لَهُ - أي الْمَوْلِدِ - إِمامُ الْحُفَّاظِ أبو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ حَجَرٍ أَصْلاً مِنَ السُّنَّةِ واسْتَخْرَجْتُ لَهُ أَنا أَصْلاً ثانيًا
    رد على ذلك الشيخ شحاتة صقر:
    "- ما الدليل على أن الاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها؟ وما هو مقدار هذا الثواب؟ وهل نحن أحرص من الصحابة والتابعين على هذا الثواب؟ وهل نحن أكثر تعظيماً لقدر النبي صلى الله عليه و سلم منهم؟ فهم لم يحتفلوا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.

    - تعظيم قدر النبي صلى الله عليه و سلم يكون باتباع هديه وليس باختراع عبادات لم يشرعها فإن ذلك فيه اتهام له بأنه قصَّر في تبليغ الرسالة أو أن الرسالة لم تكتمل، وإذا كان الصحابة لم يفعلوا المولد فهل معنى ذلك أنهم كانوا لا يعظمون قدر النبي صلى الله عليه و سلم ؟

    - قال ابن الحاج: توفي النبي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين 12ربيع الأول سنة 11هجرية في نفس الشهر الذي ولد فيه فكيف يحتفلون ويأكلون ويشربون، ولا يبكون ولا يحزنون من أجل فَقْد النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك اليوم، مع أنهم لو فعلوا ذلك والتزموه لكان بدعة أيضاً، وإن كان الحزن عليه صلى الله عليه و سلم واجباً على كل مسلم دائماً لكن لا يكون على سبيل الاجتماع لذلك." [كشف البدع، ص 153].

    9 - قولهم:
    فَقَدْ ذَكَرَ الْحُفَّاظُ والعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحابِ التَّوارِيخِ وغَيْرِهِم أنَّ أَوَّلَ مَنِ اسْتَحْدَثَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ هُوَ الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ الَّذي كانَ يَحْكُمُ إِرْبِلَ، وَهُوَ وَرِعٌ، صالِحٌ، عالِمٌ، شُجَاعٌ، ذُو عِنَايَةٍ بِالْجِهَادِ، كانَ من الأَبْطالِ، مَاتَ وَهُوَ يُحَاصِرُ الفِرِنْجَ بِعَكَّا، هُوَ أَوَّلُ مَنْ اسْتَحْدَثَ هَذَا الأَمْرَ
    فلننظر في كتب التاريخ كيف كان يحتفل هذا الزاهد الورع بالمولد:

    "قال أبو شامة : وكان أول من فعل ذلك بالموصل الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، وبه اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره.

    قـال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أبي سعيد كوكبوري : وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً... إلى أن قال : قال السبط : حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى... إلى أن قال : ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ا. هـ.

    وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
    وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم... إلى أن قال : فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان... إلى أن قال : فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ا. هـ.

    فهذا مبدأ حدوث الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد، حدث متأخراً ومقترناً باللهو والسرف وإضاعة الأموال والأوقات، وراء بدعة ما أنزل الله بها من سلطان." [حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي – صالح الفوزان].

    قولهم:
    ثُمَّ وافَقَهُ العُلَماءُ والفُقَهاءُ، حَتَّى عُلَمَاءُ غَيْرِ بَلَدِهِ الَّذينَ لا يَحْكُمُهُ، ذَكَرَ ذَلِكَ الْحافِظُ السِّيوطِيُّ في كِتابِهِ الأوائِلِ، ولا زالَ الْمُسْلِمونَ على ذَلِكَ مُنْذُ ثَمانِمِائةِ سَنَةٍ حَتَّى الآنَ. فأيُّ أَمرٍ اسْتَحْسَنَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وأَجْمَعوا عَلَيْهِ فَهُوَ حَسَنٌ وَأَيُّ شىءٍ اسْتَقْبَحَهُ عُلَمَاءُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ قَبيحٌ، ومَعْلومٌ أنَّ عُلَمَاءَ الأُمَّةِ لا يَجْتَمِعُونَ على ضَلالَةٍ
    هذا كذب صريح، و بهتان عظيم، ما أقبح الكذب بأهله!

    الأمة اجتمعت ولم يكن خير هذه الأمة وهو النبي –صلى الله عليه و سلم – داخلا في الإجماع؟؟
    الأمة اجتمعت و لم يكن أحد من الصحابة ولا التابعين –خير الناس- داخلا في الإجماع؟؟

    ثم إن كثيرا جدا من العلماء لا يحصى عددهم قد أنكر هذا المولد بعد استحداثه، فأين هم من شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي و ابن كثير و الزملكاني و الملا علي القاري، و الآلوسي، و اليماني، و الشاطبي، و محب الدين الخطيب، و الهلالي، و من المعاصرين مثل الشيخ عبد العزيز بن باز و الألباني و محمد صالح بن عثيمين و الشنقيطي و عبد الرزاق عفيفي و حامد الفقي و محمد صفوت نور الدين و غيرهم الكثير و الكثير من العلماء الذين يصرحون بإنكار الاحتفال بالمولد و أنه بدعة و ضلالة..

    فأين هذا الإجماع السرابي؟؟ ألا قبح الله أهل الخيانة و الزور.

    قولهم:
    الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ فيهِ إشارَةٌ إلى أنَّ الدِّينَ لَمْ يَكْتَمِلْ وَلا تَكذيبًا لِقَولِهِ تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [سورة المائدة، 2]: لأنَّ مَعْناها أنَّ قواعِدَ الدِّينِ تَمَّت، قالَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ: "وَقالَ الْجُمْهُورُ: الْمُرادُ مُعْظَمُ الفَرَائِضِ والتَّحليلِ والتَّحْريمِ، قالوا: وقَد نَزَلَ بَعْدَ ذَلِكَ قُرءانٌ كثيرٌ، ونَزَلَتْ ءايةُ الرِّبا وَنَزَلَت ءايةُ الكَلالَةِ إلى غَيْرِ ذَلِكَ". ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَيْسَتْ هِيَ ءاخِرَ ءايَةٍ نَزَلَت مِنَ القُرءانِ بَلْ ءاخِرُ ءايَةٍ نَزَلَتْ هِيَ قولُهُ تعالى: ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون ﴾ [سورة البقرة، 285] ذَكَرَ ذَلِكَ القُرطُبِيُّ في تَفْسيرِهِ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
    وهذا تدليس خفي..

    فعندما قال القرطبي أن قول الجمهور هو أن معظم الفرائض و التحليل والتحريم قد نزل، و أنه قد نزل بعد ذلك كثير، فهل قال القرطبي أنه يجوز لغير النبي صلى الله عليه و سلم ان يشرع؟؟؟

    لو قال أحد أنه يجوز لغير النبي – صلى الله عليه و سلم – أن ينسب إلى الشريعة شيئا من تلقاء نفسه لكفر.
    قال الله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم}.
    قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُون}.

    انظر إلى تفسير ابن كثير رحمه الله لهذه الآيات:
    "قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} هذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خُلْف، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا} أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل الدين لهم تمت النعمة عليهم؛ ولهذا قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام، وأنزل به أشرف كتبه.
    قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهو الإسلام، أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقصه أبدا، وقد رضيه الله فلا يَسْخَطُه أبدا." [تفسير القرآن العظيم، جزء 3، ص 26].

    قولهم:
    أمَّا استِشهادُكُم بِما تَنْسُبُونَهُ للإمامِ مالِكٍ مِنْ أنهُ قالَ: "مَنِ ابْتَدَعَ في الإسْلامِ بِدْعَةً خانَ الرِّسالةَ"rيَراهَا حَسَنَةً فَقَد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا فَمَعْناهُ البِدْعَةُ الْمُحَرَّمَةُ كَعقيدَةِ التَّشبيهِ والتَّجسيم ولَيْسَ في الْمَوْلِدِ وما أَشْبَه. ثُمَّ أَنْتُمْ تَسْتَشْهِدُونَ بِقَوْلِ الإمامِ مالِكٍ وأَنْتُم تُكَفِّرونَهُ مَعْنًى وإنْ لَمْ تُكَفِّروهُ لَفْظًا، لأنَّ الْخَليفةَ الْمَنْصورَ لَمَّا جاءَ الْمَدينةَ سَأَلَهُ: "يا أَبا عبدِ الله أسْتَقْبِلُ القِبْلَةَ وأدْعو ؟ قالَ: وَلِمَ تَصْرِفُ وَجْهَكَ عَنْهُrأم أسْتَقبِلُ رَسُولَ الله ُ إلى اللهِ تعالى؟ بَلِuوَهُوَ وَسِيلَتُكَ وَوَسيلَةُ أبيكَ ءادَمَ اسْتَقْبِلْهُ واسْتَشْفِع بِهِ فَيُشَفِّعَهُ اللهُ"، وهَذا عِنْدَكُم شِرْكٌ وضلالٌ مُبين. رَمَيْتُم عُلَماءَ الأمَّةِ بالشِّركِ ثُمَّ اسْتَشْهَدْتُم بِأقْوالِهِم
    ها قد تكرر الكذب أمام أعيننا فلا نملك إلا أن نشحذ أذهاننا لمزيد من الحذر من ألاعيب هؤلاء الضلال، و أن ندعوا الله عز و جل أن يرد كيدهم عن الأمة.

    أما بالنسبة للقصة الشنيعة المكذوبة عن الإمام مالك، فهاكم العلامة ابن عبدالهادي رحمه الله في "الصارم المنكي" يقول:
    "وهذه الحكاية التي ذكرها القاضي عياض ورواها باسناده عن مالك ليست بصحيحة عنه، وقد ذكر المعترض في موضع من كتابه أن إسنادها إسناد جيد ، وهو مخطئ في هذا القول خطأ فاحشاً ، بل إسناده إسناد ليس بجيد ؛ بل هو إسناد مظلم منقطع ، وهو مشتمل على من يتهم بالكذب وعلى من يجهل حاله ، وابن حميد هو محمد بن حميد الرازي ، وهو ضعيف كثير المناكير غير محتج بروايته ، ولم يسمع من مالك شيئاً ولم يلقه ؛ بل روايته عنه منقطعة غير متصلة ؛ وقد ظن المعترض أنه أبو سفيان محمد بن حميد المعمري أحد الثقات المخرج لهم في صحيح مسلم قال فإن الخطيب ذكره في الرواة عن مالك ، وقد أخطأ فيما ظنه خطأ فاحشاً ووهم وهماً قبيحاً.
    ...إلى أن قال:
    والذي ينبغي أن يقال:فأنظر هذه الحكاية وضعفها وانقطاعها ونكارتها وجهالة بعض رواتها ونسبة بعضهم إلى الكذب ومخالفتها لما ثبت عن مالك وغيره من العلماء".

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    "الجواب عن هذا من وجهين:
    أحدهما: المطالبة بصحة هذه الحكاية وليس معه ولا مع من ينقلها بها إسناد صحيح ولا ضعيف وإنما غايته أن يعزوها إلى الشفا أو إلى من نقلها منه وكل عالم بالحديث يعلم أن في هذا الكتاب من الأحاديث والآثار ما ليس له أصل ولا يجوز الاعتماد عليه فإذا قال القاضي عياض ذكره فلان في كتابه فهو الصادق في خطابه وإذا لم يذكره من أين نقله لم نتهمه ولكن نتهم من فوقه وقد رأيناه ينقل من كتب فيها كذب كثير وهو صادق في نقله منها لكن ما فوقه لا يجوز الاعتماد عليهم.
    الوجه الثاني: أن يقال هذه الحكاية كذب بلا ريب من وجوه:
    منها أنها مخالفة لمذهب مالك ومذهب سائر الأئمة فإنهم متفقون على أن من سلم على النبي صلى الله عليه و سلم ثم أراد الدعاء فإنه يستقبل القبلة كما روى ذلك عن الصحابة.
    وتنازعوا وقت السلام عليه هل يستقبل القبلة أو القبر على قولين فقال أبو حنيفة يستقبل القبلة أيضا وقال غيره يستقبل القبر وقت السلام عليه.
    وأما وقت الدعاء فما أعلم إماما خالف في أنه يستقبل القبلة بل الأئمة متفقون على أن قبلة المسلمين التي يستقبلونها في جميع أدعيتهم وأمكنتهم هي الكعبة ويستحب لكل من دعا الله أن يستقبل الكعبة حيث كان وأين كان كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يستقبلها فيستقبل وقت الذكر والدعاء بعرفة ومزدلفة وبين الجمرات وعلى الصفا والمروة وعقب الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم وغيره.
    وما جعل أحد من الأئمة قبر أحد من الأنبياء قبلة للدعاء وإنما يستقبل قبورهم أهل الجهل عند عباداتهم.
    ومن هؤلاء الغلاة من يستقبل قبورهم ويصلي إليها وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها.
    ومنهم من يستقبل قبر شيخه وقت الصلاة ويستدبر الكعبة ويقول هذا قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة وهذا كفر صريح يوجب استتابة قائله مع أنه يفعله طائفة من الزهاد والعباد وبعضهم يسجد لقبورهم.
    وكذلك قصد قبورهم للصلاة والدعاء بدعة وقد ثبت عن مالك وغيره من الأئمة أنهم جعلوا ذلك من البدع التي لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين، فعلم أن هذا كذب على مالك مخالف لمذهبه كما كذبوا عليه أنه كان يأخذ طنبورا يضرب به ويغني لما كان في المدينة من يغني حتى إن أكثر المصنفين في إباحة السماع كأبي عبدالرحمن السلمي والقشيري وأبي حامد ومحمد بن طاهر المقدسي وغيرهم يذكرون إباحته عن مالك وأهل المدينة وهو كذب فإنه قد علم بالتواتر من مذهبه النهي عن ذلك حتى قال إسحاق بن الطباع سألت مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق، ومنها أن مالكا من قوة متابعته للسنة كره أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يستريب أحد في ثبوته عنه مع أن لفظ زيارة القبور في الجملة مما جاءت به السنة في غير قبره كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن فزوروا القبور فإنها تذكر الموت، والأحاديث في ذلك كثيرة." [الرد على البكري].

    قولهم:
    قالَ النَّوَوَيُّ في شَرحِ صَحيحِ مُسْلِمٍ (الْمُجَلَّدِ السَّادِسِ في صَحيفَةِ مِائَةٍ وأَرْبَعَةٍ وخَمْسينَ) ما نَصُّهُ: "قَوْلُهُ : "وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ" هَذا عامٌّ مَخْصُوصٌ (أي لَفْظُهُ عامٌّ وَمَعناهُ مَخْصوصٌ)، والْمُرادُ بِهِ غالِبُ البِدَعِ" وقالَ أيْضًا: "ولا يَمْنَعُ مِنْ كَوْنِ الْحَديثِ عامًّا مَخْصُوصًا قَوْلُهُ: "كُلُّ بِدْعَةٍ" مُؤَكِّدًا بِكُلُّ، بَلْ يَدْخُلُهُ التَّخْصيصُ مَعَ ذَلِكَ
    فنقول، نعم هذا كلام الإمام النووي ولكن هو يقصد التفريق بين البدع اللغوية و البدع الشرعية، كما قال الحافظ ابن رجب:
    "فقوله صلى الله عليه و سلم: "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم، لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين برئ منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية، لا الشرعية". [جامع العلوم و الحكم، ص 466].

    و مما يعضد ذلك أن النووي رحمه الله قد كره – والكراهة عند الشافيعة تعني التحريم – صلاة ركعتين على المروة بعد الفراغ من السعي كما في المجموع، جزء 8، ص 102، و أيضا كره الجلوس للتعزية كما في الأذكار، ص 136.

    قولهم:
    الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وَلَيْسَ r في يَوْمٍ واحِدٍ: ألَيْسَ الرَّسُولُ rفيهِ اخْتِزَالٌ لِمَحَبَّتِهِ قال لِليهُودِ: "نَحْنُ أوْلى بِمُوسَى مِنْكُم" وَأَمَرَ بِصَوْمِ عاشُورَاءَ، فَهَلْ يَكُونُ الرَّسولُ بِذَلِكَ اخْتَزَلَ مَحَبَّةَ في يومٍ واحِدٍ فَقَط؟!uمُوسَى
    فقد أجاز النبي صلى الله عليه و سلم أن نشكر الله على نجاة موسى بهذه الطريقة، و لم يجز أن نفعل ما استحدثوه من الموالد كشكر لله، و لماذا ترك الصحابة ذلك؟؟ لماذا ترك الصحابة السنة الحسنة؟؟ سبحان الله ما أحلمه!


    الأصل في العبادات المنع

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الأصل الذي بنى الإمام أحمد وغيره من الأئمة عليه مذاهبهم أن أعمال الخلق تنقسم إلى عبادات يتخذونها دينًا ينتفعون بها في الآخرة أو في الدنيا والآخرة ، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.
    فالأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله.
    والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله". [الاقتضاء].

    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومعلوم أنه لا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله ، ولا تأثيم إلا ما أثم الله ورسوله به فاعله ، كما أنه لا واجب إلا ما أوجبه الله ، ولا حرام إلا ما حرمه الله ، ولا دينًا إلا ما شرعه الله فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر ، والأصل في العقود والمعاملات الصحة حتى يقوم دليل على البطلان والتحريم." [إعلام الموقعين].

    قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [ الأحقاف : 11 ] ، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : "أي قالوا عن المؤمنين بالقرآن لو كان القرآن خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه، يعنون بلالاً وعماراً وصهيباً وخباباً رضي الله عنهم وأشباهم من المستضعفين والعبيد والإماء ... وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة رضي الله عنهم هو بدعة، لأنه لو كان خيراً لسبقونا إليه؛ لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها".

    روى الإمام أبو داود في سننه بسند حسن عن مجاهد؛ قال: "كنت مع ابن عمر، فثوب رجل في الظهرِ أو العصر، فقال: اخرج بنا؛ فإن هذه بدعة". [رواه أبو داود و حسنه الألباني].
    و‏معنى التثويب: هؤلاء الَذين يقومون على أبواب المساجد، فينادون: الصلاة، الصلاة، فلو جاء أحد قائلاً: هل من ضيرٍ على من ذكّر بالصلاة والله يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}؟! لمَـاَ قُبِلَ قولُه، بل رُدَّ عليه فهمُه، إذ لم يفهم السلف رضي الله عنهم من هذه الآية هذا الإطلاق وهذا العموم.

    عن نافع أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر رضي الله عنه، فقال: "الحمد لله، والسلام على رسوله"، قال ابن عمر: "وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حالٍ" [رواه الترمذي و حسنه الألباني]، فقد أنكر ابن عمر رضي الله عنه على هذا الرجل مع أن عموم قولِ الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} تدخل فيه تلك الصلاة، ولكن ما هكذا فهمها الصحابة فمَن بعدهم وما هكذا طبقها السلف الصالح رضي الله عنهم، وفهمُهم أوْلى، ومرتبتهم أعلى.

    و صل اللهم و بارك على محمد و آله و سلم تسليما كثيرا و على أصحابه و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، و الحمد لله رب العالمين.

    كتبه حامدا لربه راجيا لفضله،،،
    ياسر بن عبد رب الرسول بن أحمد

  2. #2

    افتراضي رد: الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية

    للعلم؛ معظم هذه الرسالة مستفاد من كتاب الشيخ شحاتة صقر "كشف البدع و الرد على اللمع"، و هو كتاب نفيس في التأصيل للرد على معظم الشبهات الخاصة بالبدع المنتشرة في عصرنا، فجزاه الله خيرا عنا و عن الإسلام و المسلمين.

  3. #3

    افتراضي رد: الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية

    بارك الله فيك ..

  4. #4

    افتراضي رد: الردود السنية على طائفة الأحباش المخزية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين العابدين الأثري مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ..
    وفيك بارك الله يا أخي الكريم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •