الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فقد أحالني على الخاص أخ فاضل كريم من إخواننا الأعضاء على موضوع في منتدً من المنتديات المعنية بجمع الأشراف في المملكة وغيرها ولم شملهم وما إلى ذلك، فرأيت فيه كلاما فاحشا في التنقص من الشيخ ابن جبرين حفظه الله، كما أرسل إلى برابط من نفس الموقع يقوم فيه "السيد الشريف المنيف المبجل" فلان بن فلان الفلاني المدير العام للمنتدى – وهو رئيس تلك الرابطة المشبوهة – ببث البهتان والزور والكذب على شيخ الإسلام رحمه الله يتهمه صراحة بالتنقص من علي رضي الله عنه، ورابط آخر على نفس المنتدى يدعو إلى الزيدية، ورابط فيه إحياء للحسينيات، ورابط فيه سب ولعن في الوهابيين السلفيين على أنهم نواصب، وتندر على تحذير علماء المملكة من المد الصفوي، إلى آخر هذه البلايا التي يبثها هؤلاء، تحت دثار جمع كلمة آل البيت وتشريفهم بما يستحقون وما إلى ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وأنا أتساءل: أيحسب من هكذا قولهم وهكذا نحلتهم، وهكذا تسفيههم لعلماء أهل السنة، وهكذا دعواهم وهجيراهم في بلاد المسلمين، أن أمثالهم يكون لهم أدنى حظ من توقير المسلمين أو تسويدهم لهم لو كانوا في زمان الصحابة رضي الله عنهم في القرون الفاضلة؟؟؟ والله لا تنفع النسبة للآل من كان على مثل هذه الحال! بل إن منهم من حقه الضرب بالجريد والنعال!! ثم يتكلمون عن رابطات عالمية لجمعهم ولم شملهم ومنظمات للنظر في همومهم وقضاياهم ومنتديات وفضائيات ومؤتمرات لبث دعواهم وكذا... فأي دعوى هذه التي يبثون؟؟؟
يقولون دعوى آل البيت وهموم آل البيت وقضايا آل البيت .. !!!
ما هي هموم وقضايا آل البيت هذه التي تتشدقون بها وتدعون إليها يا هؤلاء؟؟؟؟؟
ما هي تلك الهموم التي يشترك فيها في زماننا هذا من حملوا هذه النسبة الشريفة، وقد فوضتم أنفسكم للكلام عنهم فيها بلا تفويض؟ وما هي الحقوق التي ترون أنها قد فُوتت عليهم فتريدون الاجتماع للمطالبة بها نيابة عنهم وتمثيلا لهم؟؟
أهي فقدهم لخمس الفيء؟ هل تدعون أنه مسلوب منهم؟ وهل هناك جهاد في زماننا أصلا حتى يكون هناك فيء يخمس ويُسلب سهمهم منه؟؟ إذا فانظروا يا آل البيت الطيبين من أهل السنة أي خمس هذا الذي يتكلم عنه الروافض ومن الذي يأكله من أموال عامتهم وإلى أين يذهب وبأي وجه حق!!!
أهو حق الهاشميين القرشيين في الخلافة؟ فهل ترون اليوم خلافة في الأرض أصلا وهل يتصور قيامها الآن والحال كما ترون؟؟
أهو حقهم في التشريف والتكريم ومحبة المسلمين؟ لا ننكر هذا الحق والله، ولكن هل نطالب المسلمين بتكريم أي إنسان أيا كانت حاله من الديانة والأمانة لمجرد أنه من آل البيت وإن كان ضالا مضلا مبتدعا؟؟ هل يراد منا اليوم أن نجعل لقب (السيد الشريف فلان بن فلان الفاني) هذا بمنزلة "الحصانة البرلمانية" - بلغة أصحاب الدساتير العلمانية - التي تمنع صاحبها من أن يؤخذ على يده ويزجر بل ويمتهن ويعاقب ويسفه بما يستحق إن ثبت كونه داعية للضلالة والفتنة والإفساد في الأرض؟؟؟ أي جاهلية هذه؟؟ وأين هؤلاء من قسم أبي القاسم صلى الله عليه وسلم إذ يقول: والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها (أو كما قال عليه السلام)؟؟ وأين هم من قوله لآل بيته إعمل يا فلان فإني لا أغني عنك من الله شيئا؟؟؟
يا سادة يا أشراف يا وجهاء أقوامكم: اعلموا أن من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وإن كان من أشرف الأنساب! هذا النسب إنما ينتفع به من كان من أهل الفضل في الديانة والعلم والعمل! فهو فضل من الله يرقى به عند ربه ما لا يكون لمثله من أهل الفضل ممن ليست لهم تلك النسبة.. هذا فضل الله يؤتيه من يشاء! أما السفهاء والخبثاء، ودعاة الفتنة وأصحاب النعرات الجاهلية الحزبية الذين ظنوا أن مجرد لحاق اللقب بأسمائهم يرفعهم فوق الخلق بلا عمل ولا ديانة، فهؤلاء يكون الأمر عليهم وبالا ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ليس هناك ما يهضمه أهل السنة اليوم من حقوق لآل البيت! ولن تجدوا وراء تلك الأكمة إلا ما يأفكه الشيعة الروافض لعنهم الله!
فليس للعالم الفاهم صحيح المعتقد والديانة من آل البيت من هموم يعاني منها إلا ما من مثله يعاني سائر العقلاء من المسلمين والموحدين في الأرض من فشو الجهل والجاهلية في عامة المسلمين وما استتبعه ذلك من ضياع للدعوة ولحدود الله في أرضه ولمكانة أمة الإسلام فيها وضياع لفريضة الجهاد وعدوان لأهل الكفر والضلال على ثوابت الأمة ومصادر التلقي لدين المسلمين، وهدم يمضي على خطو حثيث ليل نهار لما بناه أسلافنا النبلاء، ومن طعن السفهاء الكفار في سيد الأخيار صلى الله عليه وآله وسلم على نحو ما كانوا يجترئون من قبل على مجرد أن تحدثهم نفوسهم بإظهاره، ومن عدوان المجرمين على المستضعفين من إخوانهم في كل مكان، وغير ذلك مما يحمله أولياء الرحمن جميعا في صدورهم من هموم هذه الأمة وقضاياها الجسام..
أما تخصيص آل البيت بأن لهم هموما أخص من هذه، يستقلون بها عن جماهير المسلمين فوالله - وأكرر والله - ما هذه الدعاوى إلا من جنس ما ينعق به الرافضة ليل نهار من الملاحم والمظلوميات التاريخية - ما صح منها وصفه بالمظلومية وما لا يربو على أن يكون كذبا وبهتانا وزورا محضا - التي شيدوا عليها ملتهم كلها من أولها إلى آخرها فلا يمكنهم الانفكاك عن اجترارها ليل النهار، والبكاء والعويل عليها واستحضارها بمناسبة وبلا مناسبة!! فهي أساس الولاء والبراء في دينهم، لا التوحيد ولا الإيمان ولا ظاهر الصلاح ولا شيء من هذا!! فيأتي إليهم السفاء الجهلاء من أهل السنة الذين أثبتوا نسبتهم إلى الآل – وهم كثير جدا -، يفدون من شتى أرجاء الأمة إلى أمثال تلك الرابطات والمؤتمرات المشبوهة، فيندس لهم السم في العسل - على عادة الرافضة التي لا جديد فيها - فيبدأ الأمر باجتذاب علية القوم والوجهاء منهم بدعوى النسبة الهاشمية، والمنزلة والشرف الذي هو من الدين حقا ولا ننكره، ثم يبدأ الكلام رويدا رويدا في التصاعد عن ظلم علماء (الوهابية) لآل البيت وجورهم عليهم!! ثم ينفتح باب التشيع والرفض من أوسعه ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ينفتح من باب دعوى: أنتم أولو حقوق قد ضيعها "الوهابيون التكفيريون"، فتعالوا إلينا نعرفكم حقوقكم ونعينكم على المطالبة بها! يدخلون إليهم من باب شهوة الرياسة والسيادة التي إن تمكنت من رجل أزاغت قلبه وأهلكته، نسأل الله العافية!
ولا يفهمن أحد من كلامي أني أنسب سائر الأشراف من أهل السنة في زماننا هذا إلى الجهل والتصوف والميل إلى التشيع!! أو أني أنسب سائر من سعوا من أهل السنة إلى التواصل مع أقرانهم من آل البيت عبر أمثال تلك الشبكات، إلى العمالة لإيران أو إلى سوء القصد والطوية، كلا! إنما أقول أن أكثرهم جهلاء – بكل أسف – يضرب الروافض بينهم ويصولون ويجولون تحت غطاء التقية أحيانا وبدونه أحيانا، وهم يطيب لهم كلامهم ذاك ودعواهم الباهتة تلك لما تزينت به من زينة محبة آل البيت ونصرتهم!! فليتهم يفهمون أن ألد أعداء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد أهل ملل الكفر في الأرض إنما هم الروافض ثم الروافض ثم الروافض، قاتلهم الله! بل إن عداء الروافض لهم أضر عليهم – والله – من عداء أمم الكفر المعلوم كفرها الظاهر عداؤها للإسلام وأهله، لأن شوكة أمم الكفر مرفوعة في وجوه المسلمين، أما الروافض فشوكتهم منصوبة من وراء ظهورهم، تتخفى تحت أستار كثيفة لا يبصر خلالها إلا بصير ذو علم وفهم!
أتحسبون يا معاشر آل البيت من أهل السنة، أن الروافض يحبونكم؟؟ كلا والله! وما أجهل وما أعمى من ظن منكم هذا الظن يوما ما!! كيف وأنتم تحبون أبا بكر وعمر وعائشة وغيرهم من أكابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم وأرضاهم، وتتقربون إلى الله بذلك؟؟ والله لن يرضوا عنكم حتى تتشيعوا مثلهم فتكونوا سواءً!!
فبالله من لهؤلاء القوم ينصح جاهلهم ويوعي سفيههم ضد هذا الخطر المحدق على دينهم في أمثال تلك المنتديات والمجامع؟؟؟ من لهم يضبطهم على السنة ويصرف عنهم مكر الماكرين المتربصين بهم؟؟ من لهم يطهرهم من تلك الجهالات والطوام التي يتكلمون بها ويحسبون أن نسبهم يعصمهم بها ويجيزها لهم؟؟؟
نسأل الله الهداية للمسلمين ونعوذ به من الفتن جميعا، ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ به من الخذلان والله المستعان لا رب سواه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!