بارك الله فيك يا شيخ أمجد..
مسألة أن المتون لتسهيل العملية التعلميمية ومرحلة و...
كلام يكاد يكون نظرياً..
نعم يكون ذلك في بعض الأماكن وبعض الأزمان وبعض الناس..
أما الغالب عند المتمذهبة فهي أدلة وحجج وسَنن يُتبع..
وأخطر من ذلك أنها تسد عن الاجتهاد وتصد عنه وتعين وتوصل للتقليد المحرم (ودعنا لا نتفرع لهذه ؛لأن نظرتي لحالتي الاجتهاد والتقليد تختلف عن نظرتك)
أما التربية والنشأة فأنا وأنت اتفقنا أنها أهم منابع التعصب..وأن التعصب يوشك أن يكون من الطباع..ولكن حتى الطباع لها ما يؤزها ويوقد نارها ويزيد حدتها..ولها ما يقمعها ..والتمذهب عندي هو في أحمد والشافعي وابن حزم وشيخ الإسلام والألباني وابن باز (لا فرق)
محل النزاع: أن التربية والتنشئة أشياء ذهنية ولابد لها من عوامل خارجية هي بمثابة الكيفية لهذه التربية و هي تؤدي للعصبية ..فالذي أزعمه أنا= أن أجل تلك العوامل هو قانون التمذهب هذا الذي وصفتُ(وليس مجرد التمذهب على الصورة التي كان عليها السلف)..هو الذي زكى نار التعصب وأعان عليه وأوجد له المحور الذي يدور حوله..وأي داع للعصبية أعظم من تحريم الخروج عن مذهب الإمام ولو ظهرت البينة للمتمذهب بداعي أنه ليس أهلاً لفهم الأدلة (؟؟)
وأُقرب لك مرادي:
لو بقي الحال على حاله في القرون المفضلة إلى ما بعد عصر الأئمة بقليل..
1- مستفتي يسأل من يطمئن لقوله حتى تحصر من استفتاهم في حياته فتجدهم مئات..
2- طالب يلازم أشياخاً شيخاً من بعد شيخ...
3- عالم كان يوماً ما طالباًوالآن عالم له نظره الفقهي الذي قد يقرب من عالم معين ويبعد من آخر وربما كان أكثر استقلالاً من أن يقرب منهاجه في النظر من عالم معين: المهم: كل عالم له نظره..
وكل أولئك عبر مراحلهم لكل منهم اجتهاد ونظر في الأدلة بحسبه..
وكل يَقبل ويَرد...
والمذاهب في المسألة الواحدة ربما تنوعت على نظر كل عالم يتفق نفر حين يتفقون من جهة النظر لا من جهة التقليد..
ويختلف نفر حين يختلفون من جهة النظر لا من جهة المعاندة...
واتباع الدليل حالاً ومقالاً وسؤالاً وجواباً ودرساً وكتابة = هو مسلك الجميع...
لو بقي في الناس عبر القرون الأربع عشرة مثل :
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وابن مسعود وحذيفة
وابن عباس وابن عمر
وسعيد والقاسم وسالم
وإبراهيم وحماد
وأبو حنيفة ومالك وابن أبي ليلى والأوزاعي والليث
والشافعي وأحمد والثوري وإسحاق ومحمد بن الحسن
والمزني ومحمد بن نصر والبخاري وأبوداود والترمذي
ولم ينقطع هذا العقد المبارك من أئمة المجتهدين (على اختلاف علمهم ومراتبهم واقترابهم من منهاج إمام معين وابتعادهم)..
ولم يصل الحال لأن ندور في فلك أربعة من الناس
ثم ندور في فلك متون وشروح ألفها من بعدهم..
ثم ندور في عتمة تبين مذاهب أولئك الأربعة ما كانت هي..
ثم نغرق في مستنقع عمايات عن الوحي وبدع وضلالات ويقال لنا هو قول أئمة المذاهب الأربعة..
=
أولو كنا بقينا في ذلك الزمان قبل ذياك الزمان هل كانت التنشئة والتربية بمجردها ستؤدي لمساحة التعصب تلك ..
لا أشك
بل أقطع..
بوركتَ على مذاكرتك الحسنة
محبك..