( ربما أخذ عليهم أنهم في سيرهم هذا وراء السلطان العقلي قد نقلوا الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية ، وهذا النهج إذا صح أن يقتصر عليه في الفلسفة فلا يصح أن يقتصر عليه في الدين لأن الدين يتطلب شعوراً حياً أكثر مما يتطلب قواعد منطقية ، فالدين ليس كالمسائل الرياضية ولا كالنظريات الهندسية تطلب من العقل حلها وفي ذلك كل الفناء بل الدين أكثر من ذلك يتطلب شعوراً يدعو إلى العمل وحرارة إيمان تبعث على التقوى ) ( ) ، أما الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله فيقول ( لقد كان هذا الاتجاه العقلي الذي تزعمه المعتزلة والذي كان يقوم على تمجيد العقل وتأليهه وإخضاع النظام الديني بما فيه من عقائد وحقائق ، بل إخضاع الذات والصفات والأفعال الإلهية له وعلى قياس الغائب على الشاهد اتجاها خطراً على الإسلام ، وفتح باب فساد عظيم في المجتمع الإسلامي ) ( ) .