السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله - بخصوص هذا الأمر :
عنوان الفتوى : ( حكم جمع أربع ركعات في صلاة التراويح في تسليمة واحدة ) .
السؤال : ( بعض الأئمة في صلاة التراويح يجمعون أربع ركعات أو أكثر في تسليمةٍ واحدة دون جلوس بعد الركعتين ويدّعون بأن ذلك من السنة فهل لهذا العمل أصل في شرعنا المطهّر؟[1] )
الجواب : ( هذا العمل غير مشروع بل مكروه أو محرم عند أكثر أهل العلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل مثنى مثنى))[2] متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ولما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة)[3] متفق على صحته والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وأما حديث عائشة المشهور: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهم وطولهن)[4] الحديث متفق عليه، فمرادها أنه يسلم من كل اثنتين وليس مرادها أنه يسرد الأربع بسلام واحد لحديثها السابق، ولما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ((صلاة الليل مثنى مثنى)) كما تقدم والأحاديث يصدق بعضها بعضاً ويفسر بعضها بعضاً، فالواجب على المسلم أن يأخذ بها كلها وأن يفسر المجمل بالمبين، والله ولي التوفيق ) انتهى كلامه .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نشر في مجلة الدعوة العدد 1578 في 21/9/1417هـ.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد برقم 472، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعةً من آخر الليل برقم 749.
[3] أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم برقم 736.
[4] أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم برقم 1147، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم برقم 738.
المصدر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثلاثون.
http://www.binbaz.org.sa/mat/4524
( منقول من شبكة سحاب السلفية ) .
*************
وهذه أيضا فتوى للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - من موقعه لا يجيز جمع أربع ركعات في تسليمة واحدة ..
(( أيها المسلمون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى أي ثنتين، ثنتين) هكذا حددها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يصلي أربع ركعات في الليل وأعني بذلك التطوع لأن الفرائض معروفة لا يجوز للإنسان أن يتجاوز اثنتين في صلاة التطوع الا في الوتر في بعض صوره وأما صلاة التراويح فانه لا يجوز أن يزيد فيها على ركعتين .
قال الإمام أحمد في الرجل يقوم إلى ثالثة إلى صلاة التراويح قال عليه أن يرجع ولو كان قد بدأ في القراءة لأنه لا بد أن يسلم من ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (صلاة الليل مثنى) هكذا قال الإمام احمد رحمه الله واستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروي عنه أنه قال: ( إذا قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر ومن المعلوم أن من قام إلى ركعة ثالثة في صلاة الفجر ولم يرجع فان صلاته تكون باطلة وهكذا من قام إلى ثالثة في صلاة الليل في التراويح أو غيرها غير الوتر فإن صلاته تبطل وذلك لأنه تعدى ما حده الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( صلاة الليل مثنى ) وقد قال عليه الصلاة والسلام : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) .
فإذا زاد الإنسان على ركعتين فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودا وان بعض الناس يزيد في التراويح على ركعتين إما نسيانا وإما تأويلا وإما جهلا أما النسيان فانه يجب عليه إذا علم فانه يجب عليه إذا ذكر أن يرجع حتى ولو كان قد شرع في القراءة كما سمعتم من نص الإمام احمد رحمه الله واستدلاله بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأما الجهل فان عليه أن يتعلم وإذا علم فليس له أن يعدل عما جاءت به السنة وأما التأويل فإن بعض الناس أول قول عائشة رضي الله عنها حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت: (كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا) فأول بعض الناس هذا الحديث على أنه يصلي أربعا مجموعة بسلام واحد ولكن هذا التأويل فاسد ويفسده أمران الأمر الاول أن عائشة نفسها ذكرت في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ومن المعلوم أن كلامها رضي الله عنها إذا كان مجملا في موضع مفصلا في موضع آخر فانه يجب أن يحمل على التفصيل وهذه هي القاعدة الشرعية المعمول بها عند أهل العلم ( أن ما أجمل في موضع ثم فصل في موضع آخر فانه يتبع فيه ذلك التفصيل ) .
قد يقول بعض الناس لعل النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا تارة وهذا تارة فنقول هذا محتمل ولا شك انه ربما يصلي أربعا جميعا في بعض الأحيان ويصلي على ركعتين، ركعتين في بعض الأحيان ولكن هذا محتمل وعندنا نص لا يحتمل هذا وهو قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الليل مثنى قالها جوابا لرجل سأله ما ترى في صلاة الليل قال مثنى ولم يقل ارجع إلى صلاتي بل قال مثنى وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرع للامة أن تكون صلاة الليل مثنى فما ورد محتملا من فعله فانه يحمل على هذا الذي لا احتمال فيه من قوله صلوات الله وسلامه عليه .
إذا ينبغي علينا ونحن أئمة أن نعرف حدود الله لأننا أئمة يقتدى بنا بأفعالنا وربما ينسب ذلك إلينا ولو بعد مماتنا فالمهم أنه لا يجوز للإنسان أن يصلي في التراويح أربعا وأن من قام إلى ثالثة ناسيا فانه يرجع لو كان قد قرأ فان لم يرجع فان صلاته تكون باطلة مردودة .
أما في الوتر فان الوتر يجوز للإنسان أن يوتر بثلاث سردا لا يسلم الا في أخرهن لانه قد جاءت به السنة ويجوز أن يوتر بثلاث فيسلم بركعتين ويوتر بواحدة والثاني هو الذي عليه عمل أكثر الناس في هذا البلد وغيره أنه يوتر بثلاث مفصولة يصلون ركعتين ثم يصلون واحدة وعلى هذا فانه ينبغي للجماعة المأمومين إذا أتم الإنسان صلاة التراويح وشرع في صلاة الوتر أن ينوي الركعتين من الوتر لان أهل العلم قالوا إن الايتار بثلاث يكون مجموعا ويكون مفصولا وعلى هذا فالركعتان السابقتان للركعة الواحدة هما من الوتر فينويهما الإنسان وترا ولهذا يقرأ الإنسان فيهما بسبح وقل يا أيها الكافرون ويقرأ في الثالثة بالإخلاص وهكذا تكون القراءة إذا كان الايتار بثلاث ولو أن الإنسان أتى بالركعتين على انهم من قيام الليل ثم أوتر بواحدة فان ذلك لا بأس به فان الوتر يجوز أن يقتصر فيه الإنسان على ركعة واحدة لكن قال العلماء إن أدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين هكذا قال فقهاء الحنابلة رحمهم الله ومع ذلك يجوز أن يسرد هذه الثلاثة بسلام واحد )) .
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_81.shtml