باب : ( ما يقول الرجل إذا طعم ) ، جزء من محاضرة : ( شرح سنن أبي داود 434 ) للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
شرح حديث : ( كان رسول الله إذا رفعت المائدة قال : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ... ) .
قال المصنف رحمه الله تعالى : [ باب ما يقول الرجل إذا طعم ، حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفعت المائدة قال : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ) .
قوله : [ باب : ما يقوله إذا طعم ] ، يعني : المسلم بعد الفراغ من الطعام . وأورد أبو داود حديث أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه : [ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة - يعني : إذا انتهى من الطعام - قال : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ) ] .
فهذا دعاء كان يدعو به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الطعام ، وهذا ثناء على الله عز وجل وحمد له على نعمه ومنها : نعمة الطعام الذي رزق الله إياه عباده ، ووفق لتحصيله والاستفادة منه.
وقوله : [ ( غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ) ] يعني : أن الله تعالى يستغني وغيره لا يستغني عنه ، والله تعالى هو الكافي وغير الله تعالى هو الذي يكفيه .
فقوله : ( غير مكفي ) مثل قوله عز وجل : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ } [ الأنعام:14 ] ، فهو الذي يكفي الناس سبحانه ، قال عز وجل : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [ الطلاق:3 ] أي : كافيه .
قوله : ( ولا مودع ) يعني : ولا متروك ؛ لأنه لا يستغنى عن الله عز وجل طرفة عين ، فهو المنعم المتفضل الذي له الحمد على كل حال ، وما من نعمة في الناس إلا وهي من الله ، قال عز وجل : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } [إبراهيم:33-34] . وقال عز وجل : { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى } [الضحى:3] يعني : ما تركك.
قوله : ( ولا مستغنى عنه ) أي : أن الله لا يستغنى عنه طرفة عين ، وهو غني عن الخلق ، قال عز وجل : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [فاطر:15] ، فكل من سواه فهو مفتقر إليه، والله تعالى غني عن كل أحد، وهذا هو معنى الصمد ، أي : الذي تصمد الخلائق إليه بحوائجها ؛ لأنه الغني عن كل من سواه ، المفتقر إليه كل من عداه .
منقول من تسجيلات الشبكة الإسلامية ..