تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير المرسلين ، أما بعد ؛
    فإن من أصول دين الإسلام : تعظيمَ النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتَه. ولا يكمل إيمان المرء حتى يحبه أكثر من كل أحد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :«لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [أخرجه البخاري ومسلم ].
    لكن هل معنى ذلك أن نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد أن نعلم ما يلي :
    أولاً : متى ولد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟
    وإليكم ما قاله الصحابة رضوان الله عليهم ، والتابعون لهم ، وعلماء الحديث من بعدهم ، وأهل التاريخ والسير .
    أولاً : سنة ولادته صلى الله عليه وسلم :
    الأكثر ون على أنَّ ولادته صلى الله عليه وسلم كانت عام الفيل ، وهو قول ابن عباس رضي الله- عنهما - قيل : بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً ، وهو قول السهيلي المالكي ؛ وقيل : بخمس وخمسين يوماً ،حكاه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : بشهر ؛ وقيل : بأربعين يوماً ، حكاهما مغلطاي الحنفي وابن سيد النَّاس الشافعي ؛ وقال الإمام الزهري : بعد الفيل بعشر سنين ؛ وقيل : قبل الفيل بخمس عشرة سنة ؛ وقيل : غيره .
    ثانياً : شهر ولادته صلى الله عليه وسلم :
    قيل :في شهر صفر؛ وقيل : في ربيع الآخر، حكاهما مغلطاي الحنفي ؛ وقيل : في رجب ؛ وقيل : في رمضان ، حكاه اليعمري الشافعي ومغلطاي الحنفي ، وهو مروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو موافق لمن قال : إنَّ أمَّه حملت به في أيام التشريق ؛ وأغرب من قال : إنَّه ولد في أيام التشريق .
    ثالثاً : يوم ولادته صلى الله عليه وسلم :
    قيل : غير معين ؛ وقيل : في ربيع الأول ، من غير تعيين اليوم ، نقله الحافظ القسطلاني الشافعي في (المواهب اللدنية) ؛ وقيل : يوم الاثنين ، والجمهور على هذا ؛ وقيل :لليلتين مضتا من ربيع الأول ،قاله ابن عبد البر المالكي ، ورواه الواقدي :عن أبي معشر نجيح المدني ؛ وقيل : لثمان ليال مضين منه ، رُوي ذلك عن ابن عبَّاس وجبير بن مطعم رضي الله عنهم ، واختاره ابن حزم ، ونقل ابن عبد البر تصحيح أهل التأريخ له ، وقطع به الحافظ محمّد الخوارزمي ، ورجحه الحافظ ابن دِحـية الكلبي الظاهري ، وقال : هو الذي لا يصح غيره ، وعليه أجمع أهل التأريخ ؛ وقال القطب القسطلاني : هو اختيار أكثر أهل الحديث ، وهو اختيار أكثر من له معرفة بهذا الشأن ؛ وحكى القضاعي إجماع أهل الزِيْج ( الميقات ) عليه ؛ وقيل : لتسع خلون منه ، وهذا ما ذهب إليه الباشا الفلكي المصري ، وله رسالة علمية في هذا ، درس فيها الموضوع دراسة فلكية ؛ ورجحه الشيخ علي الطنطاوي ، وأثنى على رسالته ؛ وقيل : لعشر مضين منه ، وهو قول الشعبي ، ومحمد الباقر ، وصححه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : لاثنتي عشرة مضت منه ، وهو قول ابن إسحاق ؛ وقيل :لسبع عشرة مضت منه ،نقله ابن دِحية عن بعض الشيعة ؛ وقيل : لثمان عشرة مضين منه ؛ وقيل : لثمان بقين منه ، رواه أبو رافع عن أبيه محمد بن حزم الظاهري .
    رابعاً : وقت ولادته صلى الله عليه وسلم :
    قيل : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاراً ؛ وقيل : عند طلوع الفجر ؛ وقيل : عند طلوع أنجم الغفر ؛ وقيل : ولد ليلاً ، رواه الحاكم عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها . إنَّ الصحابة رضوان الله عليهم لو كانوا يرون أنَّ ضبط تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم لو أهمية ما لما أهملوا ذلك ، ولما اختلفت أقوالهم فيه ، لوجدناهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، مع أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل صغيرة وكبيرة من أمر الدين ، فلما لم يسألوه ، تبين أن ذلك من الأمور التي لم يعيروها أي اهتمام ، ولم يكونوا يرون أنَّها حقيقة بالسؤال !
    أخي الكريم :
    علام يدل عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بضبط تاريخ مولد سيد المرسلين رسول الله محمد بن عبدا لله صلى الله عليه وسلم؟
    : ( إذا نظرنا إلى هذا الموضوع من الناحية التاريخية : نجد أنّ الصحابة رضوان الله عليهم،لم يحتفلوا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا بذكرى إسراءه ومعراجه أو هجرته ، بل الواقع أنهم لم يكونوا يبحثون عن تواريخ هذه الأشياء ! فهم اختلفوا في يوم مولد النبي صلى الله عليه و سلم ، فإن اشتهر أنه الثاني عشر من ربيع الأول ، لكن البعض يقول : لا ، الأصح اليوم التاسع من ربيع الأول وليس يوم الثاني عشر ، وذلك لأنه لا يترتب عليه عبادة أو عمل ، ليس هنالك قيام في تلك الليلة ولا صيام في ذلك اليوم ، فلذلك المعروف أنّ الصحابة والتابعين والقرون الأولى وهي خير قرون هذه الأمة لم تحتفل بهذه الذكريات ! بعد ذلك حدثت بعد عدة قرون بدأت هذه الأشياء .. ) .
    ثانياً:أليس التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه ! : ( يوم الاثنين 12 ربيع الأول ) ،فان قلت: بلى .أقول لك :فهل الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ؟؟؟فلم نفرح بيوم توفى فيه حبيبنا - صلى الله عليه وسلم؟ نبّه على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم ابن الحاج المالكي ، والإمام الفاكهاني .
    ثانياً:ألا تعلم إنّ التاريخ الذي ولد فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، هو بعينه التاريخ الذي توفي فيه ؟؟ : ( يوم الاثنين 12 ربيع الأول )
    فكيف تفرح في يوم مات فيه حبيبك محمد- صلى الله عليه وسلم- ، نبّه على ذلك غير واحد من أهل العلم ، منهم ابن الحاج المالكي ، والإمام الفاكهاني .
    ثالثاً :إن قلت النصارى يحتفلون بنبيهم فنبينا أولى بالاحتفال:
    أقول لك ألم تسمع حبيبك محمد- صلى الله عليه وسلم-يقول ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبدا لله ورسوله ) البخاري . ثم إننا أمرنا بمخالفة أهل الكتاب لا مشابهتهم.
    رابعاً :ألم تعلم أن الفاطميين - والصواب أن يُسموا بالعبيديين - هم أول من أحدث هذا الاحتفال :
    نصَّ على ذلك جمع من أهل العلم ، منهم : الإمام ابن كثير في البداية والنهاية ، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر سابقاً.بينما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم أعظم الناس حباً وإجلالاً له، ولا يشك عاقل في ذلك ، ومع ذلك لم يؤثر عن واحد منهم أنه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم . ولم ينقل عن أحد من التابعين ولا تابعي التابعين وهنا أقول لك أليس هؤلاء هم خير الناس أم نشك في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    خامساً :فان قلت : أنه تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر:
    فقد ذكر السهيلي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال. فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين. قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين. وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده فاعتقها .
    ويقول في ذلك الحافظ شمس الدين محمد الدمشقي :
    إذا كان هذا الكافر جاء ذمه بتبت يداه في الجحيم مخلــدا
    أتى أنه في يوم الاثنيـن دائماً يخفف عنه للسرور بأحمــدا
    فما الظن بالعبد الذي كان عمره بأحمد مسرورا ومات موحدا
    فأقول لك :
    أولاً: جعل علاقة الفرح والسرور بالنبي صلى الله عليه وسلم هو الاحتفال بالمولد جهل شديد بالدين، وتشبيه بالنصارى؛ حيث جعلوا هناك يوماً للأم شكراً لها وتقديراً وعرفاناً لما بذلته في تربية أبنائها ثم هجرانها طوال العام. وحقيقة الفرحة هو الإتباع والاقتداء به عليه الصلاة والسلام.
    ثانياً: لم يثبت في تحديد ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحديداً صحيحاً.
    ثالثاً: الاستدلال بالمنامات والرؤى لإثبات عمل تعبدي أمر باطل، فالمنامات لا يؤخذ منها حكم شرعي البتة بخلاف رؤيا الأنبياء فإنها حق. فقولك لا حجة فيه.
    رابعاً: انعقد الإجماع كما ذكر ذلك القاضي عياض "على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ولكن بعضهم أشد عذابا بحسب جرائمهم"
    خامساً: وعلى تقدير القبول فإن قول عروة لما مات أبو لهب أريه بعض أهله إلى آخره خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به . فسقط استدلالك بالمنامات لعدم صحة الخبر.
    سادساً :فان قلت : أنه صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده ، ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه ، وتفضله عليه بالوجود لهذا الوجود ، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام
    كما جاء في حديث أبي قتادة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين ؟فقال : (( فيه ولدت ، وفيه أُنزل عليَّ )) . رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام ..
    فأقول لك :
    أولاً: الاستدلال بالحديث استدلال خاطئ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين ولم يسأل عن الاحتفال بالمولد. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يخصص هذا اليوم من كل أسبوع بالصيام فسألوه عن ذلك فذكر العلة في ذلك. وهو لم يصم فقط الاثنين من شهر ربيع الأول ويحتفل بيوم واحد من السنة ويجعله عيداً.
    ثانياً: لماذا لا تقتصر على ما ورد في الحديث فتلتزم بصيام كل يوم اثنين. فأنت قد فعلت أمراً لم يفعله عليه الصلاة والسلام. وذلك بتخصيصك يوماً في السنة للاحتفال.
    ثالثاً: قد جاء في السنة ما يدل على علة صيام كل يوم اثنين وهو أن الأعمال تعرض على الله عز وجل يوم الاثنين. قال أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم؛ إلا يومين إذا دخلا في صيامك ولا صمتهما. قال: أي يومين. قلت: يوم الاثنين، ويوم الخميس. قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم " وترجيح هذه العلة أقوى لأنه يصوم كل اثنين والأعمال تعرض كل اثنين بخلاف مولده فهو ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فكان المفترض أن يصوم يوماً واحداً في السنة لو كانت العلة هو مولده صلى الله عليه وسلم. فبطل استدلالك.
    سابعاً:فان قلت :إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر من القرآن الكريم :
    كما في قوله تعالى :( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) (يونس:58) فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال الله تعالى :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) (الأنبياء:107) ..
    فأقول لك :
    أولاً: لا شك أن الفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم مطلوب وهو أمر شرعي، وحبه واجب، ولا يكتمل إيمان العبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لنفسه. ولكن يضل السؤال قائماً: بما خصصتم الفرحة بالنبي صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بالمولد النبوي؟ فتفسير الفرحة بذلك يحتاج إلى دليل شرعي وإلا كان ذلك تلاعب بكتاب الله. فنحن لم نجد في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصص يوم مولده يوم فرح ولعب ولهو. ثم ما حقيقة الفرح الشرعي؟ هل هو الرقص والاختلاط والغلو في النبي صلى الله عليه وسلم.. أم أنه الشكر لله عز وجل!
    والمتأمل في هذا الدليل يجد أنه لا علاقة له بالمولد وإنما هو تحريف ولوي لأعناق الأدلة حتى توافق هواهم. وهكذا صنيع من لم يجد نصاً شرعياً يعضد قوله فإنه يذهب يستدل بأدلة لا دلالة فيها بموضوعه.
    ثم انه لم يستدل بها أحد من أصحاب القرون المفضلة على هذا الزعم ، فهل نحن أفهم لكتاب الله تعالى من الصحابة والتابعين الذين فاتهم هذا الاستدلال ، وخلا عصرهم منه ، فكان إجماعاً على أنه لا يُراد من الآية ذلك . قال القرطبي نقلاً عن سلف الأمة في معنى الآية :(فضل الله الإسلام ، ورحمته القرآن)
    [الجامع :8/353].
    ثامناً : فان قلت : ليست كل بدعة محرمة :
    ولو كان كذلك لحرم جمع أبو بكر وعمر وزيد رضي الله عنهم القرآن وكتبه في المصاحف خوفاً على ضياعه بموت الصحابة القراء رضي الله عنهم ؟! ، ولحرم جمع عمر رضي الله عنه الناس على إمام واحد في صلاة التراويح مع قوله :" نعمت البدعة هذه " ؟! ، وحرم التصنيف في جميع العلوم النافعة ؟!
    فأقول لك :
    أولاً: هذا القول من عجائب الأمور فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول:" كل بدعة ضلالة" وهؤلاء يقولون :" ليست كل بدعة ضلالة". أليس هذا رد وتحريف لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. يقول ابن تيمية :" ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلية وهي قوله :"كل بدعة ضلالة" بسلب عمومها وهو أن يقال :ليست كل بدعة ضلالة، فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل "
    ثانياً: وأما قول عمر رضي الله عنه:" نعمت البدعة هذه" فلا حجة لهم في هذا القول من وجوه:
    أولاً: أن ما سنه الخلفاء الراشدون من بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهو سنة، ولا بدعة فيه البتة، وإن لم يعلم في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم نص عليه على الخصوص؛ فقد حاء ما يدل عليه في الجملة، وذلك نص حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، حيث قال فيه: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين والمهديين؛ تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور" فقرن عليه السلام سنة الخلفاء الراشدين بسنته، وأن من أتباع سنته أتباع سنتهم، وأن المحدثات خلاف ذلك ليست منها في شيء؛ لأنهم رضي الله عنهم فيما سنوه:
    إما متبعون لسنة نبيهم عليه السلام نفسها، وإما متبعون لما فهموا من سنته صلى الله عليه وسلم في الجملة والتفصيل على وجه يخفى على غيرهم مثله لا زائد على ذلك .
    ثانياً: عمل عمر رضي الله عنه لبس بدعة في الشريعة، فهو لم يحدث شيئاً جديداً في الدين، فقد صلى الصحابة صلاة التراويح جماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركها خشية أن تفرض عليهم فلما مات صلى الله عليه وسلم ذهبت العلة التي من أجلها تركوا صلاة الجماعة، فأعاد الأمر على ما كان عليه. يقول ابن تيمية :" فأما صلاة التراويح فليست بدعة في الشريعة؛ بل هي سنة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله فإنه قال:" إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسن لكم قيامه" ولا صلاتها جماعة بدعة بل هي سنة في الشريعة؛ بل قد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجماعة في أول شهر رمضان ليلتين؛ بل ثلاثا. وصلاها أيضا في العشر الأواخر في جماعة مرات. وقال:" إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " كما قام بهم حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح رواه أهل السنن. وبهذا الحديث أحتج أحمد وغيره على أن فعلها في الجماعة أفضل من فعلها في حال الانفراد. وفي قوله هذا ترغيب في قيام شهر رمضان خلف الإمام وذلك أوكد من أن يكون سنة مطلقة، وكان الناس يصلونها جماعات في المسجد، على عهده صلى الله عليه وسلم ، ويقرهم وإقراره سنة منه صلى الله عليه وسلم . "
    ثالثاً: قول عمر رضي الله عنه :" نعمت البدعة هذه" هي تسمية لغوية لا شرعية. رابعاً: أما جمع المصحف ونحوه فهي من باب المصالح المرسلة، لا من قبيل البدعة المحدثة، والمصالح المرسلة قد عمل بمقتضاها السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم، فهي من الأصول الفقهية الثابتة عند أهل الأصول. " فحق ما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن له أصلا يشهد له في الجملة، وهو الأمر بتبليغ الشريعة، وذلك لا خلاف فيه لقوله تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )، وأمته مثله، وفي الحديث:" ليبلغ الشاهد منكم الغائب" وأشباهه.
    والتبليغ كما لا يتقيد بكيفية معلومة؛ لأنه من قبيل المعقول المعنى، فيصح بأي شيء أمكن من الحفظ والتلقين والكتابة وغيرها، كذلك لا يتقيد حفظه عن التحريف والزيغ بكيفية دون أخرى، إذا لم يعد على الأصل بالإبطال؛ كمسألة المصحف، ولذلك أجمع عليه السلف الصالح.
    وأما ما سوى المصحف؛ فالأمر فيه أسهل، فقد ثبت في السنة كتابة العلم:
    ففي الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم :"اكتبوا لأبي شاه" وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:" ليس احد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمرو؛فإنه كان يكتب وكنت لا أكتب"
    وذكر آهل السير انه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون له الوحي وغيره؛منهم:عثما ، وعلي، ومعاوية، والمغيرة بن شعبة وأبي بن كعب، وزيد ابن ثابت، وغيرهم.
    وأيضا؛ فإن الكتابة من قبيل ما لا يتم الواجب إلا به إذا تعين لضعف الحفظ وخوف اند راس العلم كما خيف دروسه حينئذ.
    رابعاً:للمصلحة المرسلة شروط وهى:
    ألا يخالف الحكم المثبت بها نصا شرعياً، ومنها: عدم إضافة عبادة جديدة أو ركن أو شرط... أو زيادة أو نقص في مقدر شرعي، ومنها: أن يكون حصول المصلحة بالحكم مقطوعا به أو غالبا على الظن... وأن يكون الحكم المبني على المصلحة المرسلة عاما للأمة فإذا كان لمصلحة فئة دون أخرى فإنه يعتبر باطلا.
    تاسعاً: في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سنة في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها ))
    إذا كان معنى الحديث كما هو متعارف أن من سن في الإسلام سنة حسنة أي أحيا سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إذن فعلى هذا الأساس نُكمل شرح الحديث - على أنه ليس من المعقول أنه تشرح حديثاً على قاعدة ثم تغيير القاعدة لشرح باقي هذا الحديث - فمن سن سنة سيئة أي أحيا سنة سيئة لرسول الله !! هل رسول الله له سنة سيئة حتى نحييها ؟؟!! ، حاشاه عن ذلك .
    إذن فليس هذا هو الشرح الصحيح وإنما لو قلنا أن من أحدث أو سن سنة حسنة في الدين بعموم اللفظ فله أجرها وأجر من عمل بها وبالتالي من سن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وإن المولد النبوي من السنن الحسنة كما ذُكر آنفاً .. والله أعلم .
    فأقول لك:
    إن المراد بالحديث العمل بما ثبت من السنة النبوية وذلك لوجهين:
    أحدهما: أن السبب الذي لأجله جاء الحديث هو الصدقة المشروعة؛ بدليل ما في الصحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر.
    فقمص وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) والآية التي في سورة الحشر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18) "
    وبعد : تصدق رجل؛ من ديناره، من درهمه ،من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره" حتى قال :"ولو بشق تمرة" قال: فجاءه رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها؛ بل قد عجزت. قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنه؛ فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء "
    فتأملوا أين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من سن سنة حسنة " و "من سن سنة سيئة" ، فدل على أن السنة ها هنا مثل ما فعل ذلك الصحابي، وهو العمل بما ثبت كونه سنة وان الحديث مطابق لقوله في الحديث الآخر "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي" الحديث إلى قوله "ومن ابتدع بدعة ضلالة"، فجعل مقابل تلك السنة الابتداع، فظهر أن السنة الحسنة ليست بمبتدعة.
    والوجه الثاني من وجهي الجواب:
    أن قوله:" من سن سنة حسنة" و"من سن سنة سيئة" لا يمكن حمله على الاختراع من أصل؛ لأن كونها حسنة أو سيئة لا يعرف إلا من جهة الشرع؛ لان التحسين والتقبيح مختص بالشرع لا مدخل للعقل فيه، وهو مذهب جماعة أهل السنة
    وتبقى السنة السيئة منزلة على المعاصي التي ثبت بالشرع كونها معاصي؛ كالقتل المنبه عليه في حديث ابن آدم حيث قال عليه السلام :"لأنه أول من سن القتل" وعلى البدع لأنه قد ثبت ذمها والنهي عنها بالشرع كما تقدم ... فقد عاد الحديث والحمد لله حجة على أهل البدع من جهة لفظه وشرح الأحاديث الأخر له. "
    عاشراً :أتعرف أخي الكريم ما قاله علماؤنا في مثل هذا الاحتفال ؟
    • الإمام الشاطبي قال ببدعية المولد النبوي ؟ فقد ذكر بعض أنواع البدع في أول كتابه الاعتصام (1/34) ، وعدّ منها اتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، وذمّ ذلك .
    • الإمام الفاكهاني قال ببدعية المولد النبوي ، في رسالته المفردة / 8-9(المورد في حكم المولد ) .
    • والعلامة ابن الحاج المالكي في المدخل قال ببدعية المولد النبوي (2/11-12) .
    • وعلامة الهند أبو الطيب شمس الحق العظيم آبادي قال ببدعية المولد النبوي ، وكذلك شيخه العلامة بشير الدين قنوجي الذي ألف كتاباً سماه " غاية الكلام في إبطال عمل المولد والقيام " ( انظر تعليقه على حديث : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " في سنن الدارقطني ) .
    • الشيخ العلامة / أبي عبد الله محمد الحفار المالكي ـ من علماء المغرب العربي ـ : ( ليلة المولد لم يكن السلف الصالح ـ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم ـ يجتمعون فيها للعبادة ، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يعظّم إلا بالوجه الذي شرع تعظيمه ، وتعظيمه من أعظم القرب إلى الله ، لكن يتقرّب إلى الله جل جلاله بما شرع .. ) المعيار المعرب 7 / 99 .
    • الشيخ العلامة / محمد صالح العثيمين : ( يقيمونها لأنهم كما يقولون يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويريدون إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقول لهم : مرحباً بكم إذا أحببتم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومرحباً بكم إذا أردتم إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن !! هناك ميزان وضعه أحكم الحاكمين وإله العالمين ، هناك ميزان للمحبة ألا وهو قول الله تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " .
    فإذا كان الإنسان صادقاً في دعوى محبة الله ورسوله ، فليكن متبعاً لشريعة الله متبعاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يكن متبعاً له فإنه كاذب في دعواه ، لأن هذا الميزان ميزان صدق وعدل ، إذن فلننظر هل إحداث احتفال بليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم هل هو من شريعة الله ؟ هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل فعله الخلفاء الراشدون ؟ هل فعله الصحابة هل فعله التابعون لهم بإحسان هل فعله أتباع التابعين ؟ إن الجواب على كل هذه التساؤلات بالنفي المحض القاطع ، ومن ادعى خلاف ذلك فليأت به : " هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " ) موقع الشيخ .
    • : ( ... وقالوا إن الذي ابتدع هذه الموالد وهذه الأشياء الفاطميون في مصر ، ومن مصر انتقل إلى بلاد أخرى ، وربما كان وراء ذلك أهداف سياسية معينة ! أنهم يريدون أن يشغلوا الجماهير والشعوب بهذه الموالد وهذه الاحتفالات ! حتى لا يبحث الناس في أمور السياسة ولا في أمور القضايا العامة إلى آخره ! ولذلك إذا نظرنا إلى الأمر باعتباره عبادة نقول : أنه لم ترد هذه العبادة ولم تصح ) !! قناة الجزيرة .
    * أفتى ببدعية المولد النبوي ، في كتابه ليس من الإسلام / 252 :
    ( والتقرب إلى الله بإقامة هذه الموالد عبادة لا أصل لها ... ومن ثمّ فنحن نميل إلى تعميم الحكم على هذه الموالد جميعاً ووصفها بأنها مبتدعات تُرفض ولا يُعتذر لها ... إن إلغاء الموالد ضرورةٌ دينيةٌ ودنيويةٌ ... وهكذا انتظم الاحتفال بليلة المولد النبوي، وليلة الإسراء والمعراج ، وليلة النصف من شبعان ، وليلة القدر، ورأس السنة الهجرية .
    وقد حددت لهذه الاحتفالات تواريخ كيفما اتفق ، وجُعل البذل فيها من مظاهر التديّن !! وأحياها العوام والخواص بمزيد من الكلام والطعام ، وهكذا تكون نصرة الإسلام !! ) .
    *وفى موقع الإسلام سؤال وجواب :
    السؤال: هل أكل حلوى المولد النبوي حرام ، قبل يوم الاحتفال وبعده ونفس اليوم ، وما حكم شرائها خاصة أنها لم تظهر إلا في هذه الأيام أرجو الإفادة
    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    الاحتفال بالمولد ، بدعة ، لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه أو التابعين أو الأئمة ، وإنما أحدثها العبيديون ، كما أحدثوا غيرها من البدع والضلالات .
    وقد سبق بيان بدعية هذا الاحتفال في الجواب رقم (10070) ورقم (70317) .
    ثانيا :
    الأصل هو جواز أكلِ وشراء الحلوى الخالية مما يضر ، ما لم يكن في ذلك إعانة على منكرٍ ، أو ترويج وتشجيع على استمراره وبقائه .
    والذي يظهر أن شراء حلوى المولد في زمن الاحتفال به ، فيه نوع من الإعانة والترويج له ، بل فيه نوع من إقامة العيد ، لأن العيد ما اعتاده الناس ، فإذا كان من عادتهم أكل هذا الطعام المعين ، أو كانوا صنعوا ذلك من أجل العيد ، على خلاف عادتهم في سائر الأيام ، ففيه بيعه وشرائه ، وأكله أو إهدائه ، في ذلك اليوم ، نوع من الاحتفال بالعيد ، والإقامة له ؛ ولهذا ينبغي ترك ذلك ، في يوم العيد .
    وقد جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" فيما يتعلق بعيد الحب ، وشراء الحلوى الملونة باللون الأحمر ، والتي رسم عليها صورة القلب ، تعبيرا عن الاحتفال بهذا العيد المبتدع:
    " دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة - وعلى ذلك أجمع سلف الأمة - أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما : عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني ، فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء ؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله ؛ ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ... ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة ، بأي شيء ، من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك ، لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ..." انتهى .
    والله أعلم.
    أخي الكريم :
    بعد كل هذا عرفت كيف تحتفل بمولد نبيك - صلى الله عليه وسلم -؟؟؟
    أقول لك : بألا تحتفل به في هذا اليوم فهذه سنة النبي - صلى الله عليه وسلم –فرسول الله- صلى الله عليه وسلم- مقامه أن يحتفل به في كل لحظة وليس في يوم واحد ثم ينسى طوال العام بترك واجب كصلاة وغض للبصر وارتداء حجاب ...............وفعل محرم كعقوق للوالدين وشرب لدخان وخمور ومخدرات وتبرج وعرى وزنا وربا.........وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    الله يبارك فيك ويثيبك ويجازيك كل خير ويصرف عنك كل شر

    فهذا المقال من أجمل ما قرأت في مولد النبي صلى الله عليه وسلم

    تقبل تحياتي .. محبك أنس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    أحبك الله الذى أحببتنى فيه وجزاكم الله خيراااااا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    218

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    جزاكم الله خيرا وزادكم علما
    ولكن .... بعد قراءة هذا الموضوع ألح علي سؤال
    (في هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه ونشعر به من جهل بسيد الرسل وبسيرته بل وجهل بأسماء نسائه و أبنائه (صلى الله عليه وسلم ) في حين يحفظ كثير من العامة أسماء الاعبين والممثلين
    أقول أليس من الأفضل تنبيه هؤلاء الناس ولو بطريقتهم؟
    أليس من الأفضل أن يذكر هؤلاء الناس الرسول صلى الله عليه وسلم ولو مرة ؟
    أليس من الأفضل تصحيح الخطأ -الذي اعتقده البعض من باب القربات- بالتدريج
    فنبين أولا أن الاحتفال لا يكون بأكل الحلوى ثم نقر مبدأ الاحتفال ولكن بما يوافق الشرع
    ولنقل للناس احتفلوا وليكن احتفالكم إحياء لسنة من سننه أو بقراءة سيرته
    وجملة القول (تصحيح مفهوم الاحتفال أفضل من إلغائه)
    عادل أبوجليل / مدرس لغة عربية
    https://www.facebook.com/adahmo

  5. افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    السّلام عليكم جميعا و رحمة اللّه و بركاته.

    "هذا اليوم مناسبة سارّة و نعمة عظيمة على المسلمين، تُشكر للّه جلّ جلاله و مع ذلك لا تُجعل عيدا؛ فجعلها عيدا هو ابتداع، و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه، فلا بدّ أن يشكر الإنسان للّه نعمته و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك، و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها و هو المنهج السويّ الّذي ارتضاه اللّه لرسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و المبالغات سواء كانت في الإفراط أو التّفريط لا خير فيها، فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم نهانا عن إطرائه و نهانا عن اتّخاذ قبره عيدا، و مع ذلك أوجب اللّه علينا محبّته في أصل الإيمان و أوجب علينا احترامه و احترام أهل بيته و أصحابه و أزواجه أمّهات المؤمنين، و بيّن أنّه أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم و أنّ أزواجه أمّهات للمؤمنين، و بيّن النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم أنّه لا يُؤمن أحد حتّى يكون أحبّ إليه مِن والده و ولده و النّاس أجمعين، و أنّه لا يُؤمن أيضا حتّى يكون أحبّ إليه مِن نفسه الّتي بين جنبيه كما في حديث عمر، فلا بدّ مِن محبّته و نحن اليوم نعيش زمانا قد أدبر النّاس فيه عن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و شمائله و سنّته و سيرته...".
    إلى أن قال -حفظه اللّه و رعاه-: "...هذه مناسبة الآن لدراسة سنّة النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم و سيرته و شمائله و مراجعتها، و قد كان عدد مِن سلفنا الصّالح يدرِّسون كتاب (الشّفاء) في هذا الشّهر و يدرُسونه و يعلِّمونه أولادهم و طلاّبهم، و يقطعون المناهج الأخرى حتّى يتعلّموا الشّمائل و السّير، و حتّى يصلوا أنفسهم برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم؛ و اتّصال الرّوح به شيء مهمّ...".
    قال الحافظ ابن عساكر رحمه اللّه: "لحوم العلماء مسمومة و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة و أنّ مَن أطلق لسانه في العلماء بالثّلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    بارك الله فى المشايخ الفضلاء وان أكلت الحلوى فلا مانع أن نكمل الكلام (ابتسامة)
    فأقول كيف نجيب على هذه الاسئلة
    هل الاحتفال بدعة أم لا ؟
    ان كان بدعة فهل البدعة تقتضى التحريم أم لا (مع العلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال :كل بدعة ضلالة )؟
    ان كانت تقتضى التحريم فهل يجوز التدرج فى التحريم أم لا ؟
    وان قلنا بالتدرج فمتى نرجع ونقول للناس : ان الاحتفال على الاطلاق حرام أعندما يموت هذا الجيل أم متى ؟؟
    ان قلنا أن أكل الحلوى حرام أما تذكير الناس فأمر مطلوب أليس لللمحتفل أن يقول لنا :ما الدليل على التفريق (مع العلم أن الأكل الأصل فيه الحل وأما ذكر السيرة أليس عبادة والأصل فيها التوقيف أو التحريم فيكون الأولى القول بحل الحلوى وما شابهها )؟ ؟
    ثم ان كان هناك خطأ بمعنى بعد الناس عن معرفة الصالحين فهل الخطأ يعالج بخطأ (مع العلم أن شفاء الأمة لم يجعل فيما حرم عليها)؟
    ثم نحن نقول نفرح بمولده -صلى الله عليه وسلم -ولاننكر هذا ولكن أليس الفرح بمولده -صلى الله عليه وسلم -كما فرح هو والسلف الصالح بأن أن نصوم كل اثنين ؟
    ثم ان كتاب الشفا ألفه القاضى عياض -رحمه الله - المتوفى عام 544من الهجرة أى أن الذين كانوا يقرأونه بعد ذلك (أى ليسوا من أهل القرون المفضلة )فماذا كان يفعل من قبلهم أليس من قبلهم هم الققرون المفضلة ومع هذا قولهم ليس بحجة ان خالف السنة أقول لكم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبوبكر وعمر ؟
    ثم مارأيكم فى هذه الفتاوى :
    ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لما سئل عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر: من القتل، وقطع الطريق، والسرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك. ثم إن شيخاً من المشائخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك، فلم يمكنه إلا أن يقيم لهم سماعاً يجتمعون فيه بهذه النية، وهو بدف بلا صلاصل، وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابة، فلما فعل هذا تاب منهم جماعة، وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات، ويؤدي المفروضات، ويجتنب المحرمات. فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه، لما يترتب عليه من المصالح، مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلا بهذا؟
    فأجاب :
    الحمد لله رب العالمين.
    أصل جواب هذه المسألة وما أشبهه: أن يعلم أن الله بعث محمدً  بالهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً وأنه أكمل له ولأمته الدين. كما قال تعالى  اليوم أكملت لكم دينكم ,أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة:3) وأنه بشر بالسعادة لمن أطاعه، والشقاوة لمن عصاه، فقال تعالى:  ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (النساء: 69)، وقال تعالى: ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا  (الجن: 23) .
    وأمر الخلق أن يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم إلى ما بعثه به، كما قال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا (النساء: 59) ، وأخبر أنه يدعو إلى الله وإلى صراطه المستقيم، كما قال تعالى : قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني  (يوسف: 108) وقال تعالى :  وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور (الشوري: 52، 53) .
    وأخبر أنه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات ويحرم الخبائث. كما قال تعالى: ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون  (الأعراف: 156، 157) .
    وقد أمر الله الرسول  بكل معروف ونهى عن كل منكر. وأحل كل طيب، وحرم كل خبيث. وثبت عنه  في الصحيح أنه قال: "ما بعث الله نبياً إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم" وثبت عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله  موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. قال: فقلنا يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل بدعة ضلالة" . وثبت عنه  أنه قال: "ما تركت من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم به" وقال: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك"
    وشواهد هذا الأصل العظيم الجامع من الكتاب والسنة كثيرة وترجم عليه أهل العلم في الكتب. "كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة" كما ترجم عليه البخاري والبغوي وغيرهما، فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء الله المتقين، وحزبه المفلحين، وجنده الغالبين. وكان السلف – كمالك وغيره – يقولون:السنة كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وقال الزهري: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.
    إذا عرف هذا فمعلوم أن ما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين ويتوب به على العاصين، لابد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول  لا يكفي في ذلك، لكان دين الرسول ناقصاً، محتاجاً تتمة. وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله بها أمر إيجاب أو استحباب، والأعمال الفاسدة نهى الله عنها.
    والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة، فإن الشارع حكيم. فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه، وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه، بل نهى عنه، كما قال تعالى:  كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (البقرة: 216)، وقال تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما (البقرة:219) ولهذا حرمها الله تعالى بعد ذلك.
    وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقرباً إلى الله، ولم يشرعه الله ورسوله، فإنه لابد أن يكون ضرره أعظم من نفعه، وإلا فلو كان نفعه أعظم غالباً على ضرره لم يهمله الشارع، إنه  حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
    إذا تبين هذا فنقول للسائل: إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعون على الكبائر، فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي، يدل أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة، أو عاجز عنها، فإن الرسول  والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية.
    فلا يجوز أن يقال: إنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنه قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم بالطرق الشرعية ، التي ليس فيها ذكر من الاجتماع البدعي؛ بل السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان- وهم خير أولياء الله المتقين من هذه الأمة – تابوا إلى الله تعالى بالطرق الشرعية، لا بهذه الطرق البدعية. وأمصار المسلمين وقراهم قديماً وحديثاً مملوءة ممن تاب إلى الله واتقاه، وفعل ما يحبه الله ويرضاه بالطرق الشرعية، لا بهذه الطرق البدعية .
    فلا يمكن أن يقال: إن العصاة لا تمكن توبتهم إلا بهذه الطرق البدعية، بل قد يقال: إن في الشيوخ من يكون جاهلاً بالطرق الشرعية، عاجزاً عنها، ليس عنده علم بالكتاب والسنة، وما يخاطب به الناس، ويسمعهم إياه، مما يتوب الله عليهم، فيعدل هذا الشيخ عن الطرق الشرعية إلى الطرق البدعية، إما مع حسن القصد، إن كان له دين، وإما أن يكون غرضه الترأس عليهم، وأخذ أموالهم بالباطل، كما قال تعالى:  يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلوا أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله  (التوبة: 34) ، فلا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى البدعية إلا لجهل، أو عجز، أو غرض فاسد. وإلا فمن المعلوم أن سماع القرآن هو سماع النبيين، والعارفين، والمؤمنين. قال تعالى في النبيين:  أولئك الذين أنعم لله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً (مريم:58) .
    وقال تعالى في أهل المعرفة:  وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق (المائدة:83). وقال تعالى في حق أهل العلم:  إن الذين أتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا (الإسراء: 107-109). وقال في المؤمنين:  إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزفناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقا (الأنفال: 2-4) ، وقال تعالى:  الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله (الرمز:23).
    وبهذا السماع هدى الله العباد، وأصلح لهم أمر المعاش والمعاد، وبه بعث الرسول ، وبه أمر المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان ، وعليه كان يجتمع السلف، كما كان أصحاب رسول الله  إذ اجتمعوا أمروا رجلاً منهم أن يقرأ وهم يستمعون، وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته. وقال: "لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود" . وقال: مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك"، فقال: لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً. أي لحسنته لك تحسيناً.
    وفي الصحيح أنه  قال لابن مسعود: "اقرأ علي القرآن"، فقال: أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! فقال: "إني أحب أن أسمعه من غيري". قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه الآية: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (النساء:41)، قال لي: "حسبك"، فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان من البكاء. وعلى هذا السماع كان يجتمع القرون الذين أثنى عليهم النبي ، حيث قال: "خير القرون الذين بعث فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
    ولم يكن في السلف الأول سماع يجتمع عليه أهل الخير إلا هذا. لا بالحجاز، ولا باليمن، ولا بالشام، ولا بمصر، والعراق، وخراسان، والمغرب. وإنما حدث السماع المبتدع بعد ذلك، وقد مدح الله أهل هذا السماع، المقبلين عليه، وذم المعرضين عنه، وأخبر أنه سبب الرحمة، فقال تعالى:  وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (الأعراف: 204) وقال تعالى:  والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا  (الفرقان:73)، وقال تعالى:  ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق (الحديد:16)، وقال تعالى:  ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (الأنفال:23) ، وقال تعالى:  فما لهم عن التذكرة معرضين. كأنهم حمر مستنفرة. فرت من قسورة (المدثر:49-51)، وقال تعالى:  ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه (الكهف:57)، وقال تعالى:  فإما يتأينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (طه: 123 – 126) ، ومثل هذا في القرآن كثير يأمر الناس باتباع ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، ويأمرهم بسماع ذلك .
    وقد شرع الله تعالى السماع للمسلمين في المغرب، والعشاء، والفجر. قال تعالى:  وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا (الإسراء: 78)، وبهذا مدح عبد الله بن رواحة النبي  حيث قال :
    وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع
    يبيت يجـافي جنبه عـن إذ استثقلت بالكافرين
    فراشه أتى بالهـدى بعـد المضاجع
    وأحوال أهل هذا السماع مذكورة في كتاب الله، من وجل القلوب، ودمع العيون، واقشعرار الجلود، وإنما حدث سماع الأبيات بعد هذه القرون، فأنكره الأئمة، حتى قال الشافعي – رحمه الله - : خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير، يزعمون أنه يرقق القلوب، يصدون به الناس عن القرآن، وسئل الإمام أحمد عنه فقال: محدث، فقيل له: أنجلس معهم فيه؟ فقال: لا يجلس معهم .
    والتغبير هو الضرب بالقضيب على جلودهم، من أمثل أنواع السماع. وقد كرهه الأئمة فكيف بغيره، والأئمة المشائخ الكبار لم يحضروا هذا السماع المحدث، مثل الفضيل ابن عياض، وابراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، وأمثالهم. ولا أكابر الشيوخ المتأخرين: مثل الشيخ عبد القادر، والشيخ عدي، والشيخ أبي مدين، والشيخ أبي البيان، والشيخ أبي القاسم الحوفي، والشيخ علي ابن وهب، والشيخ حياة، وأمثالهم. وطائفة من الشيوخ حضروه ثم رجعوا عنه وسئل الجنيد عنه فقال: من تكلف السماع فتن به، ومن صادفه السماع استراح به. فبين الجنيد أن قاصد هذا السماع صار مفتوناً، وأما من سمع ما يناسبه بغير قصد فلا بأس.
    فإن النهي إنما يتوجه إلى الاستماع، دون السماع، ولهذا لو مر الرجل بقوم يتكلمون بكلام محرم لم يجب عليه سد أذنيه، لكن ليس له أن يستمع من غير حاجة، ولهذا لم يأمر النبي  ابن عمر بسد أذنيه لما سمع زمارة الراعي، لأنه لم يكن مستمتعاً بل سامعاً .
    وقول السائل وغيره: هل هو حلال؟ أو حرام؟ لفظ مجمل به تلبيس يشتبه الحكم فيه، حتى لا يحسن كثير من المفتين تحرير الجواب فيه، وذلك أن الكلام في السماع وغيره من الأفعال على ضربين.
    أحدهما: أنه هل هو محرم؟ أو غير محرم؟ بل يفعل كما يفعل سائر الأفعال التي تلتذ بها النفوس، وإن كان فيها نوع من اللهو واللعب كسماع الأعراس، وغيرها. مما يفعله الناس لقصد اللذة واللهو، لا لقصد العبادة والتقرب إلى الله.
    والنوع الثاني: أن يفعل على وجه الديانة، والعبادة، وصلاح القلوب، وتجريد حب العباد لربهم، وتزكية نفوسهم، وتطهير قلوبهم وأن تحرك من القلوب الخشية، والإنابة، والحب، ورقة القلوب، وغير ذلك مما هو من جنس العبادات، والطاعات، لا من جنس اللعب والملهيات.
    فيجب الفرق بين سماع المتقربين، وسماع المتلعبين، وبين السماع الذي يفعله الناس في الأعراس، والأفراح، ونحو ذلك من العادات، وبين السماع الذي يفعل لصلاح القلوب، والتقرب إلى رب السموات، فإن هذا يسأل عنه: هو قربة وطاعة؟ وهل هو طريق إلى الله؟ وهل لهم بُد من أن يفعلوه لما فيه من رقة قلوبهم، وتحريك وجدهم لمحبوبهم، وتزكية نفوسهم، وإزالة القسوة عن قلوبهم، ونحو ذلك من المقاصد التي تقصد بالسماع؟ كما أن النصارى يفعلون مثل هذا السماع في كنائسهم على وجه العبادة والطاعة، لا على وجه اللهو واللعب.
    إذا عرف هذا فحقيقة السؤال: هل يباح للشيخ أن يجعل هذه الأمور التي هي: إما محرمة، أو مكروهة، أو مباحة، قربة وعبادة وطاعة، وطريقة إلى الله يدعو بها إلى الله، ويتوب العاصين، ويرشد به الغاوين، ويهدي به الضالين؟
    ومن المعلوم أن الدين له"أصلان" فلا دين إلا ما شرع الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله. والله تعالى عاب على المشركين أنهم حرموا مالم يحرمه الله، وشرعوا ديناً لم يأذن به الله.
    ولو سئل العالم عمن يعدو بين جبلين: هل يباح له ذلك؟ قال: نعم، فإذا قيل إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة، قال: إن فعله على ذا الوجه حرام منكر، يستتاب فاعله، فإن تاب وإلا قتل.
    ولو سئل عن كشف الرأس، ولبس الإزار، والرداء: أفتى بأن هذا جائز، فإذا قيل إنه يفعله على وجه الإحرام، كما يحرم الحاج. قال: إن هذا حرام منكر.
    ولو سئل عمن يقوم في الشمس. قال: هذا جائز. فإذا قيل: إنه يفعله على وجه العبادة. قال: هذا منكر. كما روى البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله  رأى رجلاً قائماً في الشمس. فقال: "من هذا"؟ قالوا: هذا أبو إسرائيل يريد أن يقوم في الشمس، ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم. فقال النبي : "مروه فليتكلم وليجلس، وليستظل وليتم صومه" فهذا لو فعله لراحة، أو غرض مباح لم ينه عنه، لكن لما فعله على وجه العبادة نهى عنه.
    وكذلك لو دخل الرجل إلى بيته من خلف البيت، لم يحرم عليه ذلك، ولكن إذا فعل ذلك على أنه عبادة، كما كانوا يفعلون في الجاهلية: كان أحدهم إذا أحرم لم يدخل تحت سقف، فنهوا عن ذلك، كما قال تعالى:  وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها  (البقرة: 189)، فبين سبحانه أن هذا ليس ببر، وإن لم يكن حراماً، فمن فعله على وجه البر والتقرب إلى الله كان عاصياً، مذموماً، مبتدعاً، والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية، لأن العاصي يعلم أنه عاص فيتوب، والمبتدع يحسب أن الذي يفعله طاعة فلا يتوب.
    ولهذا من حضر السماع للعب واللهو لا يعده من صالح عمله، ولا يرجو به الثواب، وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى فإنه يتخذه ديناً، وإذا نهى عنه كان كمن نهى عن دينه، ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحرم نصيبه من الله تعالى إذا تركه، فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من أئمة المسلمين: إن اتخاذ هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى أمر مباح، بل من جعل هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو ضال، مفتر، مخالف لإجماع المسلمين. ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه، ولم ينظر إلى فعل العامل ونيته كان جاهلاً متكلماً في الدين بلا علم.
    فالسؤال عن مثل هذا أن يقال: هل ما يفعله هؤلاء طريق وقربة وطاعة لله تعالى يحبها الله ورسوله أم لا؟ وهل يثابون على ذلك أم لا؟ وإذا لم يكن هذا قربة وطاعة وعبادة لله، ففعلوه على أنه قربة وطاعة وعبادة وطريق إلى الله تعالى. هل يحل لهم هذا الاعتقاد؟ وهذا العمل على هذا الوجه؟
    وإذا كان السؤال على هذا الوجه لم يكن للعالم المتبع للرسول  أن يقول: إن هذا من القرب والطاعات، وأنه من أنواع العادات، وأنه من سبيل الله تعالى وطريقه الذي يدعو به هؤلاء إليه، ولا أنه مما أمر الله تعالى به عبادة: لا أمر إيجاب، ولا أمر استحباب، وما لم يكن من الواجبات والمستحبات فليس هو محموداً، ولا حسنة، ولا طاعة ولا عبادة باتفاق المسلمين.
    فمن فعل ما ليس بواجب ولا مستحب على أنه من جنس الواجب أو المستحب فهو ضال مبتدع، وفعله على هذا الوجه حرام بلا ريب. لاسيما كثير من هؤلاء الذين يتخذون هذا السماع المحدث طريقاً يقدمونه على سماع القرآن وجداً وذوقاً. وربما قدموه عليه اعتقاداً، فتجدهم يسمعون القرآن بقلوب لاهية، وألسن لاغية، وحركات مضطربة وأصوات لا تقبل عليه قلوبهم، ولا ترتاح إليه نفوسهم، فإذا سمعوا "المكاء" و"التصدية" أصغت القلوب، واتصل المحبوب بالمحب، وخشعت الأصوات وسكنت الحركات، فلا سعلة، ولا عطاس ولا لغط ولا صياح، وإن قرؤوا شيئاً من القرآن أو سمعوه كان على وجه التكلف والسخرة، كما لا يسمع الإنسان ما لا حاجة له به، ولا فائدة له فيه، حتى إذا ما سمعوا مزمار الشيطان أحبوا ذلك، وأقبلوا عليه، وعكفت أرواحهم عليه.
    فهؤلاء جند الشيطان، وأعداء الرحمن، وهم يظنون أنهم من أولياء الله المتقين، وحالهم أشبه بحال أعداء الله المنافقين، فإن المؤمن يحب ما أحبه الله تعالى، ويبغض ما أبغض الله تعالى، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله، وهؤلاء يحبون ما أبغض الله، ويبغضون ما أحب الله، ويوالون أعداء الله، ويعادون أولياءه، ولهذا يحصل لهم تنزلات شيطانية بحسب ما فعلوه من مزامير الشيطان، وكلما بعدوا عن الله ورسوله وطريق المؤمنين قربوا من أعداء الله ورسوله، وجند الشيطان.
    فيهم من يطير في الهواء والشيطان طائر به، ومنهم من يصرع الحاضرين وشياطينه تصرعهم. وفيهم من يحضر طعاماً، وإداماً، ويملأ الإبريق من الهواء والشياطين فعلت ذلك. فيحسب الجاهلون أن هذه من كرامات أولياء الله المتقين، وإنما هي من جنس أحوال الكهنة والسحرة وأمثالهم من الشياطين، ومن يميز بين الأحوال الرحمانية والنفسانية والشيطانية لا يشتبه عليه الحق بالباطل .
    وقد بسطنا الكلام على "مسألة السماع" وذكرنا المشائخ فيه في غير هذا الموضع، وبالله التوفيق والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.يتبع - ان شاء الله -

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ

    من محمد بن إبراهيم إلى حضرة المكرم إبراهيم بن محمد بن حمد سلمه الله .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

    فقد وصل إلينا كتابك الذي تستفى به عن المسائل الآتية .

    " المسألة الأولى" : عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم ،وهجرته ،وغير ذلك مما ذكرتم في كتابكم .

    والجواب :

    الحمد لله ـ لم يكن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم مشروعاً ولا معروفاً لدى السلف الصالح y ، ولم يفعلوه مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه،ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، فهم أحق بالخير وأشد محبة للرسول صلى الله عليه و سلم وأبلغ تعظيماً له ، وهم الذين هاجروا معه وتركوا أوطانهم وأموالهم وأهليهم ،وجاهدوا معه حتى قتلوا دونه ،وفدوه بأنفسهم وأموالهم y وأرضاهم ، فلما كان غير معروف لدى السلف الصالح ولم يفعلوه وهم القرون المفضلة دل على أنه بدعة محدثة ، وقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر t أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول :" أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " وروى أصحاب السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :" فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلية وهي قوله :" كل بدعة ضلالة" بسلب عمومها ، وأن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل ،وقال : إن قصد التعميم المحيط ظاهر من نص الرسول صلى الله عليه و سلم بهذه الكلمة الجامعة فلا يعدل عن مقصوده .


    فتاوى العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله –

    س : هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدون أن يعطلوا نهاره كالعيد؟ واختلفنا فيه ، قيل : بدعة حسنة ، وقيل : بدعة غير حسنة ؟

    ج : ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة 12 من ربيع الأول ولا في غيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولد غيره عليه الصلاة والسلام؛ لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يحتفل بمولده في حياته صلى الله عليه و سلم وهو المبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه وتعالى ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، فعلم أنه بدعة ، وقد قال صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق على صحته ، وفي رواية مسلم - وعلقها البخاري جازما بها - : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " , والاحتفال بالموالد ليس عليه أمره صلى الله عليه و سلم بل هو مما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا ، وكان عليه الصلاة والسلام يقول في خطبته يوم الجمعة : " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " رواه مسلم في صحيحه ، وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد : "وكل ضلالة في النار " .

    ويغني عن الاحتفال بمولده صلى الله عليه و سلم تدريس سيرته عليه الصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد

    وغير ذلك ، ويدخل في ذلك بيان ما يتعلق بمولده صلى الله عليه و سلم وتاريخ وفاته من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله ولم يقم عليه دليل شرعي.
    والله المستعان ونسأل الله تعالى لجميع المسلمين الهداية والتوفيق للاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة . "

    س148: يقول السائل: ما حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟

    الجواب : المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به; لا مولد النبي صلى الله عليه و سلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون

    أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقا وخيرا وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي صلى الله عليه و سلم ولعلمه أمته أو فعله بنفسه ولفعله أصحابه، وخلفاؤه y ، فلما تركوا ذلك علمنا يقينا أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » متفق عليه في أحاديث أخرى تدل على ذلك.

    وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك; كلها من البدع المنكرة، التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.

    وليس حب النبي صلى الله عليه و سلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه و سلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (3) [آل عمران: 31] ، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع. ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه و سلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه و سلم ويكون بالتأسي به; بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه.

    وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه; إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظنا منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سببا لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الأفراط.

    فالحاصل أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب ، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار -والعياذ بالله-، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، ليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي، لقول الله سبحانه في سورة النساء: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء : 48]

    وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيدا لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم، وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم كله بدعة يجب تركه والحذر منه.

    وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس.

    وقد أحدثوا موالد للرسول صلى الله عليه و سلم، وللحسن والحسين ، وللسيدة فاطمة ، ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفال بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه و سلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.

    فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك، فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون.

    فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفالات بالمولد دليلا على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه و سلم وعلى اتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو اتباعهم لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق ، كما قال عز وجل: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } [آل عمران: 31] .

    فمن كان يحب الله ورسوله فعليه باتباع الحق، بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم وأتباعهم بإحسان.

    أما الاحتفال بالموالد للنبي صلى الله عليه و سلم، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني ، أو للبدوي ، أو لفلان وفلان، فكله بدعة وكله منكر يجب تركه؛ لأن الخير في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، والله المستعان.

    الاحتفال بالمولد النبوي المجيب عبد العزيز بن باز - رحمه الله - المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً

    السؤال :هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكروا السيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف؟

    الجواب: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه و سلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة -رضوان الله على الجميع-، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه و سلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) من حديث عائشة -رضي الله عنها- أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر:" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" رواه أبو داود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجة (42) من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-. ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال -سبحانه وتعالى- في كتابه المبين:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" [الحشر:7]. وقال - عز وجل-:" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". [النور:63]. وقال -سبحانه-:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب:21]. وقال -تعالى-:"وَالسَّابِقُون َ الأْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة:100]. وقال -تعالى-:"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليْكم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً" [المائدة:3].

    والآيات في هذا المعنى كثيرة. وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله -سبحانه- لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يبلِّغ للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله -سبحانه- وعلى رسوله صلى الله عليه و سلم، والله -سبحانه- قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.

    والرسول صلى الله عليه و سلم قد بلّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة، ويباعد عن النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو t قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم" رواه مسلم في صحيحه (1844). ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه و سلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه و سلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه y ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه و سلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين. وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله صلى الله عليه و سلم في خطبة الجمعة:" أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" رواه الإمام مسلم في صحيحه (867) من حديث جابر t
    والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله صلى الله عليه و سلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة، والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه و سلم، كما قال الله -عز وجل-:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" [النساء:59]. وقال -تعالى-:"وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ"[الشورى:10]. وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله -سبحانه-، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه و سلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله -سبحانه- قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك -أيضاً- إلى سنة الرسول صلى الله عليه و سلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه -رضي الله عنهم- فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله -سبحانه- ورسوله صلى الله عليه و سلم بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال -تعالى- عن اليهود والنصارى:"وَقَال ُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" [البقرة:111]. وقال تعالى:"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" [الأنعام:116]. ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد -مع كونها بدعة- لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه و سلم أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه و سلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:"إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" رواه النسائي (3057) وابن ماجة (3029) من حديث ابن عباس t ، وقال صلى الله عليه و سلم:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله" رواه البخاري في صحيحه (3445)، من حديث عمر t. ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين. ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله -تعالى-:"ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ*ثم إنكم يوم القيامة تبعثون" [المؤمنون:15-16].

    وقال النبي صلى الله عليه و سلم:" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع، وأول مُشَفَّعٍ" رواه مسلم (2278) من حديث أبي هريرة t من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه و سلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله به من سلطان، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.
    أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم فهي من أفضل القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله -تعالى-:"إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [الأحزاب:56]. وقال النبي صلى الله عليه و سلم:" فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً"، رواه مسلم (384) من حديث عبد الله بن عمرو t وهي مشروعة في جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة: منها ما بعد الأذان، وعند ذكره -عليه الصلاة والسلام-، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.

    والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    لقاء الباب المفتوح

    للعلامة محمد بن صالح بن عثيمين

    حكم المولد النبوي

    السؤال: فضيلة الشيخ: في لقاءات سابقة عرفنا البدعة وحكمها؛ ونجد أن بعض الناس في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، يقولون: إن هذه الاحتفالات هي تأليف لقلوب المسلمين بعد أن تفرقت الأمة فما قولكم لهؤلاء؟

    الجواب:

    قولنا لهؤلاء الذين يقولون: الاحتفال بالمولد تأليف للقلوب، وإحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه و سلم نقول: أولاً: لا نسلم بذلك؛ فإن هؤلاء الذين يجتمعون يتفرقون عن غير شيء، ولا يمكن أن تتآلف القلوب على بدعة إطلاقاً.

    ثانياً: إن في هذا إحداث لشيء لم يشرعه الله، فالله تعالى قد جعل لتأليف القلوب اجتماعاً آخر، كل يوم يجتمع الناس في بيت من بيوت الله خمس مرات، وهي كافية في حصول التأليف، فنحن في غنى عن هذه البدعة التي ابتدعوها وقالوا: إنه يحصل بها التأليف.

    وأما ذكرى رسول الله صلى الله عليه و سلم.

    فسبحان الله العظيم! لا يكون للإنسان ذكرى للرسول عنده إلا على رأس كل سنة!!
    ألسنا نذكر الرسول في كل عبادة، فعندما تريد أن تتوضأ لا بد في الوضوء من أمرين: الإخلاص لله، والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه و سلم، فمتى استشعرت المتابعة؟ فأنت الآن تذكر الرسول صلى الله عليه و سلم، تتوضأ على أنك متبع للرسول صلى الله عليه و سلم، تصلي على أنك متبع للرسول صلى الله عليه و سلم.

    ثم الذكرى العلنية.

    والحمد لله كل يوم خمس مرات على الأقل نعلن في الأذان: أشهد أن محمداً رسول الله، فنحن في غنى عن هذه البدعة؛ بدعة الاحتفال بالمولد.

    فنرد عليهم بمثال ونقول: سبحان الله! أين أنتم من الصحابة؟ أين أنتم من التابعين؟ أين أنتم من تابعي التابعين؟ كل القرون المفضلة الثلاثة مضت ولم يحدث أحد هذا الاحتفال، لم يعرف هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع فيما بعد الأربعمائة، هي بدعة ليس فيها شك، وبدعة غير محمودة، وكل بدعة ضلالة.

    الشيخ ابن جبرين

    محبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون في ليلة واحدة

    س ما حكم المولد النبوي ؟ أبسطوا لنا القول فقد كثر الكلام فيه ، في الآونة الأخيرة .

    ج لم يثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم ، احتفل بليلة مولده ولا مولد غيره ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، وهذا يدل على أن هذه الليلة لا مزية لها على غيرها ، ولو كان لها مزية لاختصت بتلك الليلة التي ولد فيها دون أن يتجاوز الفضل إلى غيرها من السنوات التي بعدها ، ولو أنه ولد في مثلها ، ولقد أكمل الله الدين بإبلاغ النبي صلى الله عليه و سلم ، ولو كان هذا الاحتفال مشروعًا وسُنة ولم يبينه النبي صلى الله عليه و سلم ، ولا فَعله ولا حث عليه لكان الدين في زمنه ناقصًا ، ولكان قد أخفى عن أمته وما يجب عليه إبلاغه وبيانه ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال " مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " . ولا شك أن إقامة هذا الاحتفال في ليلة المولد حدث بعده صلى الله عليه و سلم، وأضيف إلى شرعه وليس من الدين في شيء ، فهو بدعة وكل بدعة ضلالة ، ولم يفعله النبي صلى الله عليه و سلم، ولا خلفاؤه الراشدون ولا أئمة الدين بعدهم ، وإنما فعله بعض الرافضة في القرن الرابع الهجري وقصدُهم بذلك إحياء العادات الجاهلية ، وتضليل المسلمين ، فتتابع عليها الكثير من أهل تلك القرون ، والجمهور على إنكارها ومعلوم أن محبة النبي صلى الله عليه و سلم، واجبة على كل مسلم ويجب استحضارها طوال العام ، ولا تكون في ليلة واحدة كل عام ، وأن محبته تقتضي طاعته والسير على نهجه ، فمن فعل ذلك فهو من أمته وأتباعه ، ومن تعبّد بما لم يشرعه فقد خالف سنته وطريقته وأضاف إلى دينه ما ليس منه ، وليس ليلة الميلاد أفضل من ليلة نزول الوحي وليلة الإسراء والمعراج وليلة الهجرة وليلة غزوة بدر وغيرها من الليالي ، فكلهن حصل فيها نفع وخير للمسلمين ، ولم يُنقل أن أحدًا احتفل بها ولا خصّصها بإحياء أو عبادة ، وهم سلف الأمة وأهل القدوة الحسنة لا مَن خالف طريقهم .

    العلامة صالح بن فوزان الفوزان

    160 ـ تعودت عائلتي بين فترة وأخرى وفي كل مناسبة أن تقيم احتفالاً في البيت لمولد النبي صلى الله عليه و سلم، ويتضمن دعوة شخص مؤمن لديه كتاب اسمه " أشرف الأنام " ويتضمن الكتاب مولد النبي صلى الله عليه و سلموسيرته بعد النبوة وقبلها وأبيات شعر في مدحه صلى الله عليه و سلم، وكذلك نقوم بذبح ذبيحة، ونعمل وجبة ندعو لها جيراننا وأقرباءنا متوخين من كل هذا أن يستمع المدعوون إلى السيرة النبوية وخصال النبي الكريم وفضائله ومعجزاته ليزداد إيمانهم بالواحد الأحد، وكذلك نرجو الأجر والثواب من جراء إطعامنا لهؤلاء الناس الذين من بينهم الفقير واليتيم وغيرهم، فهل هذا العمل صحيح أم لا ؟ علمًا أن هذا الشخص الذي يقرأ المولد يتقاضى أجرًا نقديًا منا، هل يجوز ذلك أم لا ؟

    أولاً : عمل المولد النبوي بدعة لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم، ولا عن الخلفاء الراشدين وصحابته الكرام، ولا عن القرون المفضلة أنهم كانوا يقيمون هذا المولد وهم أكثر الناس محبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم، وأحرص الأمة على فعل الخير، ولكنهم كانوا لا يفعلون شيئًا من الطاعات إلا ما شرعه الله ورسوله عملاً بقوله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا } الحشر: آية 7 ، فلما لم يفعلوا إقامة هذا المولد عُلِم أن ذلك بدعة .

    وإنما حدثت إقامة المولد والاحتفال به بعد مضي القرون المفضلة وبعد القرن السادس من الهجرة وهو من تقليد النصارى؛ لأن النصارى يحتفلون بمولد المسيح عليه السلام، فقلدهم جهلة المسلمين ويقال : إن أول من أحدث ذلك الفاطميون يريدون من ذلك إفساد دين المسلمين واستبداله بالبدع والخرافات .

    الحاصل أن إقامة المولد النبوي من البدع المحرمة التي لم يرد بها دليل من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، ( وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ) [ رواه النسائي في " سننه "، ورواه الإمام مسلم في " صحيحه " ( 2/592 ) ، كلاهما من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ] ، والنبي صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) [ رواه الإمام البخاري في " صحيحه " ( 8/156 ) ] ، وفي رواية : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) [ رواها الإمام البخاري في " صحيحه " ( 3/167 ) من حديث عائشة رضي الله عنها ] ، فهذا من الإحداث في الدين ما ليس منه فهو بدعة وضلالة، وأما قراءة السيرة النبوية للاستفادة منها فهذا يمكن في جميع أيام السنة كلها لا بأس أن نقرأ سيرة الرسول وأن نقررها في مداسنا ونتدارسها وأن نحفظها لقوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } [ سورة الأحزاب : آية 21 ] ، ولكن ليس في يوم المولد خاصة وإنما نقرأها في أي يوم من أيام السنة كلها حسب ما يتيسر لنا، ولا نتقيد بيوم معين، وكذلك إطعام المساكين والأيتام، فالإطعام أصله مشروع، ولكن تقييده بهذا اليوم بدعة، فنحن نطعم المساكين ونتصدق على المحتاجين في أي يوم وفي أي فرصة سنحت، وأما الذي يقرأ المولد ويأخذ أجرة، فأخذه للأجرة محرم؛ لأن عمله الذي قام به محرم، فأخذه الأجرة عليه محرم أضف إلى ذلك أن هذه القصائد، وهذه المدائح لا تخلو من الشرك ومن أمور محرمة مثل قول صاحب البردة :
    يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حلوك الحادث العمم

    إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي ** وإلا فقل يا زلة القدم

    فإن من جودك الدنيا وضرتها ** ومن علومك علم اللوح والقلم

    وأشباه هذه القصيدة الشركية مما يقرأ في الموالد .

    فتاوى الشبكة الإسلامية

    أما الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه و سلم واتخاذ يوم ولادته عيداً فهو أمر محدث مبتدع، وأول من أحدثه هم الفاطميون ( العبيديون ) كما صرح بذلك جمع من الأئمة، قال الإمام المقريزي في كتابه الخطط المسمى بـ ( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ): (كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه و سلم، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن: ومولد الحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات…إلخ (1/432) طبعة دار صادر بيروت .

    وقال الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً، في كتابه: أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام ص44 ( مما أحدث وكثر السؤال عنه المولد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة: الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة ( 361) إحدى وستين وثلاثمائة هجرية، فوصل إلى ثغر إسكندرية في شعبان سنة 362 ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان في تلك السنة فابتدعوا: ستة موالد : المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد الخليفة الحاضر. وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل بن أمير الجيوش ... وفي خلافة الآمر بأحكام الله أعاد الموالد الستة المذكورة قبل، بعد أن أبطلها الأفضل وكاد الناس ينسونها… ثم قال المطيعي أيضاً: ( من ذلك تعلم أن مظفر الدين إنما أحدث المولد النبوي في مدينة إربل على الوجه الذي وصف، فلا ينافي ما ذكرناه من أن أول من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون من قبل ذلك، فإن دولة الفاطميين انقرضت بموت العاضد بالله أبي محمد عبد الله بن الحافظ بن المستنصر في يوم الاثنين عاشر المحرم سنة (567) هجرية، وما كانت الموالد تعرف في دولة الإسلام من قبل الفاطميين ) ثم قال: ( وأنت إذا علمت ما كان يعمله الفاطميون، ومظفر الدين في المولد النبوي جزمت أنه لا يمكن أن يحكم عليه بالحل).

    ومما تقدم نعلم أن الاحتفال بهذه المناسبة بدعة منكرة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه و سلم ، ولا صحابته، ولا من جاء بعدهم من السلف. قال الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: ( لم يفعله السلف الصالح مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه. ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) صفحة 295.

    وعلى أية حال: فإذا كان الرسول صلى الله عليه و سلم قد ولد يوم الاثنين فإنه قد توفي صلى الله عليه و سلم يوم الاثنين، وما أحسن ما قاله ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: ( العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور، كما تقدم لأجل مولده صلى الله عليه و سلم في هذا الشهر الكريم، وهو صلى الله عليه و سلم فيه انتقل إلى كرامة ربه عز وجل، وفجعت الأمة وأصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير، وانفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به، لقوله صلى الله عليه و سلم: " ليعزي المسلمون في مصائبهم المصيبة بي ...إلخ ) ومن هنا فإننا نقول بعدم جواز الاحتفال بمناسبة المولد النبوي، كما يجدر التنبيه إلى أن اليوم الموافق لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي دائماً يوم الاثنين بل يختلف باختلاف الأعوام، ولكن يوم شم النسيم يأتي دائماً يوم الاثنين لأن النصارى يعدلون في موعد صومهم كل عام حتى يتوافق مع مجيء (شم النسيم) يوم الاثنين.

    وأخيراً: ننصح السائل الكريم بعدم الاحتفال بمثل هذه المناسبات التي ما أنزل الله بها من سلطان. ومن أراد المزيد فليرجع إلى عدة كتب ورسائل كتبت في هذا الموضوع ومنها: حكم الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ ابن باز، والقول الفصل في الاحتفال بمولد خير الرسل للشيخ إسماعيل الأنصاري، والمدخل لابن الحاج. والله أعلم.

    المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبد الله الفقيه

    السؤال: كيف يكون الاحتفال بعيد المولد النبوي ؟

    الفتوى " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فلم يأت دليل شرعي يخص يوم ميلاده صلى الله عليه و سلم بمزية عن سائر الأيام، ولم يحتفل به النبي صلى الله عليه و سلم ولا احتفل بأيام ميلاد إخوانه من الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله، ولا احتفل به الصحابة y بعد موته صلى الله عليه و سلم.

    وعليه فلا يحتفل به لأن ذلك من البدع المذمومة المنهي عنها شرعاً، والله أعلم. المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبد الله الفقيه

    السؤال: لاحظت في بعض المساجد أنهم عندما يحتفلون بمولد النبي عليه الصلاة والسلام وبمناسبة الإسراء والمعراج يجتمعون في المسجد بعد صلاة المغرب ويأكلون الطعام والشراب في المسجد، وبعد الانتهاء من الأكل يقوم إمام المسجد بقراءة الدعاء على أرواح الأموات فهل هذا جائز؟

    الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاحتفال بمناسبة المولد النبوي والإسراء والمعراج، وتخصيصها بأي نوع من العبادات والقرب، بما في ذلك صنع الموائد ونحو ذلك، من البدع التي يجب على المسلم الحذر منها. والله أعلم.
    المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبد الله الفقيه
    الصوم بمناسبة المولد النبوى

    المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى

    السؤال: ما هو اليوم الذى نصومه بمناسبة المولد النبوى الشريف ، وهل إذا صادف يوم جمعة يكون صومه حلالا؟

    الجواب:

    صيام التطوع مندوبُ لا يختص بزمان ولا مكان ، ما دام بعيدا عن الأيام التى يحرُم صيامها ، وهى العيدان وأيام التشريق ويوم الشك على اختلاف للعلماء فيه ، والتى يكره صيامها كيوم الجمعة وحده ، ويوم السبت وحده .

    وهناك بعض الأيام يستحب الصيام فيها كأيام شهر المحرم ، والأشهر الحرم ، وعرفة وعاشوراء ، وكيوم الاثنين ويوم الخميس من كل أسبوع ، والثلاثة البيض من كل شهر وهى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وستة من شهر شوال ، وكثير من شهر شعبان ، كما كان يفعل النبى صلى الله عليه و سلم وليس من هذه الأيام يوم ذكرى مولد النبى صلى الله عليه و سلم، والذى اعتاد الناس أن يحتفلوا بها فى اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول ، فلا يندب صومه بهذا العنوان وهذه الصفة ،
    وذلك لأمرين:
    أولهما أن هذا اليوم لم يتفق على أنه يوم ميلاده صلى الله عليه و سلم، فقد قيل إنه ولد يوم التاسع من شهر ربيع الأول وقيل غير ذلك .

    وثانيهما أن هذا اليوم قد يصادف يوما يكره إفراده بالصيام كيوم الجمعة فقد صح فى البخارى ومسلم النهى عنه بقوله صلى الله عليه و سلم" " لا يصومن أحدكم يوم الجمعة ، إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده " .

    هذا بخصوص صوم يوم الميلاد النبوى فى كل عام ، أما صيام يوم الاثنين من كل أسبوع فكان يحرص عليه النبى صلى الله عليه و سلم، لأمرين ، أولهما أنه قال إن الأعمال تعرض على الله فيه وفى يوم الخميس ، وهو يحب أن يعرض عمله وهو صائم ، كما رواه الترمذى وحسَّنه ، وثانيهما أنه هو اليوم الذى ولد فيه وبعث فيه كما صح فى رواية مسلم . فكان يصومه أيضا شكرا لله على نعمة الولادة والرسالة .

    فمن أراد أن يشكر الله على نعمة ولادة النبى صلى الله عليه و سلم ورسالته فليشكره بأية طاعة تكون ، بصلاة أو صدقة أو صيام ونحوها ، وليس لذلك يوم معين فى السنة ، وإن كان يوم الاثنين من كل أسبوع أفضل ، للاتباع على الأقل ، فالخلاصة أن يوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول ليس فيه عبادة خاصة بهذه المناسبة، وليس للصوم فيه فضل على الصوم فى أى يوم آخر، والعبادة أساسها الاتباع ، وحبُّ الرسول صلى الله عليه و سلم يكون باتباع ما جاء به كما قال فيما رواه البخارى ومسلم " من رغب عن سنتى فليس منى " وفيما رواه أبو يعلى بإسناد حسن " من أحبنى فليستن بسنتى"

    السؤال: ما حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف إذا كان يوم الجمعة؟

    الفتوى: مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فقد تقدم في جواب سابق بيان حكم الاحتفال بالمولد النبوي برقم: 1888 ، وأنه بدعة محدثة لم يفعلها أحد من سلف هذه الأمة في القرون الثلاثة المفضلة.

    وأما صيام هذا اليوم، فإن بعض القائلين بالاحتفال بالمولد زادوا الطين بلة، فنصوا على كراهة صوم ذلك اليوم، لأنه يوم عيد مع أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: "فيه ولدت، وفيه أنزل عليّ" رواه مسلم.

    فصادموا السُنَّة في موضعين:

    الأول: إحداث عيد لم يشرعه الله ولا رسوله، ولو كان خيراً لدلنا عليه.

    الثاني: كراهيتهم للصوم مع أن النبي صلى الله عليه و سلم قد صامه.

    ولكن لا بد من التنبه لأمر، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين، ولا يخصص يوماً واحداً من كل سنة فيصومه ثم يقول للناس هذا يوم ولدت، فمن أراد الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فليصم الاثنين في ربيع وفي غير ربيع.
    وأما تخصيص الثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة بالصوم فخلاف السنة أيضاً، وتزداد المخالفة إذا كان يوم الجمعة، فإنه منهي عن إفراده بالصيام، كما صح بذلك الحديث، ففي صحيح مسلم وغيره: "لا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام".

    والله أعلم. المفتي: مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية بإشراف د.عبد الله الفقيه



    حكم الإجازة في يوم المولد النبوي

    تعطيل المدارس والمعامل أو إلقاء الخطب والمحاضرات والمواعظ

    س11: ما ترون أبقاكم الله عونا للأمة الإسلامية في تعطيل المدارس والمعامل أو إلقاء الخطب والمحاضرات والمواعظ ونحوها كما هي الحال عندنا في أفريقيا بمناسبة المولد النبوي الشريف؟

    ج11: الاحتفال بالموالد والتعطيل من أجله بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعله ولا أصحابه رضي الله عنهم، وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) .

    وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم .

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

    عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    حكم الإجازة في يوم المولد النبوي محمد بن صالح العثيمين
    السؤال:

    فضيلة الشيخ، بعض الدول الإسلامية تعطل في يوم المولد النبوي
    الجواب:
    إثبات عطلة بمناسبة عيد المولد خطأ عظيم؛ لأن معنى ذلك إثبات هذه البدعة بين الناس صغيرهم وكبيرهم، حتى يعتقدوها عيداً فيه عطلة كما يُعَطَّل لعيد الأضحى وعيد الفطر.
    هذا ما تيسر وأعتذر أن أعلق على بعض مشايخى ولكن الحق أحق أن يتبع وصلى الله على النبى محمد - صلى الله عليه وسلم -
    محبكم فى الله
    أبو سمية

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    بارك الله فيكم أبا سمية ..

    ( و أيضا ازدراءها و تجاهلها كأنّ لم يحصل فيها حدث و كأنّ اللّه لم يُنعم عليك بنعمة هو مِن كفر نعمة اللّه ) !!
    يُطالب أولا بدليل على تحديده وغيره لـ" يوم " مولده صلى الله عليه وسلم .
    ثم : الازدراء ، لا أظن أحدًا يفعله ، ولكنه " التهويل " .
    وأما التجاهل وما رُتب عليه من حكم ؛ فهل يدخل فيه صحابته صلى الله عليه وسلم ، الذين " تجاهلوا " !!

    - وقوله : (و لا بدّ أن يتقيّد أيضا بالسنّة و لا يتجاوز الحدّ في ذلك ) ! كيف يكون هذا بالتحديد ؟ هل نقرأ كتابًا في السيرة مثلا ؟ أو نوزع الحلوى ؟ .. أو .. ، وبعد هذا ... ما الدليل " الشرعي " عليه ؟

    - قوله : ( و التوسّط مطلوب في الأمور كلّها ) .. غير صحيح ! فأحيانًا يكون " التوسط بين الحق والباطل " بدعة ! وهنا مقال عن ( الوسط .. الغلط ) :
    http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/125.htm

    بقي أن يُقال : في أعمال الخير الدالة على محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم غنية عن كل بدعة ، لمن وجد من نفسه نشاطًا للعبادة والحب .. ، قيام الليل - صلاة الضحى - الذكر المتنوع - .. إلخ ، فهل أنتم يا أهل " الموالد " عليها حريصون .. إن كنتم في محبتكم صادقين ؟

    أصلح الله أحوال المسلمين ، بصّر جاهلهم بالحق ، ووفق أهل السنة وأيدهم بنصره ..

    وهنا رابط مهم عن هذه ( البدعة ) :
    http://saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    وفيك يبارك شيخنا الكريم.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: شبهة

    أحبتي في الله :

    بعضاً من العلماء اليوم من باب استغلال مواسم الدعوة إلى الله ومن باب فقه الداعية واستعمال السياسة الشرعية ( إن صح التعبير )

    خلال الأيام التي يكون فيها ذكرى -كل سنة- : الإسراء والمعراج , والمولد النبوي , الهجرة المباركة ؛ نجدهم يُلْقون الخطب والمحاضرات عن ما يخص هذه الأيام من أحداث وعبر وفوائد ومواعظ وما شابه ذلك :
    فهم :
    1/ لم يحتفلوا : كتوزيع حلوى , أو إقامة مهرجان , أو ما شابه ذلك .
    2/ لم يخصصوا يوما ( كالسابع والعشرين من رجب أو الثاني عشر من ربيع الأول أو أول السنة الهجرية من كل عام ) بـ :
    أ- بعبادة , كالصلاة أو الزكاة أو الصيام أو ما شابه ذلك .
    ب- بإجازة رسمية للجامعات والمدارس والدوائر وما إلى ذلك .
    بل :
    كما قلنا من باب تشرف الناس لهذه الأيام ؟
    ولا ننسى أننا لو نظرنا إلى الدعاة في واقعنا اليوم نجد أن من القنوات التي يشار لها بالبنان في هذا الشأن وغيرها من وسائل الدعوة وعدد من علماء السنة يستغلون مثل هذه الفرص بهذه الطريقة ؟

    مع أننا نعتقد أن منهج الدعوة إلى الله توقيفي , والدعوة إلى الله عبادة .

    ومع أن خلال السنوات التي عايشها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يكن في عهدهم لهذه الأيام أية مزية عن غيرها والله أعلم .

    فهذه شبهة ترد خاطري عند حضور كل موسم من هذه المواسم ونرى من علماء الأمة من يستغلها كدعوة إلى الله وتبصير الناس بهذه الحوادث التاريخية العظيمة للأمة ؟

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    334

    افتراضي رد: كيف تحتفل بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم-؟؟؟

    هل من مجيب ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •