لماذا تُستغل ملتقياتنا العامة لإثارة مشاعرنا و هدم ديننا؟عمل المرأة واختلاطها بالرجال في معرض الكتاب ( نموذجا )
استغلال المناسبات العامة و التجمعات الثقافية لابتزاز المجتمع في دينه و عاداته و تقاليده أمر ليس بالجديد على ليبراليوا زماننا ، بل هو الأمر المعتاد الذي قد نستغرب لو لم يحصل خلافه ! و على هذا جرت العادة ، من دون مراعاة لمشاعر الناس و أحاسيسهم .
لا أدري هل تقتضي الدناءة و التشبث بالقشة من هؤلاء استغلال مثل هذه المناسبات العامة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية التي يشترك فيها الكل – كل المجتمع – لإجبار المجتمع على قبول بعض أفكارهم البالية.
عَوّدَنا هؤلاء على ابتزازنا في ديننا و إثارة مشاعرنا و غضبنا حمية لديننا و أخلاقنا و قيمنا في المنتدى الاقتصادي و في المنتديات و النوادي الأدبية و في عدد من المناشط الأدبية و الثقافية المقامة هنا و هناك ، و تطور الأمر إلى أن أصبحت اللقاءات تقام من أجل هذا الابتزاز -خاصة - كما حصل في الطائف و جدة و جيزان و الرياض و غيرها ، زعموا أنهم يريدون تحطيم العادات و التقاليد البالية ! نعم .. لقد قالوها صراحة ... إنهم يريدون تحطيم ما اعتاده الناس من تقاليد ( ليست من صميم ديننا الحنيف و شريعتنا السمحة ) و هكذا ذُبح على الطريقة الإسلامية رحمه الله !
بل إن العيد لم يسلم من أذاهم ، العيد الذي فيه تُرسم فيه البسمة على الوجوه ، يأبى أولئك إلا أن ينكدوا على مجتمعنا ساعة فرحه بابتزازه بإخراج نساءه متبرجات أو فرض الاختلاط بين النساء و الرجال رغما عنهم ، لقد عرَّضوا النساء قبل الرجال للأذى و أذاقوهم مرارة التوجع !
يدور هذا الابتزاز و الاستغلال على السخرية من الدين تارة و في ترويج الاختلاط و التبرج تارة أخرى و السخرية من أهل الدين و المؤسسات الدينية تارات كثيرة !
و للأسف الشديد.. أن المتحكم في مثل هذه المناشط هم أصحاب الشأن و المنصب ، و الذين أقسموا القسم حينما تسلموا هذه الأمانة أن يكونوا مخلصين لدينهم و أوطانهم و مليكهم ! كل هذا رموه عرض الحائط، واستنفروا جهدهم و طاقتهم في خدمة أجندات خاصة؛ الهدف منها هدم دين الناس و أخلاقهم، فلله الأمر من قبل و من بعد، و إنا لله و إنا إليه راجعون !
في معرض الكتاب الحالي خُدرنا ببعض التصريحات من أن الهيئة سيكون لها دور كبير في المعرض ، و بالفعل كان لها دور .
و خُدرنا مرة أخرى بالقول بأنه قد تكون هناك رقابة ، أو منع للكتب المخالفة و لا أعلم عن مدى جدوى هذا التصريح إلى الآن ، و لكن أرجوا أن يكون كما قيل .
و لكنا أُهنا و أُثيرت مشاعرنا – دون أن يُأبه لها –حينما أُحضر إلى المعرض أمثال حجازى و الجابري ليبثوا لنا سمومهم .
أما الاستغلال الأبشع و الفريد من نوعه هذه المرة هو تشريع الاختلاط بين الجنسين! و لأول مرة في معرض الكتاب!! و هذه بادرة خطيرة . في هذا المعرض فوجئت لما دخلت بامرأة في الاستعلامات ، و تخاطب الرجال بل و هي التي تتحدث في مكبر الصوت للإعلان ، و لما دخلت إلى المعرض رأيت كذلك النساء – المتبرجات ! و الحاسرات عن وجوههن!!! – يعملن في دور النشر و يخالطن الرجال و يبعن لهم !!
إلى هذه الدرجة وصلت بهم الجرأة و الاستهتار بعلماء هذه البلاد و الفضلاء فيها الذين بُحّت حناجرهم بالإنكار و كلّت أيديهم من الكتابة و المناصحة . لماذا أيها المسئولين تستهينون بشريحة هي الأكبر و الأصل في المجتمع. و تلوون ذراعها و تلزمونها على ما لا تريد؟! لماذا يكون دين ربكم هو آخر من تنظرون إليه؟! ثم أإلى هذه الدرجة تصل بكم الدناءة إلى استغلال مناصبكم في الترويج لأفكاركم ؟
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و ما لهم من ناصرين "
إن تشريعكم للاختلاط بهذا الشكل هو خيانة لله و رسوله صلى الله عليه و سلم و خيانة لهذا البلد الذي يدين بدين الإسلام .
أيها الليبراليون إن طريقة المصادمة التي تنتهجونها لن تسمن و لن تغني من جوع ، و طريقة تكسير المجاديف التي تسيرون عليها هي دليل الضعف و العجز و الإفلاس ، لقد أفلستم فكريا و ثقافيا و سقطتم اجتماعيا ، بل إن بعضكم أصبح مَذَمَة لأهله و عائلته و قبيلته يريدون التخلص منه بأي وسيلة !
أيها المنبوذون لقد نبذكم أهلكم و جيرانكم و مجتمعكم ، فما آن لكم أن ترجعوا إلى أصلكم و أهلكم !؟
إن استغلال هذه المناسبات من قِبل أولئك المنبوذين له أهداف : فأقوى طريقة لفرض العفن الفكري الذي يدينون به هو النظام الذي يتلاعبون ، و أنجع طريقة لإثارة المصلحين و إضعافهم و قهرهم هي إدخالهم في صراع مع الدولة و جعل هؤلاء في معكسر و الدولة في المعسكر الآخر، خصوصا و أن كل ردة فعل غير محسوبة من قبل الغيورين قد تعتبر معارضة للدولة و النظام و الوقوف في وجهها و الأمر في حقيقته ليس كذلك!! ولكن هؤلاء لا يتناسون دورهم أبدا في التحريض و الكتابة، و استعداء الدولة على أهل الخير ، بل وصل الأمر بهم إلى استعداء الدولة على علماء كبار كالشيخين الفوزان و اللحيدان ، و تجاوزوا إلى شتمهم في الصحف الرسمية للبلاد !!
و ستدور الدائرة قريبا – بإذن الله – و سنرى المتطوعون المتوضئون يبادرون إلى كنس قَذَر هؤلاء و دَنَسهم.
أيتها المرأة المسلمة :
إن هؤلاء الذين يستغلونك إنما يتخذونك مركبا يركبونه للترويج لفكرهم و مشروعهم ، فأنت إنما يعدونك من عوام الناس و من سَقط المتاع التي تتخذ لإثارة الغرائز و هدم القيم و تاريخهم و أدبهم شاهد على هذا الشيء و لا يحتاج إلى شهادة، و هم ما أن ينتهوا منك حتى يرمون بك بعد أن سلبوك أعز ما تملكين .. عفافك و أنوثتك و دينك!! هم يستغلون حاجتك أو جهلك أو أي شيء آخر لخدمة مصالحهم هم.. لا مصالحك ! و خير للمرأة إتباع أمر ربها و شرعه ، و به النجاة في الدنيا قبل الآخرة .
يا من غُرر بها و وطئت برجلها المعرض لتعمل فيه و تخالط الرجال :
اتقِ الله سبحانه، و ما زلنا في اليوم الأول ، و ألزمي بيتك و لا تعرضي نفسك للفتنة ، لا تكوني عونا لهم في مشروع الإثم الذي يسعون لنشره و ترويجه بين المسلمات الغافلات !
إياك أن ينالك دعاء الصالحين و العلماء إذا رأوك تسيرين بين الرجال و تخالطينهم ، و ما رأيت أحدا إلا و تأذى مما رأى .أختي.. و الله إنك تستفزين مشاعرنا و ديننا فإياك أن ينالك دعاء أهل الغيرة و الصلاح الذين يرون أنك تنافحين لإخراج نسائهم من عفافهم .
أختي :
لا تحاربي في معركة غيرك و لا تكوني طرفا في معركة الفضيلة و الرذيلة ، و إياك أن تلحقك اللعنة التي لحقت غيرك كهدى شعراوي و نوال السعداوي و غيرهم .
ثم أما بعد : أيها الإخوة الأفاضل .. يا أهل الغيرة و الصلاح .. يا علمائنا و مشايخنا يا تاج رؤوسنا و قادتنا ...
ها قد شُرِّع الاختلاط رغما عنا ..!! و زاحمت المرأة الرجال و خالطتهم ، و أصبحت بعد حرب ضروس طويلة تبيع للرجال !! و تحادثهم ..!
علمائنا إياكم أن نخسر معركة المعرض كما خسرنا معركة القطاع الصحي ، و المعرض رمز لما بعده من بيع في الأسواق و المحلات و المطاعم و غيرها !
هبوا يا علمائنا !! فلا قيمة لنا بدونكم ..!!
اللهم عليك بمن أراد هدم ديننا و استهداف أخلاقنا و بناتنا و نسائنا ، اللهم أحفظ نسائنا وأرزقهن و أهدهن للفضيلة و العفاف .
اللهم و أشغل كل من سعى لعمل المرأة في المعرض بنفسه ، و اجعله عبرة لمن يعتبر أنك على كل شيء قدير ...