تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلاماً على خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

    وبعد .. فهذه أولى مشاركاتي في مجلسكم العامر، نفعنا الله وإياكم وأفاض علينا من بركاته.

    وتساؤلي هذا أطرحه على الأساتذة الأفاضل، وليعذروا الفقير إلى مولاه في سذاجة السؤال. فقد استوقفني قول عبد الله بن أحمد رحمهما الله تعالى في المسند عند ذكره حديثاً لمحمد بن فضيل. فقد أورد له أحاديث عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثم قال في أحدها:

    قال أبي: "كلها عن أبي زرعة، إلا هذا عن أبي صالح" :

    7165 - حدثنا عبد الله: حدثني أبي: ثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب درى في السماء إضاءةً. لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، في طول ستين ذراعاً)).

    - وقد أخرجه إسحاق بن راهويه (177) والبخاري (3149) ومسلم (2834) وأبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246) من طريق جرير بن عبد الحميد.
    - وأخرجه مسلم (2834) والبيهقي (البعث والنشور 323) من طريق عبد الواحد بن زياد.
    - وأخرجه أحمد (7165) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246)، وأخرجه ابن أبي شيبة (36278) وعنه ابن ماجه (4333) وأبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246) من طريق ابن أبي شيبة. كلاهما (أحمد، وابن أبي شيبة): عن محمد بن فضيل.
    وثلاثتهم (جرير، وعبد الواحد، وابن فضيل): عن عمارة بن القعقاع. إلا أن جريراً وعبد الواحد قالا: "عن عمارة، عن أبي زرعة"، وقال ابن فضيل: "عن عمارة، عن أبي صالح".

    قال ابن رجب (شرح علل الترمذي 2/754-755): ((قال أحمد في رواية ابنه عبد الله: "نا محمد بن فضيل: نا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم". فذكر بضعة عشر حديثاً كلها بهذا الإسناد، إلا حديث: ((أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ...)) الحديث، فإنه قال: "عن عمارة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة" كذا قال. يشير أحمد إلى أن هذا قاله ابن فضيل، وأن الصحيح خلافه، وأنه عن أبي زرعة. وقد خرجاه في الصحيحين كذلك، وقد رواه عن عمارة، عن أبي زرعة: جرير، وعبد الواحد بن زياد)). اهـ

    قلتُ: أما عبد الواحد بن زياد، فقد قال فيه يحيى بن سعيد: ((ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثا قط بالبصرة ولا بالكوفة. قال يحيى: وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الاعمش، لا يعرف منه حرفاً!)). وقال عمرو بن علي: سمعت أبا داود وذُكر عنده عبد الواحد بن زياد فقال: ((عهد إلي نقل أحاديث كان يرسلها الاعمش فوصلها كلها يقول حدثنا الاعمش قال حدثنا مجاهد في كذا وكذا)). وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عن عبد الواحد بن زياد فقال: ((ليس بشئ)). اهـ (ضعفاء العقيلي، رقم 1015، 3/55).

    وأما جرير بن عبد الحميد: فقد قال فيه الإمام أحمد (ضعفاء العقيلي 244، 1/200): (( لم يكن جرير الرازي بالذكى في الحديث .. كان اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول. حتى قدم عليه بهز، فقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. فعرفها، فحدث بها الناس)). وقال البيهقي في السنن: ((نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ)). (تهذيب التهذيب 1/369).

    والسؤال هنا:
    هل يمكن أن يكون ابن فضيل أتقن هذا الإسناد لغرابته، كما نبّه إليه الإمام أحمد، ويكون جرير قد سلك الجادة هو وعبد الواحد؟ أم يكون الوهم من ابن فضيل كما يُمكن أن يُفهم من صنيع الشيخين؟ أم يكون له إسنادان عن عمارة بن القعقاع؟

    آسف للإطالة .. وجزاكم الله خيراً

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    أهلا بك أخي الكريم، وحياك الله في منتداك، من بعد إذن أصحابه.
    وأمر آخر، ليس سؤالك بالساذج، فما أجمل أن نسأل عما أشكل حتى لا نتوه.
    هناك أمور أخي سأحيطك بها:
    الأول: أن رواية أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ ثابتة معروفة، لا شك في ذلك.

    الثاني: أن رواية أبي صالح لعين هذا الحديث أيضا ثابتة، من غير طريق محمد بن فضيل، أخرجها:
    من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: ابن أبي شيبة (المصنف 33996)، والإمام أحمد (المسند 7429)، وأبو الشيخ (العظمة 607)، والطبراني (الأوائل 31)، وابن أبي عاصم (الأوائل 59)، وهناد السري (الزهد 55)، والبخاري (التاريخ الكبير 783)، والقزويني (أخبار قزوين1/277)، وأبو نعيم (تاريخ أصبهان 1/353)
    وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.

    الثالث: أن هذه الرواية من طريق ابن فضيل لم يتفرد بها الإمام أحمد رحمه الله، بل أخرجها عنه:
    ابن أبي شيبة (المصنف 35996).
    الطبراني (المعجم الأوسط 3273).
    أوردها أبو طاهر المقدسي (الغرائب والأفراد 5739).
    وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
    بل الرواية ثابتة لكنها ليست بالمشهورة.
    ويؤيد ما ذكرته لك؛ أنه لم يرد ذكر لتضعيف هذه الرواية أو وصفها بالشذوذ من أي من أهل العلم لا سلفا ولا خلفا، سوى ما استنتجه الحافظ ابن رجب فقط.

    الرابع: أن هذا الحديث قد روي بلفظه أو قريب منه جدا عن جمع من الأئمة غير أبي صالح، وغير أبي زرعة، عن أبي هريرة، ليس هذا مقام سردها.

    فعليه: الذي يظهر أن هذا الإسناد صحيح ثابت، وهو طريق من الطرق المروية في الحديث، ومكانة محمد بن الفضيل مشهورة معروفة فهو شيخ صدوق ثقة من أهل العلم.
    والله سبحانه وتعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
    مراد أبي طاهر ومن قبله الطبراني وغيرهما ممن حكى تفرد ابن فضيل أنه تفرد بذكر أبي صالح شيخا لعمارة إذ خالفه جرير وعبد الواحد
    ولم يكن مرادهم التفرد المطلق
    كما يفهم من السياق والملابسات

    فالكلام هنا عن رواية عمارة لا غير هل شيخه أبو زرعة أم أبو صالح؟
    الصواب أبو زرعة لا أبو صالح كما قال أحمد لأن جريرا وعبد الواحد خالفا ابن فضيل
    وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
    بل الرواية ثابتة لكنها ليست بالمشهورة.
    ويؤيد ما ذكرته لك؛ أنه لم يرد ذكر لتضعيف هذه الرواية أو وصفها بالشذوذ من أي من أهل العلم لا سلفا ولا خلفا، سوى ما استنتجه الحافظ ابن رجب فقط.
    ما ذكرته قبل هذا لا علاقة له به فقولك "وبهذا" غير واضح

    وفهم كلام الإمام أحمد يكون بفهم القرائن التي تحف الحديث وهي مخالفة ثقتان لابن فضيل وهذا ما فعله ابن رجب


    ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وعبد الواحد بن زياد كلهم تقريبا في مرتبة واحدة ثقات لكن عندهم أوهام كباقي الثقات
    ورواياتهم معتمدة في الأصول الستة وغيرها

    فجرير قال أبو القاسم اللالكائي مجمع على ثقته وانظر كلامهم في التهذيب وقال أبو حاتم يحتج به ثقة
    بينما قال أبو حاتم عن ابن فضيل:شيخ
    وأما قول أحمد لم يكن جرير الرازي بالذكى في الحديث .. كان اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول. حتى قدم عليه بهز، فقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. فعرفها، فحدث بها الناس.
    فلا يفهم منه التضعيف وقد قيل ليحيى بن معين عقب هذه الحكاية كيف تروي عن جرير فقال ألا تراه قد بين لهم أمرها
    وقد قال حنبل سئل أبو عبد الله من أحب اليك جرير أو شريك فقال جرير أقل سقطا من شريك وشريك كان يخطئ وكذا قال ابن معين نحوه

    وأما عبد الواحد فمثل جرير
    قال ابن عبد البر أجمعوا لا خلاف بينهم أن عبد الواحد بن زياد ثقة ثبت وقال ابن القطان الفاسي ثقة لم يعتل عليه بقادح.
    وانظر مدحهم وثنائهم عليه في التهذيب

    أما ما نقل عن القطان فالقطان في نوع تشدد
    وأما ما ذكر عن حديثه عن الأعمش فالمراد أنه قد يخالف أحيانا لا أنه ليس بثقة في حديثه عن الأعمش كما يفهم من الجمع بين كلام النقاد وصنيعهم
    ولذلك اعتمد الشيخان روايته عن الأعمش
    ولما سئل ابن معين عن أثبت أصحاب الأعمش ذكره بعد شعبة والثوري وأبي معاوية وهذه مرتبة عاليه


    فبعد أن عرفنا حال كل واحد من هؤلاء الثلاثة صار الأمر خلاف بين ثقتين وثقة فقدما عليه
    وقد رُوي عن ابن فضيل مثل رواية جرير وعبد الواحد رواه ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة عنه لكن المحفوظ عنه كما قال أحمد
    والله أعلم

    والحديث ثابت من طريق أبي هريرة ومن طريق أبي زرعة عنه وأبي صالح عنه
    لكن الصحيح عن عمارة عن أبي زرعة لا عن أبي صالح والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    أشكرك أخي أمجد على مداخلتك، وبارك الله فيك

    لم أخالفك حفظك الله في كون محمد بن الفضيل قد تفرد بطريق عمارة بن القعقاع عن أبي صالح.
    فهذا مسلم معلوم لدينا. وإنما كان مرادي إثبات رواية أبي صالح عن أبي هريرة وثبوتها من غير طريق عمارة، وهو الأعمش. (وهذه انتهينا منها)

    وبالنسبة لكلام الحافظ ابن رجب؛ فمرادي أنه لم يتفرد بتلك الطريق الإمام أحمد، فقد رواها كما ذكرت ابن أبي شيبة، والطبراني. وأنها قد عرفت وانتشرت على الأقل لبعض الأئمة. بغض النظر عن تسليمها أو تخطيئها.

    وصدقني أخي الفاضل أنني معك في أن هذه الرواية من طريق ابن الفضيل عن أبي صالح قد خالفت روايات الثقات الأخرى، وأنها وهم قد وقع، والصحيح خلافها.
    وسأذكر لك نكتة قيمة وقفت عليها من صنيع الإمام مسلم؛ وكأنه يحاول توضيح الأمر وملابساته، فأنظر (صحيح مسلم) الحديث رقم (2834) والذي بعده عند قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد.... الخ.
    فقد ذكر رواية (عبد الواحد) ورواية (جرير) سوية من طريق أبي زرعة، ثم أعقبها مباشرة بطريق (أبي صالح) لكن من طريق الأعمش.
    وكأنه يريد أن يبين أن هذا الصحيح والصواب في الطرق.

    ولكن صنيع ابن أبي شيبة في (المصنف) يعكر على هذا؛ إذ يوحي أن الطريقين كلاهما ثابت عن أبي صالح.
    حيث قال في حديث (35996): حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وذكره.
    وهو في (المصنف) لم يروي الحديث من طريق ابن الفضيل عن عمارة عن أبي زرعة أبدا.

    ثم هناك إشكال: هل خفيت هذه الطريق عن الحفاظ الكبار والأئمة العظام حتى لا يناقشها إلا الحافظ ابن رجب؟. أم أنها لبيان ووضوح خطئها لم يعتبروها فلم يكلفوا الكلام عنها؟.

    والذي تقرر لدي: أن طريق محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي صالح؛ وهو ثقة، مخالف لما جاء عنه هو في غير هذا الطريق، ومخالف للثقات غيره أيضا، فهو وغيره من الثقات قد رووه من طريق (أبي زرعة) على الصواب، وكأن طريق (أبي صالح) وهم أو ذهول.
    فالمعروف من رواية أبي صالح أنها من طريق الأعمش، وعنه أخذها الرواة.
    ولم يرويها من طريق أبي ابن الفضيل عن أبي صالح إلا (ثلاثة) فقط من الأئمة بحسب ما وقفت، وهذا يشعر بقوة خطأ هذه الرواية. وأن المحفوظ خلافها.

    هذا كان مرادي من كلامي.
    وجزاك الله عني خير الجزاء أيها العزيز الفاضل (أمجد)
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  5. #5

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    جزاكم الله خيرا جميعا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
    [/center]
    لا وهم ولو وجد فانه ينسب الى الدارقطني لان الكلام له
    وابن طاهر عمد الى ذكر اطرافه وترتيبه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    ولكن صنيع ابن أبي شيبة في (المصنف) يعكر على هذا؛ إذ يوحي أن الطريقين كلاهما ثابت عن أبي صالح.
    حيث قال في حديث (35996): حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وذكره.
    وهو في (المصنف) لم يروي الحديث من طريق ابن الفضيل عن عمارة عن أبي زرعة أبدا.
    بارك الله فيك أخي الكريم

    أبو بكر جمّاع كثير الراوية فأحب أن لا يخلوا مصنفه من مثل هذه الروايات وإن كانت خطئا

    ثم هناك إشكال: هل خفيت هذه الطريق عن الحفاظ الكبار والأئمة العظام حتى لا يناقشها إلا الحافظ ابن رجب؟. أم أنها لبيان ووضوح خطئها لم يعتبروها فلم يكلفوا الكلام عنها؟.
    قد يكون سبب ذلك عدم تأثير هذه العلة على صحة الحديث فالعلل غير القادحة يكون الاهتمام بها أقل من القادحة

    بارك الله فيكم هذه المذاكرة
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    جزاكم الله خيراً على هذه التعليقات النافعة ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
    التفرُّد الذي أشار إليه هو تفرُّد ابن فضيل عن عمارة بهذا الإسناد، لا تفرُّد عمارة عن أبي صالح. ونبّه إليه أيضاً أبو نعيم الأصبهاني فقال (صفة الجنة 246): "تفرد به ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي صالح". اهـ فليس في كلام المقدسي وهم إن شاء الله.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    أن هذه الرواية من طريق ابن فضيل لم يتفرد بها الإمام أحمد رحمه الله .. وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
    لم يشر ابن رجب إلى أن الإمام أحمد تفرّد بهذه الرواية، وإنما ساق تنبيه عبد الله بن أحمد عن أبيه في غرابة إسناد هذا الحديث خاصة، لأن عمارة بن القعقاع لا يُعرف له سماع من أبي صالح السمان. ولذلك قال المزي (تهذيب الكمال 4196): ((عمارة بن القعقاع .. روى عن .. أبي صالح السمان إن كان محفوظاً)). اهـ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟

    بالفعل وهم ابن فضيل .. والمتن لأبي زرعة

    بالنظر إلى متن حديث ابن فضيل يتضح أنه هو نفسه حديث أبي زرعة الذي رواه جرير وعبد الواحد. وقد يكون لهذا السبب عُدِّل السند عند ابن ماجه في روايته عن ابن أبي شيبة، بالرغم من أنه في مصنف ابن أبي شيبه نفسه: عن أبي صالح لا أبي زرعة!

    وآية ذلك أن الحديث برواية جرير عن عمارة عن أبي زرعة عند ابن راهويه، الأعلى إسناداً، هكذا:
    ((أول زمرة من أمتى يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءةً. لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة. وأزواجهم الحور. وأخلاقهم على خَلْق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً)).

    والحديث برواية محمد بن فضيل عن عمارة عند أحمد، الأعلى إسناداً، هكذا:
    ((إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب درى في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم في طول ستين ذراعاً)).

    فاجتمع الوهم في الإسناد كما نبّه أحمد وابن رجب من بعده، مع تطابق المتن مع متن حديث أبي زرعة.

    .. ولكن هل يصحّ عن أبي صالح بتدليس الأعمش؟

    لا تُعرف لأبي صالح رواية لهذا الحديث إلا من طريق الأعمش. وآراء الأئمة معلومة في عنعنته، ويكاد يكون الصواب فيها هو أن تُحمَل على الاتصال بشروط: كأن تكون عن شيوخ أكثر عنهم ما لم تدلّ القرائن على عدم السماع، أو يكون شعبة وحفص ممن رووا عنه هذا الحديث بعينه، أو يرد التصريح بالسماع في إحدى طرق الحديث الأخرى .. الخ. ولذلك ترّدد الحافظ ابن حجر في أمره ما بين طبقاته ونكته.

    والذي يلوح لي أن هناك انقطاعاً بين الأعمش وأبي صالح وأنه لم يسمع منه هذا الحديث، دلّ على ذلك:
    (1) أنه عنعنه في جميع طرقه، ولم يرد في واحدة منها تصريحه بالسماع.
    (2) أنه اضطرب في إسناده فيما رواه عنه جرير وأبو معاوية عند مسلم (2835) فقال: "عن أبي سفيان، عن جابر" وساقه بنحوٍ منه.
    (3) أن متن حديثه مطابق لحديث عمارة عن أبي زرعة أو يكاد: فهو عند أحمد، الأعلى إسناداً، هكذا:
    ((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة. ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)).

    فقوله ((لا يبولون)) وقوله ((أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)) من حديث أبي زرعة. وقد أدرج قوله ((ثم هم بعد ذلك منازل))، وسقط منه قوله ((وأزواجهم الحور العين)).

    وقد قمتُ باستعراض سريع لباقي روايات الحديث قدر علمي، فوجدتُ بخلاف أبي صالح أنه رواه عن أبي هريرة:
    - همام بن منبه (أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم)
    - الأعرج (البخاري والطبراني وأبو نعيم)
    - ابن أبي عمرة (البخاري والبزار)
    - ابن سيرين (أحمد ومسلم وأبو نعيم والبيهقي)
    - أبو زرعة (ابن راهويه والبخاري ومسلم والبيهقي)

    ووجدتُ هذه الألفاظ عينها مما تفرّد به أبو زرعة عن الآخرين. وبيان ذلك كالتالي:
    - رواية همام، كما في مصنف عبد الرزاق: ((إن أول زمرة تلج في الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر لا يمتخطون ولا يبصقون ولا يتغوطون آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك. لكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشياً)).
    - رواية الأعرج، كما عند البخاري: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بيينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشياً. لا يسقمون، ولا يتمخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامرهم الألوة - قال أبو اليمان: يعني العود - ورشحهم المسك)).
    - رواية ابن أبي عمرة، كما عند البخاري: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم)).
    - رواية ابن سيرين، كما عند أحمد: ((إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوأ كوكب درى في السماء. لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم. وما في الجنة أعزب)).
    - رواية أبي زرعة، كما عند ابن راهويه: ((أول زمرة من أمتى يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءةً. لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة. وأزواجهم الحور. وأخلاقهم على خَلْق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً)).
    - رواية الأعمش، كما عند أحمد: ((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة. ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون. أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)).

    (4) أن الأعمش يروي عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة أحاديث كما عند أحمد ومسلم وغيرهما، فتلك قرينة منضمّة إلى تشابه متن الأعمش مع متن عمارة.

    فماذا ترون أكرمكم الله؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •