عرفت أن لفظ الجلالة يجوز في همزته الوصل والقطع ، فهل هذا دائما أم في مواضع معينة ؟
وهل وردت أي قراءة قرآنية بقطع همزتها ؟ أفيدونا يرحمكم الله
عرفت أن لفظ الجلالة يجوز في همزته الوصل والقطع ، فهل هذا دائما أم في مواضع معينة ؟
وهل وردت أي قراءة قرآنية بقطع همزتها ؟ أفيدونا يرحمكم الله
لفظ الجلالة همزته وصل فقط، ولا تقطع إلا في النداء (يا ألله).
موضوع قطع همزة لفظ الجلالة ووصلها رده العلماء إلى أمرين:
جمهود اللفظة أو اشتقاقها.
فمن قال من العلماء بجمودها قطع همزتها.
ومن قال باشتقاقها وصل الهمزة.
وفي تفسير ابن كثير (1 / 193-195- طبعة أولاد الشيخ):
وَهُوَ اِسْم لَمْ يُسَمَّ بِهِ غَيْره تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلِهَذَا لَا يُعْرَف فِي كَلَام الْعَرَب لَهُ اِشْتِقَاق مِنْ فَعَلَ يَفْعَل فَذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ مِنْ النُّحَاة إِلَى أَنَّهُ اِسْم جَامِد لَا اِشْتِقَاق لَهُ وَقَدْ نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء مِنْهُمْ الشَّافِعِيّ وَالْخَطَّابِيّ وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيّ وَغَيْرهمْ وَرُوِيَ عَنْ الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ أَنَّ الْأَلِف وَاللَّامَ فِيهِ لَازِمَة قَالَ الْخَطَّابِيّ أَلَا تَرَى أَنَّك تَقُول يَا اللَّه وَلَا تَقُول يَا الرَّحْمَن فَلَوْلَا أَنَّهُ مِنْ أَصْل الْكَلِمَة لَمَا جَازَ إِدْخَال حَرْف النِّدَاء عَلَى الْأَلِف وَاللَّام وَقِيلَ إِنَّهُ مُشْتَقّ وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِ رُؤْبَةَ بْن الْعَجَّاج :
لِلَّهِ دَرّ الْغَانِيَات الْمُدَّهِ ... سَبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْنَ مِنْ تَأَلُّهِي
فَقَدْ صَرَّحَ الشَّاعِر بِلَفْظِ الْمَصْدَر وَهُوَ التَّأَلُّه مِنْ أَلِه يَأْلَهُ إِلَاهَة وَتَأَلُّهًا كَمَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَرَأَ " وَيَذَرك وَإِلَاهَتك " قَالَ عِبَادَتك أَيْ أَنَّهُ كَانَ يُعْبَد وَلَا يَعْبُد وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَغَيْره وَقَدْ اِسْتَدَلَّ بَعْضهمْ عَلَى كَوْنه مُشْتَقًّا بِقَوْلِهِ تَعَالَى" وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ " كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ " وَنَقَلَ سِيبَوَيْهِ عَنْ الْخَلِيل أَنَّ أَصْلَهُ إِلَاه مِثْل فِعَال فَأُدْخِلَتْ الْأَلِف وَاللَّام بَدَلًا مِنْ الْهَمْزَة قَالَ سِيبَوَيْهِ مِثْل النَّاس أَصْله أُنَاس وَقِيلَ أَصْل الْكَلِمَة لَاه فَدَخَلَتْ الْأَلِف وَاللَّام لِلتَّعْظِيمِ وَهَذَا اِخْتِيَار سِيبَوَيْهِ .
قَالَ الشَّاعِر :
لَاه اِبْن عَمّك لَا أَفَضَلْت فِي حَسَب عَنِّي ... وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي
قَالَ الْقُرْطُبِيّ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَيْ فَتَسُوسنِي وَقَالَ الْكِسَائِيّ وَالْفَرَّاء أَصْله الْإِلَه حَذَفُوا الْهَمْزَة وَأَدْغَمُوا اللَّام الْأُولَى فِي الثَّانِيَة كَمَا قَالَ " لَكِنَّا هُوَ اللَّه رَبِّي " أَيْ لَكِنْ أَنَا وَقَدْ قَرَأَهَا كَذَلِكَ الْحَسَن قَالَ الْقُرْطُبِيّ ثُمَّ قِيلَ هُوَ مُشْتَقّ مِنْ وَلِهَ إِذَا تَحَيَّرَ وَالْوَلَه ذَهَاب الْعَقْل يُقَال رَجُل وَالِهٌ وَامْرَأَة وَلْهَى وَمَوْلُوهَةٌ إِذَا أُرْسِل فِي الصَّحْرَاء فَاَللَّه تَعَالَى يُحَيِّر أُولَئِكَ فِي الْفِكْر فِي حَقَائِق صِفَاته فَعَلَى هَذَا يَكُون وِلَاه فَأُبْدِلَتْ الْوَاو هَمْزَة كَمَا قَالُوا فِي وِشَاح إِشَاح وَوِسَادَة إِسَادَة وَقَالَ الرَّازِيّ وَقِيلَ إِنَّهُ مُشْتَقّ مِنْ أَلِهْت إِلَى فُلَان أَيْ سَكَنْت إِلَيْهِ فَالْعُقُول لَا تَسْكُن إِلَّا إِلَى ذِكْرِهِ وَالْأَرْوَاح لَا تَفْرَحُ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ لِأَنَّهُ الْكَامِلُ عَلَى الْإِطْلَاقِ دُونَ غَيْرِهِ قَالَ اللَّه تَعَالَى" أَلَا بِذِكْرِ اللَّه تَطْمَئِنّ الْقُلُوب الَّذِينَ آمَنُوا " قَالَ وَقِيلَ مِنْ لَاهَ يَلُوهُ إِذَا اِحْتَجَبَ وَقِيلَ اِشْتِقَاقه مِنْ أَلِهِ الْفَصِيل أَوْلَعَ بِأُمِّهِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْعِبَاد مَأْلُوهُونَ مُولَعُونَ بِالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ فِي كُلّ الْأَحْوَال قَالَ : وَقِيلَ مُشْتَقّ مِنْ أَلِهَ الرَّجُل يَأْلَه إِذَا فَزِعَ مِنْ أَمْر نَزَلَ بِهِ فَأَلِههُ أَيْ أَجَارَهُ فَالْمُجِير لِجَمِيعِ الْخَلَائِق مِنْ كُلّ الْمَضَارّ هُوَ اللَّه سُبْحَانه لِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَهُوَ يُجِير وَلَا يُجَار عَلَيْهِ " وَهُوَ الْمُنْعِم لِقَوْلِهِ تَعَالَى" وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَة فَمِنْ اللَّه " وَهُوَ الْمُطْعِم لِقَوْلِهِ تَعَالَى " وَهُوَ يُطْعِم وَلَا يُطْعَم " وَهُوَ الْمُوجِد لِقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْد اللَّهِ " وَقَدْ اِخْتَارَ الرَّازِيّ أَنَّهُ اِسْم غَيْر مُشْتَقّ الْبَتَّة قَالَ وَهُوَ قَوْل الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ وَأَكْثَر الْأُصُولِيِّين َ وَالْفُقَهَاء ثُمَّ أَخَذَ يَسْتَدِلّ عَلَى ذَلِكَ بِوُجُوهٍ مِنْهَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مُشْتَقًّا لَاشْتَرَكَ فِي مَعْنَاهُ كَثِيرُونَ وَمِنْهَا أَنَّ بَقِيَّةَ الْأَسْمَاء تُذْكَر صِفَات لَهُ فَتَقُول اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم الْمَلِك الْقُدُّوس فَدَلَّ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُشْتَقٍّ قَالَ : فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى " الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ " عَلَى قِرَاءَة الْجَرِّ فَجُعِلَ ذَلِكَ فِي بَاب عَطْف الْبَيَان وَمِنْهَا قَوْله تَعَالَى" هَلْ تَعْلَم لَهُ سَمِيًّا " وَفِي الِاسْتِدْلَال بِهَذِهِ عَلَى كَوْن هَذَا الِاسْم جَامِدًا غَيْر مُشْتَقّ نَظَر وَاَللَّه أَعْلَم.
جزاكم الله خيرا شيخ عبدالله
وكلام ابن كثير - بلا شك - طيب،
لكن: ليتك يا شيخ عبدالله تربطه بمسألتنا هنا، ليتم النفع، وتكمل الفائدة
الأخ عبد الله جزاك الله خيرا
لقد قلت : ( فمن قال من العلماء بجمودها قطع همزتها ) وقلت إن القول بجمودلفظ الجلالة قول أكثر الفقهاء والأصوليين والخليل وسيبويه واختيار الرازي فهل هؤلاء كلهم يرون أن همزة الله قطع في جميع مواضعها ؟ أعتقد لا . أرجو النقاش
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته
خالص تحياتى أرجو أن نلتفت إلى الرسم القرآنى فى همزة القطع وهمزة الوصل بالنسبة إلى لفظ الجلالة ولكننى أضيف إلى هذا الخطأ المشترك فى عنوان ومتن المداخلات فى الموضوع خطأ الشكل: لفظ الجلالة يكتب كالتالى اللَّه وليس الله (رجاء ملاحظة التشكيل فلفظ الجلالة لا يوجد عليه ألف خنجرية بل فاتحة على الشدة) ويمكنكم الرجوع للتيقن من الخطأ فى التشكيل الموجود بكثافة فى مختلف المواقع؛ إلى الرسم القرآنى فى المصاحف.
خالص تحياتى والسلام
د. محمد يونس الحملاوى
أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر
mhamalwy@hotmail.com
www.taareeb.info
زادك الله حرصاومتن المداخلات فى الموضوع خطأ الشكل: لفظ الجلالة يكتب كالتالى اللَّه وليس الله (رجاء ملاحظة التشكيل فلفظ الجلالة لا يوجد عليه ألف خنجرية بل فاتحة على الشدة)
ولكن الصحيح أن لفظ الجلالة الله به ألف قبل الهاء ومن أبسط الأدلة على ذلك جريان أحكام المد العارض للسكون عليه
عند الوقوف عليها
لفظ الجلالة ( الله ) همزتها همزة وصل ، وتختص عندما تكون منادى بحرف النداء ( يا ) دون غيرها من أحرف النداء ( أيا ، وهيا ، وآ ، وأي ، والهمزة ، ووا ) ، ويجوز فيها حينئذ وصل الهمزة وقطعها فتصبح ( يالله ) و ( يألله ) بإثبات الهمزة نطقا ، والأكثر فى نداء لفظ الجلالة حذف حرف النداء ( يا ) والتعويض عنه بميم مشددة فتصبح ( اللهم ) ، ويشذ الجمع بين حرف النداء والميم المشددة فنقول : ( يا اللهم ) لأنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه .
شادي محمد شادي
باحث دكتوراة في الأدب والنقد
( عصر الحروب الصليبية 491 - 690 هـ )
السلام عليكم الخلاف لفظي في هذه المسألة ومؤداه واحد ؛ لأن القائلين بأن لفظ الجلالة مشتق قالوا إنه مشتق من : ( ألِه ) همزته همزة وصل ، أما القائلون بأن لفظ الجلالة جامد فهمزته عندهم همزة قطع غير أنها لكثرة الاستعمال صارت همزة وصل ، والله تعالى أعلى وأعلم
http://www.dorar.net/enc/aqadia/930ومن أقوى الأدلة عليه قوله تعالى: {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام:3] مع قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف:84] ومعناه : ذو الألوهية التي لا تنبغي إلا له
السلام عليكم
قال الإمام أبو البقاء العكبري رحمه الله:والأصل في الله الإلاه فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة ثم سكنت وأدغمت في الام الثانية ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ورققت إذا كانت قبلها كسرة ومنهم من يرققها في كل حال . فالتفخيم في هذا الإسم من خواصه .وقال أبو علي:همزة الاه حذفت حذفا من غير القاء وهمزة إلاه أصل وهو من أله يأله إذا عبد .فالاله مصدر في موضع المفعول أي المألوه وهو المعبود .قيل أصل الهمزة واو لأنه من الوله فالإله تتوله إليه القلوب أي تتحير وقيل أصله لاه على فعل وأصل الألف ياء لأنهم قالوا في مقلوبه لهى أبوك ثم أدخلت عليه الألف والام.والله أعلم.