بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فغير خافٍ على الباحث في علوم الشريعة بله علم الحديث ما لصحيح البخاري من أهمية، ولم يقتصر البخاري -رحمه الله- في تصنيف كتابه على جمع الحديث النبوي الشريف وحسب، بل أودع فيه -رحمه الله- بعض فقهه والكثير الكثير من الإشارات والألغاز والاستنباطات الدقيقة التي تربي طالب العلم ومريده إلى استحضار الذهن وجمعيته.
وتراجم البخاري وتبويباته من ألطف ما أنت واجدٌ في كتابه العظيم، وقصدي من فتح هذا الموضوع مشاركة الأخوة شيء مما حُبِّب إليّ من تراجم البخاري -رحمه الله- في صحيحه، ولعل الأخوة يشاركون بشيءٍ مما وقفوا عليه في هذا الكتاب العظيم.
والله أسأل لي ولكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا هداةً مهتدين.
والآن أشرع في المقصود:
1- قال البخاري -رحمه الله- في كتاب التوحيد الباب الحادي والعشرين:
" بابٌ: قل أي شيء أكبر شهادةً قل الله [ الأنعام: 19 ]فسمى الله تعالى نفسه شيئا، وسمى النبي القرآن شيئا، وهو صفةٌ من صفات الله، وقال الله كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه [ القصص: 88 ] " .
2- قال -رحمه الله- في كتاب التوحيد، الباب السابع والعشرين، :
" باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق،وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره، وهو الخالق المكون غير مخلوق . وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون " .
3- قال -رحمه الله- في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، الباب السابع والعشرين:
" باب نهي النبي على التحريم إلا ما تعرف إباحته، وكذلك أمره نحو قوله حين أحلو: ( أصيبوا من النساء ) ، وقال جابرٌ: ( ولم يعزم عليهم، ولكن أحلهن لهم ) ، وقالت أم عطية: ( نُهينا عن اتباع الجنازة ولم يُعزم علينا ) " .