أخوة المجلس
..............
إنّ من محاسن النهضة السلفية المُعاصرة : العودة إلى الحديث النبوي ، في وقتٍ كاد الحديثُ عن الحديثِ أن يندثر أو يُشوّه ..!
إثرَ هجمة عنيفة .. من المستشرقين ! .. بل و " القرآنيين " !!
فمنهم : من لم يكُن في ذهنه أيّ محاولة للنظر في أثر (الصحيح) .. و (الضعيف) من السنّة على اجتهاداته ، فكيف إلى جمعٍ بين الأحاديث .. ومحاولة الترجيح بينهنّ ؟! .
و ما قد وقع فيه كثيرٌ من المفكرين والعلماء الأجلاء المعاصرين أمثال : محمد أبو زهرة و محمد رشيد رضا ( إلى حد ما ) و صبحي الصالح ... إنما هو من عدم وضوح المسألة الحديثية عندهم , فعندما يستشهد الصالح بالحديث المكذوب ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) يتعبر سقطة من السقطات ..! مع أنّه هوَ : صاحب الكتاب الشهير في (أصول الحديث) ..!
أو : كـ(محمد أبي زهرة) عندما .. يُنكر آية الرجم الثابتة في الأثر ..!
و منهم : من لم يعتبر للسنّة أيَّ اعتبارٍ في الاستدلال ..!
............ ........... ............
وفي الوقت الحاضر : نجدُ حملةً عنيفةً على مقدسات الأمة الفكرية .. من بينها " حجيّة السنة " !
فهاهم (الليبراليون) .. بخيلهم ورَجلهم ، يجتهدون ..! وينظرون ..! ويُفكرون ..! ويقدّرون ..!
فمنهم من يرفعه قدره -من الشجاعة- إلى القول بعدم إلزامية قَبول الحديث !
ومنهم : كالثعلب .. يُحاول قراءة النص .. قراءةً تتماشى مع غايته ..! وهؤلاء قوم : مصالحيون فتّانون .. يتلونون بألوان الطيف ، فمن كل بابٍ يلجون .. ! ولكن : نمنعهم نحنُ حرس الحدود ..!
فها هيَ مجردُ تنبيه وهزّ .. على هجمة تتطرق الأبواب وخلفها السيل الجارف .. والهلكة المحتمة ..!
وقد تحّدثَ العلماء -قديماً وحديثاً- على حجيّة السنة .. وقد ردّوا الشبهات في هذا .. بما لا مزيد عليه : ويجدر أن نذكرَ :
(1) العلامة / عبد الغني عبد الخالق -رحمه الله - في كتابه " حجيّة السنة " وهوَ رسالته للدكتوراه .
(2) الشيخ الدكتور / مصطفى السباعي -رحمه الله - في كتابه " السنّة ومكانتها في التشريع " وهوَ رسالته للدكتوراه ، وفيه حديثٌ جميل عن (المستشرقين ) .. وأثرهم على محاولة هدم السنّة ..!
ولا أعلم عن كتاب عن (موقف العلمانيين من السنة النبوية) .. فمن يعلم .. فليخبرنا -بارك الله فيكم- ؟!
......... ........... ............
ومما يجدر الحديث عنه في هذه الجادّة : التفريق بين :
(1) العلمانيين .
و / (2) المقاصديين .
فأصحاب التوجه الأول :
نختلف معهم في (الأصول) و (الفروع) ..! ، ولا نرى مبررَ لوجودهم ..!
أما أصحاب التوجه الثاني :
فنختلف معهم -إن كان هناك اختلاف- في طريقة فهم النص أو الجمع بين النصوص أو العلاقة بين القرآن والسنة من حيث : التخصيص أو النسخ أو التعارض بين النص الجزئي والقاعدة الكلية و المقصد العام ..، أو أثر اختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف على النظر الفقهي !
أو أثر الأدلة المختلف عليها في الإستنباط الفقهي ، أو أثر الإختلاف في القواعد الأصولية على الإجتهاد والذهنية الفقهية ..
وهوَ : اختلافٌ معتبرٌ مقبولٌ في منطق الشريعة وأصول الفقه ..!
حتى لا نصم شخص بالعقلانية المطلقة أو .. التحررية من النصوص ، بمجرد أن اجتهاده خالف اجتهادي ..!
(والله أعلم)