(( الإسلامي : هو المنسوب إلى الإسلام ، لأن الياء هذه ياء النسبة ، ويتحقق الانتساب الكامل للإسلام بالتزام تعاليمه كلياً وجزئياً ، يستوي في ذلك أن يكون المنتسب إنساناً، أو المنسوب عملاً ، والأصل في هذه النسبة أن يقال : مسلم ، بدلاً من إسلامي ، وعلى ذلك جرى العرف منذ جاء الإسلام إلى العصور الحديثة ، حيث شاع لفظ إسلامي لدى المفكرين المسلمين المعاصرين ، وغيرهم ، خصوصاً في مجال الأفكار والنظم .
وربما كان من دواعي الأخذ بهذه الصيغة والتحلي بها : أن لفظة مسلم لم تعد مميزاً حاسماً - في الواقع المعاش - لم التزم الإسلام ، حيث صار الانتساب للإسلام وراثياً وهويَّاً أكثر منه حقيقياً .
فهناك مسلمون بأسمائهم وهوياتهم لكنهم لا يلتزمون بالإسلام اعتقاداً وتطبيقاً ، وهناك دعوات وحركات إسلامية باسمها ، وشعاراتها ، وهي حرب على الإسلام ومناقضة لمبادئه .
وحينما بدأ الاتجاه الملتزم بالإسلام يقوم بدوره ، رُئي لتقديمه في ميدان الفكر العالمي ضرورة تمييزه عن أولئك الناس ، وعن ذلك الفكر المنحرف عن الإسلام ، وإن حمله منتسبون إليه ، فكانت هذه النسبة )) اهـ ، من كتاب [ حقيقة الفكر الإسلامي ص 12 - 13 ] أ د . عبدالرحمن بن زيد الزنيدي . ( استاذ الثقافة بكلية الشريعة بجامعة الإمام ) .
وفي جانب متصل ( من ملتقى أهل الحديث ) :
ومع كامل التقدير والإجلال لشيخينا ، ولرأيهما ، إلا أنَّ الفكر الإسلامي إذا أطلق وأريد به مادة معينة فليس ثمة فرق بين هذا الإطلاق وبين إطلاق ( الفقه الإسلامي ) مثلاً !
ثم إنه لو أطلق شاملاً لعقيدة الإسلام والتصور عن الكون والإله والإنسان والحياة ... الذي يقدمه الدين ، فإنه لا يُراد نسبة هذا التصور إلى المفكر ( حيث أنتجه فكراً ) وإنما المقصود تعاطي المفكر -عبر فكره - مع هذه الحقائق وتسليمه بها ، حيث الإسلام الذي هو تشريع رباني ليس الإيمان به واعتقاده من قبل المفكر تشريع أيضاً ، إنما هو مطروح لمسؤوليته العقلية التي حباه الله بها .
إيراد الشيخ محمد رحمه الله - الملون بالأحمر - لا يستقيم مع التفريق بين الإسلام كدين ، وبين التزام المسلم به وتأمله فيه كإنسان عاقل ، لا يصح طلب الإسلام منه إذا سُلب قدرة التفكير .
والله أعلم .