بدء السفور وترك الحجاب
يقول الشيخ عبد المحسن العباد وفقه الله في كتابه لماذا لا تقود المرأة السيارة:
وكان بدء انفلات النساء في البلاد الإسلامية تقليداً للبلاد الغربية حصل بترك الحجاب وكسف النساء وجوههن وتبع ذلك شيئاً فشيئاً كشف رؤوسهن وصدورهن وسواعدهن وأعضادهن وسوقهن وبعض أفخاذهن ويبع ذلك أيضاً مخالطتهن الرجال ومشاركتهن لهم في سائر الإعمال والتسوية بينهم وبينهن ويوضح ذلك ما ذكره الشيخ على الطنطاوي رحمة الله عن بدء السفور في بلاد الشام حيث قال في ذكرياته ( 5/226) : وكانت النصرانيات واليهوديات من أهل الشام يلبسن قبل الحرب الأولى الملاءات الساترات كالمسلمات وكل ما عندهن أنهن يكشفن الوجوه ويمشين سافرات أذكر ذلك وأنا صغير وجاءت مرة وكيلة ثانوية البنات المدرسة سافرة فأغلقت دمشق كلها حوانيتها وخرج أهلوها محتجين متظاهرين حتى روعوا الحكومة فأمرتها بالحجاب وأوقعت عليها العقاب مع أنها لم تكشف إلا وجهها ومع أن أباها كان وزيراً وعالماً جليلاً وكان أستاذاً لنا . ومرت الأيام وجئت هذه المدرسة ألقي فيها دروساً إضافية وأنا قاضي دمشق سنة 1949 وكان يدرس فيها شيخنا الشيخ محمد بهجت البيطار فسمعت مرة صوتاً من ساحة المدرسة فتلفت أنظر من النافذة فرأيت مشهداً ما كنت أتصور أن يكون في ملهى فضلاً عن مدرسة وهو أن طالبات أحد الفصول وكلهن كبيرات بالغات قد استلقين على ظهورهن في درس الرياضة ورفعن أرجلهن حتى بدت أفخاذهن عن آخرها . إلى أن قال ( ص 238) : كان أن دمشق التي عرفناها تستر بالملاءة البنت من سنتها العاشرة شهدت يوم الجلاء بنات السادسة عشرة وما فوفها يمشين في العرض بادية أفخاذهن تهتز نهودهن قي صدورهن تكاد تأكلهن النظرات الفاسقة وشهدت بنتاً جميلة زينت بأبهى الحلل وأُلبست لباس عروس وركبت السيارة المكشوفة وسط الشباب . قالوا : إنها رمز الوحدة العربية ! ولم يدر الذين رمزوا هذا الرمز أن العروبة إنما هي في تقديس الأعراض لا في امتهانها . إلى أن قال ( ص 239 ) : ألا من كان له قلب فليتفطر اليوم أسفاً على الحياء من كانت له عين فلتبك اليوم دماً على الأخلاق من كان له عقل فليفكر بعقله فما بالفجور يكون عز الوطن وضمان الاستقلال ولكن بالأخلاق تحفظ الأمجاد وتسمو الأوطان فإذا كنتم تحسبون أن إطلاق الغرائز من قيد الدين والخلق والعورات من أسر الحجاب والستر إذا ظننتم ذلك من دواعي التقدم ولوازم الحضارة وتركتم كل إنسان وشهوته وهواه فإنكم لا تحمدون مغبة ما تفعلون
هذه قصة بدء السفور وكشف النساء وجوههن في بلاد الشام حكاها الشيخ على الطنطاوي رحمة الله عن مشاهدة ومعاينة وكانت وفاته سنة 1420هـ والسعيد من وعظ بغيره ومثل هذا الذي حصل في بلاد الشام حصل في مصر وتركيا وإيران وغيرها وكانت بداية السفور وكشف الوجوه في القرن الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي انظر كتاب ( حراسة الفضيلة للشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد : ص 165 ، 168 ) .