حوار مع القلم !

إن من أجل نعم الله على الأناسي، أن عَلمهم القلمَ الذي به الدساتير

يسطَرون، وبه على القرارات يُوقعون، وبه عن المشاعر يُعبرون، وبه بعضُهم

يدعون إلى الرحمن(فهنيئًا لهم، وبهم يفتخر القلم) وبه البعضُ الآخر يدعون

إلى الشيطان(فخسارةً لهم، ولهم يشتكي القلم ظلمهم) إذن فحريٌ بكل من جرد

قلمَه من غِمده، أن يقف هُنَيْئةً مع نفسه موقف المراقبة، فالكلمات محسوبةٌ

والجوارح مسؤولةٌ عن كل صغير وكبير .

وهذه مقدمة قدمتها بين يدي الحوار، فالآن هذا أوانه فاستمع واسمع.

عبدالله: أخذتُ القلمَ وجردته من غمده، وفجأة!!

القلم: لماذا مِن غمدي تجردني؟

عبدالله: لأكتب بك طبعا.

القلم: وهل تم الإستئذان قبلُ؟

عبدالله: استئذان!! وممن أستأذن!!؟

القلم: نعم! استئذان من خالقي

عبدالله: ومَن خالقك ياترى؟

القلم: إنه الله تعالى

عبدالله: علِمني من فضلك كيف أستئذنه!

القلم: مندهشا..! غريب أمرك قل: بسم الله

عبدالله: في خجل..! بسم الله فالآن قد استأذنتُ فاسمح لي بالكتابة.

القلم: مسرعاً!! لا انتظر فضلا مليًا

عبدالله:ماذا تريد مني أيضا؟

القلم: هل لك أن تخبرني ماذا تريد أن تكتب بي؟

عبد الله:رسالة دعوية

القلم: رسالة دعوية؟ ما شاء الله عليك ولكن!!

عبدالله: ولكن ماذا؟

القلم:لكن انظرقبلُ ماذا هنالك.

عبدالله: هنالك؟

القلم:نعم هنالك في سويداء قلبك، أهو عمل خالص لخالقي؟

عبدالله: نعم أرجوأن يكون كذلك إن شاء الله.

القلم: فاطمئِنْ إذن بثوابه، ولكن إلى من ترسل؟

عبدالله:إلى كل مسلم بواسطة موقع (الإسلام) هل تعرفه؟

القلم:طبعا نعم، فهل نفتخر(نحن الأقلام) إلا به وأمثاله!!فبلغ سلامي للقائمين به.

عبد الله: سيصل إن شاء الله، وهل تأمرني بشيء آخر؟

القلم: سكوت…. ثم فجأة بكاء مرير!!!!

عبدالله:خيرًا ماذا يبكيك ياصديقي؟

القلم: سكوت مستمر!!

عبدالله: أخبرني من فضلك فلعلني أكن لك خير معين.

القلم: وهو يئن(إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)

عبدالله: مستغربا!! بثك وحزنك؟

القلم:نعم ياعبدالله!

لقد عانيتُ وما زلتُ أعاني من ظلم الناس،(بعضهم)

بي كتبوا دساتيرهم فأهملوا دستور خالقي.

وبي وقَعوا على القرارات فظُلمت الدول والمجتمعات والأفراد.

وبي سُطرت الشهادات الكاذبة فأُشعلت الحروب ومُزقت الشعوب.

وبي خُطت كلمات، فأثيرت الأحقاد وفُرق بين أفراد الأسر.

وبي فعلوا…. وفعلوا…………..ول ولى (الكلمات الدعوية)وأمثاله ،،،!

عبدالله: إي كمَل !!!

القلم: لقلت،(ياليتني مِتُ قبل هذا وكنت نسيا منسيا)

عبدالله: فماذا أقول للناس نيابةً عنك؟

القلم:قل لهم: أن يتقوا الله فيَ، وأن لا يجردوني من غمدي إلا بعد الإستئذان.(بسم الله)

وقل لهم: أن يخلصوا نياتهم فيما يكتبون بي، وأن لا يكتبوا بي إلا ما يرضي خالقي

وقل لهم: بأني إماشاهد لهم أو عليهم، وما أحسن قول قائلهم وبه أودعك يا عبدالله:

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير خط يسرك في القيامة أن تراه.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالله: وعليكم السلا م ورحمة الله وبركاته.