بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد: قال الله تعالى : (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)
أيها الإخوة الكرام! فقد آن الأوان لنا أن نراجع أبجديات حياتنا، آن الأوان أن نعلم أنفسنا وأبناءنا والأجيال القادمة، أن لا سلامة لنا ولدورنا ولمساجدنا من أبناء القردة والخنازير إلا بموقف إسلامي صحيح وصارم تجاههم، فإن قضية القدس برمتها،ومعركة الفرقان بخصوصها نموذج يزرع فينا بدعا من الروح لمراجعة تفاصيل كثيرة وكثيرة جدا...
*1 إن معركة الفرقان أسفرت بجلاء عديم جدوى مجرد الشعارات البراقة والكلمات الرنانة.
*2 أن معركة الفرقان رفعت الغمة للعامة قبل الخاصة عن ماهية سيطرة إسرائيل على الأمم المتحدة ومجلسه الأمن وقراراته، فمنذ إنشاء مجلس الأمن عام 1945 إلى الآن أكثر من 120 قرارا اتخذ ضد إسرائيل ولم يتفذ منها ولو قرار واحد..
*3 إن معركة الفرقان أسفرت أن الذي ينفع هو ما عليه إخواننا المرابطون المجاهدون في غزة الصامدة،هو دفع الظلم والطغيان بالقوة والإرهاب،هو الرباط والجهاد في سبيل الله تعالى، فالجهاد شرع لهذه الأمة أول ما شرع دفاعا عن النفس وحماية لبيضة التوحيد،فأي ظلم وطغيان وغطرسة بعد هذه المذبحة والمجزرة التي تقشعر منها جلود الصغار قبل الكبار؟!!!
*4 إن معركة الفرقان أنارت الدجى وهتكت أستار الساعين في تضييق قضية الأرض المقدسة من قضية(إسلامية واسعة) إلى(قومية عربية ضيقة) الداعمين بذلك الغزو الفكري الصليبي الصهيوني، هذا الغزو الفكري الذي غرق في لجه غفلة مع الأسف ، كثير من المسلمين..
*5 إن معركة الفرقان كانت معركة بين الحق والباطل، كانت إسلامية، كانت دفاعا عن النفس ودفعا للظلم والعدوان، وحماية للمسجد الأقصى المبارك الذي هو لعموم المسلمين..
*6 إن معركة الفرقان غربلت المسلمين فعرف المسلمون بعضهم بعضا، بها عرفنا المهتمين بأمور إخوانهم وعرفنا المتخاذلين، بها سقط أقوام من أعين المسلمين واستقر حب آخرين في قلوبهم، فمن همز ولمز أوسب وشتم المستضعفين المجاهدين المرابطين، ووقف مع المعتدين الظالمين أو صمت راضيا بفعلتهم وظلمهم، فاليعلم أنه قد سقط من عين الله تعالى، وبسقوطه من عين الله، قد سقط من أعين الموحدين المؤمنين..
*7 إن معركة الفرقان علمتنا أن في الأمة الإسلامية خيرا وبركة ورحمة، وليس أدل على ذلك من وقوف الشعوب وتضامنهم وتبرعاتهم بالقليل والكثير لإخوانهم وأبناءهم بغزة الأبية العزيزة،
وعليه فمن لم يجاهد بماله..بنفسه..بلس انه،ومن لم يهتم بأمور إخوانه في الله، فاليعلم بأن غيره من أبناء الأمة سيفعل ذلك كله فهي أمة خير وبركة..
*8 إن معركة الفرقان وإن كان قتلة الأنبياء قتلوا فيها أبناءنا ونساءنا وهدموا فيها دورنا ومساجدنا، إلا أنها نفضت غبار الكرى عن الملايين صغيرهم وكبيرهم نسائهم ورجالهم، وزرعت حب المرابطين وحركة الجهاد بفلسطين في قلوبهم حتى أعلنوا به بصريح مختلف العبارات والتصرفات، وخذوا قولة تلك السودانية ، وتصرف ذلك اللاعب المالي كنموذج.
*9 إن معركة الفرقان زادتنا إيمانا ويقينا بقول الله تعالى وموعوده (بلى إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) (لتجدن أشدالناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وإلا فإن إسرائيل تل أبيب، خرجت بقوتها بطرا ورءاء الناس، فحال الله تعالى بينهم وبين استئصال الحركة الجهادية بجميع فصائلها..حقا،الن صر ليس فقط بكثرة العدد والعدد(وماالنصر إلا من عند الله)
*10 إن معركة الفرقان زرعت في المقابل كراهية إسرائيل في قلوب الملايين،وليس أدل على ذلك من تصرف ذلك اليهودي الأوروبي الذي أحرق جوازه على الهواء، معلنا به بينونته لليهودية..
فالله أسأل في عليائه أن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الظالمين، ويرزقنا صلاة مقبولة في الأقصى المبارك بعد تحريره من براثن اليهود، وصلى الله وسلم على معلم الإنسانية وهادي البشرية وخير البرية محمد بن عبدالله وآله وصحبه أجمعين.