قال ابن تيمية - رحمه الله - في "بيان تلبيس الجهمية" (6/1) :
((وكان السلف والأئمة يعلمون أن مرض التعطيل أعظم من مرض التشبيه...فكان كلامهم وذمهم للجهمية المعطلة أعظم من كلامهم وذمهم للمشبهة الممثلة)).
قال الغزالي في "إلجام العوام عن علم الكلام" ، ص 96 :
((...فإن قيل : إن كان المبالغة في التنزيه خوف التعطيل بالإضافة إلى البعض ، ففي استعمال الألفاظ الموهمة خوف التشبيه بالإضافة إلى البعض [1]. قلنا: بينهما فرق من وجهين ، احدهما أن ذلك يدعو إلى التعطيل في حق الأكثرين ، وهذا يدعو إلى التشبيه في حق الأقلين ، وأهون الضررين أولى بالاحتمال ، وأعم الضررين أولى بالاجتناب. والثاني أن علاج وهم التشبيه أسهل من علاج التعطيل ، إذ يكفي أن يقال مع هذه الظواهر : ليس كمثله شيء ، وأنه ليس بجسم ولامثل الأجسام [2]. وأما إثبات موجود في الاعتقاد على ما ذكرناه من المبالغة في التنزيه شديد جداً ، بل لا يقبله واحد من الألف لا سيما الأمة الأمية العربية)).
= = = = = = = = = = = = =
[1] هنا يفترض الغزالي جدال الخصم ، كأن الخصم يقول الضرر المتحقق بالغلو في التنزيه لا يقل عن الضرر المتحقق باستعمال الألفاظ الموهمة ، ويقصد الخصم بالألفاظ الموهمة ما وصف الله به نفسه.
[2] وللأئمة كلام حول الحاجة إلى الاستفصال عند إيراد ألفاظ محدثة مجملة كهذه أوغيرها كالعرض والجوهر والحيز ، الخ.