بسم الله الرحمن الرحيم
من يتأمل لفظة السلفية و إطلاقاتها على الساحة الحاضرة ، يجدها تطلق بإزاء معنيين :
الأول : العقيدة السليمة ، والدين القويم ، الإسلام الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان عليه هو وصحابته الكرام ، الخالي من البدع والتشريعات والفهوم الخاطئة التي جلبها إلى الناس مر الدهر بحكمة الله البالغة .
الثاني : ذلك الإطار الفكري ، الذي نتج عن تعاطي السلفيين مع المستجدات ، ومعايشتهم لواقعهم بنوازله ، فأضحى رأيهم الاجتهادي له اعتباره وسيماه ، وهي هنا - أي السلفية - جماعة وحركة ، لها رجالها وممثلوها .
المقصود : التنبيه على ضرورة التفريق بين الإطلاقين حينما نتعامل مع السلفية ، وليس في دين الله أنه لا يقبل صرفاً ولا عدلاً إلا ممن سمى نفسه سلفياً ، أو انضوى تحت راية حركة سلفية ، وإن كان الدين الصحيح هو مافهمه السلف رضوان الله عليهم .
فقد يؤمن رجل ما - أو حزب أو حركة - بدين الله الحق الذي كان عليه السلف ، ويعتقده حقاً ولا يرى غيره ويبذل جهده في معرفته وطلبه ، إلا أنه لا يوافق السلفيين في اتجاه سياسي ، أو تنظير اجتماعي ، فليس من حقنا أن نسلبه دينه ، أو نجعل السلفية سيفاً نشهره في وجهه ، ونتخذه ذريعة لإقصائه حال خلافنا معه ، وليس منطقاً أن نوجب السلفية بإطلاقها الثاني على الناس ، ونجعلها ديناً نزنهم به . والله أعلى وأعلم .