السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يجمل بطالب العلم أن يقرأ شيئاً و لو يسيراً من كتب الأدب، وقد سأله السائل عن مطالعته لكتب الأدب فأجاب بأنه في بداية الطلب، قرأ مؤلفات الجاحظ كلها والكامل للمبرد ومؤلفات ابن قتيبة وخزانة الأدب وشروح المعلقات السبع ومجموعة من دواوين الأدب المشهورة ...
والذي يهمني هنا هو موقف طالب العلم مما حملته هذه الكتب مما يسميه بعضهم اليوم بالأدب المكشوف. حيث ترى المؤلف يذكر أعضاء الجسم تصريحاً ويكشف عن شؤون الجواري والغلمان كل ما أسدل عليه الستار. ولا يجد حرجاً في ذكر ما يعد استهتارً وفجوراً.
وقد اتبع كثير من المستشرقين طريقة الحذف أو التمويه إزاء النصوص التي تحتوي على حكايات تجري على الوصف الذي ذكرت.
وذكر زكي مبارك في " النثر الفني في القرن الرابع" أن مرجليوث حذف عند نشره لكتاب "نشوار المحاضرة" للتنوخي حكايات لم ير داعياً لتخليدها.
أما رجيس بلاشير أو شارل بلا (الشك مني) ، فقد فضل عند ترجمته لبعض الكتب أن ينقل الكلمات التي فيها إقذاع إلى اللغة الللاتينية بدلاً من اللغة الفرنسية. فكأنه اتخذ قراراً وسطاً بين الحذف و النقل.
وقد ذكر كوركيس عواد في بداية تحقيقه لكتاب "الديارات" للشابشتي أنه تردد في أمر القصص والتعابير التي مدارها على الجواري والغلمان و التغزل بالرهبان والراهبات، بين إسقاطها وإثباتها وأنه فضل إثباتها و خاصة بعد أن أشار عليه صلاح الدين المنجد في رسالة أرسلها إليه سنة 1948م
بأن يترك النصوص على حالها دون أي تغيير.
وعندما كانت تمر علي عبارة في سيرة ابن هشام مثل :" وهناك أبيات أخرى تركناها لأنه أقذع فيها"(النقل ليس حرفياً)، أقول رحم الله ابن هشام ليته ترك الأبيات، ثم أستغفر وأسترجع وأقول هو أعلم بالحال مني.
وأود لو ساهم الإخوان في مناقشة هذه الأفكار وطرحها من زاوية شرعية:
1- هل تقرأ مثل هذه الكتب على كل حال؟
2- هل تقرأ مرة فقط ليعلم ما فيها و لا تقرأ على سبيل التفكه؟
3- إذا طلب أحد الأساتذة من طالب في الآداب تحقيق مخطوط يحتوي على مثل الحكايات لنيل شهادة جامعية، هل يقبل بذلك؟
هل يعد شراء مثل هذه الكتب ككتاب الديارات و وديوان أبي حكيمة إلخ من إضاعة المال المنهي عنه شرعاً؟
وقد ظهر لي أن أضع هذا الموضوع في مجلس اللغة العربية فإن رأى السادة المشرفون أن ينقلوه إلى المجلس الشرعي فهم أعلم.