الحمد لله وحده، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذا الكتاب برواية محمد بن العلامة السعدي، واعتنى بصياغته مساعد السعدي ابن بنت الشيخ، وضمَّن الكتاب بعض ما استفاده من والدته عن الشيخ.
الملحوظة المهمة على هذا الكتاب أنه تضمن نقولا وأحداثا، وتكلم الرواي في ما يرويه أيضا عن مقاصد تصرفات الشيخ في الإنكار، وموقفه من بعض المخالفات، والمسائل العلمية، باستنتاجه، ونحو ذلك .
وراوي هذه الأحداث محمد ابن الشيخ يظهر جليا من سياق الكتاب ولغته ومضمونه = أنه:
1- رجلٌ عاميٌ وليس من طلبة العلم.
2- وظهر من سياقه أن جلساءه وأصدقاءه في تلك الحقبة ممن يشربون الدخان برضاه.
3- وهو يروي هذه الأحداث الآن وبعضها مضى عليه أكثر من سبعين سنة.
4- تقدم سن راوي الكتاب الآن مما هو مظنة الغلط والتخليط للحفاظ فكيف بالعامة؟
هذه الأمور تجعل الوثوق في روايات هذا الكتاب = محل نظر وتردد، ولا ينبغي التعويل على ما في الكتاب من فرائده، وإنما تروى للاستئناس.
وتعامل كما تعامل (سواليف) كبار السن وما عاصروه من أحداث مع العلماء.
لا أقول هذا طعنا في ابن الشيخ أو حفيده؛ لكن هذا عَلَمَ من أعلام الأمة، والجادة أن النقل عن العلماء إنما يؤخذ من أهله، وإذا كان الأئمة وهنوا روايات بعض طلاب الأئمة في بعض نقلهم وهم علماء أجلاء فكيف بمن هو من العامة؟!
ولا زلنا نرى ونسمع اليوم كثرة غلط العامة على العلماء إما في فهم كلامهم أو مواقفهم أو مقاصدهم .
وقد سمعت الشيخ العلامة ابن عثيمين يقول وقد سئل سؤالا فهم العامي من كلام الشيخ أو غيره من العلماء فهما غلطا: ويل للعلماء من العلماء!