اذا كان الاعجاز البلاغى كان هو الذى عليه مداى الاعجاز أيام النبى فكيف كانت تقام الحجة على العجم الذين لايتكلمون العربية ؟
اذا كان الاعجاز البلاغى كان هو الذى عليه مداى الاعجاز أيام النبى فكيف كانت تقام الحجة على العجم الذين لايتكلمون العربية ؟
هذا الكلام فيه مغالطة!
لأنني إذا كنت أتحدى أذكى الأذكياء في مسألة تتعلق بالذكاء، فلا يحق للغبي أن يقول: هذه المعجزة لا تصلح معي!
وكذلك إذا كنت أتحدى أبرع الأطباء في جميع أنحاء العالم في مسألة تتعلق بالطب، فلا يحق للجاهل بالطب أن يقول لي: لا أعترف بهذه المعجزة!
وكذلك إذا كنت أتحدى أقوى الأقوياء في جميع أنحاء العالم بمسألة تتعلق بالقوة، فلا يحق للضعيف أن يقول لي: لا أسلم بذلك!
فالمقصود أن العجمي لا ينازع في أن العربي أعلم منه بالبلاغة والفصاحة، فإذا كان العربي مع شدة عداوته ولدده ولجاجه يقر ويعترف ويذعن بأنه لا يستطيع أن يأتي بمثل هذا القرآن، فهذا من أوضح دليل يمكن وجوده على عجز من هو دونه.
ثم إن كثيرا من العجم قد تعلم العربية وبرع في البيان والبلاغة ومع ذلك أقر وأذعن بهذه المعجزة، فالتحدي قائم للعرب والعجم، للعرب بالفعل، وللعجم بالقوة.
ثم إن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على القرآن، لكنه أعمها.
والله أعلم.
وأيضا إعجاز القرآن لا يقتصر على فصاحته وبلاغته ولكنه أعمها
ففي القرآن إعجاز للأخباري
وللطبيب
وللفلكي
وغيرهم
وفيه إخبار بأمور غيبية وقعت في عصر النبوة وبعيده
وفضح لتحريفات الأحبار والرهبان وبيان لفساد معتقدهم
وبيان فساد دين المدعو من أقوى السبل لإقناعه بالدين الصحيح
وفيه أدلة عقلية على تناقض من كذب بهذا الدين
وغير ذلك
الاصل في الحجية في عهد البعثة بالرسالة نفسها .
كما كانت قبل ذلك بالنسبة لجميع الرسل
اما تنزيل القرآن فزيادة لإقامة الحجة عليهم
سواء من اوتي منهم كتابا او من لم يؤتَ شيئاً من الكتاب .
لأن القرآن لم يكتمل الا قبيل موت النبي عليه الصلاة و السلام
وضح جزاكم الله خيرا