بسم الله الرحمن الرحيم
...
.....
........
أتعلم من خير الناس على وجه الأرض .. أتريد أن تراه وتجلس معه إنه ..
معلم ومتعلم القران ..
فإلى من انشغل بالعلوم الأخرى دون القران وإلى من غفل عن تعليم أبنائه وأهله وجيرانه القران ألا تريد أن تكون من خير الناس على وجه الأرض كيف ترخص بوسام الخيرية فماأعظمه من وسام عرفه كثر فاشغلوا نهارهم وليلهم في تعلم وتعليم القران ...أما آن الوقت لتكن واحد من هؤلاء ..
فضيلة قراءة القرآن وحملته:
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}
[ فاطر:29-30 ].
وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
[ البخاري ] .
وعن عائشـة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " [متفق عليه].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله : " مثل الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب , ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو , ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر , ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " [رواه البخاري - ومسلم].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي قال: " إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين " [ رواه مسلم ] .
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفعياً لأصحابه " [ رواه مسلم ].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: " لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار "[رواه البخاري ومسلم ].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : " من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول ألم حرف , ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح ].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : " إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب " [ رواه الترمذي , وقال: حديث حسن صحيح ] .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي قال: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها " [ رواه أبو داود والترمذي , وقال: حديث حسن صحيح].
ترجيح القراءة والقاريء على غيرهما ...وتقديمه في اللحد على غيره ..
ثبت عن ابن مسـعود رضي الله عنه عن النبي قال: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ".
[ رواه مسلم ].
وكان القراء ( الفقهاء ) أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً وشباباً.
[ رواه البخاري ] .
وعن جابر رضي الله عنه أن النبي : كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول: أيهما أخذاً للقرآن؟ فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد ". [ رواه البخاري ] .
تعلم القران مقدم على كل العلوم وأول مايبدأ به طالب العلم ويحرص عليه :
نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة " المجموع":
( كان السلف رضي الله عنهم لا يُعلمون الحديث والفقه الا لمن حفظ القرآن ).
ورحم الله الامام الشاطبي, اذ يقول في " حرز الأماني":
روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ..... ولا تعد روض الذاكريـن فتمحـلا
وآثـر عـن الآثارمثـراة عذبـه ...... وما مثله للعبـد حصنـا وموئـلا
ومن شغل القرآن عنـه لسانـه ...... ينل خير أجـر الذاكريـن مكمّـلا
وما أفضل الأعمـال الا افتتاحـه ..... مع الختم حلاّ وارتحـالا موصّـلا
قال الإمام المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة ( حديث رقم 1173) , معلقا على الحديث الذي رواه أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان مرفوعا : (( خيركم من تعلم القرأن وعلمه )) :
وفي هذا الحديث : إشارة إلى تعلم القرآن , وأن خير المعلمين هو معلم القرآن , وأن خير ما تعلم المرء هو تعلم القرآن , فياليت طلاب العلم يعلمون ذلك فإن فيه النفع العظيم , وإنه مما عمت به البلوى في زماننا هذا أنك تجد كثيرا من الدعاة أو المبتدئين في طلب العلم يتصدر للدعوة والفتيا والإجابة على أسئلة الناس وهو لا يحسن قراءة الفاتحة بالمخارج الصحيحة لكل حرف فتراه ينطق السين ضادا والطاء تاء والذال زايا والثاء سينا , ويقع في اللحن الجلي فضلا عن اللحن الخفي , والمفروض -بداهة - أن يحسن قراءة القرآن عن حفظه , لكي يحسن استخراج الآيات والإستدلال بها في مواعظه ودروسه ودعوته.
فتراه ينشغل بالتصحيح والتضعيف والرد على العلماء والترجيح بينهم , وتسمع منه دائما كلمات هي أعلى من المستوى الذي هو عليه فتراه يقول : ’’ أرى , وقلت , وقولي في المسألة كذا , والرأي الراجح عندي كذا ... ‘‘.
ومن عجيب الأمر أنك تجد مثل هؤلاء لا يتحدث عن مسألة من المسائل المتفق عليها , بل دائما - إلا من رحم الله- يتحدث في مسائل الخلاف حتى يدلي بدلوه فيها وإن تعسر عليه ذلك تراه يرجح بين الأقوال , أعوذ بالله من الرياء وحب السمعة والظهور . وأنصح نفسي أولا وهؤلاء ثانيا أن خير ما بدأ به طالب العلم هو حفظ القرآن لقوله تعالى : << فذكر بالقرآن من يخاف وعيد >>.
انتهى كلامه رحمه الله ...
أساله سبحانه أن نكون ممن حاز على وسام الخيرية وانتفع ونفع غيره ..وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى ...