الحمد لله رب العالمين
هذه محاولة لفهم مراد أبي داود من سكوته عن الأحاديث
إنطلاقا من كلامه رحمه الله واعتمادا على استقرءات الأئمة بعده .
قال رحمه الله
-و- ما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها أصح من بعض .
اختلف العلماء في فهم هذه العبارة من كلامه
فقال جمع 1- أن ماسكت عنه أقل درجاته الحُسن
2 - وقال آخرون أنه صحيح عنده.
3- ورجح جمع سكوته على الصحاح والحسان وما كان ضعفه يسيرا .
ومراد أبي داود من قوله صالح صلاحه للاحتجاج
ويشهد له أمران
الأول أنه تكفل ببيان ما كان ضعفه شديدا فيلزم من ذلك عدم بيانه لما كان ضعفه يسيرا .
قال وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء
وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر وليس على نحوه في الباب غيره
قال في شرح النخبة قولهم متروك أو ساقط أو فاحش الغلط ومنكر الحديث أشد من قولهم ضعيف أو ليس بالقوي أو فيه مقال
الثاني ما عرف عن أبي داود من تقديمه الضعيف على أقوال الرجال تبعا لشيخه .
قال وقد ألفته نسقا على ما وقع عندي فإن ذكر لك عن النبي صلى الله عليه و سلم سنه ليس مما خرجته فاعلم أنه حديث واه ...
وفيه إشارة للاحتجاج بماعنده من الأحاديث التي لم يبين ضعفها .
وهو موافق لمذهبه في المراسيل
قال فإذا لم يكن مسند غير المراسيل ولم يوجد المسند فالمرسل يحتج به وليس هو مثل المتصل في القوة .