السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
سئل الفقيه ابن حجر الهيتمي رحمه الله : ( هل يلزم رد جواب الكتاب ولو بلغ السلام في كتاب هل يلزم التلفظ برده على الكاتب والرسول ، وما فائدة التلفظ مع غيبة الكاتب والرسول ؟ أبسطوا الجواب .
فأجاب نفع الله سبحانه وتعالى بعلومه المسلمين بقوله : يسن السلام على الغائب إما برسوله ، وإما بكتابه ، ويلزم الرسول إذا رضي بتحمله بالإبلاغ ، وأما المرسل إليه فلزمه الرد فوراً ثم إن كان السلام عليه بالإرسال لزمه الرد باللفظ ، وإن كان بالكتابة لزمه الرد بها أو باللفظ ، ويندب الرد على الرسول أيضاً وتقديمه فيقول : وعليك وعليه السلام ، وكأن سبب عدم جعلهم قوله : وعليك السلام قاطعاً لفورية الرد لأنه غير أجنبي فكما اغتفروه في عدم قطعه لفورية القبول في نحو البيع فكذلك يغتفر الفصل به هنا ، بل ندب تقديمه لأن الحاضر أولى بالرعاية من الغائب، وفائدة وجوب الرد باللفظ مع غيبة المسلم أن في وجوب الرد حقين حقاً لله سبحانه وتعالى وحقاً للآدمي ، فلو فرض سقوط حق الآدمي لغيبته لم يسقط حق الله سبحانه وتعالى ، إذ لا مقتضى لإسقاطه ، وأيضاً إذا وقع الرد في حضرة الرسول باللفظ بلغه لمرسله فهذه فائدة ظاهرة ، وأما وجوب الرد بالكتابة فحكمته ظاهرة لأن الكتاب إذا وصل للمسلم كان بمنزلة الرد عليه حينئذ ، والله سبحانه وتعالى أعلم ) الفتاوي الفقهية (4/243 ) .
فمـا رأي الأخوة في هـذه الفتوى جزاكم الله خيراً .