تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 48 من 48

الموضوع: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    • أمَّا ما كان في شرك العرب في توحيد الأسماء والصفات، فقوله تعالى : ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة

    وقوله تعالى: ((قل ادعو الله او ادعو الرحمن أيًّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى)).

    وقوله تعالى : ((وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله لاَّ هو عليه توكلت وإليه متاب)).
    والشاهد من هذه الآيات الثلاثة : أنَّ المشركين كانوا لا يقرُّون ببعض أسماء الله تعالى؛ كالرحمن.
    .......................
    وقال في مسائل الجاهلية : المسألة 38 : الإلحاد في الصفات؛ كقوله تعالى : (( ولكن ظننتم أنَّ الله لا يعلم كثيراً مما تعملون)).
    وفي المسألة 39 : الإلحاد في الأسماء؛ كقوله : ((وهم يكفرون بالرحمن)).
    فائدة وتنبيه:
    اسم «الرَّحمن» لله سبحانه وتعالى كان معلومًا عند العرب الجاهليين؛ وإنكار قريشٍ لهذا الاسم إنَّما كان على وجه العصبيَّة والعناد والحميَّة، التي أخبر الله بها في حادثة الحديبية: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميَّة حميَّة الجاهليَّة).


    قال الحافظ ابن جرير الطَّبري رحمه الله في تفسيره: «وقد زعم بعضُ أهل الغباء أنّ العرب كانت لا تعرف «الرَّحمن»، ولم يكن ذلك في لغتها ولذلك قال المشركون للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم:(وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا)، إنكارًا منهم لهذا الاسم.
    كأنَّه كان محالًا عنده أنْ ينكر أهل الشَّك ما كانوا عالمين بصِحَّته أولًا.
    وكأنَّه لم يتْلُ من كتاب الله قول الله: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ) يعني: محمدًا- (كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)، وهم مع ذلك به مكذِّبون، ولنبَّوته جاحدون!
    فيَعلمَ بذلك أنَّهم قد كانوا يدافعون حقيقةَ ما قد ثبت عندهم صحَّتُه، واستحكمتْ لديهم معرفتُه.
    وقد أنشد لبعض الجاهلية الجهلاء:
    أَلا ضربَتْ تلكَ الفتاةُ هَجِينَهَا أَلا قَضَبَ الرحْمَنُ رَبِّي يَمِينَهَا
    وقال سلامة بن جَندلٍ السَّعْدي:
    عَجِلْتُمْ عَلَيْنَا عَجْلَتَيْنَا عَلَيْكُمُ وَمَا يَشَإ الرحْمَنُ يَعْقِدْ وَيُطْلِقِ ».


    وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في التفسير: «وقد زعم بعضهم أنَّ العرب لا تعرف «الرَّحمن»، حتى رد اللهُ عليهم ذلك بقوله: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى}؛ ولهذا قال كفَّار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لعَليٍّ: «اكتب {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فقالوا: لا نعرف الرحمن ولا الرحيم». رواه البخاري.
    وفي بعض الروايات: لا نعرف الرحمن إلَّا رحمن اليمامة.
    وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}.
    والظَّاهر أنَّ إنكارهم هذا إنَّما هو جُحودٌ وعنادٌ وتعنُّتٌ في كفرهم؛ فإنَّه قد وجد في أشعارهم في الجاهليَّة تسمية الله تعالى بالرحمن...».

    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    وقد أنشد لبعض الجاهلية الجهلاء:

    أَلا ضربَتْ تلكَ الفتاةُ هَجِينَهَا أَلا قَضَبَ الرحْمَنُ رَبِّي يَمِينَهَا
    البيت منسوبٌ للشنفرى.
    وقد وقفت على أبيات عدَّةٍ، لأميَّة بن أبي الصَّلت والأعشى، وغيرهما من شعراء الجاهليًَّة، قد ذكروا فيها ما نقله الطبري عنهم من معرفتهم اسم الرحمن.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    92

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزى الله خيراً الشيخ عدنان وجميع من شارك في الموضوع
    عندي نقاط :

    1- للشيخ العلامة الرباني عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني رحمه الله تعالى كتيب نافع في هذا الباب بعنوان "توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية ومذاهب الناس فيهما" نشر عن دار القلم بدمشق والدار الشامية ببيروت
    فصل فيه القول. وأتى بالدلائل القرآنية وعرضها بأسلوب جميل جداً وأنا لم أتم قراءته قراءة متأنية بعد
    وقد صرح فيه بعلو الله سبحانه وتعالى على عرشه بذاته فوق السماوات وأنه بائن من خلقه (ص 59)
    مع أن الشيخ في الأصل أشعري أو على الأقل نشأ على مذهب الأشاعرة.

    2- نبه الشيخ على أنه يقال توحيد الإلهية بمعنى توحيد الله سبحانه في كونه مستحقاً للعبادة وأن كلمة الألوهية تعني العبادة وهي فعل العبد أما الإلهية فهي صفة الله تعالى فمقابل الربوبية نقول الإلهية وليس الألوهية. (أقول : وقد يصح أن يقال توحيد الألوهية بمعنى توحيد العبادة)

    3- أرجو من مشايخنا دلالتي على أقوال أئمة الدعوة النجدية وشيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم في هذه المسألة بالتحديد إذ أن بعض الجهال يزعمون أن "الوهابية" يقولون أن مشركي العرب كانوا على توحيد الربوبية مطلقاً ولم يقعوا في الشرك فيه.

    4- أقترح على المطلعين جمع أسماء من صرح وأقر بتقسيم التوحيد من الأشاعرة والماتريدية قديماً وحديثاً.

    5- للشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رسالة بعنوان "عقيدة العرب في وثنيتهم"
    ضمن مجلد لطيف فيه مجموعة رسائل وهي : ( رسالة فيما على المتصدين لطبع الكتب القديمة فعله ، وأصول التصحيح ، وبحث حول تفسير الرازي ، وسير النبي صلى الله عليه وسلم من عرفات إلى مزدلفة ، وعقيدة العرب في وثنيتهم ) أعدها للنشر وعلق عليها : ماجد بن عبدالعزيز الزيادي . المكتبة المكية .
    لم أطلع عليها لكن الشيخ كل مؤلفاته نفيسة ومحررة
    قال بارينا عز وجل : [ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ] (سورة الأعراف : آية 180)

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    جزاك الله خيرا

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    أخي الكريم عدنان ،

    لدي بضعة استفسارات أرجو منك احتمالي فيها .

    تقول :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
    فصلٌ: وأما ما كان من شركهم في الربوبية فقوله صلى الله عليه وسلم : (( أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من مطرنا بنوء كذا فذلك كافرٌ بي ن مؤمنٌ بالكوكب، وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب)).
    والشاهد من هذا الحديث : أنَّ الشرك في الاستسقاء بالنجوم ( وهو نسبة نزول المطر أو سببه إلى الأنواء والنجوم ) إنما هو شركٌ في الربوبية.
    لم أفهم من هذا الحديث أنه دلالة على شرك الاستسقاء بالنجوم .. بمعنى : طلب السقيا من النجوم .

    لكنك تقول في تفسيرك للاستسقاء بأنه : نسبة نزول المطر أو سببه إلى الأنواء والنجوم .

    فهل يُفهم من كلامك أنّ من جعل الأنواء أسباباً ، من جملة أسباب نزول المطر (كتلبد الغيوم ، وبرودة الجو) .. فقد وقع في ما وقع به مشركو العرب ؟

    أظن أن هذه الفقرة تحتاج منك إلى مزيد بيان حتى لا يلتبس حالها على المبتدئ .

    والحديث الذي جئت به ليس ذا دلالة قوية على شركهم "الأكبر" في الربوبية ، وهذا من جنس الاحتجاج بحديث : (من حلف بغير الله فقد أشرك) .. فلنا أن نقول عندئذ أن هذا الحديث دليل على أن المشركين كانوا يعبدون غير الله في بالحلف !

    هذا ، وقد احتج ابن تيمية بحديث الأنواء للدلالة على الكفر الأصغر ، كما في [مجموع الفتاوى : 7/522] و[مجموع الفتاوى : 27/95] ..

    وفي [مجموع الفتاوى : 8/33] ، قال بعد أن أورد هذا الحديث :
    وهذا كثير جداً في الكتاب والسنة ؛ يذم - سبحانه - من يضيف إنعامه إلى غيره ، ويشركه به . قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة ، والملاح حاذقاً
    فجماع القول هو أنك تحتاج - برأيي - إلى دليل إضافي يبيّن حقيقة معتقد كفار قريش بالأنواء ، وكيف أنهم اتخذوها آلهة من دون الله - تعالى - ..

    وتقول بعد ذلك :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري
    ووجه كونه شركاً في الربوبية : أنه اعتقاد تأثير بعض الأنواء بكونها منزلةً للمطر أو سبباً لنزوله؛ والواجب نسبة إنزال المطر لله وحده، وعدم جعل شيءٍ سبباً لم يجعله الله كذلك.
    • وهذه النسبة تناقض توحيد الربوبية؛ الذي هو توحيد الله بأفعاله؛ ومن أفعاله : إنزال المطر.
    هل اعتقاد السببية في شيء لم يجعله الله سبباً هو شرك "أكبر" في الربوبية ؟ .. فأنت تقول إن هذه النسبة تناقض توحيد الربوبية .. والمناقضة لا تكون إلا للشرك الأكبر .

    وما رأيك فيمن يقول : (من شروط نزول المطر : برودة الطقس ، تلبد الغيوم ، وجود النوء الصحيح) ؟

    وأليس اعتقاد السببية تلك في الأنواء ، هو كاعتقاد السببية في كسوف الشمس أو خسوف القمر بسبب موت أو ولادة شخص ما ؟ .. كما زعم بعض الصحابة عندما كسفت الشمس بعد موت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟

    هذا ، ولي تعقيبات أخرى أرجئها حتى ننتهي من ضبط هذه المسألة ، إن شاء الله .

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    أخي الكريم.. بارك الله فيك، كان بإمكانك سؤالي قبل بناء كلامك على ما لم أقصده!
    أين رأيت في كلامي أنِّي عددت الحلف بغير الله أوجعل الأنواء سببًا لنزول المطر.. الخ شركًا (أكبر)؟!

    وأمَّا بقية كلامك وتفصيل كون الاستسقاء قد يكون شركًا أكبر أحيانًا والاستدلال على ذلك.. !، وكذا غيره من الأمور التي تتراوح بين الشركيَّة الكبرى والصغرى فليس ذا مبحثي! وهو مبحث سهل مبذول في شروح كتاب التوحيد، فلم تتعقبني بما لم ألتزمه؟! وتلزمني بحث ما لا يلزمني!

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    557

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    بارك الله فيك .. إنما كان كلامي هو استفسار منك عن مقصدك ، واستبيان عن بعض الإشكالات ..

    ثم إنني قلت : ( فجماع القول هو أنك تحتاج - برأيي - إلى دليل إضافي يبيّن حقيقة معتقد كفار قريش بالأنواء ، وكيف أنهم اتخذوها آلهة من دون الله - تعالى - ) ..

    لم أجد دليلاً - بحسب قراءاتي المتواضعة - تنصّ على أن كفار قريش كانوا يعبدون الأنواء .. وغاية ما وجدنا هي : نسبة السببية إليها ، والتي - كما تفضلت وقلت - تتراوح بين الشرك الأكبر والأصغر .

    فكون كفار قريش مشركون شركاً أكبر ، لا يعني أن كل معتقداتهم وبواطلهم من الشرك الأكبر .

    ولعلّك قصدت جمع أشهر معتقدات الكفار الباطلة التي تندرج تحت مسمى "الشرك" ، سواء أكان أكبر أم أصغر .. فإن كان الأمر كذلك ، فالخطأ من جانبي ، لأنني فهمت أنك جمعت في هذا المقال ما يُصنّف ضمن الشرك الأكبر لا غير .

    على أية حال .. هذه مجرد مسألة فرعية وددت طرحها قبل الشروع في المسألة "الكبيرة" .

    أود سؤالك في أمر حيّرني ردحاً من الزمن ، ولم أصل فيه إلى نتيجة "قطعية" بعد .. فإنني ما زلت أبحث وأقرأ وأراجع وأتراجع !

    لقد ذكرت في موضوعك أن كفار قريش كانوا مشركين في بعض الربوبية .. أو كما تقول "أفرادها" .

    سؤالي لك في هذا المقام :

    هل ترى أن شركهم الأكبر في الألوهية تأثّر بها الشرك الأكبر في الربوبية ؟ .. وبمعنى أصح : هل ترى شركهم في الألوهية مبنياً على شركهم في الربوبية ، بحيث لو صحّ لهم توحيد الربوبية ، لما أشركوا في الألوهية ؟ وهل التلازم بينهما قطعي ؟

    وإن كان التلازم قطعياً .. أفلا يعني أن مقولة : "لا توحيد إلا توحيد الربوبية" .. هي مقولة صحيحة ؟ .. إذ أن من صحّ عنده هذا التوحيد ، فقد صحّ عنده توحيد الألوهية تبعاً ؟

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    167

    افتراضي رد: حقيقة الشِّرك وأنواعه في الجاهليَّة والإسلام.

    فرق بين الإقرار بالشيء وبين تحقيق المقر لما اقر به .
    والقرآن الكريم لم يخبرنا إلا عن إقرار كفار مكة بالربوبية, وأخبرنا عن شركهم في الألوهية, وبيّن لنا أن تحقيق الأول يستلزم تحقيق الثاني, وأخبرنا بأن المشركين أقروا بالأول مع إشراكهم بالثاني, فقال تعالى :"وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون" .
    قال مجاهد في الآية : إيمانهم بالله قولهم إن الله خلقنا ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وعن ابن عباس وعطاء والضحاك نحو ذلك .
    فانتبه إلى أن قوله تعالى هنا { وما يؤمن أكثرهم بالله } المراد به الإيمان لغة وهو الإقرار فقط, لأن الإيمان الشرعي لم يأتوا به , وهو منفي عنهم بقوله { إلا وهم مشركون } أي في الإلهية .
    فالتلازم بيت توحيد المعرفة والإثبات (الربوبية, الاسماء والصفات) وبين توحيد الإرادة والطلب, كالتلازم بين القول والعمل في الإيمان الشرعي .
    ومن هنا تفهم كيف أثبت القرآن العظيم وأهل العلم تبعًا للقرآن العظيم الربوبية للمشركين وهم مشركون فيها باللزوم, ولا يفيد الفتوى الأزهرية ما تقوله من أن لازم قول أهل السنة أن المقر بالربوبية محقق للألوهية, لأن هذا اللازم إنما يلزم على مذهب أهل السنة القائلين بأن الإقرار بالصانع وبربوبيته واسمائه وصفاته تستلزم توحيده بأفعال العباد, فمن أقر بالأول وأخل بالثاني لم يكن محقق للأول أصلًا, ومجرد الإقرار مع نقضه بالفعل لا يبقى إقرارًا, إلا على مذهب المبتدعة من الأشعرية وغيرهم الذين يصححون التوحيد بمجرد الإقرار كما يصححون الإيمان الشرعي بمجرد الإقرار . والله تعالى أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •