تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حديث المدلس بين القبول والرد!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي حديث المدلس بين القبول والرد!!

    قال أبو عمر رحمه الله تعالى في التمهيد المجلد الأول:
    وجملة تلخيص القول في التدليس الذي أجازه من أجازه من العلماء بالحديث، هو: أن يحدث الرجل عن شيخ قد لقيه وسمع منه بما لم يسمع منه وسمهع من غيره عنه، فيوهم أنه سمعه من شيخه ذلك، وإنما سمعه من غيره، أو من بعض أصحابه عنه، ولا يكون ذلك إلا عن ثقة فإن دلس عن غير ثقة فهو تدليس مذموم عند جماعة أهل الحديث، وكذلك إن دلس عمن لم يسمع منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء إلى ما ينكرونه ويذمونه ولا يحمدونه، وبالله العصمة لا شريك له.اهـ

    من أقوال بعض السلف في ذم التدليس
    *قال صالح بن أحمد بن حنبل: (ت 266) حدثنا علي المديني قال سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: قال شعبة يوما: حدثني رجل عن سفيان عن منصور عن إبراهيم بكذا، ثم قال: ما يسرني اني قلت: قال منصور وأن لي الدنيا كلها.
    *قال أحمد بن حنبل : سمعت يزيد بن هارون يقول: قد تجوز شهادة الرجل ولا يجوز حديثه ولا يجوز حديثه حتى تجوز شهادته.
    * قال أيوب: إن بالبصرة رجلا من أزهدهم وأكثرهم صلاة عييا لو شهد عندي شهادة ما أجزت شهادته، يريد فكيف أقبل حديثه.
    * عن ابن معين قال: كان ابن عيينة يدلس فيقول: عن الزهري، فإذا قيل له: من دون الزهري؟ فيقول: أليس لكم في الزهري مقنع؟ فيقال: بلى ، فإذا استقصى عليه يقول: معمر! اكتبوا لا بارك الله لكم.
    *وسئل يزيد بن هارون عن التدليس في الحديث فكرهه وقال: هو من التزين.

    من أقوالهم في تدليس الأعمش وابن عيينة
    قالوا: لا يقبل تدليس الأعمش، لأنه إذا وقف أحال على غير مليء (غير ثقة) إذا سألته عمن هذا؟ قال موسى بن طريف (طريف الأسدي الكوفي) وعباية بن ربعي(الكوفي) والحسن بن ذكوان (أبوسلمة الحسن بن ذكوان البصري)
    وقالوا: يقبل تدليس ابن عيينة، لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج ( عبدالملك بن عبدالعزيز الرومي ت 150) ومعمر (معمر بن راشد الأزدي ت 153) ونظائرهما.
    قال يحيى بن معين: قال هشيم (بالتصغير) بن بشر بن أبي حازم ت 183 وكان الأعمش مدلسا، وكان الوليد بن مسلم مدلسا.
    عن سفيان الثوري قال: حدثنا سليمان الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة). قال علي المديني: قال يحيى بن سعيد قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذ الحديث من إبراهيم التيمي.
    قلت:(عبدالله نياوني) قال أبو عمر في التمهيد :هذه شهادة عدلين إمامين على الأعمش بالتدليس..
    قول يزيد في محدثي الكوفة
    قال يزيد بن هارون السلمي لم أر بالكوفة أحدا إلا وهو يدلس، إلا مسعرا هو(مسعر الهلالي الكوفي ت133) وشريكا وهو (شريك بن عبدالله النخعي الكوفي ت177)

    المرجع: كتاب التمهيد على ما في الموطأ من الأسانيد لأبي عمر بشئ من التهذيب والترتيب .
    جعله الله لوجهه خالصا وللقراء نافعا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    توفني يارب وأنت راض عني
    المشاركات
    124

    افتراضي رد: حديث المدلس بين القبول والرد!!

    قال أبو عمر في التمهيد:
    واختلفوا في حديث الرجل عمن لم يلقه مثل مالك عن سعيد بن المسيب والثوري عن إبراهيم النخعي وما أشبه هذا فقالت فرقة: هذا تدليس لأنهما لو شاءا لسميا من حدثهما كما فعلا في الكثير مما بلغهما عنهما، قالوا: وسكوت المحدث عن ذكر من حدثه مع علمه به دلسة.اهـ
    وقال أيضا رحمه الله:
    فإن كان هذا تدليسا فما أعلم أحدا من العلماء سلم منه في قديم الدهر ولا في حديثه اللهم إلا شعبة بن الحجاج ويحيى بن القطان فإن هذين ليس يوجد لهما شئ من هذا لا سيما شعبة فهو القائل: لأن أزني أحب إلي من أن ادلس.
    وقال: التدليس في الحديث أشد من الزنا.
    وقال أبو نعيم سمعت شعبة يقول: لأن أزني أحب إلي من أن أدلس.
    وقال أبو الوليد الطيالسي سمعت شعبة يقول: لأن اخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أقول زعم فلان ولم أسمع ذلك الحديث منه.
    قلت: (عبدالله نياوني) هذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطورة التدليس والإشتهار به، ولا بأس حتى في دنيا زماننا لطلاب العلم أن يكونوا في غاية الحذر عند الإلقاء، حتى لا يفقدوا مصداقيتهم لدى العامة، فكم هو خطر أن يقف الداعية بين يدي الناس ملقيا فينظر العامة إلى قيله بعين الإزدراء. فالننتبه لذلك يارعاكم الله تعالى.
    اللهم اجعلني من أنصار هذا الدين بالعلم والنفس والمال خالصا لوجهك الكريم.
    وهنا بعض خطب ومحاضرات أبي عبدالرحمن عبدالله نياوني
    http://niaoune.maktoobblog.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: حديث المدلس بين القبول والرد!!

    هل صحّ عن شعبة أن قال: لأن أزني أحب إليَّ من أن أدلس؟
    نعم، هذا القول مشهور عنه، ولا أعلم فيه طعناً([1])، وجاء في بعض الراويات لأن أربي بالراء المهملة، والباء الموحدة، أي: لأن أقع في الربا أحب إليّ من أن أدلس، والظاهر أنّه تصحيف، فإن ذاك هو القول المشهور عنه، ولعلّ البعض يسأل ويقول: كيف يقول هذه المقالة والزنا كبيرة من الكبائر، والتدليس ما وصل إلى هذا الحد؟
    والجواب: أنَّ الظاهر أنَّه خرج مخرج الذم والتنفير وإظهار مدى عيب التدليس، والكلمة ليست مقصودة في حقيقتها، ولكن المقصود منها: التنفير وبيان قبح التدليس في نظر السامعين([2])، والله أعلم.([3])



    ([1]) جاء في «الكفاية» للخطيب – رحمه الله – (ص:508) «باب الكلام في التدليس وأحكامه»: أخبرنا أبوبكر البرقاني قال أنا محمد بن عبدالله بن حمرويه الهروي، قال: أنا الحسين بن إدريس، قال: ثنا ابن عمار، قال: سمعت المعافى يقول: سمعت شعبة يقول: «لأن أزني أحب إليّ من أن أدلس، فقلت له: يا أبا مسعر! ما تقول أنت في التدليس؟ قال: أدنى ما فيه التزين. اهـ وإسناده: صحيح.
    وجاء في «المجروحين» لابن حبان (1/92): أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت محمد بن منصور قال: سمعت عفان يقول: سأل رجل شعبة عن حديث فقال: لأن أخر من السماء أحبُّ إليّ من أن أدلس. اهـ وإسناده صحيح.
    وانظر «سير أعلام النبلاء» (7/210) والله أعلم.


    ([2]) قال ابن الصلاح – رحمه الله تعالى – في «مقدمته» (ص:170): وهذا من شعبة إفراط محمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير، وتعقبه البلقيني فقال: والذي قاله شعبة ظاهر فإنَّ آفة التدليس لها ضرر كبير في الدين وهي أضر من أكل الربا، وقد جاءت أحاديث محتج بها تدل على أنَّ أكل درهم ربا أشر من الزنا على وجوه مروية… إلخ.
    أقول: والصواب ما قاله ابن الصلاح – رحمه الله – لأنَّ التدليس قد فعله أئمة كبار وأكثروا منه ولم يزحزحهم ذلك عن مكانتهم فضلاً عن تجريحهم أو تفسيقهم، إلا أن يحمل كلام البلقيني على نوع خاص من التدليس من بعض الرواة المجروحين أصلاً أو يحمل على تصرف بعض المدلسين الذين يعرفون ضعف مشايخهم ومع ذلك يسقطونهم ليروجوا روايتهم الضعيفة والساقطة والله أعلم.


    ([3]) هذا ومع ذم شعبة الشديد للتدليس إلا أنّه لم يسلم من التهمة بذلك وقد دافع عنه الحافظ ابن حجر – رحمه الله – حيث قال في «النكت» (2/628-630):
    قال القاضي أبو الفرج المعافي النهرواني في «كتاب الجليس والأنيس» – له – في المجلس الثالث والخمسين منه: كان شعبة ينكر التدليس ويقول فيه ما يتجاوز الحد مع كثرة روايته عن المدلسين ومشاهدته من كان مدلّساً من الأعلام، كالأعمش والثوري وغيرهما إلى أن قال: ومع ذلك فقد وجدنا لشعبة مع قوله في التدليس تدليساً في عدة أحاديث رواها وجمعنا ذلك في موضع آخر. اهـ.
    قال الحافظ: وما زلت متعجبِّباً من هذه الحكاية شديد التلفت إلى الوقوف على ذلك ولا أزداد إلا استغراباً لها واستبعاداً إلى أن رأيت في فوائد أبي عمرو بن أبي عبيد بن مندة وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا – ثم ساق السند – إلى شعبة قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت فقال: أبو قزعة حدّثني مهاجر المكي أنّه سأل جابر بن عبدالله – الحديث .
    ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي قزعة بأربعة أحاديث هذا أحدها يعني ليس فيه عمرو بن دينار، قال الحافظ قلت: هذا الذي قاله أحمد على سبيل الظن وإلا فلا يلزم من مجرد هذا أن يكون شعبة دلس في هذا الحديث لجواز أن يكون سمعه من أبي قزعة بعد أن حدّثه عمرو عنه، ثم وجدته في «السنن» لأبي داود عن يحيى بن معين عن غندر عن شعبة، قال: سمعت أبا قزعة:… فذكره فثبت أنَّه ما دلّسه، والظاهر الذي زعم المعافي أنّه جمعه كله من هذا القبيل وفي «طبقات المدلّسين» وكيف يظن بشعبة التدليس وهو القائل: لأن أخر من السماء أحب إليّ من أن أقول: عن فلان ولم أسمعه منه، وهو القائل: لأن أزني أحب إليّ من أن أدلّس. اهـ (ص:185).

    الأسئلة الحديثية لأبي الحسن المأربي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •